عنوان الموضوع : نهر السين من اعلام الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب

17أكتوبر1961..الحقيقة التي أريد إغراقها في نهر السين



الأحد, 16 أكتوبر 2016 11:04 آخر تحديث: الأحد, 16 أكتوبر 2016 17:23
تحيي الجزائر هذا الإثنين ، الذكرى الخمسون لأحداث 17 أكتوبر 1961 أحد أهم الأحداث في تاريخ الثورة الجزائرية، التي اقترف فيها محافظ شرطة باريس موريس بابون مجزرة فضيعة في حق المهاجرين الجزائريين بفرنسا حينها.
وقد اقترف بابون في ذلك اليوم الذي وصف بالأسود والدامي، جرائم لا توصف ضد المهاجرين الجزائريين لتضاف إلى سجل جرائم فرنسا التي لا تعد ولا تحصى في حق الجزائريين منذ احتلالها لبلادنا منذ 1830 إلى غاية استرجاع الحرية والاستقلال سنة 1962.

وما كان ذنب أولئك الضحايا، إلا أنهم خرجوا في مظاهرة سلمية احتجاجا على حظر التجول الذي فرضه السفاح "موريس بابون" على الجزائريين لا غيرهم، فكان مصيرهم القتل والغرق في نهر السين وظلام السجون والتعذيب وتأتي هذه الذكرى في الوقت الذي لازالت فيه الدولة الفرنسية ترفض مطلب الاعتراف بجرائمها المرتكبة في حق الجزائريين طيلة 132 سنة.
مظاهرة سامية.. ترتكب فيها أبشع المجازر

وتعود هذه الأحداث إلى يوم 17 أكتوبر 1961 حين خرج نحو 80 ألف جزائري في مسيرة سلمية بباريس بدعوة من قادة الثورة الجزائرية احتجاجا على حظر التجول الذي أمر به مدير الشرطة آنذاك موريس بابون على الجزائريين دون سواهم.
ويذكر المؤرخون بأن المتظاهرين بمن فيهم الرجال والنساء والأطفال قدموا من نانتير وأوبيرفيليي وأرجونتوي و بوزونس وحتى من الأحياء الفقيرة لباريس على غرار مينيلمونتان من أجل الدفاع عن حريتهم و كرامتهم التي “دست بإصدار مرسوم في ديمقراطية غربية”.
وأشار أحمد عراد مناضل سابق بفدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني إلى أن “المظاهرة السلمية خلفت يوم 17 أكتوبر و في الأيام المقبلة “مئات القتلى ومئات المفقودين وأكثر من 1000 جريح، في حين أوقفت الشرطة الفرنسية 14.094 جزائري”.
من جهته قال علي هارون عضو سابق في نفس الهيئة إنه كان هناك “200 قتيل على الأقل” من بين المتظاهرين، مشيرا إلى “صعوبة الحصول على رقم دقيق لعدد ضحايا هذه المظاهرات لأنه -كما قال- كان العديد من الجزائريين في عداد المفقودين”.
جريمة ..ضد الإنسانية
و يجمع مؤرخون و مدونون و شاهدون على تلك الأحداث الحالكة على التنديد بالحصيلة المعلنة من قبل الآمر بالقمع بابون الذي تكلم عن قتيلين اثنين.
و أشار المؤرخ الفرنسي جان لوك أينودي إلى أنه “رسميا لا تشير سجلات مصلحة الطب الشرعي إلى أي قتيل خلال يوم 17 أكتوبر 1961″.، واعتبر “وصف مجازر 17 أكتوبر 1961 بباريس بالجريمة ضد الإنسانية يعد ملائما”.
و أضاف مؤلف “مشاهد حرب الجزائر في فرنسا” أن “الجثث التي نقلت إلى مصلحة حفظ الجثث قد ألقيت في نهر السين من نوافذ البناية التي تضم هذه المصلحة” مذكرا بأن “هذه الممارسة (إلقاء الجثث في النهر) كانت قد استعملت على نطاق واسع عام 1958 خلال حظر تجول أول فرض بباريس في حق الجزائريين الذين تم إيقافهم و تعذيبهم بفالديف”.

بابون .. من أكبر مجرمي الحرب
وكان المؤرخ محمد قورصو, أكد في وقت سابق أن موريس بابون قام عشية اندلاع مظاهرات 17 أكتوبر 1961 بزيارة كل محافظات الشرطة بالعاصمة الفرنسية من أجل تحريض عناصرها على تصفية الجزائريين بعد أن أباح قتلهم.
و قال محمد قورصو أنه تم خلال تلك المجزرة الفرنسية في حق المهاجرين الجزائريين، إلقاء العديد من الجزائريين من جسر سان ميشال إلى نهر السين وهم أحياء.
وأكد قورصو أن عدد الضحايا يتجاوز المائة خلافا للحصيلة الرسمية التي تحدثت عن وجود قتيلين ضمن صفوف المتظاهرين إثر تبادل لطلقات النار.
واعتبر قورصو، أن موريس بابون من أكبر مجرمي الحرب الذين عرفتهم الجزائر إبان الثورة التحريرية، وكان أول من أمر بفتح المحتشدات التي كان يمارس فيها التعذيب على الجزائريين بمختلف أشكاله. مؤكدا أن مجازر 17 أكتوبر 1961 تبقى راسخة في الكفاح التحرري للشعب الجزائري مشيرا إلى أنها شكلت أيضا منعطفا حاسما في التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في مارس 1962.

شهادة أخ "جودي فاطمة" واحدة من الشهيدات الراحلات

يحتفظ ، جودي بيدار ، دائما بالذكرى الراسخة لأخته فاطمة التي كانت ترافقه كل صباح بالمدرسة الإبتدائية لستانز قبل أن تصيبها الموت في 17 أكتوبر 1961 و عمرها لا يتجاوز ال15 ربيعا.
وقال جودي ، في شهادة قائلا "كان عمري آنذاك 5 سنوات و نصف و أحتفظ دائما بذكرى أخت مثابرة في دراستها و لطيفة و مثالية على كل المستويات".
و يتذكر جودي ، ذالك اليوم ، الذي تشاجرت فيه البنت مع والدتها التي خافت عليها من المشاركة في المظاهرة التي دعت إليها فيدرالية فرنسا التاريخية لجبهة التحرير الوطني للاحتجاج علي حظر التجوال الذي فرض على الجزائريين فقط من محافظ الشرطة أنذاك موريس بابون.
و قررت الشابة فاطمة التي لم تتمكن من إقناع والدتها الالتحاق بفردها بالمسيرة لأنها حسب أخيها "كانت عنيدة".
و أشار أخوها الذي يتذكر أنه ذهب رفقة أمه للبحث عنها طوال يومين دون جدوى "بحلول المساء لم تعد فاطمة إلى البيت. بدأ والدي يشعران بالقلق حيث اتجه أبي في اليوم الموالي لمركز الشرطة للتصريح بفقدانها"
و لم يتمكن إخراج جثة التلميذة الصغيرة إلا في 31 أكتوبر من سان سان دونيس.و تم استدعاء والد الضحية حسين في ذات اليوم من قبل الشرطة للتعرف على هوية ابنته التي لم يتعرف عليها إلا من خلال ظفائرها الطويلة جدا و الساعة التي كانت تحملها.
و أكد جودي ، استنادا إلى رواية والده أن هذا الأخير تعرف على ابنته ضمن 15 جثة أخرى وضعت في معهد الطب الشرعي بباريس.
و اختتمت الشرطة تحقيقيها علي أن وفاة البنت جاءت نتيجة "انتحارا" مما أثار غضب عائلة بيدار. و أكد جودي أن أخته "ألقيت من طرف الشرطة في نهر السان" حيث يستند هذا الأخيرعلى أقوال فاطمة أمي زميلة بيدار في القسم.
و قد ذكر ، المؤرخ جون لوك أينودي في كتابه الأخير "أحداث حرب الجزائر في فرنسا" شهادة أمي فاطمة حيث وصفت هذه الأخيرة فاطمة بيدار على أنها كانت "جد متحفظة و خجولة" إلى درجة أنها لم تتمكن من إقامة علاقة صداقة معها.
و عند تطرقها لفرضية الانتحار التي ادعتها الشرطة استنادا إلى أقوال تلميذة أخرى تدعى روسلين التي يمكن أن تكون أخبرتها من قبل أنها تود أن تلقي بنفسها في النهر أكدت أن هذه الأقوال "تفتقد إلي المصداقية" بالنسبة إليها.
و صرحت قائلة " و لم تكن فاطمة التي كانت جد متحفظة و خجولة و تلميذة جادة في المدرسة تملك صديقات عندما تعرفنا عليها" مؤكدة أنها "لم تلتق فتاة اسمها روسلين في هذه المدرسة".
و حسب جودي بيدار "يجب على دولة فرنسا الاعتراف" بمجازر أكتوبر 1961 مضيفا " عبر الاعتراف بالمجازر سيمكنني تكريم أختي تكريما حقيقيا و كل أولئك الذي سقطوا من اجل الجزائر " بعد مرور 49 عاما على تلك الأحداث.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :