شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب فموتوا بغيظكم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى اله وصحبه اما بعد
رحم الله الامام عبد الحميد بن باديس القائل
شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب
من قال حاد عن اصله او قال مات فقد كذب
في هذا الوطن العربي شعب عربي مسلم ذو ميراث روحاني عريق وهو الاسلام
وادابه واخلاقه .(1)
وممّا قاله الأستاذ صالح خرفي مبيّنا حقيقة العروبة في بلاد المغرب العربي وعلاقتها بباقي ثوابتها: "عروبة المغرب العربي عروبة أصلية خالدة , لأنّ الإسلام كان ولم يزل المدخل التاريخي لها , أصّلها بقوة الروح وخلّدها بصلابة العقيدة , ظلّل أرضيتها بالدستور السماوي وربط مقومها الأساسي بلسان عربي مبين ..."
وقول الإمام عبد الحميد بن باديس في إحدى قصائده :
أشعبُ الجزائري روحي الفِدا لما فيك من عزّةٍ عربيّة
بنيت على الدين أركانها فكانت سلاما على البشريّة
وممّا قاله الشيخ البشير الإبراهيمي في هذا المجال : "...عروبة الشمال الإفريقي بجميع أجزائه طبيعية كيفما كانت الأصول التي انحدرت منها الدماء والينابيع التي انفجرت منها الأخلاق والخصائص والنواحي التي جاءت منها العادات والتقاليد وهي أثبت أساسا وأقدم عهداً وأصفى عنصراً من إنجليزية الإنجليز وألمانية الألمان ."
وقد حاول المستدمر الفرنسي ولمدّة أكثر من قرن من الزمن العمل على فكّ هذا الترابط وفصم هذا التلاحم ولكن أقصى ما وصل إليه بإثارته النعرات القومية أن توسّع مفهوم العروبة من الدين إلى اللسان فالأمازيغ السكان الأصليين للجزائر والذين يمثلون أكثر من 80% من سكان الجزائر , أصبح من يتكلم بالعربية منهم يسمى عربيا رغم أنّه ليس كذلك (باعتبار الجنس والعرق) ومن حافظ على لسانه فهو أمازيغي
وها هو الأديب المصلح الأستاذ باعزيز بن عمر وهو الأمازيغي الزواوي يقول :"...إنّنا لنشعر من قبل ومن بعد بدم العروبة يجري في عروقنا وهو صافٍ لم يمازجه كدر , وإن اختلف المظهر , ونسمع صوتها الحنين يرن في آذاننا فنفتح له الطرق إلى قلوبنا وأعماقنا , فالعروبة حيّة فينا , ونحن أحياء فيها , ما دامت السماوات والأرض ."
اللغة العربية هي لغة الاسلام الرسمية ومن ثم فهي لغة المسلمين الدينية الرسمية ..(2)
وصلت العروبة الى هذا الوطن مع الاسلام في دماء الفاتحين وعلى السنتهم
فلما اقام الاسلام بهذا البلد اقامة اقامة الابد اقامت معه العروبة لا تتزحزح ولاتزول
مادام الاسلام مقيما لا يتزحزح .
و ان من اساليب اعداء الاسلام والعروبة لتفريق المسلمين زرع القبلية والعصبية المقيتة
واذكاء النعرات الجاهلية والتفرقات العنصرية ليفرق اهل البلد الواحد والدين الواحد
وكم بذل الاستعمار من جهد في هذا السبيل وكم جند من شياطين الانس والجن
وحمل على الاسلام والعروبة بخيله ورجله ولكن خيب الله سعيه ورده خائبا
واليوم يقوم بعض اذناب الاستعمار وبعض اعداء هذا الوطن واعداء الاسلام والعروبة
بهذا الدور المقيت لنشر الفرقة والفتنة .
وقد تجمع الغاية بين هؤلاء جميعا فيتكون منهم مزيج غريب يجمعه قولك اعداء ( العروبة والاسلام )
نسميهم بهذا رغم انوفهم لان اعمالهم واقوالهم شاهدة عليهم بذلك .(3)
يعملون على تغذية النزعة البربرية في نفوس ابناء الجزائر والمغرب ويغرونهم بالتنكر للاسلام
لانه دين العرب وبالتنصل من العربية لانها جنسية طارئة غريبة ...
ويحاولون اقناعهم بان هذا الوطن بربري ويعملون للذبذة والتشكيك حتى يتنكر العربي لعروبته والمسلم لاسلامه .
ولخلق جنسين يسهل عليهم ضرب احدهما بالاخر فيستريحو منهما معا
ذلك لانهم يعلمون ان الاسلام هو مساك الاخوة الروحية فاذا وهى وضعف تاثيره على النفوس
نمت النعرات المفرقة ووجد دعاة التفريق مداخل للاغراء والاغواء .
وليس في هذا الوطن بربري وعربي وانما هم جزائريون جمعهم الاسلام على تعاليمه
ووحدتهم العربية على بيانها .(4)
والبربر كما قبلو الاسلام طوعا قبلو العربية والعروبة طوعا
ومن شهد ان البربرية ما زالت قائمة في بعض الجهات فقد شهد للعربية بحسن الجوار و للاسلام بالعدل والاحسان اذ لو ان ااسلام دين جبرية وتسلط لمحا البربرية في بعض قرن فان تسامح ففي قرن.
البربري رضي لنفسه الاسلام طوعا بلا اكراه ورضي للسانه العربية عفوا بلا استكراه
ان الدماء البربرية التي مازجت الدم العربي اصبحت عربية بحكم الاسلام وبحكم العمومة والخؤولة الممتدين في سلسلة من الزمن ذرعها ثلاثة عشر قرنا مزاج فطري احكمت القدرة تداخل اجزائه والتحام نسبي وصل التاريخ اطرافه مرتين ...(5)
ونحن نقول بلغة الحق والواقع ان الجزائر عربية مسلمة
فيشهد لها التاريخ والدم والاداب والرفات والاسماء والصفات وجولان الضاد في اللهوات .
والشعب الجزائري فرع باسق من تلك الدوحة الفينانة دوحة العروبة وزهرة عبقة من تلك الروضة الغناء
مهما عدت عليه عوادي الدهر ومهما تكالب عليه اعداء الاسلام والعروبة .
وماهذه النعرات القبلية والعصبيات الجاهلية التي نسمعها بين كل فينة واخرى
اكل هذا انصاف للقبائلية واكرام لاهلها واعتراف بحقها في الحياة وباصالتها في هذا الوطن ؟.
كلا انه تدجيل سياسي على طائفة من هذه الامة ومكر استعماري بطائفة اخرى
وتفرقة شنيعة بينهما وسخرية عميقة بهما ..
وان القبائل مسلمون عرب كتابهم القران يقرؤونه بالعربية ولا يرضون بدينهم ولا بلغته بديلا
ولكن الظالمين لايعقلون .(6)
..........................
وجمعه محمد بن العربي التلمساني
............................................
(1) (الحقائق العريانة )نشرت في العدد 1 من جريدة البصائر لسنة 1947 الاثار ج2ص21)
(2) التعليم العربي نشرت في العدد 1من جريدةالبصائرلسنة1947 الاثار ج2ص24
(3) (جمعية العلماء اعمالها ومواقفها نشرت في العدد 2منجريدة البصائر لسنة1947 انظر الاثار
ج2ص32)
( 4 )(القضية ذات الذنب الطويل .نشرت في العدد175من جريدة البصائر سنة1951 انظر الاثار ج2ص 188).
( 5) جمعية العلماء اعمالها ومواقفها نشرت في العدد 2 من جريدة البصائر لسنة 1947.الاثار ج2ص36).
(6)(اللغة العربية في الجزائر عقيلة حرة ليس لها ضرة نشرت في العدد
41من جريدة البصائر لسنة 1948 .الاثار ج2ص221).