عنوان الموضوع : بنو زيان في الزاب، طولقة للجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب
بنو زيان في الزاب، طولقة
تنسب بنو زيان إلى بني عبد الواد، وهم فرع من فروع الطبّقة الثّانية من زناتة إحدى أكبر وأشهر القبائل البربرية ببلاد المغرب التي كانت تنتقل في الصحراء الكبرى، يجوبون صحراء المغرب الأوسط بحثا عن المراعي بين سجلماسة ومنطقة الزاب بإفريقية. وفي رواية أخرى، أن بني زيان هم من نسل القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر جد الشرفاء الأدارسة فاندمجوا في بني عبد الواد لما تغلب الفاطميون.
فوجود أوائل بني زيان في الزاب يرجع الى اجدادهم أمراء بنوعبدالواد الذين كانوا يرتادون منطقة الأوراس ويشغلون إقليم الزاب. وعلا قة بني زيان بطولقة خصيصا بعد تأسيس دولتهم ترجع الى عهد يغمراسن بن زيان حيث قال ابن خلدون: الدواودة كانوا على خلاف مع السلطان الحفصي في1267م ـ 1268م، فأولاد محمد لحقوا ببني مرين و أولاد سباع بن يحيى لحقوا بيغمراسن بن زيان بتلمسان، وترك شبل بن موسى سباعاً ابنه طفلاً صغيراً فكفله عمه بمساعدة يغمراسن الزياني، فكسوهم وحملوهم فارتاشوا وقاتلوا واحتالوا وزحفوا إلى مواطنهم وغلبوا على الزاب وضواحيه، فالجانب الغربي منه وقاعدته طولقة لأولاد محمد وأولاد سباع بن يحيى وكانت لأبي بكر بن مسعود فلما ضعف بنوه ودثروا اشتراها منهم علي بن أحمد شيخ أولاد محمد وسليمان بن علي شيخ أولاد سباع. ثم السلطان أبي حمو موسى الأول بن السلطان أبي سعيد عثمان بن السلطان يغمراسن بن زيان الذي فتح الزاب سنة 710هـ/ 1310م، و حاول بنو زيان الاستيلاء على بلاد الزاب وإخضاعها إلى سلطانهم وافتكاكها من الحفصيين، حيث وجه أبو تاشفين بن أبي حمّو جيشا عام 720 هـ لاستكشاف المنطقة والتعرّف على طبيعتها وبث الرّعب في نفوس حكامها. كان السلطان أبو تاشفين الزياني يجلب على أوطان الحفصيين 1318م/1336م، يخيب عليهم أولياؤهم من العرب في الزاب يبعث إلى هؤلاء السنية (أتباع سعادة الرحماني الرياحي الطولقي) بالجوائز يستدعي بذلك ولايتهم؛ ويبعث معهم للفقيه أبي الأزرق بجائزة معلومة في كل سنة حتى انقرض أمر السنية من رياح، والوقت الذي سقطت فيه دولته سنة 737هـ/1336م حيث فرّت مجموعة من بني زيان إلى هذه الجهة الخاضعة لبني سباع أمراء الدواودة حلفاء السلطان أبو تاشفين.
ولما هلك السلطان أبوسعيد الأب لأبي زيان وعم أبي حمو موسى الثاني في جمادي الأول سنة 753هـ جوان 1352م على يد السلطان أبي عنان المريني. فر أمراء وفرسان بني عبد الواد الذين هزموا في المعركة، فغادرت بني عبد الواد بلادها فرارا، فجازت فرقة منهم للبلاد الافريقية (تونس)، وفرقة للجريد والزاب، وفرقة بين ظهور زناتة والأعراب، وفرقة للبلاد الأندلسية؛ تقبض على أبو زيان وأبوحمو موسى الثاني مع عمهما أبي ثابت بن عبد الرحمن في إقليم بجاية وسيقوا إلى السلطان أبي عنان، فقتل أبا ثابت واستبقى محمداً هذا وأودعه السجن بفاس سائر أيامه، وهرب أبي حمو الثاني (مع ضباط من قومه) إلى بلاط بني حفص في تونس، حيث استقبله السلطان الحفصي استقبالا حار. وظل ابو حمو متنقلا في جنوب إفريقية مع الذواودة و ساهم في غاراتهم ضد بني مرين. فلتحق صقير بن عامر مع قومه بني عامر إلى وطن الدواودة ونزل على يعقوب بن علي. من فاس، تحرك السلطان أبي عنان المريني إلى بلاد افريقية والزاب والجريد للقضاء على قبيلة رياح وأحلافهم وتخصيصا طولقة التي لم تكن خاضعة لأي سلطة ولكونها قاعدة حصينة لأعداء الدولة المرينية. آمر السلطان بالقبض على أمير طولقة عبد الرحمن الطولقي بن أحمد بإشارة بن مزني وأودعه الى السجن بفاس، وعقد سلطة طولقة على بن مزني. ومكث السلطان أبي عنان المريني الأيام الأواخر من رمضان 758هـ بمنزله بطولقة (بين فرفار وطولقة). وقضى يوم الجمعة 23 رمضان بطولقة. ثم عند خروجه منها خرب حصون يعقوب بن علي و كل القصور في طولقة و فرفار وقصور أمراء الذواودة.. فدمرها تدميرا. فخرج منها السلطان أبي عنان المريني يوم الأربعاء 28 رمضان 758هـ. ففزعت القبائل الدواودة العربية التي تدعمها بني عامر إلى ابي حمو الزياني، عرضت الدعم له في المطالبة بحقه للعرش بصفته ابن شقيق أبو سعيدالسلطان. في خريف عام 758هـ 1358م ظل أبو حمو وآخرين من فلٌ قومه مع الدواودة في مضايقة حاميات بني مرين؛ ثم اللقاء أبو حمو مع صغير بن عامر في بريكة واعتزم صغير على الرحلة بقومه والعودة إلى صحراء المغرب الأوسط. ثم وفاة أبي عنان المريني في سنة 759هـ. في عام 760هـ تمكن أبو حمو موسى الزياني من استرجاع ملك بنو عبد الرحمن ودخل إلى تلمسان على رأس جيش كبير اكثره من بني عامر و من الذواودة صولة بن يعقوب بن علي وزيان بن عثمان بن سباع وشبل ابن أخيه. ومن بادية رياح دغار بن عيسى بن رحاب بقومه من سعيد ولقيتهم جموع سويد. السلطان أبو سالم المريني أطلق من الاعتقال ابي زيان بن السلطان الذي مكث في غيابة السجن بفاس ونظمه بمجلسه بفاس في مراتب الأعياص وأعده لملك أبيه السلطان أبوسعيد عثمان بن عبد الرحمن لمزاحمة ابن عمه السلطان أبي حمو، فأعطاه الآلة ونصبه للملك وبعثه إلى وطن تلمسان.. وسرح إليهم السلطان أبو حمو عسكراً فشردهم عن تلمسان. واتجها خالد بن عامر وأبي زيان إلى بلاد الدواودة حيث أجارهما شيخ الدواودة يعقوب بن علي، فأقام فيهم أبي زيان ابن السلطان، حدث هذا في سنة 763هـ 1362م. قال ابن خلدون: رجع أبو زيان إلى مكانه من حلل الدواودة حيث استقر نهائياً، حدث ذلك في سنة 770هـ/1368م. ثم قال: سالم بن إبراهيم هذا كبير الثعالبة استدعى أبا زيان ونصبه بالجزائر (ملك على المغرب الأوسط)، وزحف إليه أبو حمو بسرعة على رأس جيش قوي من سويد، وقبل أبو زيان العودة إلى بلاد الدواودة على أن يدفع إليه أبو حمو مبلغ من المال، وتعهد ابوحمو بمنح ابن عمه جراية سنوية. هذا في جمادي الاول سنة 776هـ. وهذه حلل الدواودة متواجدة في بلاد الزاب. قال إبن خادون طولقة لأولاد محمد وأولاد سباع بن يحيى وثم قال سلكنا القفر إلى الدوسن من أطراف الزاب، ثم صعدت إلى التل مع حاشية يعقوب بن علي وجدتهم بفرفار(طولقة) الضيعة التي اختطّها بالزاب.
في الفترة 1437م/1554م كل الملوك في الدولة الزيانية كانوا من النبلاء المنحدرين من المولى أبوزيان محمد بن أبي ثابت بن أبي تاشفين بن أبي حموالثاني بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان و من المولاة أمة العزيز بنت محمد بن أبي الحسن بن أبي تاشفين بن أبي حمو الأول بن أبي سعيد بن يغمراسن بن زيان.
وفي تلك الفترة كتب الإمام المحدث، الحافظ المقرئ الفقيه أبو عبد الله التنسي التلمساني المخطوط ((نظم الدر والعقيان، في بيان شرف بني زيان، وذكر ملوكهم الأعيان، ومن ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان)) ذكرانتماء بني زيان إلى الشرفاء الأدارسة. أول الملوك في اولاد ابو زيان محمد هوالمتوكل على الله، فقمح الثوار وغز الكفار، هو الذي جمع كل من كان من أبناء الملوك اسلافه ممن كان في الشرق والغرب، وأدر عليهم الأرزاق، وأعطى لهم كل الإعتبار. وفقا للأسطورة الأسرة، جاء الأمير أبو جميل إلى طولقة واشترى الأرض في وادي الشعير و لوطاية و طولقة (حبوس لصالح بني زيان المقيمين في الزاب، طولقة) وفي تلك السنة ذهب الى تونس. جاءت الأعراب من المغرب الاوسط، بني عامر و سويد يستنهضون الملك أبا عمرو عثمان الحفصي ضد الملك المتوكل على الله بن أبي زيان صاحب تلمسان، الذي كان يستميل إليه الزاب و يخطط للاطاحة بالسلطنة الحفصية مع اعراب الزاب، الدواودة وغيرهم بزعامة الشيخ محمد بن سباع. . فوقع الاتفاق مع بني عامر و سويد على ان يحاربوا بأسم الامير أبوجميل الزياني الذي كان يوجد في العاصمة تونس، وليكن هو صاحب السيادة لمملكة بني زيان بعد الاطاحة بالسلطان المتوكل. جهزالسلطان الحفصي جيشا لأبي جميل زيان بن الملك عبد الواحد بن الملك أبي حموا الثاني، واعطاه مايحتاجه من الآلة والأخبية والأموال، وعين له قائدا على الجيش محمد بن فرح الجبائي، كما جعل صاحب شوراه ومدبر أمره الشيخ أحمد البنزرتي، وأمر ولده أبي فارس أمير بجاية ان ينضم الى أبو جميل. وخرج الأمير أبو جميل من تونس في شهر شوال 870 هـ. في 871هـ خرج السلطان الحفصي ابي عمرو عثمان بجيش كبير مطاردا محمد بن سباع و احلافه، ففروا الى الصحراء؛ ومكث ابي عمرو عثمان في الزاب و الأوراس و بذلك انكسر جدار المتوكل؛ ثم تحرك الى تلمسان؛ خرج من تلمسان وفد كبيرمن اعيانها طالبين الصلح؛ وجاء المتوكل طالبا العفو، وقدم ابنته زوجة للأمير الحفصي ولي العهد أبي زكرياء يحيى. السلطان ابي عمرو عثمان قبل ورحب بالصلح مع المتوكل، نوفبر1466.
وآخر الملوك في اولاد ابو زيان كان أبي زيان أحمد 1540م/1550م، ثم أخوه الحسن 1550م/1554م، (ومن أعمامهم، ابو حمو الثالث بن المتوكل بن أبو زيان محمد). أبي زيان أحمد هذا بن أبي محمد عبد الله بن أبي عبد الله محمد المتوكل على الله بن أبي زيان محمد المستعين بالله. وفي تلك الفترة كما قال الكاتب و الباحث بوزياني الدراجي، عرفت البلدان المغربية في بداية القرن العاشر الهجري حملات صليبية كاسحة؛ قامت بها إسبانيا والبرتغال. وفي المقابل تلاشت قوى الدول المغربية سواء في المغرب الأقصى أم في الجزائر أم في تونس؛ بحيث سقطت معظم المواني المطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي في أيدي الغزاة الإسبان والبرتغال.. ونتيجة لتلك الاضطرابات سقطت الدولة الزيانية المستقلة عملياً في سنة 912هـ/1506م؛ وكل المحاولات التي قام بها بعض الأمراء فيما بعد.. لا حول ولا قوة لهم.. والراجح أن هذه الفترة الزمنية هي التي شهدت نزوح بعض الأمراء والأعيان من بني زيان إلى الدولة الحفصية بتونس؛ وإلى طولقة بالتحديد؛ لأنها كانت مرتعا لأسلافهم من قبل. هيمنة بني زيان في القرن السادس عشر إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي على مدينة طولقة (ثلاثة قرون تقريبًا) كانت مبنية على أسس دينية، وراجعة إلى نزوح بعض الأمراء والأعيان من بني زيان من تلمسان بعدما قضى عليها الأتراك العثمانيون نهائيا.).
في كتاب تاريخ الجزائر لمبارك الميلي : سنة 962 هـ/1554م. انقرضت الدولة الزيانية وافترق بعض أمراءها على أراضي الجزائر ومنهم بالعطاف وفرقة بجبل اوراس.
ان الرحالة الشيخ الفقيه اميرالحجيج ابن ناصر الدرعي المغربي يقول: أن الشيخ أحمد بن أبي زيان وهو ابن الشيخ أحمد بن عبدالكريم حل بمدينة الأغواط حوالي 1652 قادما إليها من طولقة أولى البلدات التي نزح إليها جده من مدينة تلمسان معقل بني زيان بعدما قضى عليها الأتراك العثمانيون نهائيا سنة 1554. عرفه الرحالة الدرعي بأنه فقيه مدينة الأغواط سنة 1685. توفي الشيخ أحمد خلال 1709 ودفن بالقرب من بستانه المسمى ببستان الخيرالواقع وسط مدينة الاغواط.(وقد كتب البعض ولم يذكروا المصدر: رجع الى الزاب الأمير أبو زيان أخر عهد الدولة الزيانية ويعرف أبناءه بعائلة البوزياني).
كتب الدكتور أبو القاسم سعد الله في كتاب تاريخ الجزائر الثقافي الصادر سنة 1998: كانت طولقة في أول القرن التاسع عشر على صفين، صف خليط من السكان و صف أولاد زيان (بني زيان) وهم من الأعيان، وكانوا مهاجرين من فاس أي من رجال الدين الاشراف، وتولوا الادارة العثمانية التركية.
قالت جوليا الكاتبة الأمركية: معارك دموية في كثير من الأحيان بين أهل طولقة أو غيرها من القرى ضد الملوك المحلية بني زيان، تسببت حتماعن ممارسة ضريبة الاستخراج. أهل طولقة، هذا الصف ويشمل سكان الواحات وسادة قديما في الماضي البعيد قبل استيلاء بنو زيان؛ كان بنو زيان من رجال الدين اشراف فاس ادارسة وتولوا مع ذلك الإدارة العلمانية للحكومة المركزية تحت النظام التركي.
وعلى سبيل الإطلاع، كان بنو زيان حكاما على مدينة فاس في عهد الدولة العلوية، خاصتا في عهد مولاي إسماعيل، وينحدرون عن محمد أبي زيان بن محمد بن أبي سعيد عثمان بن أبي تاشفين عبد الرحمان بن أبي حمو موسى الأول بن أبي سعيد عثمان بن يغمراسن بن زيان؛ ويقال لهم الروسيين ( نسبة الى القائد الوزير عبد الله الروسي بن الوزير الحاج حمدون بن أحمد بن أبي زيان محمد).
ويمثل حكم بني زيان في طولقة مجموعة وراثية (أولاد أبو زيان) منذ هجرتهم إلى عام 1954. على النحو التالي، الأكثر شهرة في العهد التركي: الشيخ الحسن (كان حليف الدواودة)، سيدي مبروك (1724) وفقا للأسطورة الأسرة : بعد استكمال مهمته في سوريا، انضم سيدي مبروك إلى طولقة؛ تحت تهديد التركي، الحاج سيدي مبروك عزز تنظيمه الداخلي بمساعدة ابنه الشكري، لتثبيت إدارته الملكية في طولقة، في الحين رفض تسليم إدارته إلى الترك ومقاومة أي محاولة من الاحتلال. لحفظ المذابح، سيدي مبروك عمل التفاقا مع داي، و تبقى في يده السيطرة على المنطقة بكل قوة من الإدارة. ثم الشيخ الشكري (1762)، و كان يظهر اسمه في بعض الوثائق ((بن حمو الشيخ الشكري ابن ابي زيان)). وفقا للأسطورة، للحفاظ على التوازن القبلي ولتعزيز قوته في المنطقة، ناشد الشيخ الشكري قبيلة لعمور من الاثبج من بني هلال (التي كانت متواجدة في السلسلة الجبلية من شمال الزاب حدود الاوراس إلى جبل راشد و هو جبل لعمور؛ ومنهم من قال، ان لعمور كانوا على خلاف مع لبازيد فلجؤا الى بني زيان طولقة عند الشيخ الشكري)، ثم الحاج الشيخ ارجب ( فرفار1771)، الشيخ بلقاسم (1789)، الشيخ عبد العزيز، ثم تحت الاحتلال الفرنسية، 23 مايو 1844 دوق دومال أعط مشيخة طولقة و الزاب الظهراوي الى بلميهوب الذي كان شيخ من قبل كما توفي الشيخ في 1880، ثم الشيخ محمد بن حسين توفي في عام 1890، الشيخ الأخضر حتى عام 1897، الشيخ أحمد، ثم الشيخ مبروكي البشير في 1942.
ان منطقة الزاب عرفت كثير من الملوك و الأمراء من بني زيان امثال: أبي حمو موسى الأول، أبي تاشفين الأول، أبي حمو موسى الثاني، أبي زيان محمد ابن السلطان، أبي جميل زيان، و أخيرا نزوح بعض الأمراء والأعيان من بني زيان من تلمسان بعدما قضى عليها الأتراك العثمانيون نهائيا. فأولاد أبي زيان (أولاد أبوزيان) الأمراء الزيانيون الذين حكموا الإدارة المركزية التركية وحكموا طولقة كانوا من رجال الدين، و ينحدرون عن الأمير أبي زيان من هؤلاء الأمراء الذين انتهت دولتهم على أيدي الأتراك، وإما عن الأمير أبي زيان محمد ابن السلطان، ومنهم من قال انهم اولاد ابو جميل لأن لقب أبو جميل متداول عند أولاد أبوزيان في طولقة.
أن منطقة الزاب هي الموطن الأصل لأجدادهم وكانت لهم مرتعا وعبورللبلاد الافريقية (تونس) في كل مرة تحدث اضطرابات في تلمسان. كما أن أباحمو الثاني يقول في إحدى قصائده: وجئت لأرض الزاب تذرف أدمعي لتذكار أطلال الربوع الطواسم. ويقول أيضاً أنا الملك الزابي ولست بزابي ولكنني مفني الطغاة الطماطم. يقصد بالكلمة الأولى (الزابي) نسبة إلى منطقة الزاب وينسب نفسه إليها. أما كلمة الزابي الثانية فمعناها الهراب ويقول فييها أنا لست بزابي أي لست هراب. وفي قصيدة أخرى نظمها في أول إمارته ،أشاد فيها ببني عامربقوله.. أحياها بي وبأعرابي وأنا الزابي والدولة لي.
وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم
المصدر :رحلة فيض العباب وإفاضة قداح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب لابن الحاج النميري . كتاب:'السلطنة الحفصية' للمطوي محمد العروسي. ابن خلدون عبد الرحمن و يحيى. أبو عبد الله التنسي التلمساني: نظم الدر والعقيان، في بيان شرف بني زيان، وذكر ملوكهم الأعيان، ومن ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان . تاريخ الجزائر في القديم والحديث للشيخ مبارك الميلي.
Rebel and Saint
Julia A. Clancy-Smith/
Voyage d'Alger au Ziban
Docteur M. Guyon/
Histoire de Constantine par Ernest Mercier,/
L’Afrique septentrionale.Ernest Mercier
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
الدّولة الزيانية
تنسب الدّولة الزيانية إلى بني عبد الواد، وهم فرع من فروع الطبّقة الثّانية من زناتة احدى أكبر وأشهر القبائل البربرية ببلاد المغرب التي كانت تنتقل في الصحراء الكبرى، يجوبون صحراء المغرب الأوسط بحثا عن المراعي بين سجلماسة ومنطقة الزاب بإفريقية. كان بنوعبدالواد من أمراء هذي القبائل الرحل و كانوا يرتادون منطقة الأوراس ويشغلون منطقة الزاب إقليم قسنطينة، وهم من ولد سجيح بن واسين بن يصليتن بن مسرى بن زكيا بن ورسيج بن مادغيس الأبتر، وكانوا عدّة بطون هي: بنو ياتكتن، بنو وللو، بنو تومرت، بنو ورسطف وبنو مصوجة، ويضاف إليهم بنو القاسم الذين ينتسب إليهم بنو زيان حكام الدّولة. ولما قام عقبة بن نافع الفهري بحركته في بلاد المغرب فاتحًا، سنة 62هـ/ 682م، أثناء حملته الثانية المشهورة وقد شملت أراضيهم بالأوراس والزاب، ساندوه وشكلوا فرقة من جيشه تابعت معه فتوحاته غربًا وقد أبلوا بلاء حسنا في مهمتهم إلى جانب المسلمين. قال يحيى بن خلدون، أرسل عقبة إلى بني عبد الواد فسارعوا إليه بالف فارس أنجاد نصره الله تعالى بهم ودعا لهم فمازالوا يعرفون بركاته حتى الآن. وهذا دليل على أن بني عبد الوادي اعتنقوا الإسلام مبكرا. ولما حلّ عرب بني هلال بالمغرب انزاح بنو عبد الواد أمامهم من الزّاب واستقروا في منطقة جنوب وهران، وفي عهد المرابطين حضروا مع يوسف بن تاشفين معركة الزلاقة. وفي رواية أخرى، أن بني زيان هم من نسل القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر جد الشرفاء الأدارسة 788ء974 م فاندمجوا في بني عبد الواد لما تغلب الفاطميون،( يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان بن يندوكس بن طاع الله بن علي بن يمل بن يرجز بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص). (ومنهم من قال، وكلهم من ابناء عبد الرحمن بن يوسف بن الشريف زيّان بن زين العابدين، الشرفاء الأدارسة الذي ينحدر منهم السنوسية، وكثير من العلماء و الصالحين). وقد فنّد عبد الرّحمن بن خلدون قضية النّسب الشّريف للزيانيين خلافا عن شقيقه يحيى بن خلدون. (نسب بني زيان إلى زناتة مصدرها عبد الرحمن بن خلدون..؛ وفي المقابل؛ نسب بني زيان إلى الأدارسة مصدرها يحيى بن خلدون الأخ الأصغر لعبد الرحمن كذلك. إذن؛ فأصل بني زيان يتضارب بين فكرتين رئيستين: تبناها فيما بعد معظم المؤرخين في بلاد المغرب والأندلس.. فمنهم من اعتمد على قول عبد الرحمن بن خلدون، ومنهم من تبنى مقولة أخيه يحيى بن خلدون). قال التنسي لا خلاف في شرف بني زيان وإنما الخلاف فيمن كنا سلوا منه فقال بعضهم أنهم من ذرية محمد بن ادريس ومنهم من قال أنهم من ذرية أحمد بن ادريس ومنهم من قال أنهم من ذرية القاسم بن ادريس ومنهم من قال أنهم من ذرية القاسم بن محمد بن عبد الله بن ادريس وهذا هو الصحيح ومنهم من قال أنهم من ذرية عبد الله بن ادريس وهذا صحيح أيضا. وسئل يغمراسن بن زيان ـ بالشرف وإثبات نسبه إليه، فقال: إن كان المراد شرف الدنيا، فهو ما نحن فيه؛ وإن كان القصد شرف الأخرى، فهو عند الله سبحانه. هذا الإختلاف في نسب بنو زيان قائم بين المؤرخين؛ اللهم إلا إذا أمكن العثورعلى مخطوط الشيخ الحافظ ابي رأس الناصري المعسكري الذي عنوانه ((فتح الجواد في الفرق بين آل زيان و بني عبد الواد)). دولة الموحدين التي كانت أعظم دولة عرفها المغرب الإسلامي حيث امتدت سلطتها أيام عزها من المحيط الأطلسي إلى حدود مصر شرقا ومن البحر المتوسط وبلاد الأندلس شمالا إلى الصحراء جنوبا؛ كان بنو زيان ولاة من قبل الموحدين وعندما ضعف أمرالموحدين انفصلوا بالمغرب الاوسط، وفي يوم الأحد 4 أكتوبر1230م/ 24 ذي القعدة 627هـ، دادا يغمراسن بن زيان انفصل واعلن استقلاله (وآمر بني عبد الواد بمبايعة كبيرهم جابر بن يوسف) وأسس الدولة القوية، دولة الجزائر حاليا؛ وجعل مدينة تلمسان عاصمة الدولة من 1230م الى 1554م. كان شعار الدولة الزيانية "العز القائم لله المُلك الدائم لله". وفي عهدهم أصبحت تلمسان حاضرة من أعظم حواضر العلم في العالم الإسلامي، ونشأ بها علماء لا يشق لهم غبار، وأضحت قبلة طلاب العلم من كل الجهات، وصارت تضاهي في سمعتها القاهرة وبغداد وقرطبة. لا يزال كثير من آثارها قائما إلى يومنا هذا. كان النسيج الاجتماعي آنذاك في العاصمة تلمسان خليطا في أغلبه من ستة أعراق منهم البربر والعرب والأندلسيون والمسيحيون واليهود والاغزاز ونقصد بهم القبائل التركية التي كانت تسكن أواسط أسيا قبل انتشار الإسلام؛ وقد تبوأت زناتة مكانة هامة فامتهنت الوظيف واحترفت الصناعة والتجارة وتعتبر زناتة من القبائل المستعربة، مغراوة وبنو يفرن وجراوة وبني واسين وبني مرين وبني راشد وغيرهم. كما ان مجتمع بني عبد الواد كان مقسما إلى طبقتين الأولى الطبقة العامة وهي الفلاحين والصناع وأهل الحرف وصغار التجار والعبيد، والطبقة الخاصة وتضم الأسرة الحاكمة (بني زيان) والسلطة العسكريه وأهل العلم وكبار التجار. ومن الناس من يرى أنّ ذلك كان بدافع التباهي وتخليد الذكر، ومهما يكن الأمر فإن هؤلاء الملوك قد عرفوا الطريق الذي يُكسبهم ثقة شعوبهم، واهتدوا إلى العمل النافع الذي يُخلد ذكرهم. كان حكم بني زيان ملكيا وراثيا مطلقا، ويلقب ملكها بأمير المؤمنين، يجمع كل السلطات في يده وكانت منزلة الحاجب أقرب المنازل إليه، و تأتي بعدها منزلة الوزراء والقضاة وصاحب الشرطة و المحتسب فقادة الحاميات و شيوخ القبائل.
التنظيم الاداري في عهد بني زيان:
1ـ السلطة العسكريه ويتولاها صاحب السيف:
اـ الفرقة الخاصة، المؤلفة من رؤساء القبائل
ب ـ الفرقة القبيل، المؤلفة من قرابة الملك
ج ـ فرقة الأنصار، المؤلفة من الحرس الملكي
دـ فرقة المماليك، المؤلفة من الأجانب، العبيد و النصارى
2ـ السلطة الإدارية ويتولاها صاحب القلم.
3ـ السلطةالقضائية ويتولاها قاضي القضاء.
4ـ السلطة المالية ويتولاها صاحب المال.
ويتابع مسؤلين السلطات السابقة شخص يطلق علية مزاول (مايعرف في زماننا رئيس الوزراء) وله حق الإشراف على كل هؤلاء. وفي كل مدينة أو قبيلة كان يوجد الحافظ (الوالي) وهو حافظ النظام الإسلامي، وإلى جانبه المحتسب وهو المشرف على الحسبة، والقاضي وغيرهم من موظفي الدولة وجباة الضرائب. فقد كانت في كل الجهات داخل الحدود الدولة الزيانية حاميات وعمال وأمراء من بني زيان يقيمون في تلك الديار بأولادهم. كما سعى بنو زيان من وراء بناء المدارس و المساجد في مختلف مدن المغرب الأوسط إلى نشر التّعليم والثقافة من جِهة، و توجيه الرعية من أجل وحدة السياسة المذهبية التي كانوا يسيرون عليها و المتمثلة في نصرة المذهب المالكي. وكان بنو زيان حسن سياستهم مع القبائل العربية الهلالية، فمنحوهم اقطاعات واسعة وأكرموهم بالأموال والعطاء فكانوا من الأسباب الظاهرة في حماية الدولة. الدولة الزيانية التي عمرت ثلاث قرون و20عاماً على أيدي 39 ملك من سلالة بني زيان، انتهت على يد الأتراك العثمانيون، الذين جعلوا مدينة الجزائرعاصمة لهم، وأطلقوا اسم الجزائر على كامل المغرب الاوسط. كان مولود قاسم نايت بلقاسم شديد الغيرة على الجزائر و يرفض من يصفها أنها دولة فتيّة، و يجعلونها بدون تاريخ و كان قد كتب في هذا الشأن مقالا عنونه: " لسنا يتامى التاريخ"، فيقول: إن الدولة الجزائرية كانت موجودة قبل الدولة العثمانية أي منذ الدولة الزيانية. ومن رجال العلم من قال لا جزائر قبل الدولة الزيانية.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
ثورة ابي زيان ابن السلطان
الأمير أبي زيان محمد ابن السلطان أبي سعيد عثمان بن عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان، الأمير الثائر ((20 سنة)) ضد ابن عمه السلطان أبي حمو في الفترة الممتدة ما بين سنتي 762هـ/783هـ 1360م/1380م. لما هلك السلطان أبوسعيد الأب لأبي زيان وعم أبي حمو موسى الثاني في جمادي الأول سنة 753هـ جوان 1352م على يد السلطان أبي عنان المريني. فر أمراء وفرسان بني عبد الواد الذين هزموا في المعركة، فغادرت بني عبد الواد بلادها فرارا، فجازت فرقة منهم للبلاد الافريقية (تونس)، وفرقة للجريد والزاب، وفرقة بين ظهور زناتة والأعراب، وفرقة للبلاد الأندلسية؛(زهرالبستان)؛ تقبضعلى أبو زيان وأبوحمو موسى الثاني مع عمهما أبي ثابت بن عبد الرحمن في إقليم بجاية وسيقوا إلى السلطان أبي عنان، فقتل أبا ثابت واستبقى محمداً هذا وأودعه السجن بفاس سائر أيامه، وهرب أبي حمو الثاني (مع ضباط من قومه) إلى بلاط بني حفص في تونس، حيث استقبله السلطان الحفصي استقبالا حار. وظل ابو حمو متنقلا في جنوب إفريقية مع الذواودة و ساهم في غاراتهم ضد بني مرين. فلتحق صقير بن عامر مع قومه بني عامر إلى وطن الدواودة ونزل على يعقوب بن علي.
من فاس، تحرك السلطان أبي عنان المريني إلى بلاد افريقية والزاب والجريد للقضاء على قبيلة رياح وأحلافهم وتخصيصا طولقة التي لم تكن خاضعة لأي سلطة ولكونها قاعدة حصينة لأعداء الدولة المرينية.
هو أبوعنان فارس المتوكل على الله ابن أبي الحسن علي بن أبي سعيد عثمان (749هـ /759هـ )، ملك المغرب والمغرب الإسلامي، عالم الملوك وملك العلماء. ابي عنان، ولدى حديثه عن طولقة التزم الصمت متعمدا وقال ان الشروح ستاتي في الوقت المناسب. كانت طولقة حسب أبي عنان المريني ملجأ ومرتع لكل الهاربين عن القانون والمنشقين والثوار، وكانت طولقة ترفض تسليم الرهائن، والذواودة يفرضون حق الحماية من السكان المستقرين، وقصورها محصنة بالجدران العالية، ومخزونها من التمر ولقمح وشعير مايكفي سنين.
إن الأسطول المريني ارسي في المياه الإقليمية بتونس في آخر يوم من شعبان 758هـ، وأن الركب توجه إلى طولقة يوم رمضان. عندما وصل السلطان أبي عنان مع دليله بن مزني أمير بسكرة. تدفقت الجيوش بقوة لم تعرف لها طولقة مثيل من قبل. فحاصروا طولقة المحصنة حصارا شديدا. فدخلها أبي عنان فتنقل بجامعها، وجال في مقاطعها. ودخل قصبتها التي خلة من السكان. لا استقبال حار ولا أعراس كما حدث في بسكرة ولا حتى مقاومة. عندما سمعوا بخطة السلطان أبي عنان المريني كلهم خرجوا من طولقة. فوجدت السلطة المرينية الا نفسها في طولقة. آمر السلطان بالقبض على أمير طولقة عبد الرحمن الطولقي بن أحمد بإشارة بن مزني وأودعه الى السجن بفاس، وعقد سلطة طولقة على بن مزني. ومكث السلطان أبي عنان المريني الأيام الأواخر من رمضان 758هـ بمنزله بطولقة (بين فرفار وطولقة). ونصبت الخيام والأسواق حتى أصبحت طولقة وفرفار واحة وحدة. وقضى يوم الجمعة 23 رمضان بطولقة. ثم عند خروجه منها.. خرب حصون يعقوب بن علي و كل القصور في طولقة و فرفار وقصور أمراء الذواودة.. فدمرها تدميرا. فخرج منها السلطان أبي عنان المريني يوم الأربعاء 28 رمضان 758هـ.
ففزعت القبائل الدواودة العربية التي تدعمها بني عامر إلى ابي حمو الزياني، عرضت الدعم له في المطالبة بحقه للعرش بصفته ابن شقيق أبو سعيد السلطان. في خريف عام 758هـ 1358م ظل أبو حمو وآخرين من فلٌ قومه مع الدواودة في مضايقة حاميات بني مرين؛ ثم اللقاء أبو حمو مع صقيربن عامر في بريكة واعتزم صغير على الرحلة بقومه و العودة إلى صحراء المغرب الأوسط. ثم وفاة أبي عنان المريني في سنة 759هـ.
في عام 760هـ تمكن أبو حمو موسى الزياني من استرجاع ملك بنو عبد الرحمن ودخل إلى تلمسان على رأس جيش كبير اكثره من بني عامر و من الذواودة صولة بن يعقوب بن علي وزيان بن عثمان بن سباع وشبل ابن أخيه. ومن بادية رياح دغار بن عيسى بن رحاب بقومه من سعيد ولقيتهم جموع سويد. فرجع اولاد عثمان بن سباع الدواودة الى مواطنهم إلا دغار بن عيسى وشبل بن ملوك.
السلطان أبو سالم المريني أطلق من الاعتقال ابي زيان بن السلطان الذي مكث في غيابة السجن بفاس ونظمه بمجلسه بفاس في مراتب الأعياص وأعده لملك أبيه السلطان أبوسعيد عثمان بن عبد الرحمن لمزاحمة ابن عمه السلطان أبي حمو سنة اثنتين وستين. فأعطاه الآلة ونصبه للملك وبعثه إلى وطن تلمسان وانتهى إلى تازى.. كانت فتن وأحداث وأجلب عبد الحليم ابن السلطان المريني على فاس واجتمع إليه بنو مرين. ولحق عبد الحليم بتازى. فاعتقل أبي زيان رجا من السلطان أبي حمو. في 15 رجب 763هـ بعد تبادل السفارات بين فاس و تلمسان أطلق سراح بني عبد الواد الذين كانوا لا يزالون بفاس الا أبا زيان بن السلطان.
فاستغفل أبو زيان ذات يوم المتوكلين به ووثب على فرس قائم حذاه وركضه من معسكر بني مرين. إلى حلة أولاد حسين مستجيرا بهم فأجاروه. ولحق ببني عامرعلى حين جفوة كانت بين السلطان أبي حمو وبين خالد بن عامر شقيق سقير بن عامر (لأن أبا حمو عند وفاة سقير بن عامر عين أخاهما شعيبا على قبيلة بني عامر)؛ خالد قد بايع ابا زيان وجاء به زحفا.. وسرح إليهم السلطان أبو حمو عسكراً فشردهم عن تلمسان. واتجها خالد وأبي زيان إلى بلاد الدواودة حيث أجارهما شيخ الدواودة يعقوب بن علي، فأقام فيهم أبي زيان ابن السلطان، حدث هذا في سنة 763هـ 1362م.
أبي زيان هذا أقام بتونس بعد مهلك الحاجب أبي محمد. و لما غلب الأمير أبو عبد الله الحفصي على تدلس (دلس) بعث إليه من تونس ليوليه عليها. ومن تونس، ذات يوم مر الأمير أبا زيان بقسنطينة فتجافى عن الدخول إليها وتنكر لصاحبها فاعقله ابو العباس عنده مكرما ليستعمله يوما ما في تحقيق مطامحه وأهدافه… وعندما زحف ابي حمو على بجاية فأطلق أبا زيان من الاعتقال، نادى به ابو العباس أحمد سلطانا على بني عبد الواد. وزحف الأمير أبا زيان من قسنطينة على بجاية، فارتبكت قوات صاحب تلمسان، فأنهزم السلطان ابوحمو ونجا بنفسه، واستأثر منهن الأمير أبو زيان بحظيته الشهيرة (زوجة السلطان ابي حمو) خولة الزابية ابنة يحيى الزابي ينسب إلى عبد المؤمن بن علي، فخرجت في مغانم الأمير أبي زيان، وتحرج عن مواقعتها حتى أوجده أهل الفتيا السبيل إلى ذالك؛ حدث ذالك في اوت 1366م. فعندما ازدادت ثورة أبوزيان ابن السلطان وارتفع أمره، استقر أبوحمو بتلمسان للدفاع عنها، وظن أبوزيان بن السلطان أنه أصبح في موقع قوة، فاتجه أبوزيان نحو تلمسان مدعوما ببني عامر وسويد والعطاف والديالم، وأخذت المدن تنحاز إلى جانبه كتنس ومستغانم ومزغران ووهران إلى أن بلغ وادي مينا بإغيل زان، فعسكر أبوزيان بحلفائه قرب البطحاء منتظرين قدوم أبي حمو موسى الثاني، أما ابوحمو الثاني فإنه خرج من تلمسان في 6 ذي القعدة 768هـء1367م …بغتة، اقترب جيش أبي حمو الثاني معسكر أبي زيان، فتراجع جيش أبي زيان مهزوما. فبعد الانتصار العسكري الذي حققه أبوحمو الثاني، ولما أصبح في موقف قوة، فبعث برسالة إلى الدواودة من رياح… ووصل إلى بسكرة الأمير الزياني عمر بن محمد الذي حضر بمهمة إقناع قبائل رياح بالخضوع للأمير أبي حمو .كان يحيى بن خلدون بمدينة بسكرة، حيث استقر أخوه عبد الرحمن. ولما كان يحيى معروفاً بمكانته لديهم، فقد ألح عليه السفير عمر بالتوجه معه إلى شيوخهم لغرض إقناعهم. وفعلاً، وافق يحيى ونجح في مهمته مع شيوخ رياح وقصدوا تلمسان لتقديم البيعة سنة 769 هـ/ 1367م. وهناك اصطفاه الأمير أبو حمو لمهمة الكتابة؛ إذ يقول:ـ ثم اصطفاني لكتابة إنشاه... وأمرني باستقدام ولدي من بسكره محمولين بإحسانه محفوفين ببره وعنايته. فكان ذلك أول سعادة أوتيتها وأعظم عناية ربانية رأيتها.
ربما أباحمو الثاني اضطر إلى الاستعانة بعرب الدواودة بإفريقية، ليكون له نفوذ في المثلث (بسكرة ـ ورقلة ـ توزر) الذي يشمل الزاب والجريد، والذي كان ملجأ ومحرك لتغيير الخرائط في بلاد المغرب الكبير حيث يتواجد فيه الحفصي وبن يملول وابن مزني و إبن خلدون ويعقوب بن علي وأبي زيان ابن السلطان... أو ربما كان من أجل القيام بحركة على الأمير أبي زيان هذا الذي كان يلقبونه بسلطان تيطري، الثائر في جبال تيطري و متيجة، و مخدعه بين الضلوع الذواودة في الزاب. فهو الذي أدت ثورته العنيفة إلى انقسام الدولة الزيانية إلى شطرين، وكان تحت سيطرته الشطرالشرقي و يضم اراضي من شرق الجزائر الحالية إلى غاية مدينة الجزائر تقريبا، والشطر الغربي من مدينة الجزائر إلى غاية الحدود الغربية الحالية للجزائر تقريبا يقع تحت سلطة أبي حمو موسى الثاني. فعلا نهض أبوحمو بجيشه في 7شعبان769هـء1368م قصد مع أحلافه الدواودة جبال تيطري، ودس إلى أولياء أبي زيان يرغبهم في المواعد. وحكم أبا بكر في الاشتراط عليه ففاء الطاعة، وبعد التفاوض عن وسائل التعويض المالي إلى أبي زيان والمخالصة، رجع أبو زيان إلى مكانه من حلل الدواودة حيث استقر نهائياً، حدث ذلك في سنة 770هـ/1368م. ولكنه تجول بين وركلى ونفطة وتوزر. وكافأ ابوحمو الثاني أحلافه الجدد من الدواودة ووزع الثياب الفخمة على فرسانهم، وأعطى مرسوم الخدمة لزعمائهم مع مبلغ كبير من المال. ((وهذه حلل الدواودة متواجدة في بلاد الزاب طبعا طولقة لأولاد محمد وأولاد سباع بن يحيى، ويعقوب بن علي مقره فرفار طولقة. قال إبن خادون: و سلكنا القفر إلى الدوسن من أطراف الزاب. ثم صعدت إلى التل مع حاشية يعقوب بن علي وجدتهم بفرفارالضيعة التي اختطّها بالزاب)).
رغم ثورة الأمير أبي زيان محمد ابن السلطان التي أدت إلى زعزعة أمن الدولة في الدفاع عن حدودها من أطماع بني حفص و بني مرين. أبا حمو هذا العظيم الشاعر الذي استرجع مجد الدولة الزيانية ونظم أركانها وجعل من تلمسان مدينة الإشعاع العلمي والاقتصادي والحضاري حتى أصبحت أهم وأبرز حاضرة في بلاد المغرب الإسلامي.
وفي عام 1370م عبد الرحمن ابن خلدون تولى مهمة الحاجب للملك ابوحموالثاني المكلف بالتجنيد الجنود في بسكرة لصالح الدولة الزيانية. وكان أحياء حصين قد توجسوا الخيفة من السلطان، وتنكروا له، و بادروا باستدعاء أبي زيان من مكانه من الذواودة عند أولاد يحيى بن علي، وأنزلوه بينهم، واشتملوا عليه، وعادوا إلى الخلاف الذي كانوا عليه و اشتعل المغرب الأوسط نارا... وتحرك السلطان عبد العزيز المريني على تلمسان، احتلها في 10 محرم 772هـ؛ هو أبا زيان أبو فارس عبد العزيز بن أبي الحسن. فخرج منها ابوحمو ونزل عند أولاد يحيى بن سيباع من الذواودة، و وصل في الوقت نفسه من جبال تيطري الامير ابوزيان، فلحق بأولاد محمد ابن علي بن سبّاع من الذواودة فرحبوا به. فخرج ابوحمو الى الدوسن في الزاب مع بني عامر، فلحقته بنو مرين فكانوا أدلّاءهم الذواودة فأجهضوه عن ماله و معسكره، فانتهب بأسره. و اكتسحت أموال العرب الذين معه، و نجا بدمائه إلى مصاب؛ فسلك طريق الصحراء عائدا الى تلمسان، بعد إنهزامه مرارا، توجه ابوحمو في أواخر ذي القعدة 773هـ الى تيقورارين جنوب الصحراء، وترك أبناءه في أحياء بني عامر. السلطان عبد العزيز أصيب بداء خطير توفي منه في 22 ربيع الثاني 774هـ. في 24 جمادي الأول دخل أبو حمو تلمسان. وعاد أبو زيان الى تيطري لإسترجاع نفوذه على المنطقة الشرقية. أمرالسلطان ابوحو ابن خلدون بالتحرك وطلب دعم صاحب بسكرة أحمد بن مزني وشيوخ الدواودة في معركته مع أبو زيان؛ قال ابن خلدون، وبما أني مقيم في بسكرة ولي دالة على الدواودة كتب لي السلطان بالتحرك وأمرني بالمسير بهم لذلك فاجتمعوا علي وسرت بهم أول سنة أربع وسبعين (774هـ/1372م) حتى نزلنا بالقطفة؛ وانتهى الحصار بهزيمة أبو زيان فهرب الأخير إلى جبل غمرة. قال ابن خلدون، وكلفني السلطان بمهمة ملاحقة الهارب أبو زيان في جبل غمرة فسرت مع أولاد يحيى بن علي بن سباع للقبض على أبي زيان لكنه هرب ثانية؛ وفاء بحق الطاعة لأن غمرة من رعاياهم، فمضينا لذلك، فلم نجده عندهم، وأخبرونا أنه ارتحل عنهم إلى بلد وركلا من مدن الصحراء. فلحق أبو زيان ببلد وركلا قبلة الزاب لبعدها عن منال الجيوش والعساكر فأجاروه وأكرموا نزله.
كان سالم بن إبراهيم هذا كبير الثعالبة المتغلبين على فحص متيجة. وكان أول من غمس يده في تلك الفتنة، استدعى أبا زيان ونصبه بالجزائر (ملك على المغرب الأوسط). تولى الأميرأبي زيان قيادة التمرد. أبو حمو كلف إبنه عبد الرحمن أبو تاشفين لردع المتمردين. خسائر كبيرة في صفوف المتمردين وقتل معظم قادتهم. ولكن نصب أبو زيان ملك عن الجزائر من قبل الثعالبة. وزحف إليه أبو حمو بسرعة على رأس جيش قوي من سويد لتعزيز قوات ابنه عبد الرحمن؛ وعقد لهم السلطان من ذلك ما أرادوه على أن يفارقوا الأمير أبا زيان. وقد لعب محمد بن عريف دورا هاما في التوسط بين أبي حمو و أبي زيان، وقبل أبو زيان العودة إلى بلاد الدواودة على أن يدفع إليه أبو حمو مبلغ من المال، وتعهد ابوحمو بمنح ابن عمه جراية سنوية؛ هذا في جمادي الاول سنة 776هـ، بفضل مساعدة سويد. وارتحل عنهم أبا زيان فلحق ببلاد ريغ ثم أجازها إلى نفطة من بلاد الجريد ثم إلى توزر فنزل على مقدمها يحيى بن يملول فأكرم نزله وأوسع قراه .ولحق الأمير أبو زيان بحضرة السلطان بتونس.جوان 1377م حيث استقر نهائيا... هجم السلطان ابو العباس الحفصي على الجريد (فبراير ومارس 1379م)، خرج منها يحيى بن يملول ولحق ببسكرة بصحبة الأمير أبا زيان، فنزلوا وأستقروا عند أحمد ابن مزني. خوفا من السلطان الحفصي... اغتبطوا بمكان أبي زيان ليستعملوه كوسيلة للمساومة والضغط على أبي حمو، واعتقلوه ببسكرة لمرضاة ابي حمو، ثم ابن مزني طلب التحالف مع أبي حمو و المساندة له ضد أبي العباس الحفصي. ولكن أبا حمو لم يستجيب هذي المرة لرغبة إبن مزني، ويعود هذا الرفض إلى ما كان يشوب علاقات بسكرة و تلمسان من المناورات وغموض ومساومات في قضية أبي زيان التي لم تنتهي بعد ((20 سنة)) وهو الذي كان مقيم بينهم. وبعد الفشل مع تلسمان فأطلق سراح الأمير أبي زيان فارتحل عنهم و لحق بقسنطينة.
المصدر: رحلة فيض العباب وإفاضة قداح الآداب في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب لابن الحاج النميري. ابن خلدون يحيى و عبد الرحمن. تاريخ الجزائر في القديم والحديث للشيخ مبارك الميلي. أوضاع المغرب الأوسط خلال القرن السابع الهجري: الجيلالي شقرون. ابي حمو موسى الثاني: عبد الحميد حاجيات.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بعض هده التواريخ مشكوك فيها
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
شكرا لك افيدنا لكي اصحح الخطأ برك الله فيك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
شكـــــــــــــــرا جزيلا