عنوان الموضوع : لن تجدوا اروع من........... مدن جزائرية
مقدم من طرف منتديات العندليب

كسبت المياه المعدنية لـ «حمام قرقور» بسطيف ذات الفوائد العلاجية، والذي يستقطب طيلة السنة زوارا من كل مناطق البلاد شهرة تجاوزت حدود الوطن. وفي غياب أي معنى قريب إلى المعقول لكلمة "قرقور"، فإن الكثير من مواطني هذه المنطقة يؤكدون على أنها تعني سماع حركة الماء انطلاقا من جوف الأرض، عندما يضع الإنسان أذنه على سطح الأرض. لكن هذا الموقع يعرف أكثر بحمام "سيدي الجودي"، في حين أن كلمة «قرقور» فتعني بها اسم القرية التي أصبحت بلدية ثم دائرة وتقع على بعد 55 كلم شمال عاصمة الهضاب العليا.
كان سيدي «الجودي» رجلا ورعا وتقيا ومفسرا للقرآن ومنتميا لأخوان المرابطين الذين جاءوا لتعليم مبادئ القرآن الكريم في مسجد صغير بنوه في القرن العاشر الهجري غير بعيد عن مدينة حمام «قرقور» الحالية. وكرس الولي الصالح سيدي «الجودي» وأصله من «الساقية الحمراء» حياته للدين وللأعمال الخيرية لأفراد المجتمع الذين كانوا يكنون له فائق الاحترام والتقدير، وما تزال حاليا زاوية كبيرة يدرس بها 300 تلميذ تحمل اسمه تقع بالقرب من المسجد العتيق. ولسكان هذه المنطقة اعتقاد قوي بأن سيدي «الجودي» وتحديدا حينما أصبح الماء نادرا وبدأ تلاميذه يشتكون من العطش بسبب ترتيلهم آيات القرآن الكريم ضرب بعصاه الأرض فانبعث الماء من هذا المنبع لتبقى هذه الرواية بالنسبة لآخرين مجرد أسطورة. وأثبتت تحاليل فيزيائية-كميائية عديدة أجريت على المياه الحرارية والمعدنية لهذا المنبع الطبيعي المتدفقة انطلاقا من الضفة اليمنى لـ «وادي بوسالم» على أنها تتميز بنشاط إشعاعي. وكان الرومان أول من بنى أحواضا لهذه المياه الحموية، وذلك بالقرب من مضايق «وادي بوسالم» وسط إطار طبيعي خلاب محصور بين جبال «بابور» وجبال «البيبان». واكتشفت الأحواض الحموية الرومانية في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي إلى جانب آثار لبلدة رومانية صغيرة تسمى «آدا سافا مونيسيبوم سافا». وكانت الأحواض الحموية تستعمل في علاج معمري الإمبراطورية الرومانية وسكان المدينة وجنود جيوش روما، مما يؤكد أن هذا المنبع استعمل على التوالي من طرف البربر والرومان والمسلمين ثم المحتلين الفرنسيين. وتوجد الحمامات التقليدية الثلاثة، أحدها مخصص للنساء موروث عن الحقبة القديمة بوسط القرية بالقرب من «وادي بوسالم»، ثم بعدها بقليل المركب السياحي الذي يستقطب عدد كبير من الزوار. يذكر أن المركب الحموي لـ«حمام قرقور» وهو منشأة تابعة لمؤسسة التسيير السياحي للشرق استقبل خلال سنة 2016 حسب مسيريه حوالي 76 ألف زائرا بغرض العلاج ما أسهم بشكل ملحوظ في إنعاش السياحة الحموية بهذه المنطقة. وتشكل هذه المنشأة التي يعود تاريخ تدشينها إلى العام 1987 أهمية كبيرة بالنسبة للمالية المحلية حيث تجني منها بلدية «حمام قرقور» سنويا 15 مليون دينار تدعم بها ميزانيتها. وتضم هذه المحطة المتربعة على 17 هكتارا والواقعة في وسط طبيعي محض يتميز بالسكينة والهدوء التام 96 غرفة و38 شقة موجهة للعائلات ومطعمين وقاعة للعرض السينمائي وجناح طبي-علاجي ومركز تجاري بالإضافة إلى مسبح. وبغض النظر عن الخصائص العلاجية لمياه هذه المحطة الحموية، فإن منبع «حمام قرقور» ساعد كذلك على بروز نشاط سياحي حقيقي بالرغم من أن الحديث قد يتشعب ويطول بشأن "الحس المدني" الذي يفترض أن يتحلى به الجميع. وأصبح «حمام قرقور» بفضل مياهه التي تحتوي على كلس الكبريت بدرجة حرارة لا تقل عن 45 والمعدنية بنسبة كبيرة والمشعة المصنفة ثلاثة عالميا بعد «برمباخ» بألمانيا و«جشيمون» بجمهورية التشيك إحدى القبلات المفضلة بالنسبة لطالبي العلاج الحموي، وكذا بالنسبة للعائلات التي تبحث عن قضاء أوقات راحة بعيدا عن ضوضاء المدينة، وذلك وسط منظر طبيعي صخري وأخضر خلاب.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك




__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :