عنوان الموضوع : السياسة الاستعمارية في الجزائر للجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب

مقدمة : ‏

لقد تعمد الاستعمار الفرنسي تشويه الشخصية الجزائرية معتمدا على سياسة التجهيل و قتل الذاكرة ‏التاريخية و الحضارة لأنه أدرك أهمية اللغة و قيمتها عند شعب يريد الحفاظ على شخصيته و لقد ‏عمدت ادارات الاحتلال الى شن حرب ضد العلم و التعليم ضد الجزائر ، حتى لا يكون هناك أجيال ‏صاعدة من ابناء الجزائر و كذلك غرسو في أذهان التلاميذ فكرة مفادها أن الجزائر جزء من فرنسا ، ‏و عملوا على إحلال التاريخ الفرنسي محل التاريخ الجزائري و كذلك القضاء على المساجد و الوزايا ‏و محاربة الأئمة و العلماء و العقول و حرق المكتبات و كان كل هذا خلال القرن 19 الموافق 13 هـ ‏لقد أدرك المستعمر تلك المقومات الأساسية مركز حرية عليها و خاصة اللغة العربية و بالتالي على ‏الشخصية الجزائرية مما يؤدي للقضاء على الإسلام.‏
و من هنا تطرقنا إلى الاشكالية : كيف تحول التعليم في الجزائر ؟ و ما هي النخبة و أنواعها و ‏مطالبها ؟ و مؤسسها ؟ ‏
كان دفعنا في هذا البحث هو التطلع لتاريخ الجزائر و كيف كان الطقس للغة العربية و الإسلام.‏
و قض بتقسيم بحثنا هذا إلى مبحثين وجدنا في كل منهم ما يلي : فالمبحث الأول كان يتكلم عن ‏السياسة التعليمية و تفرع إلى تحطيم التعليم المحلي و سياسة التعليم الفرنسي و سياسة الادماج و أما ‏المبحث الثاني فجاء و تحت عنوان النخبة الجزائرية و أجدنا فيه : مفهوم النخبة و نشأتها و مطلبها ‏سياسة النخبة و الصعوبات التي واجهتها ، و جماعة التحية و في الأخير فتمثل النخبة تحت نظرة ‏فرحات عباس .‏
أما المراجع التي إعتمدناها ، فكانت : ‏
‏-‏ صالح فركوس ، المختصر في تاريخ الجزائر .‏
‏-‏ صالح فركوس ، تاريخ الجزائر ما قبل التاريخ إلى غايية الاستقلال .‏
‏-‏ دكتورة ناهد ابراهيم دسوقي ، دراسات في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر.‏
‏-‏ أبو القاسم سعد الله ، الحركة الوطنية 1900-1930 جزء الأول و الثاني ‏
‏-‏ أبو القاسم سعد الله – تاريخ الجزائر القديم و الحديث.‏

و من الصعويات التي واجهتها في قلة المراجع و قلة النسب منها في جامعتنا.‏

المبحث الأول : السياسة التعليمية.‏
المطلب الأول: تحطيم التعليم المحلي.‏
لا شك أن التشريع الاسلامي كان يشكل المصدر الرئيسي ليسير و تنظيم الجهاز القضائي ‏الاسلامي في كل شيء إلا أنه الاستعمار الصليبي الذي لم يكن يجهل مقاصد الشريعة الاسلامية و ‏أصالة الأمة الجزائرية.‏
الأمر الذي دفع المحتل الغاضب الى إخضاع الجزائريين المسلمين إلى تشريع القر و الظلم و النفي ‏و الإعدام و انتهاك الحرمات .‏
و لم يكتفي الاستعمار فقط بانتهاك وبإداسة كرامة الإنسان الجزائري بل درس كل مقدسات الأمة ‏محولا المساجد إلى كنائس والمحاكم الإسلامية إلى منازل للضباط الفرنسيين وإخضاع الأمة ‏الجزائرية للتشريع الفرنسي وإنشاء مؤسسة استعمارية ( المكاتب العربية ) مهامها لإشراف على ‏سير القضاء الإسلامي بالجزائر حيث حاولت تضليل المسلمين وإبعادهم عن دينهم الحنيف مصداقا ‏لقوله ” لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ” 1‏
ولم يتوقف العمل الصليبي عند هذا الحد بل اتجهت الفكرة الاستعمارية إلى محاولة تحقيق ذلك عن ‏طريق العناصر الضعيفة الإيمان من قضاة الجزائريين الذين حاولت فرنسا كسبهم بشتى الوسائل ‏والمغريات لنصر القضية الاستعمارية ولقد لاحظ النقيب ساجي أن الاحتلال الفرنسي قد أثر على ‏التعليم الأهلي بالمقاطعة حيث أن المبالغ الفائدة للمساجد والتي كانت تخصص لتعليم أبناء المعلمين ‏صارت توجه إلى خزينة الدولة الفرنسية اقتضاء بذلك عودا التلاميذ من 1500 تلميذ إلى 30 تلميذ ‏في التعليم الابتدائي ومن 500 في التعليم الثانوي إلى 10 وذلك عام 1849 م .‏
وهكذا كان دي قايدن وكل أنصار الجمهورية الثانية يطالبون إلغاء القضاء الإسلامي طبقا لتعاليم ‏القرآن والسنة النبوية الشريفة ، كما كانوا يعارضون بقاء الكتاتيب والزوايا حيث تضاعفت ‏العمليات الصليبية الفرنسية لنشر الرعب والخوف وتحطيم كل مراكز الثقافة والتعليم الإسلامي بل ‏اتجه الكيد الاستعماري إلى أبعد من ذلك إذ بدأ التفكير في كيفية ربط الجزائريين بالقضاء ‏النابليوني وإبعاد تدريجيا عن التشريع الرباني وذلك عن طريق ما يسمى بالسياسة القبائلية ، أي أن ‏فرنسا بعد فشلها في خطة المدارس المختلطة والفرنسية والتفتت إلى القبائل الكبرى لتنصرهم قصد ‏تشتيت وحدة الأمة الجزائرية وقد نشطت أقلام الاستعماريين لترويج الدعاية على أن السكان ‏الأصليين للجزائر هم البرابرة وينحدرون من أصل غربي وهي دعاية افتراء على التاريخ لتزييف ‏حقائق وان العرب الفاتحين ماهم إلا مستعمرين .‏


المطلب الثاني : سياسة التعليم الفرنسي : ‏
‏ لقد كانت حركة الاستعمار الثقافية والتعليمية تحاول فرض رؤية أخرى وتفكير مغاير لتفكير ‏مجتمعنا فالثقافة الفرنسية تسعى لتحقيق مشروع فرنسة الجزائر واستئصال مجتمعنا من مقوماته ‏الأساسية وذلك بعد إطلاع الشباب الجزائري


على حضارة المستعمر ليصبح هؤلاء الشباب عناصر ‏مفيدة وسطاء بين إخوانهم في الدين الفرنسي .‏
وكانت تعتمد على مؤسسة المكاتب العربية لتجسيد مشروعها عن طريق التأثير في الأهالي فهناك ‏من الضباط من ينادي بشعار تنوير عقول الجزائريين ولكن ليس بمعنى التنوير بل ترسيخ وتعميق ‏التفكير الاستعماري في أذهان المجتمع الجزائري .‏
وقد جاء في بعض التقارير ما يلي أن الحقيقة الأخلاقية تستهدف العقول لتنويرها أما الحقيقة ‏السياسية … فهي الوسيلة الفعالة للحكومة … وينبغي أن تسيطر الحقيقة الثانية على الأولى .‏
كما أعلن الدوق دي ريغيقو ان المعجزة الحقيقية التي يمكن صناعتها تكون في إحلال اللغة ‏الفرنسية شيئا فشيئا محل اللغة العربية ولتوطيد ركائز الاستعمار بمختلف أشكاله السياسية ‏والاقتصادية والاجتماعية ورفعت شعارات استعمارية شعارات زائفة منادية التعليم من أجل الفتح ‏تارة والعلاج من اجل الفتح تارة أخرى وقد جاء في التقارير الفرنسية ما يلي : إن التعليم يهذب ‏الأخلاق ويلين القلوب القاسية جدا فيربطها بالحكومة الفرنسية .‏‎(1)‎
كما كان ظباط المكاتب العربية مكلفين بتطبيق سياسة الإدماج بما يتماشى بمصالح الاستعمار حيث ‏كتب احدهم قائلا و انني لاأياس … أن يتم جمع اليهود والمغاربة والفرنسيين والإيطاليين والإسبان ‏أمام أستاذ واحد وفي نفس الحصص الدراسية ينبغي أن يتم تحضير الإدماج داخل المدارس .‏
وإبتداء من عام 1845 يدق للقادة الفرنسيين فكرة إنشاء مدارس خاصة بالفتيات المسلمات حيث ‏إهتمت أليكس بهذا الموضوع فكتبت إلى وزير الحربية قائلة ” إنكم سيدي الوزير لاتجهلون أن ‏أكبر تاثير في إفريقيا هو تأثير المرأة كما هو الحال في أوروبا أنكم أنخصصتم لحضارتنا ‏‏100.00 من الفتيات الجزائريات التي ينتمين لمختلف طبقات المجتمع … سيصبحن في المستقبل ‏زوجات بارعات ومحظوظات …سيضمن لكم خضوع البلد إلى الأبد … وذلك التأثير على ‏أزواجهن … غير ان تحقيق هذا الهدف الرائع يقتضي مبلغا قدر بحوالي 200.000 فرنك .”‏
وتقول قد جبت الأوساط العربية وتكلمت إلى العائلات عن هدف وكنت اصطحب معي لكل عائلة ‏هدية إحسان وسخاء وأكدت خاصة احترامي لدين البلد لكن التجربة باءت بالفشل .‏
وكان التساؤل المطروح هل ينبغي تعليم الأطفال أم الراشدين فكان القرار تعليم الأطفال والرجال ‏فالمدرسة تكون مخصصة للأطفال اما الحصص المسائية تكون للراشدين وإذا كان مرسوم 1899 ‏ينص على جعل التعليم الذي يقوم به المدرس وإنشاء مدارس التعليم اللغة الفرنسية للأهالي ‏والأوروبيين إلا أن الفشل كان ذريعا .‏
وكان من الفوائد الثمينة التي يرجو المستعمر استخلاصها هو فتح مدارس مختلطة ليصبح فيما بعد ‏التلاميذ من أخلص المواطنين .‏
وظهرت أسماء اخرى مثل إسماعيل “داريات” و ” ويلمار” و ” دوماس” الذين عكفوا على رسم ‏سياسة تقليصية تتكيف مع الوضع المحلي وإعداد المدارس العربية الفرنسية لكن تلك المشاريع ‏كانت قد إصطدمت ‏
إن التدمير الإستعماري للمؤسسات الأهلية التعليمية حو هذا الشعب إلى حالة من الأمية ودليل ذلك ‏تقرير الوالي الفرنسي بقسنطينة كارات كان سكان بجاية قد طلبوا مني مقابلتي فاستقبلتهم ولم ‏يتحدثوا الى عن مصادرة ممتلكاتهم ولاعن بؤسهم إنما قالولي إعملوا على إستصلاح مستحدث ‏وإمنحوانا مدرسة ‏‎(1)‎‏ .‏
وكان هذا الطلب يكشف إلى أي حد كان المستعمر يصنع في سياسة التجهيل .‏
ومن جهة أخرى النظرة الاستعمارية بعيدة الطموح بجعل من المدرسة وسيلة نحو تحقيق غاية ألا ‏وهي توغل الوجود الفرنسي بإفريقيا.‏
وإذا كانت السلطات الاستعمارية تعلق أمالا كبيرة على دور المكاتب العربية لإنجاز هذا المشروع ‏واستقطاب تلاميذ الأهالي إلى المدارس المختلطة وتعميم الفرنسية عن طريق بعض الوسائل ‏التحفيزية لتوزيع الجوائز على التلاميذ الناجحين مبينا لهم محاسن التعليم كما بين للأباء أن التعليم ‏الفرنسي مستقبل عن الأمور الدينية وكان هذا التيار يسير على حساب المدارس العربية الحرة ‏باستبدال بعضها بالمختلطة .‏
المطلب الثالث : سياسة التنصير : ‏
‏ لم يمضي على احتلال الجزائريين سوى شهران حتى اصدر أثرهما المحتل امر في ‏‏08/09/1830 يقضي بالاستيلاء على الأوقات الإسلامية التي تمول الخدمات الدينية والثقافية ‏والتعليمية والاجتماعية للمسلمين الجزائريين وتعهد ‏
وفي 04/07 باحترام الدين الإسلامي وأوقافه ومعاهده واحترام ملكية الجزائريين وحريتهم الدينية ‏‏.1‏
ولقد كان الجنيرال بيجو يجمع الأطفال الجزائريين اليتامى ويأتي لهم بالقسيس فيسلمهم له قائلا ‏حاول يأبتي أن تجعل منهم مسيحيين وإذا فعلت فلن يعودوا إلى دينهم ليطلقوا علينا النار ” وتولى ‏الكاردينال لافيجري مسؤولية تنفيذ تلك السياسة التي تستهدف التمسيح وإدخال الجزائريين في ‏بوتقة الفرنسيين روحيا وعقليا وكان توافد المبشرين المنفردين عن الجزائر إلى هذا البلد المسلمة ‏لأنهم أدركوا أن المجتمع الإسلامي ليس كالمجتمع لوثني فهو يتطلب جهودا كبيرة لتنصيره ‏بإستخدام كل الوسائل والمغريات

أما لافيجري فقد كان يعمل على إقناع الإدارة الفرنسية بالجزائر من أجل تنصير وفرنسة ‏الجزائريين وقد غقتنع الحاكم العام دي قايدن بفكرته إذا كان مخططه يرمي إلى القضاء على ‏التفكير العربي الإسلامي يعارض كل مامن شأنه أن يسمح بتأسيس إدارة محلية للجزائريين . ‏يتولى شؤونها رؤساء منهم ويمكن القول ان السياسة الاستعمارية استطاعت أن تجد لها مؤيدين من ‏طرف بعض الجزائريين المتفرنسين الذين بدأو يطالبون بتطبيق سياسة الإدماج وذلك عن طريق ‏مايسمى .بالسياسة القبائلية أي أن فرنسا بعد فشلها في خطة المدارس المختلطة والفرنسة إلتفتت ‏إلى القبائل الكبرى وتركز جهودها هناك .‏
لفرنسة سكانها وتنصيرهم صد تشتيت وحدة الامة الجزائرية وقد استطاعت أقلام الاستعماريين ‏لترويج دعاية على أن السكان الأصليين للجزائر هم البرابرة وينحدرون من أصل غربي وهي ‏دعاية افتراء على التاريخ لتزييف حقائقه وأن العرب الفاتحين ماهم إلا مستعمرين لتثبيت الاحتلال ‏والتمكن للفكر الصليبي الفرنسي .‏‎(1)‎
المطلب الرابع : سياسة الإدماج : ‏
كان المعمرين بالرغم من تهجير الأهالي والإستيطان يطالبون بإستمرار بتماثل الجزائر قانونيا ‏وقضائيا وتعليميا بفرنسا ليتمكنوا من فرض حكمهم المدني وقد شملت سياسة الإدماج الإدارة حيث ‏أن الجزائريين عينوا سابقا في مناصب تشبه مناصب البلدية عزلوا منها وأعطيت مناصبهم ‏لفرنسيين .‏
أما بالنسبة للجزائريين المسلمين فقد بقى القضاء الإسلامي تحت الوزارة الحربية وتم الفصل بين ‏القانون الجنائي والمدني وجعل القضايا الجنائية متعلقة بالجزائريين من إختصاص المحاكم الفرنسية ‏ثم إخضاع القضاء المدني إلى المراقبة الإستعمارية إن الإحصائيات المتعلقة بالتجنيس بالجنسية ‏الفرنسية بينت خلال عشر سنوات ( 1865-1875) م بجنس 371 جزائريا الذين تخلو عن ‏أحوالهم الشخصية والإسلامية من أصل 336، 2.462 جزائري عام 1876 والذين تم تجنيسهم ‏جملة واحدة هم اليهود الذين منحهم اليهود كريميو الجنسية مع إحتفاظهم بأحوالهم الشخصية ‏اليهودية ولقد كانت سياسة الدمج تعني في الواقع دمج المعمرين مع الفرنسيين بفرنسا في نفس ‏الحقوق السياسية والإقتصادية وغيرها وتأمين الحصانة القانونية لهم ثم إطلاق أديهم في حكم ‏الجزائر وأصبحت الفكرة السائدة في 1870-1898أنه لايمكن إعتبار الجزائريين كالفرنسيين بل ‏أن سياسة الإستسلام و الخضوع هي التي يجب أن تفرض عليهم .‏
المطلب الخامس : البيئة الثقافية : ‏
الثقافة الجزائرية عانت نتيجة الاحتلال والمواسم الوطنية والتاريخ واللغة أما اختفت وإما اضطهدت. ‏وكانت المساجد قد حولت إلى كنائس أو مستشفيات أو متاحف كما ان المثقفين الجزائريين قد فقدوا ‏تدريجيا الاتصال بماضيهم نتيجة لفقدان الكتب والمدارس بالغتهم . اما الفلاحون فقد تركوا للخرافات ‏والجهل وقد كانت أكثر النظم الوطنية الجزائرية معاناة وبالتالي فإن التربية عموما قد إنضرت ‏‎(1)‎‏.‏
المبحث الثاني : النخبة الجزائرية ‏
المطلب الأول : مطالبها : ‏
تعتبر بداية لظهور الأحزاب السياسية الجزائرية منذ 1912 م حيث ترتكز مطالب النخبة على المساواة ‏في الحقوق السياسية مع الفرنسيين وإلغاء قانون لانديجينا ظهر يوم 26/06/1881 وهو عبارة عن ‏مجموعة من النصوص الاستثنائية التي فرضت على الشعب الجزائري عام 1847 وهو اداة إرهابية ‏لقمع الجزائريين إجباريا عام 1912 الذي أثار سخط الجزائريين حتى قال بعض العامة إذا كانت فرنسا ‏أخذت من اموالنا ‏‎(1)‎‏ فلن تستطيع أن تأخذ اموالنا وكان الهدف من مطالبة النخبة دمج الجزائريين ‏بفرنسا مع التمثيل النيابي الكامل للجزائريين وقد إشترط بعضهم لإتمام الدمج وعدم التخلي عن ‏الأحوال الشخصية الإسلامية وهذا الأمر أدى إلى إنقسام النخبة فيما بعد اما حياة النخبة غفكانت قائمة ‏على أساس الفكر الغربي في كل شيء في العيش والثقافة وطريقة العمل كما كانت جماعة النخبة ‏ترغب في تحويل المجتمع الجزائري إلى مجتمع غربي حيث ظهرت لجنة لدفاع عن مصالح المسلمين ‏بتارخ 28/06/1912 مقدمة مذكرة إلى الرئيس بوانكرية مطالبة فيها بتخفيض مدة الخدمة العسكرية ‏إلى سنتين بدلا من ثلاثة ورفع سن التجنيد من 18 إلى 20 سنة وإلغاء قانون الأهالي وبتوزيع عادل ‏للضرائب وكذا المصادر الميزانية بين مختلف سكان الجزائر .‏
المطلب الثاني : سياسة النخبة : ‏
إتبعت النخبة خلال الثلاثينات سياسة المطالبة بالمسواة في الحقوق مع الفرنسيين مع الإحتفاظ بأحوالهم ‏الشخصية كمسلمين .ومعنى هذا انهم كانوا يرحبون بفكرة الإندماج عن طريق الحقوق لاعن طريق ‏التجنيس فالأول يجعل منهم فرنسيين مسلمين اما الثاني فيجعل منهم فرنسيين مسيحيين أو لادين لهم ‏وعهذا المأزق الذي وضعهم فيه القانون الفرنسي هو الذي حاول أن يخرجوا منه عن طريق مشروع ‏فيوليت تارة والمؤتمر الإسلامي تارة والتقرب إلى فرنسا تارة ثالثة . غير أن جميع المحاولات قد ‏فشلت وكانت وسيلة النواب والنخبة إلى نيل الحقوق .‏
تكوين وحدات نواب في الويات المحلية الثلاث وتأسيس الصحف والنوادي وإرسال الوفود إلى فرنسا . ‏والمشاركة في الإنتخابات المحلية ومهاجمة تصلب المعمرين وتعصب المسلمين .‏
‏-‏ والإلتفاف حول مشروع فيوليت والمشاركة في المؤتمر الإسلامي . وكانوا محليين في نظرتهم ‏منعلقين على أنفسهم فيما يتعلق بأوروبا ( غير فرنسا) والعالم العربي والإسلامي ‏
‏-‏ قصارى جهدهم وصمودهم أن يكونوا كفرنسيين مسلمين كما أصبح بعض مواطنيهم فرنسيين ‏يهودا ، ولكن عدوهم الألذ في تحقيق هذا المطمح ليس هم المصلحين ولا رجال النجم بل ‏المعمرين الفرنسيين الذين رأوا في ذلك خللا في التوازن الاجتماعي والسياسي الذي يجعل ‏منهم قوة غير منازعة في الجزائر وأغلبية .‏


المطلب الثالث : جماعة النخبة :‏
حركة الأمير خالد : ‏
كان الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر قد بدأ حركته السياسية في أواخر سنة 1919 عند إنفصاله عن ‏النخبة لقد طالب وأنصاره بتطبيق سياسة الإدماج مع الاحتفاظ بالأحوال الشخصية الإسلامية ويمكن ‏تلخيص مطالب حركته بالتالي : ‏
‏1-‏ تمثيل المسلمين في البرلمان الفرنسي بنسبة معادلة لعدد نواب الأوروبيين الجزائريين .‏
‏2-‏ إلغاء القوانين الاستثنائية‎.‎
‏3-‏ المساواة في الخدمة العسكرية في الحقوق والواجبات .‏
‏4-‏ حق الجزائري في تقلد جميع المناصب المدنية والعسكرية .‏
‏5-‏ تطبيق القانون المتعلق بالتعليم العام الإجباري على الأهالي مع حرية التعليم .‏
‏6-‏ حرية الصحافة والجمعيات .‏
‏7-‏ تطبيق القوانين الاجتماعية والعمالية لفائدة المسلمين .‏
الفيدرالية الشيوعية : ‏
أنشئت عام 1942 م في الوقت الذي كان يدور صراع بين الشيوعيين أغلبهم فرنسيون كان هذا ‏الحزب قد رفض تحرير الجزائر بل كان ينادي بالعمل من أجل الشيوعية في إطار المستعمر ‏الفرنسية ولم تفلح الفدرالية الشيوعية في الجزئر في إستقطاب الشعب الجزائري المسلم الذي ينبذ ‏الكفر والإلحاد وقد برز من بين الشيوعيين الجزائريين في فرنسا – الحاج علي عبد القادر ومحمد بن ‏الأكحل .‏‎(1)‎
جمعية العلماء المسلمين : ‏
تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 05/ماي / 1931 م بالعاصمة وأنتخب الشيخ عبد ‏الحميد بن باديس رئيسا لها وتولى المناصب الهامة نخبة من العلماء المصلحين بعد ان إعترفت بها ‏الحكومة الفرنسية لقد كان هدف الجمعية كما بينه رئيسها ابن باديس عام 1935 م يتلخص فيمايلي :‏
القرآن إيمامنا والسنة سبيلنا والسلف الصالح صوتنا في خدمة الإسلام والمسلمين .‏‎(1)‎
كانت جمعية العلماء المسلمين تسعى إلى نشر الدعوة الإسلامية وتطهير الإسلام من الشعوذة ‏والخرافات وتكوين الكيان جزائري قوامه الإسلام والغغة العربية هناك مواقف كثيرة لجمعية العلماء ‏إتجاه قضايا الإستعمار وماكان يجري من إستئصال الجذور الامة الجزائرية كما غيرت من رأيها في ‏إستقلال الجزائر التام حيث كان إبن باديس يخطط لذالك وكان سيعلن الثورة على فرنسا لو لم توافه ‏المنية سنة 1940 .‏
لقد أدرك غبن باديس حقيقة الإستعمار الصليبي للبلاد الذي كان هدفه إفساد الشعور الإسلامي لدى ‏المسلمين فتصدى للأساليب الإستعمارية الخسيسة الرامية إلى إشاعة الساد وتشكيك المسلمين في ‏دينهم فغاية الجمعية هي الرجوع بالأمة الجزائرية إلى عقائد الإسلام المبنية على العلم وفضائله ‏المبنية على القوة والرحمة وأحكامه المبنية على العدل والإحسان . لقد جاهد إبن باديس وجمعيته ‏بالعلم واللسان .‏
نجم شمال إفريقيا :‏
عرض مصالي الحاج عام 1927 م امام مؤتمر ( بروكسل ) الذي دعت إليه الجمعية المناهضة ‏للاضطهاد الاستعماري مطالب النجم التي تمثلت خاصة في جلاء القوات الفرنسية الغازية وتقرير ‏المصير .‏
كان مصالي الحاج قد أنتخب عام 1928م رئيسا للحزب ، حيث استطاع أن يسير بالنجم بعيدا عن ‏هيمنة الحزب الشيوعي الجزائري االفرنسي الذي كان الصخرة الكؤود امام إستقلال البلاد ‏
كان نداء النجم في غالب الأحيان موجها باسم الإسلام ‏
وللتاريخ ننوه بشخصة سياسية لعبت دورا بارزا في تاريخ السياسي وهي شخصية فرحات عباس . ‏حيت كان من دعاة الإدماج والذوبان في بوتقة الفرنسيين لكن تحطمت في ذهنه فكرة الأمة التي لا ‏وطن لها إلا فرنسا بعد إنتفاضة 8 ماي 1854م ضد الإستعمار الغاشم فأمن باستقلال الجزائر ‏إستقلالا تاما وأسس على قناعة حزب البيان الديمقراطي الجزائر “.‏

المؤتمر الإسلامي الجزائري : ‏
أنعقد هذا المؤتمر يوم 07 جوان 1836م في قاعة سنيما الماجنتيك في الجزئر العاصمة وقد حضرته ‏جمعية العلماء المسلمين والمنتخبون الجزائريون والاشتراكيون والشيوعيون الجزائريون واتخذ ‏المؤتمر قرارات تعتبر في مجملها مطالب إصلاحية تتلخص فيمايلي : ‏
‏-‏ قوانين الأنديجينا والقوانين الاستثنائية .‏
‏-‏ فصل الشؤون الدينية عن الدولة .‏
‏-‏ إعادة أموال الأوقاف إلى جماعة المسلمين ‏
‏-‏ حرية تعليم اللغة العربية .‏
‏-‏ حرية الصحافة العربية .‏
‏-‏ العفو السياسي ‏
‏-‏ إلغاء قانون العقوبات .‏
‏-‏ رفع مستوى العمال والفلاحين وتوزيع الأراضي عليهم .‏
‏-‏ توحيد هيئة الناحيتين .‏
وكان موقف النجم هو تاييد المطالب الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ورفض تبعية الجزائر ‏لفرنسا أي أن النجم طالب با لاستقلال التام للجزائر .‏‎(1)‎
حزب الشعب الجزائري : ‏
تأسس حزب الشعب الجزائري بتاريخ 11 مارس 1933 م حيث واصل تقريبا نفس العمل السياسي ‏بقيادة مصالي الحاج كما كان ايام النجم ونفس المطالب السياسية التي تؤكد على استقلال البلاد ورفض ‏كل وسيلة تغريبية وإستئصالية … مع التأكيد على احترام الشريعة الإسلامية وإعادة أوقافها التي ‏صادرها المستعمر الصليبي وتوقف كل المساعدات المادية للكنيسة وسياسة التبشير والتنصير ‏‎(2)‎‏.‏
ولما اندلعت الحرب العالمية الثانية بدأ الحزب نضاله سريا ووقع تقارب بين جميع التشكيلات السياسية ‏الجزائرية .‏
المطلب الرابع : الصعوبات التي واجهت النخبة : ‏
اخطر شيء كان يواجه هذه الجماعة … هو الضياع والخضوع للتأثيرات الخارجية ومن ثمة فقدان ‏سلاح المبادرة وقد صدق من قال أن هذه الجماعة قد رفضه المجتمع الفرنسي وخيب أمالها مشروع ‏فيوليت وهي توجد وسط محيط الأهالي . ملعونة من العلماء كمجموعة من الملحدين والكفرة وكان ‏الحبل الرقيق الوحيد الذي يمسكهم إلى الحضارة العربية الإسلامية هو الدين بمفهوم التقليدي ولذالك ‏حاولوا طيلة عقود مقاومة المغريات التي تعدهم وتمنيهم بكافة الحقوق المدنية وسياسية لو تخلوا عن ‏أحوالهم الشخصية الإسلامية .‏
المطلب الخامس : أسباب فشل النخبة الجزائرية في نظر فرحات عباس : ‏
لخض فرحات عباس أسباب فشل النخبة الجزائرية فيما يلي :‏
‏1-‏ الاعتقاد بأن زعماء فرنسا الذين اجتمعوا بهم كانوا يمثلون الثورة الفرنسية ويتزعمون تحرير ‏الشعوب المستعمر .‏
‏2-‏ كون النخبة قد وجدت صراع الشعوب المستعمرة من اجل الحرية مع صراع البروليتار ‏بالفرنسية .‏
‏3-‏ عزلة المعمرين من النخبة مما جعل الأولين يتعاونون مع القيادة و الباشفوات والمرابطين ضد ‏النخبة . ‏‎(1)‎
الخاتمة : ‏
‏ إن كل من سياسة التعليم الفرنسي وجعل الجزائر فرنسية وطمس مقومات الشعب الجزائري . وإن ‏سياسة التنصير والإدماج باءت بالفشل ويرجع فشل السياسة الفرنسية في الجزائر إلى الزوايا التي ‏ظلت منتشرة في البلاد .‏
ونتيجة القوانين الأندر جينا وسياسة الاستيطان المعمرين بالبلاد ومطاردة الجزائريين وانتهاج سياسة ‏التعذيب والإبادة وفرض الخدمة العسكرية الإجبارية على الشبان والاستيلاء على أموال الأراضي ‏ومحاربة الإسلام بتشجيعه سياسة التنصير وإحلال القضاء الفرنسي محل القضاء الإسلامي بحيث ‏أصبح المسلمون خاضعين لها ف شؤونهم وقضاياهم كل ذلك إدى على ظهور المقاومة السياسية بعد ‏أن توقفت المقاومة المسلحة .‏
وهكذا استمر التعليم الأهالي يحافظ على أساليب التقليدية في أوساط القبائل فالمرابط والطالب وشيخ ‏الزاوية كانوا يمارسون تأثيرهم على الفكر الأهالي بامتناعهم على إرسال أبنائهم إلى تلك المدارس ‏الاستعمارية وهو نفور يترجم كذالك كرهها الشديد للوجود الفرنسي نفسه بالبلاد ناهيك عن تعليمه ‏المحرف للتاريخ والدين




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الردود من فظلكم

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

ربي يبارك فيك ويعطيك ما تتمنى وادعي ربي يجينا الموضوع تاعك في مسابقة الماجستير

شكرا ....................شكرا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

شكـــــــــرا ً أخــــي الكريم
و بارك الله فيك على المجهود وعلى الموضوع القيم
و كل عام وأنتم بخير...
جزاك الله خيرا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :