عنوان الموضوع : زمورة...عروس البيبان وقلعة القرآن "أهلا بكم في برج زمورة" لعشاق السياحة
مقدم من طرف منتديات العندليب
السلام عليكم
أهلا بكم أعضاءنا الكرام
أردت اليوم أن أعرفكم ببلديتي برج زمورة الواقعة شمال ولاية برج بوعريريج أرجو أن تستفيدوا من هذه المعلومات ولابأس إن قمتم بزيارتنا فكما يقول المثال " الباب اللي طبطب عليه يتفتح"
برج زمورة عروس جبال البيبان
العثمانيون و الرومان و الفرنسيون أدركوا قيمتها و الساسة الجزائريون همشوها
تضم ولاية برج بوعريريج في خباياها الكثير من الجواهر التي يترصع بها تاج عاصمة البيبان كيف لا و هي تمتلك مدينة برج زمورة و قرية القليعة التي تعد منارة إسلامية ذاع صيتها في مشارق الأرض و مغاربها، بل أن الأتراك و الاستعمار الفرنسي قد أدركوا مدى أهمية هذه المنطقة تاريخيا و عسكريا على عكس ساستنا اليوم الذين أهملوا المنطقة و تركوها تأن تحت ضلال أشجار الزيتون.
مدينة أنهكها الزمن فراح بريقها الخلاب الذي سلب ألباب البلايين، مدينة أكل عليها الدهر و شرب فضل أولادها يجرون وراء سراب تاريخي ذهب و اختفى، مدينة تعاني ويلات التهميش في ظل الاستقرار و الاستقلال، مدينة تمتلك مقومات سياحية كبيرة لم تشفع لها بأن تكون وجهة سياحية معتبرة في الجزائر فتعالوا معي لأحكي لكم حكاية برج زمورة.
برج زمورة عروس جبال البيبان وقلعة القرآن
برج زمورة بلدة جبلية تبعد عن مركز ولاية برج بوعريريج ب26 كلم تحتوي على عدة قرى مرتبطة ببعضها البعض عن طريق رابطين الأول طرق جبلية ملتوية تتخللها مناظر طبيعية ساحرة أما الثاني فرابط المحبة والعلاقات الإنسانية السامية بين أهلها جميعا فإضافة إلى علاقة المصاهرة هناك الكثير الذي يجمع بين أهل برج زمورة إنها الخلال الكريمة المشتركة بينهم كحب الضيف والتعاون واحترام الجار و هو التعريف الذي وجدناه متداولا في صفحات النت التي تعرف بهذه الأرض الطيبة التي يفخر سكانها و أبنائها بالانتماء له، جبل بابور يحتضنها بحنو بالغ ويحميها من برد الشتاء بدفئه الناتج وهج الصيف بنسماته الجبلية الشافية للروح كما يحميها من التيارات الباردة الآتية من الشمال لتلتصق بذلك بمدينة قنزات التابعة إقليميا لولاية سطيف، و لا تستطيع الوصول الى بلدية برج زمورة إلا عبر صعود الطريق المتعرج الذي يبلغ 3 كلم و هو طريق معبدا جيدا يبدأ من الدهسة التابعة لبلدية تسامرت و ينتهي الى "الكا" المطلة على بلدية قنزات و شدني هنا منظر و مشهد سير السيارة التي تأن و تصدر أصوات الألم نظرا لصعودها هذا المنعرج و المرتفع الجبلي الطويل لكن ذلك لا يخلوا من الفرجة المضمونة في طبيعتها الخلابة التي امتدتها من جبال جرجرة الشامخة التي ترتبط بها في شقها الشمالي فتتراء لك قراميد القرى الأمازيغية و أشجار الزيتون و الكرموس و التين و العمارة العربية العثمانية المبنية عن طريق الصخر الصلب فتدرك أخيرا أنك فعلا وصلت الى بلدية زمورة.
زمورة قديمة قدم التاريخ
تعد زمورة أقدم المدن المشيدة في إقليم برج بوعريريج كيف لا و تاريخها ضارب في القدم الى العهد الروماني و توجد دلائل عدة على الوجود الروماني في هذه المنطقة لعل أهمها بتالاوزرو و تيغرمين و خربة قيدرة المصنفة عالميا كما دخلها العثمانيون عام 1561 للميلاد و أنشئوا بها حامية تطل على جبال البرج و سطيف و القبائل و كانت نقطة مراقبة و قد أشار الى ذلك أبوا القاسم سعد الله في كتابه تاريخ الجزائر الثقافي، دون نسيان أنها كانت تتبع لعمالة قسنطينة في العصر العثماني و كانت تعرف باسمها برج زمورة نظرا للحصن المتواجد على أعلى قممها و بعد ذلك تبعت الى عمالة سطيف و بعدها الى ولاية برج بوعريريج في آخر تقسيم إداري في الجزائر زمورة تعتبر أقدم من الولاية ذاتها لأنها تأسست قبل حوالي 700 سنة واللافت للانتباه أن هذه المدينة العريقة لم تجد الانتباه المطلوب من السلطات الجزائرية اشتهرت زمورة بالعلم والعلماء منهم الشيخ العلامة أحمد بن قدور الذي شرح كتاب سيبويه وله تعليقات كثيرة على مجموع المتون ومنه العلامة الذائع الصيت الشيخ عمر أبي حفص الزموري الذي كان حجة زمانه ومنهم العلامة الشيخ علي أبو بكر ومنهم الكثير لا يتسع المجال لذكرهم كما توجد بها زاوية لتحفيظ القرآن في القليعة بنظام داخلي و هي القرية التي تمتد بها جذور أجدادي و سكن فيها أحد أجدادي القادمين من مدينة تيزي وزو و أنشأها عبد الله الحمصي العلامة القادم من سوريا أو الشام آنذاك و يعود تاريخ تأسيسها الى أكثر من 930 سنة، زمورة مدينة غارقة في التاريخ سكنها الرومان والعرب و الأتراك وتوجد حاليا الكثير من العائلات التركية التي تعيش بها لحد الآن مثل :عائلة ڤريڤ أحسين و عائلة بوبترة وكانت سلالة حاكمة خوجة بن ساسي بن عبيد...إلخ و من العائلات الأمازيغية المشهورة بها عائلة حموش التي استوطنت منطقتين بعد قدومها من مدينتي عزازقة بتيزي وزو و ايغيل علي ببجاية ألا و هي منطقة أولاد حموش الواقعة في شمال المدينة و منطقة القليعة التابعة لبلدية تاسمرت التي تم تأسيس فيها الزاوية القرآنية و شيدت قريتها على شاكلة قرى جبال جرجرة العتيقة تشتهر زمورة بمساجدها الكثيرة ودور العلم وهي الآن مركز علمي مهم في ولاية البرج.
إن هذه المدينة الجبارة التي قاومت الاستعمار الفرنسي منذ أن دخل إلى الجزائر لم تلق الاهتمام المطلوب من أصحاب الشأن السياسي فلقد زارها الجنرال ديغول وعزز تواجد القوات الاستعمارية هناك لأنها كانت منطقة إستراتيجية ولوجستية بالمفهوم العسكري ولم يزر ولايات كبيرة معروفة حينها والجيش الإنكشاري أسس أول قواعده بها وبالجزائر العاصمة و بقسنطينة ففي رسالة بعثها الباب العالي إلى قائد الجيش الانكشاري بالمغرب العربي قال له فيها ركز جيشك في ثلاث مناطق وهي الجزائر و زمورة و قسنطينة كل هذه المآثر لم تشفع لهذه المدينة العريقة في أن ينفض الغبار على تاريخها وعلى فك العزلة عنها وقد أعطت للجزائر الكثير من شعراء وعلماء وساسة ودكاترة جامعات و أطباء وغيرهم.
قرية القليعة حنين الأجداد و رهاب الهجرة
تقع قرية القليعة في بلدية تسامرت دائرة برج زمورة ولاية برج بوعريريج وتعتبر هذه المنطقة ذات طابع سياحي من جهة بالإضافة الى الطابع التعليمي من خلال الزاوية القرآنية التي تمول من طرف المحسنين و المنتمين الى السكان الأوائل للقرية و الذين لا زالوا لحد اليوم يدفعون اشتراكاتهم السنوية عبر مجلس شيوخها في كل الولايات الجزائرية و خارج الوطن أما بالنسبة للجانب السياحي فتزخر قرية القليعة بعدة أثار مكنت الإنسان القديم من تحدي قسوة الطبيعة وهذا من خلال المنازل المبنية بالحجارة والطين والقرميد والتي تمكنت من تحدي قسوة الطبيعة بالإضافة إلى العين التقليدية والتي كانت ولا زالت تمون سكان القرية بالمياه العذبة هذا من جهة من جهة أخرى نجد مناظر طبيعية خلابة أبهرت كل من رآها من خلال الوادي الذي جعل من القرية جنة خضراء إذ تحتوي القرية على كم هائل من أنواع الأشجار كالتين الزيتون الرمان المشمش العنب الصنوبر البلوط الصفصاف الدفلة اما من الجانب التعليمي فنجد المعلم التاريخي الواقع في وسط القرية وهو المسجد والذي يحوي على زاوية قرآنية ذات نظام داخلي تمول من ذوي البر و الإحسان حيث تستقبل طلبة القران من مختلف ولايات الجزائر حيث تمكنت رغم نقص الإمكانيات من تخريج عدد مهم به من طلبة القران.
أنشأت هذه القرية حسب الروايات المتعاقبة من شيوخ و كبار القرية أبا عن جد عن أحد الرجال الصالحين هو أول من استوطن فيها عندما كان يبحث عن مكان في المنطقة للاستقرار فيه فلفت انتباهه الموقع المميز لما يحمله من صفات التعبد و السكينة و الحصانة و كذا الخيرات التي يتوفر عليها المكان من مياه متدفقة و غابات كثيفة هذه الصفات تساعد على التعبد لله لكونها بعيدة عن الضوضاء و العمران فاختار المكان المرتفع الذي يتوسط القرية و هو عبارة عن قاعة صخرية وسميت بالقليعة تصغيرا لكلمة القلعة فأقام منزله بالمغارة التي كانت موجودة داخل صخرة القلعة وبعد مدة من الزمن قام هذا الولي الصالح ببناء أول مسكن على الصخرة التي لازالت أثاره لحد الآن و مع مرور الوقت ذاع صيت هذا الولي الأرجاء المجاورة فأصبح قبلة لكثير من الزوار قصد التبرك و الاستئناس به و نظرا لأخلاقه العالية و تواضعه جعل الناس ينحدرون أليه من كل حدب وصوب قصد مجاورته و الاحتكاك به،لا سيما من قرية لصفاح التي كانت متواجدة في أعالي شرق القليعة و قرية سيدي ذياب و قرية تامست و قرية تيزي وغرة دون نسيان العائلات التي جاءت من تيزي وزو و ايغيل علي ببجاية إلا أن القرية عمرت بالسكان منذ القرن الخامس الهجري حيث سكنتها عائلات انحدرت من مختلف القرى المجاورة متخذة من هذا المكان مأمنها من مختلف الحملات التي عرفتها البلاد بسبب ثورات البربر وحروب الروم وفتن ملوك المغرب، و كان هذا الولي الصالح بكل بساطة هو عبد الله الحمصي القادم من الشام.
قرى هجرها سكانها و تحولت الى مدن أشباح
كانت الساعة تشير الى حوالي الثانية بعد الزوال عندما وطأت قدماي قرية القليعة بعد أن تجولت قليلا في برج زمورة توجهت صوبها في لهيب الشمس الحارقة و أنا كلي أمل أن القي أحد معارفي هناك إلا أنني صدمت عندما دخلت الى المدينة و لم أجد إلا بعض الأشخاص لم أرهم طول حياتي كانوا مجرد رعاة يرعون غنهم في هذه الجنة الخضراء التي يحن لها البشر و كذا الحيوان نظرا لبرودتها الطبيعة في فضل الصيف الساخن و عذوبة مياهها و برودتها في هذا الحر و تنوع أشجارها و كثرة فاكهتها حتى خيل لي أنني في حكاية من حكايات ألف ليلة و ليلة ركنا السيارة و توجها صوب غار ايفيري المشهور و هو ليس ايفيري بجاية إنما ايفيري القليعة الذي كان محج الكثير من العباد و الصالحين وهو أول مكان استقر به الشيخ الصالح عبد الله الحمصي و له خصوصيات طبيعية فهو بارد صيفا و دافئ شتاءا التقطنا أنفاسنا في هذا التكييف الطبيعي وتوجهنا صوب عبن القرية لنرتوي بها فآلمني أن أرى هذه الجنة خاوية على عروشها سوى بعض العائلات و طلبة المدرسة القرآنية الذين لا زالوا لحد الآن يزاولن دراستهم بهذه المنطقة الغناء و التي يضفي عليها الجبل و الواد و الغابة منظرا روحانيا صوفيا، تجولت في أزقتها و شممت ريح تاريخها العبق و كأنني أرى سكانها القدماء يمشون ببرانسهم البيضاء و عمامتهم الصفراء في أدراج القرية ويدقون أبوابها ليتوجهوا صوب المقهى أو المسجد أو حتى الجلوس في ساحتها التي كانت تشكل مجلس الشيوخ أو ما يعرف ببرلمان اليوم، يروون القصص و يحلون قضايا الخلاف و يجمعون الأموال للسائل و المحروم و يدافعون عن أسوار مدينتهم و يروونها بدمائهم الطاهرة، لكن للحظة رجعت الى وعيي و أدركت أنني في قرية أشباح أكل عليها الدهر و شرب رغم ما تزخر به من إمكانيات سياحية تستطيع بعثها من جديد الى الواجهة، فأين هم مسؤولوا السياحة في بلادنا لتضميد جرح مدينة القليعة و برج زمورة القديمة قدم التاريخ الجزائري العظيم.
تحياتي لكم
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
ولا رد؟؟؟؟؟؟؟؟
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
مشكور أخي على التعريف بهذه المدينة الرائعة ، شخصيا أحب هذه المدينة لسببين على الرغم من أني لم أزرها ، أول الأسباب هو طيبة سكانها وأهلها إذ كان يدرس معي شخص والله هو إنسان رائع وذو أخلاق عالية جدا ، ثاني الأسباب هو أنها بلاد القرآن بحق ، إذ أعرف ربما شخصين أو ثلاثة أولهم من هناك وهم من حفظة القرآن الكريم ، ربي يبارك فيكم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
مشكور أخي على الرد وبارك الله فيك على الكلام الجميل
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
الله الله ما شاء الله ميرسي ولد بلادي على هذا التعريف الله يحفظك و حييلي كااامل ناس زمورة الي راهم معانا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
شكرا لك أخي على تعريفك بهذه البلدية التي لم أكن أعرف منها الا اسمها و لكن الآن تعرفت عليها بطريقة ثانية بارك الله فيك