عنوان الموضوع : تبسة ... الحضارة المطموسة - الفلاحة البروتاريخية في تازبنت الامازيغية التاريخ الجزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب
حرصا لاظهار البعد الحضاري العريق للامازيغ عامة و جبال اوراس خاصة و بالاخص منطقة تبسة ها انا انزل الموضوع الثاني من جملة الابحاث التي قمت بها حول مظاهر الحضارة في تلك المنطقة المستبعدة من كل بحث و المستثناة من كل تحقيق لاسباب مجهولة رغم انها تمثل نقاء البعد الجزائري الامازيغي ممثلة في حضارة لامعة يصر البعض على ان لا وجود لها و ان الرومان هم اول من انار بصيرة اهل تلك الارض فبعد الموضوع الذي قدمته في هذا القسم الذي يثبت وجود تبسة كمدينة كبيرة ذات شأن عندما كانت روما عبارة عن تجمع لعدة اكواخ و لفهم اعمق ارجو مراجعة الموضوع الاول حتى تكون الامور متسلسلة في هذا الرابط
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=906909
و هنا ندرس احد اهم مظاهر الحضارة وهو مظهر الزراعة
الزراعة اساس كل حضارة هذه المقولة اثبت جميع المؤرخين صحتها ، فعندما توجد الزراعة يوجد الاستقرار و عندما يوجد الاستقرار توجد الحضارة لا محالة
فعندما نقول ان هناك زراعة في منطقة ما فاننا بصورة اخرى نقول هناك حضارة لان الزراعة تتطلب وجود صناعة متمثلة في الادوات الزراعية و ايضا يعني وجود منتوج زراعي و منه وجود عملية تبادل فنكون هندها امام حضارة
الآن نطرح سؤال هل وجدت حضارة قبل الرومان بتبسة او يصورة اخرى هل همناك زراعة قبل الرومان ؟
الجواب الذي اعتدنا سماعه هو لا ! فما مدى صحة هذا الجواب ؟
الجواب هو ان هناك زراعة قبل الرومان و من قال بغير ذلك فهو اما جاهل و او كاذب و اليكم الدليل :
ورد في كتاب aux origines de la berberie لغابريال كامبس ما يلي :
< ... في عام 1946 كان مهندسو مصلحة الخرائط قد شد انتباههم شبكة من الخطوط ذات ملمح هندسي كشفت عنها الصور الجوية لدوار تازبنت من قمم جبل بوزيان الى سهل الشريعة و هنشير مدكيس بحيث يظهر في سفح الجبل رقعة مقسمة الى قطع رباعية الضلع كل منها بين 20 و 50 متر و هذه الرقعة ليست بالدقة الهندسية التي تميز الكنترة ( CENTRIATION ) بل متكيفة مع الواقع الطوبوغرافي للمكان و منسجمة بمجال ضيق شبه بزقاق يفصل بين حارتين الى جانب بعض القطع المسورة بجدران دائرية و اخرى مستطيلة و كأن المكان مدينة كبيرة ملتصقة بسفح الجبل ... هذه الاحواض محاطة بجدران و جدرانها لا تكاد تعلو الا ببضعة سنتيمترات لا غير و كان - دو روش - قد قام ببعض التحري الذي يسمح له بتأكيد انها من فعل الانسان و هي فعلا جدران بعرض 0,60 الى 0,80 متر ، بنيت بصفائح جيرية و تغوص الى القاعدة الصخرية تحت طبقات الارض المزروعة ، لا ريب ان هذه القطع الرباعية تمت تهيئتها بهدف جعلها ملائمة للزراعة لانها اصغر بكثير و لا تصلح ان تكون زريبة للحيوانات كما لن عددها الكبير يوكد ذلك في بلد جاف نسبيا نعتقد ان مثل هذه التهيئة كانت لغرض الانتفاع بمياه الامطار في السقي ... > هناك شيئ اكيد هو ان قطع تازبنت ليس الوحيدة السابقة للرومان ... فالمنشآت التي اقامها الرومان في هذه المنطقة الجبلية هي عبارة عن سدود تقطع المنطقة طوليا بخطوط متوازية و لم تقم روما بتهيئة رقعة من القطع الرباعية كما فعل سابقوها ... و هذا يجعل الموضوع محل دراسة من جديد ... >
هذا وصف القطع الاثرية الموجودة بتازبنت و قد نقلته لكم حرفيا من الكتاب المذكور حتى لا يقول احد انها مجرد تأويلات و لمن اراد التأكد فليرجع الى الصفحة 97 من الكتاب ( AUX ORIGINES DE LA BERBERIE - GABRIEL CAMPS )
اما عن اسبقة هذه الآثار للرومان فيقول كامبس
< ... ثبت لن المنشآت الهيدروليكية في تازبنت سابقة للرومان فهل هي من عمل النوميد ؟ و للدقة اكثر هل هي نتاج ملموس لسياسة ماسينيسا الزراعية ؟ عموما فان لدي اسبابا قوية تدل على انها سابقة للرومان ، في الواقع تفترض اشغال التهيئة في الواسعة في تازبنت و جبل تروبيا و تافرنت سكنا قارا لفترة طويلة و تبعا لذلك وجود سكان مستقرين فهذا العمل ليس نتاج ارادة شخص واحد لان الشخص الواحد ليس بامكانه إقامة هذا التنظيم الذي لا يمكن تفسيره الا في اطار اجتماعي اقتصادي خاص لا يزال سكان الاوراس ( تبسة باتنة خنشلة ام البواقي ) و الاطلس الكبير ( المغرب ) يحتفضون يشيئ من هياكله ... >
تجدر الاشارة ايضا الى ان بالو قد اشار الى تقسيم مماثل في مخرج واد فوريس جنوبي جبل العنق و عليه فانه في تبسة هناك 4 مناطق على الاقل تحتوي تهيئة من هذا النوع و هي : تازبنت و تروبيا ( التي تعرف اداريا بير مقدم ) و تافرنت و و منطقة فوريس قرب جبل العنق و في هذا يقول الكاتب : < ... هناك شيئ اكيد هو ان قطع تازبنت ليست الوحيدة السابقة للرومان ... >
و لكن هذه القطع ليست الاكتشاف الوحيد حيث تم اكتشاف ادوات زراعية كثيرة و قد وردت الاشارة الى ذلك عند كامبس حيث يقول : < ... يمثل العتاد الذي جمعه بالو من مرتفعات تازبنت و هو عتاد كان مستعملا في تهيئة ذات طابع فلاحي دليلا لصالح فرضية تقول ان صناعة هذا العتاد كانت في خدمة حضارة زراعية ... >
اي كانت هناك صناعة ايضا
و من بين الاشارات للزراعة : < ... مشهد منقوش في جدران كهف ليهود ( واد هلايل في اقليم النمامشة ) صورة شخص يرتدي سترة قصيرة و رأسه مختفية خلف قناع يبدو و كأنه يحمل على كتفه رفشا احدث و حوله حيوانات ( حيرم .... ) و هذا المشهد يمكن ان يكون نيوليثيا فهل يمكن التفكير في ان الرفش ليس واحدا و ان هذه الاداة اضيفت في وقت لاحق ؟ ... > ( تهميش الاستاذ العربي عقون على الكتاب ) ان ثبت ان الرفش لم يضف في وقت آخر فهذا دليل على زراعة نيوليثية في المنطقة
و ايضا فان مدينة تبسة ذاتها كانت معقلا لزراعة الزيتون في القرن الثالث قبل الميلاد اي قبل الرومان بقرون حيث تسجل المصادر ان السكان استقبلوا حانون باغصان الزيتون
من هذا كله نستنتج انه قد كانت هناك زراعة متطورة في هذه المناطق و ايضا وجود صناعة متعلقة بالزراعة و الملاحظة الثالثة ان هذه الآثار ليست الوحيدة و انها ايضا قبل الرومان و ايضا ليست نتاج سياسة ماسينيسا الزراعية لانها كانت قبله بكثير اضف الى ذلك ما كتب سابقا في هذا القسم عن تيفست ( تبسة ) في القرن الثالث قبل الميلاد فاننا نكون بصدد حضارة متطورة كاملة لا ندري سبب الاصرار على طمسها و استبعادها من كل بحث او تحقيق ؟؟؟
شكرا
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
جازاك الله خيرااااااااااااا ايها الفا ضل شكرا جزيلا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
العفو اخي الكريم اسعدني مرورك العطر بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
الله يبارك فيك يا اوشن على اثراء هذا الموضوع...ننتظر منك المزيد حول مختلف ربوع المنطقة.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة salah 1970
الله يبارك فيك يا اوشن على اثراء هذا الموضوع...ننتظر منك المزيد حول مختلف ربوع المنطقة.
و فيك يبارك الله اخي و لا شكر على واجب فان الواجب يقتضي ابراز الوجه الحقيقي لتبسة و الاوراس عامة تلك المناطق العظيمة
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
الله يبارك فيك يا اوشن على اثراء هذا الموضوع...ننتظر منك المزيد حول مختلف ربوع المنطقة.