زاوية بن حمادوش بقجال / تاريخ و علماء / بقلم : سفيان لوصيف
زاوية بن حمادوش بقجال / تاريخ و علماء
الزاوية برفي الأصل مدرسة و مقر استرشاد وملجأ أمان ، بيد أن هذه الوظائف و بقدر ما كانت تعبرعن أدوار محددة بقدر ما كانت تخفي في طياتها أسرار تطورالزاوية وتفعلها مع المجتمع و السلطةعلى حد سواء ، خلقت الزوايا أدبا رفيعا وشعرا صادقا وقامت ولازالت قائمة بتربية المريدين على الفضيلة وعدم نكران الذات ، وسماحة الخلق ، فكانوا يجتمعون في زوايا الأحياء و المداشر يتحابون في الله ويذكرون ويتذاكرون ويعلمون ويتعلمون ، والبعض منهم يصطحب أولاده الصغارفيرثون عن آبائهم حب الزاوية فيشبون في ظلالها ويتأدبون بآدابها .تر .
تمثل الزاوية مؤسسة دينية واجتماعية وعلمية تبلورت أنشطتها و خصوصياتها منذاسقرار الإسلام الى الآن ، وتعد مركز التربية الصوفية السنية ، ومعهدا لتزكية النفوس وتطهيرها ، ولذلك كان الشيوخ وقادة المتصوفين يتنافسون في بناء الزوايا وتشييدها لأجل أداء وظيفتها الإجتماعية من إيواء الغرباء وإطعامهم وأداء الواجبات الدينية من الصلاة وصدقة وذكر وتلاوة القرآن وتعليم وتعلم وغير ذلك .لخ.
تواجدت في قرية قجال بر زاوية منذ عقود من الزمن ، و هذه القرية القديمة تاريخيا فهي حسب الشواهد الأثرية تعود إلى العهد الروماني ، مرت هبر حقب تاريخية مختلفة لا سيما الحقبة الإسلامية ، و تؤكد الرواية الشفوية المنقولة عن سكانها بما فيها رواية عن أجداد عائلة بن حمادوش الذين توارثوا الإشراف على الزاوية عن جدهم الأكبر سيدي مسعود الإدريسي الحسني أن موقع المسجد الحالي هو بالأساس موقع بناه الفاتحون الأوائل ، و يروي أن الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير كان مم شاركوا في بناء المسجد و ترك أثر يده على الجدار القبلي للمسجد ، و بفي هذا الأثر قائما الى قدوم سيدي مسعود الى قجال تر .
أهم معلم أساسي في قجال مقام سيدي مسعود الإدريسي ، و يرتبط سيدي مسعود بالقبور السبعة أو السبع الرقود، و قد اختلفت الروايات حول هذه القبور ذات الشواهد المرتفعة ، و التي يمكن إجمالها في ثلاثة روايات : أولاها أن هؤلاء السبع الرقود هم سبعة إخوة جاؤوا من المغرب في زمن سيدي مسعود و ناموا ليلتهم بقجال فلما أصبح الصباح و جدوا في حالة نوم أبدي فدفنوا في قبورهم التي ما تزال شاهدة عليهم ، من هنا شبه حالهم بحال أهل الكهف ، أما الرواية الثانية فهم سبعة إخوة استشهدوا معا في معركة من معارك الجهاد ، لكن هذه الرواية لا تجدد المكان و الزمان لهذه المعركة لخ .
و كان مقام سيدي مسعود مزارا مباركا يرجى الدعاء عند مرقده الشريف ، و قد بلغت درجة التقديس لضريحه و أضرحة السبع رقود أن المحاكم بمدينة سطيف كانت تشترط على الخصوم أداء القسم المطلوبة عندها ، أما سيدي مسعود فهو حسني النسب ، حيث تؤكد الوثائق الخاصة بسلسلة نسب عائلة بن حمادوش أن سيدي مسعود هو الحفيد الثاني عشر في ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ، و فيما يلي سلسلة نسبه : ( سيدي مسعود بن عبد الحميد بن عمر بن محمد بن إدريس بن داوود بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ) بر ، يرجع استقرار سيدي مسعود في قجال إلى القرن الخامس الهجري ، بعد رحلة قادته من فاس إلى قرية قجال ، و لا يعلم لماذا قجال بتحديد ؟ و يرجع قدومه إليها بدعوة من سكان المنطقة ، فحقق لهم الرجاء و حل بهم و بينهم إماما سيدا لهم .
منذ قدوم سيدي مسعود الى قجال بدأت مرحلة جديدة في مسيرة قرية قجال التاريخية ، حيث عرفت فيما توالى من الأزمنة و القرون بالمسجد و الزاوية التابعة له ، التي أنشئت لغرض نشر العلوم الإسلامية و اللغة العربية ، و تدريس الفقه المالكي و الإصلاح الإجتماعي ، و قد تولى الإشراف على التعليم بالزاوية و إدارة الأوقاف من الأراضي الزراعية أحفاد سيدي مسعود من بعده بمراسم و عقود موقعة من طرف الأمراء و العلماء من أمثال ابن العربي ، و الإمام أبي يحي زكريا و الإمام المجاهد أبي العباس أحمد و سيدي محمد بن يوسف الصغير ، هذا الأخير الذي توفي بقحال و دفن بمقبرة سيدي مسعود و ما زال قبره معروفا الى اليوم ، و هذه العقود المحبوسة باسم سيدي مسعود و أحفاده منذ القرن الخامس الهجري تمتد من جبال براو و يوسف و مقرس لخ.
تشرفت قجال باستقبال علماء أجلاء من أمثال سيدي عبد الرحمن الأخضري الذي عاش في القرن العاشر الهجري فقد ذكر أنه كان يزورها للتدريس و التبرك بزيارة سيدي مسعود ، و قد كتب له أن يتوفاه الأجل في قرية قجال ، و من العلماء العاملين الذي تشرفت بهم أيضا الشيخ أبي القاسم بن السعد الحامي الذي علم بزاوية قجال و قد ذكر أنه ترك بمكتباتها العديدة من المخطوطات لم نجد منها إلا مخطوطا واحد في شرح الأجرومية فرغ من إنجازه في نهاية السنة للقرن الثاني عشر الهجري ، و من الرجال الصالحين نذكر الرجل الصالح الشريف النسب سيدي عمر قادري الذي تعلم بقجال و كان صاحب علم وولاية ، أشاع وجود مقام سيدي مسعود على سكان قجال التدين على مر السنين ، و قد اجتهد أحفاد سيدي مسعود من بعده في التزام المنهج القويم في التدين من غير غلو ، و التصوف من غير ابتداع .
هناك وثيقة تبين أن زاوية ابن حمادوش التي كانت تسمى زاوية قجال لها أكثر من تسعة قرون بالتاريخ الهجري هذه الوثيقة تحدد القرن الخامس كتاريخ لتخصيص السيد محمد الكبير أحد أحفاد سيدي مسعود بأراضي محبوسة عليه م قبل سلاطين المحروسة الجزائر ، و تذكر أنه خصص زاويته ببعض الأراضي ، أما الوثيقة الثانية فمؤرخة في أواسط ذي القعدة عام ثمانية و ثمانين و ثمانمائة هجرية 888 ه 1483 م ، ووثقية ثالثة يعود تاريخها إلى شهر شوال سنة 931 ه 1524 م أما الوثيقة الرابعة فهي أوضح من الوثائق السابقة و مؤرخة في 1230 ه 1815 م و تحدد الأراضي الفلاحية الموقوفة على الزاوية بر .
ليس هناك تاريخ بعدد الفترات التي تم فيها تجديد الزاوية ، لكن يمكن التأكيد على أنها تعرضت للإهمال و الهجر لعشرات السنين كما تعرضت للهدم و مصادرة أموالها و أوقافها و نهب مكتباتها ووثائقها و تصفية شيوخها مثل اغتيال الشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس ، و اغتيال الإخوة السبعة حب رواية عائلية و الاعتداء على سيدي محمد الكبير و ابن عمته من طرف المدعو المهوب دغاش الذي تمت إدانته من طرف مجلس العلماء سنة 1192 ه ، لقد عاشت المنطقة فترة اضطرابات و صراعات لا تنقطع بين العروش و العائلات و القبائل و صراع العرب مع الأتراك معركة قجال بين جيش العرب بقيادة أحمد بن الصخري و الجيش التركي التي كانت بقيادة مراد باي ، فاضطر شيوخ الزاوية إلى مغادرتها نائين بأنفسهم و عائلاتهم عن الدخول في الصراع القبلي المقيت ، هجرة الشيخ سيدي أحمد الملقب بسيدي علي أو أحمد بن حمادوش إلى المغرب ، و انتقال الشيخ الصديق إلى بلاد بوغنجة بأولاد صابر ، هذا فضلا عن الفترة الإستعمارية التي تعرضت فيها الزاوية إلى مصادرة أوقافها من الأراضي الفلاحية التي تشهد عليها وثائق الزاوية الزاوية التي حددت أملاكها باسم بلاد سيدي مسعود قبيل الغزو الاستعماري الفرنسي بعدة سنوات لخ، وعلى هذا يمكن أن نتحدث عن عدة فترات من التجديد الذي خضعت له الزاوية من خلال الوثائق التي تنص على تنصيب الشيوخ و هي كتالي :
التجديد الأول : تم في سنة 888 هجري الموافق لسنة 1483 ميلادي بعقد موقع من طرف أبي يحيا زكرياء من أمراء الدولة الحفصية يفرض للشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس بتسيير زاوية قجال و أحباسها .
التجديد الثاني : تم في سنة 931 ه الموافق لسنة 1524 م على يدي الشيخ أبي عبد الله محمد بن صالح بعقد موقع من طرف الإمام المجاهد أبي العباس أحمد بن محمد ، و قد شهدت زاوية قجال في هذه الفترة نهضة علمية شارك فيها الشيخ العلامة سيدي عبد الرحمن الأخضري .
التجديد الثالث : تم في سنة 1211 ه الموافق لسنة 1795 م على يدي سيدي محمد الكبير ، و بعد وفاته تولى مشيخة الزاوية المجاهد الشيخ الطاهر بن حمادوش الذي شارك في مقاومة الاستعمار الفرنسي الغاشم سنة 1871 و تمت معاقبته بمصادرة أراضيه الفلاحية الخاصة لخ .
الجديد الرابع : وتم على يد الشيخ الصديق بن الشيخ الطاهر بن حمادوش بداية من سنة 1857 م ، الذي استطاع أن يستعيد المبادرة و يفتح الزاوية لتحفيظ القرآن الكريم و التعليم الديني ، و بهذا سجلت زاوية قجال حضورها على مستوى كل من المقاومة المسلحة من خلال الشيخ الطاهر بن حمادوش و حضورا قويا على مستوى الجهاد الثقافي أو الممانعة الثقافية من خلال الشيخ الصديق .
التجديد الخامس : و تم على يد الشيخ محمد الصديق بن الطيب و إخوته سنة 1936 م فاستعادت الزاوية نشاطها العلمي على يدي الشيخ المختار بن الشيخ بين سنتي 1936 م الى 1944 م و بعد وفاته استخلفه الشيخ محمد بقاق لأكثر من سنتين 1945م إلى 1947 .
التجديد السادس : و تم على يد الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش سنة 1950 م بعد أن أنهى دراسته بجامعة الزيتونة بتونس و عاد إلى أرض الوطن ، فقام بإصلاحات معتبرة في الزاوية و استأنف التدريس بها لعدد من الطلبة الذين كان و إياهم على موعد مع الثورة ، فاستشهد منهم من استشهد ومن بقي منهم رفع التحدي التعليم العربي بعد الاستقلال من خلال مدرسة قجال و المدارس الرسمية .
التجديد السابع : و تم بعد الاستقلال أي في صيف سنة 1962 حيث انطلقت محاولة أولية للتدريس بالزاوية ، قام بها الشيخ القريشي مدني بطلب من الشيخ محمد الصديق حمادوش ، و تبعتها محاولة أخرى قام بها الشيخ الحسين مؤمن و لكنها لم تستمر وفي بداية العام الدراسي 1963 _ 1964 استأنفت الزاوية عملها تحت اسم مدرسة الشهيد عبد الحميد حمادوش بإشراف الشيخ محمد الصديق حمادوش و تسيير الجمعية الدينية برئاسة البشير قزوط ، وكان من أبرز أساتذتها الشيخ القريشي مدني ، و الشيخ إسماعيل زروق و من فلسطين الأساتذة ذيب كنعان ، ويعقوب قرعاوي ، و تيسير محمد سعيد و غيرهم .
في هذه الفترة أخذت الزاوية صبغة مدرسة حرة أكثر منها زاوية ذات خط و طريقة و منهج في التربية و التعليم و توقف التعليم القرآني بها ، و لكنها أدت دورا رائد في تعليم أبناء المنطقة وولاية سطيف فتخرج منها العشرات بل المئات من المعلمين و المدرسين و الأساتذة و الموظفين و في سنة 1976 جاء مشروع توحيد التعليم بإلغاء المدارس الحرة و الزوايا فتسلمت مديرية التربية مدرسة الشهيد عبد الحميد حمادوش التي أصبحت تحمل اسم إكمالية عبد الحميد حمادوش لخ ، و حلت الجمعية و بقيت الزاوية معطلة خالية بلا تعليم قرآني ولا شرعي إلا من الشيخ رابح عيادي الذي ظل محافظا على الآذان و إمامة الناس في الصلاة بدون أجر يذكر حتى توفي .
التجديد الثامن : في سنة 1981 لم تكن الظروف تسمح باسئناف الزاوية عملها لانعدام المرافق الضرورية و حاجة الناس إلى رفع اللبس عن الزاوية و رسالتها التعليمية و دورها الإصلاحي ، حيث وصمت بوصمة الدروشة و الخرافة ، و صنف أهلها في عداد الطابور الخامس لخدمة الإستعمار الفرنسي ظلما ، فكان لابد من انتظار الوقت المناسب لرفع ما علق بمفهوم الزاوية و إعادة الوعي للناس بهذه المؤسسة التقليدية التي تختزن العمق الثقافي و التاريخي لتراث الأمة و تجربتها الجهادية في الميادين الدينية و التعليمية و الإجتماعية و الإصلاحية و في حماية الثغور و الدفاع عن الأوطان ، و لكن رغم ذلك لم ينتظر أهل الزاوية و تلاميذتها القدامى طويلا بل بادروا الى تكوين جمعية دينية للمسجد و كانت الجمعية تتكون من الزبير حمادوش و الشيخ القريشي مدني و الشيخ محمد غجاتي و الأستاذ المحفوظ صفيح و العربي حافظ و حمو رحماني و محمد ولد الشيخ الخير فاضلي .
وأقيمت أول جمعة بالسجد كبداية لإحياء هذا المعلم التاريخي العظيم الذي كاد يندرس نهائيا ، و هذه المنارة الدينية المشعة بالقرآن و الشريعة التي ظلت مستعصية على الفناء و كان إمام الجمعة أحد طلبتها الأوفياء و خطيبها بالمطقة الشيخ القريشي مدني الذي ظل لسنوات يقدم بها دروسا في الفقه و اللغة ، في هذه الفترة تمت بعض الإصلاحات في الزاوية مثل غرفة للتعليم القرآني ، توسعة قاعة الصلاة ، كانت هذه التوسعة تمثل ضرورة ملحة لاستيعاب عدد المصلين المتزايد يوما بعد يوم من كل المناطق المحيطة بقجال الذين كانت تربطهم بالزاوية علاقات روحية و دينية و تاريخية باعتبارها مؤسستهم التعليمية و التربوية و باعتبار شيوخها مراجعهم في الفتوى و الإصلاح الاجتماعي ، و بعد سنوات تم إنجاز مشروع المجمع الإسلامي لزاوية قجال ، بعد أن تمت تسوية جميع الإجراءات القنونية و الإدارية لتكون البداية بإنجاز المسجد الجديد .
كان شيوخ الزاوية يتبعون الطريقة الرحمانية لخ الحفناوية البكرية الخلوتية و هي طريقة صوفية تربوية تعليمية جهادية معروفة خاصة في الزوايا الشرق الجزائري أما منهجها في العقيدة و الفقه فهي تلتقي مع سائر الطرق الصوفية و المدارس الإسلامية و المراجع الفقهية في الجزائر و بلاد المغرب الإسلامي الأخرى في وحدة لا مثيل لها في العالم الإسلامي ، وحدة على مستوى المنهج العقدي الأشعري و المذهب الفقهي المالكي ، هذا فضلا عن الوحدة التي تجسدت في مدارس التفسير و اللغة و مدرسة التلاوة و الرسم القرآني و الخط المغربي و غيرها هذا الإرث العلمي و الثقافي العظيم الذي حافظت عليه الزوايا و عمقت علومه و معارفه تأصيلا و تفريعا و انتشارا في الأواسط الخاصة و العامة حتى غدا مدرسة المغرب العربي المتميزة و المنافسة لمدرسة المشرق العربي بر .
إن الدعائم الأساسية لقيام الزاوية لم تخرج عن ضرورات الحياة الفعلية ، فالزاوية ظلت منذ ظهورها مركزا لإطعام الطعام و حاجة في أوقات المجاعة و القحط أو حتى عند الخصاصة العادية ، لذا أضحى الإطعام ملازما لها و ميزة عامة لحياة روادها و سلوكا صوفيا يحتذي به المريد بعد شيخه ، حتى بلغ لاالأمر درجة اعتبر فيها الإطعام رمزا لكرامة صاحبها ، تمنحه سلطة رمزية بسبب كثرة المستفيدين منه و قلة المتوفرة من الطعام ، خصوصا في عند النقص في الإنتاج و توالي الأزمات ، حولت هذه الوضعية الزاوية الى مؤسسة اجتماعية لرعاية المحتاج و عابر السبيل ، فكان من ضروريات هذه الوضيفة أن تكون لها أملاك خاصة بها أو محبسة عليها تستثمرها للوفاء بهذه الإلتزامات و لتغطية الخدمات المجانية لتتوسع في الحصول على الصدقات و الهبات و الزيارات لخ .
لم تقتصر الزاوية في تشكيل مؤسستها على هذه الوظيفة ، بل ثمة وظائف أخرى ساهمت بدورها في تقوية رصيدها الرمزي ، فالزاوية هي في الأصل مركز للتعليم و الوعظ ، و قبلها كانت أداة للدفاع عن الملة الإسلامية ضد كل أشكال الإنحراف الديني ، باعتبار الزاوية شكلا متطورا للرباط ، فقد تحولت العملية التعليمية البسيطة إلى ممارسة تعليمية دينية محكمة وفق شروط أكثر وضوحا ، فتمكنت الزاوية من مقروآتها و موادها المدروسة و فقهائها المقدمين للتحصيل ، كما استقبت المتعلمين موفرة لهم شروط التعليم و الإقامة ، بل أصبحت هذه الشروط من وظائفها الأساسية التي تحصلت بسببها على كل ما يلزم لبقاء دورها العلمي و الصوفي مستمرا بر .
لقد حرص الشيوخ المقدمين للتربية الصوفية و التعليم الديني على تطوير أدائهم و بلورة هذا الأداء في صورة تلقين مجسد لشخصيتهم الصوفية القائمة على سمات البركة ، و هي القناة الخفية لما يمكن اعتباره الكمال في الوظيفة التعليمية التي يفيض عطاؤها على المريد المتعلم الآخذ من علم شيخه ، أخذ الضمان المتعطش و المرتوي من بحار علم الشيخ الواسعة ، فشيخ الزاوية وهو معلم أول هو صاحب علم و سر ، علم الطريقة و السلوك و قدوة في العمل و مقصد المريد ، يحمل في شخصه النموذج الصالح لحياة الناس و كرامته و مناقبه دليل على رغبته في الصلاح و الإصلاح ، إصلاح الناس في أمور العلم و الدين وولايته قدوة في السلوك ، و هكذا تصبح الوظيفة التعليمية مزدوجة الأداء ، تفقيه الناس في أمور الدين و تقديم الإصلاح ، لذلك يصعب التمييز بين سمات الصلاح و الولاية و الأداء التعليمي و السلوكي لخ .
من الوظائف الأساسية التي اضطلعت بها الزاوية وظيفة التحكيم ، و التي لم تكن أقل أهمية من باقي الوظائف السالفة ، بل لعل أكثرها حساسية و أفيدها لسلطة الزاوية ، فقد مكنت سمات المرابط ووضعه الاعتباري من جعله وسيطا مقبولا و حكما ترتضي لوساطته كل الأطراف ، بل كان عامل وفاق وفصل في كل ما كان ينشأ من نزاعات أو خلافات قبلية ، و تقوم وظيفة التحكيم على مبدأ المسالمة ، الذي ميز نشاط الولي و قناعة المتنازعين في الاعتراف له بهذه الصفة ، و هي الصفة التي منحته قدرا كبيرا من الجرأة التي رأى فيها كثيرا نوعا من المكاشفة في أمور الدنيا ، و هو ما يزكي في الغالب رأيه و يجعل كل الأطراف تقبل و ترضى بأحكامه ، لم ينحصر دور الشيخ التحكيمي على الدوام في الأمور السياسية و قضاياها أو في النزاعات الضيقة ، بل شمل كذلك أمور العلم و الفقه و أحيانا العلوم الشرعية ، على قلة علم الكثير من الشيوخ ، و لم يكن هذا الأمر سبيلا للطعن في دورهم ، فمثلا صادفنا تحكيم الشيوخ محدودي الأثر في الفصل في أمور العقيدة و مع ذلك ظل تعلق الناس بهم في هذا الجانب أمرا ثابتا بر .
وشيوخ و علماء الزاوية : أنساب علمية راسخة
سيدي أبو عبد الله محمد بن إدريس
هو سيدي أبو عبد الله محمد بن سيدي إدريس ، الذي عاش في القرن العاشر الهجري تولى مشيخة زاوية قجال من بعد والده الشيخ إدريس ، حيث تم تنصيبه في أواسط شوال من سنة 931 ه بعقد موقع من الإمام المجاهد القاضي أبي عباس أحمد بن محمد .
كان سيدي أبو عبد الله بن سيدي إدريس قد ورث عن آبائه العلم و الأخلاق و من البصيرة ما جعله سيد أهل زمانه و من الخير و الكرم ما جعله مضرب المثل وكان العابد العارف بالله تعالى ، و كان العالم الذي جعل من زاوية قجال مقصدا لطلبة العلم و مرجعا دينيا و اجتماعيا ، يسعى إليها العالم و المتعلم و المصلح و طالب الصلح ، و قد عاصر الشيخ سيدي أبو عبد الله سيدي عبد الرحمن الأخضري العالم الجليل الذي كان ينزل من حين إلى آخر بقجال لتقديم الدروس لطلبة العلم أو تحرير الرسائل العلمية ، أو لطلب التبرك و الراحة بالقرب من مقام سيدي مسعود لخ .
الشيخ أبو عبد الله محمد بن صالح :
هو محمد بن صالح بن أحمد بن ثابت بن الحاج حسن بن مسعود بن عبد الله بن عبد الحميد بن عمر بن محمد بن إدريس بن داود بن ادريس الأصغر بن ادريس الأكبر بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام لقب بأبي عبد الله ، وسيدي عبد الله ، كان سيدي أبو عبد الله من شيوخ و علماء القرن العاشر الهجري ، الذي شهد آخر عهود دولتي بني حفص و بني مرين ، و رغم ما اتسمت به تلك الفترة من غزو صليبي إسباني على المدن الساحلية الجزائرية ، امتد الى طرابلس بليبيا شرقا الى سبتة و مليلة بالمغرب اللتين مازالتا محتلتين الى الآن .
مما جعل الجزائر خاصة و بلاد المغرب عموما تعيش حالة عدم استقرار و أوضاع سياسية و اقتصادية متأزمة ، و لكن رغم ذلك فقد ظهرت فيها نهضة دينية و علمية و ثقافية في غرب البلاد و شرقها ، حمل لواءها رجال أمثال الشيخ الأخضري ، و الشيخ الخروبي ، و الشيخ الوزان ، و الشيخ موسى بن الوجد و غيرهم ، و لم تكن زاوية قجال بمعزل عن النهضة الدينية العلمية و رجالها ، فقد كان يتردد عليها العلماء و الشيوخ و الطلبة و كانت إحدى محطات الشيخ عبد الرحمن الأخضري في ترحاله للتعبد و التبرك و التأليف والتعليم أيضا ، وكان على رأس زاويتها حينئذ الشيخ أو عبد الله محمد الذي تم تنصيبه مشرفا على الزاوية و أوقافها و أحباسها حسب ما جاء العقد .
كان الشيخ أبو عبد الله حين تولى مشيخة زاوية قجال شاب ورث عن آبائه و أجداده من الأخلاق أطهرها و أسماها ، و من البصيرة و العقل ماجعله سيد أهل زمانه ، و من الخير و الكرم ماجعلهم ضرب المثل ، و كان العابد العارف بالله تعالى المتبرك به و كان العالم المعلم الذي جعل زاوية أجداده مقصدا لطلبة العلم ومرجعا دينيا ، و اجتماعيا ، يسعى إليها العالم و المتعلم ، و المصلح و طالب الصلح ، و المتبرك و المتبرك به ، و يلجأ إليها الأيتام و ذو الحاجة و عابر السبيل ، و من أعماله : جدد بناء مسجد الزاوية و بيت الطلبة ، و بيت الزوار و الضيوف ، وكان منها يشرف على أوقاف الزاوية التي توسعت في زمنه كثيرا لخ .
سيدي عبد الرحمن الأخضري :
هو من أبرز علما الجزائر في القرن العاشر ، ذاعت شهرته في الآفاق في شتى حواضر العلم و المعرفة ، من بغداد إلى الأزهر إلى الزيتونة ، ألف في شتى المعارف العقلية و الشرعية و الفقهية و اللغوية و الرياضية ، من أشهر مؤلفاته ، السلم المرونق في المنطق الذي ترجمه المستشرق الفرنسي لوسيان سنة 1921 و قد عده من أعظم الكتب العالمية ، حيث قارنه بكتابه ، حديقة الزهور الإغريقية لؤلفه كلود لانسلوا ، و من كتبه أيضا ، الدرة البيضاء في الفرائض و الحساب و الجوهر المكنون في علم البيان ، و كتاب في فقه العبادات ، و منظومة في التصوف ، لقد كاد أن يبلغ عمره الثقافي عمره الزمني حيث بلغت مؤلفاته الثلاثين و لم يكتب له من العمر إلا اثنان و ثلاثون سنة .
كان سيدي الأخضري عالما عاملا و تقيا ورعا و عابدا مخبتا يقضي نهاره في التدريس فإذا ما أقبل الليل أوى إلى كهف يسمى ( الخلوة ) يقع بالقرب من مقام سيدي مسعود يتعبد و يصلي أغلب الليل و قبل الفجر يعود إلى المسجد ليستأنف نشاطه اليومي في التدريس أو التأليف ، و قد تناقل الناس أبياتا شعرية مكتوبة في كفن سيدي عبد الرحمن الأخضري ، و هي منقولة عن الأستاذ عبد المجيد حمادوش الذي كتبها له الشيخ القريشي مدني في كناشة خاصة لخ .
سيدي محمد الصغير الحملاوي :
سيدي محمد الصغير بن يوسف الحملاوي ، عالم جليل عاش بين نهاية القرن الثاني عشر و النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجريين ، كان معاصرا للشيخ محمد بن أحمد الذي استقدمه للإشراف على الزاوية و تسيير أمورها المالية ، و عائداتها من الأوقاف و كذلك التعليم بها ، اشتهر بالورع و التقوى و النهي عن المنكر و إصلاح ذات البين ، و تفقد أحوال الفقراء و رعاية الأيتام ، عاش الشيخ محمد سيدي محمد الصغير بن يوسف زاوية عالما حتى وفاته ، ولم يبقى من آثاره سوى عقود لأملاك سيدي مسعود الوقفية محررة بخط يده بر .
سيدي الطاهر بن محمد حمادوش :
تربى على يد والده و حفظ القرآن و أخذ مبادئ العلوم في زاويتهم ، ثم إنتقل إلى زاوية الشيخ محمد الحداد فأخذ عن شيوخها ، و منها شد الرحال إلى مستغانم التي كان له فيها أقارب و أبناء عمومة فقضى فيها عدة عدة سنوات متتلمذا على شيوخ زواياها ، لقد كانت تلك عادة بيوتات القرآن و العلم يرسلون أولادهم بعيدا عن الموطن لتحصيل العلم و تعويدهم على السعي و الترحال و الاتصال بغيرهم لصقل تجربتهم و إثراء معارفهم ، عاش الشيخ سيدي الطاهر ظروف ما قبل الإحتلال الفرنسي للجزائر ، على نهج آبائه و أجداده في الإشراف على الزاوية تعليما و تسيرا ، و في القيام بدوره الاجتماعي المتمثل في قضاء حاجات الناس و توثيق عقودهم و إصلاح ذات بينهم ، كان للشيخ سيدي الطاهر مجلس خاص يتكون من أعيان المنطقة و شيوخ العلم و طلبة الزاوية ، يجتمع دوريا و كلما دعت الضرورة للفصل في منازعة أو إصلاح ذات البين لخ .
هو الشيخ المختار بن الطيب بن عبد الوهاب بن مسعود ، نشأ في قجال حتى فترة شبابه عند خاله الشيخ الصديق ، فأخذ عنه من علوم اللغة و الفقه حتى تمكن منهما ، انتقل إلى تونس فمكث بها بضع سنوات متعلما ، ثم معلما ، حج مرتين وعند مروره بمصر طاب له المقام بالأزهر حاضرة العلم و العلماء ، كان الشيخ المختار حجة في علوم الفقه و اللغة ، و كانت له لقاءات و محاورات مع العلماء ، في قضايا فقهية نشر بعضها في الصحف مثل صحيفة النجاح و البصائر .
و يروي أن أحد المغرضن نقل للشيخ عبد الحميد بن باديس وشاية مفادها أن الشيخ المختار يتعرض له بالسوء ( بن بليس ) فكتب إليه الشيخ بن باديس يستنكر منه ذلك ، فرد عليه الشيخ المختار مبرئا ذمته من هذا القول الشنيع و الإفتراء المقيت و من جملة ما كتب في رسالته له : ( هل يمكن أيها العالم العلامة الجليل و الشيخ الفاضل و المصلح الكبير لمن يصلي و يسلم على عباد الله الصالحين ، و أنت منهم في كل صلاة أن يصدر مثل القول السوء ؟
أنشأ زاوية في قرية معاوية و علم بها سنوات من 1911 إلى 1917 ، و لم يغادرها حتى ترك فيها أثر عظيما ، تجلى في إقبال الشباب على طلب العلم ومعرفة الأحكام الشرعية و تعلم اللغة العربية التي حرموا منها ، و نظرا للمكائد التي دبرها له أحد الحاقدين عليه ترك القرية التي ولد فيها و رحل إلى قجال و اشترى بيتا و لبث فيها سنوات معلما و مصلحا اجتماعيا ، حيث واصل أداء دوره العلمي و الشرعي بها حتى وفاه الأجل سنة 1944 و دفن بقرية قجال.
1 – جامعة فرحات عباس سطيف
2 _ الزاوية : لغة في الأصل لفظ مؤخوذ من الإنزواء بقصد العكوف على العبادة أو على تلقي العلم بعيدا عن دنيا الناس و مشاغلهم اليومية ، وهي أيضا رباط المجاهد في سبيل الله و حافظ الثغور ، يطلق على بناء أو مجموعة أبنية ذات طابع ديني ، و هي تشبه المدرسة في تخطيطها و أجزائها ووظائفها التعليمية ، و قد ذكر ( دوماس ،Daumas )عام 1947 في كتابه تعريفا للزاوية حيث قال : ( إن الزاوية هي على الجملة مدرسة دينية و دار مجانية للضيافة ) ، أنظر : ليفي بروفنسال : ( الزوايا ) دائرة المعارف الإسلامية ، تر أحمد الشنتاوي و آخرين ، المجلد 10 ، القاهرة 1933 ، ص 332 .
3 _ مولاي البشير بن محمد السوسي : الزوايا المغربية نشأتها و تطورها الثقافي و الاجتماعي ، مشورات الطريقة التيجانية ، الزاوية التيجانية ، الرباط المغرب ، ص 32 .
4 _ محمد نسيب : زوايا العلم و القرآن بالجزائر ، دار الفكر ، الجزائر ، 1989 ، ص 41 .
5 _ قجال : تقع جنوب شرق سطيف و تبعد عنها اثني عشر كيلومترا ، و يمر بها الطريق الوطني الرابط بين مدينتي سطيف و باتنة ، وهي حاليا دائرة مساحتها 376 كم ، و قد ذكر ابن خلدون الإسم الروماني لقرية قجال ، مستندا في ذلك إلى الأنفاق و القبور و الأواني الفخارية التي ما تزال إلى يومنا هذا ، و يقال أن قجال إكجان القديمة التي انطلقت منها الدعوة لإقامة الدولة الفاطمية ، و كانت تدعى أيضا دار الهجرة ، أنظر : موسى لقبال ، دور كتامة في تاريخ الخلافة الفاطمية ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، الجزائر ، 1979 ، ص . 1959 .
6 _ منشورات الجمعية الدينية لمسجد عبد الله بن الزبير : علماء و شيوخ من زاوية قجال ، مجلة منبر قجال ، ع 1 ، ص .4.
7 _ المرجع نفسه ، ص .4.
8 _ حسب ما ورد في وثيقة صادرة عن : islamiques , acte de 1524 , Revue des etudes
9 _ أنظر الوثيقة التي تحدد الأراضي الوقفية .
10 _ لا تزال الزاوية تحتفظ بالكثير من المخطوطات و الوثائق حول تاريخ و علماء الزاوية .
11 _ اعتبرت السلطات الفرنسية أن الوقف مشكلا عويصا يحد من سياستها التوسعية ، فأصدرت قرار 07 ديسمبر 1830 ، الذي وضع الأملاك تحت مراقبة المدير العام لمصلحة الأوقاف العامة ، و فقد بذلك الجزائريين إحدى أهم مؤسساتهم الثقافية و المادية ، أنظر : ناصر الدين سعيدوني ، دراسات تاريخية في الملك و الوقف و الجباية ، ط 1 ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، 2016 ، ص . 250 ، 251 .
12 _ تزامن ذلك عقب ثورة المقراني و التي كان للزوايا دورا كبير فيها ، و منها زاوية بن حمادوش .
13 _ في سنة 1976 تم إلغاء التعليم الأصلي الذي كان يديره مولود قاسم في وزارة الشؤون الدينية ، و كان قد لقى رواجا كبيرا منذ تأسيسه ، حيث كان ينافس التعليم النظامي الذي تشرف عليه وزارة التربية الوطنية .
14 _ الطريقة الرحمانية : تنتسب إلى الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأزهري الزواوي الجرجري المتوفي في عام 1793 ، و هو من قبيلة أيت اسماعيل ، اسقر في المشرق ثلاثين عام و عاد إلى قريته ينشر طريقته فأسس بها زاوية ، أبو القاسم سعد الله : تاريخ الجزائر الثقافي ، ج 1 ، 123 .
15 _ محمد ضريف : مؤسسة الزاوية بالمغرب الإسلامي ، المجلة المغربية لعلم الاجتماع السياسي ، ع 12 ، ص32 .
16 _ ابن الزيات يوسف التادلي : التشوف إلى رجال التصوف و أخبار أبي عباس السبتي ، تحقيق أحمد التوفيق ، منشورات كلية الآداب بالرباط ، 1984 ، ص54 _ 55.
17 _ المرجع نفسه ، ص .55.
18 _ عبد العزيز شهبي : الزوايا و الصوفية و العزابة و الاحتلال الفرنسي ، في الجزائر ، دار الغرب للنشر و التوزيع ، الجزائر ، 2016 ، ص . 46 .
19 _ عمار هلال : الطرق الصوفية ، و نشر الإسلام و الثقافة العربية في غرب إفريقيا السمراء ، الجزائر ، 1988 ، ص 36 .
20 _ منشورات الجمعية الدينية لمسجد عبد الله بن زبير : علماء و شيوخ من زاوية قجال ، ص . 10 .
21 _ منشورات الجمعية الدينية لمسجد عبد الله بن الزبير : علماء و شيوخ من زاوية قجال ، ص . 9 .
22 _ منشورات الجمعية الدينية لمسجد عبد الله بن الزبير : علماء و شيوخ من زاوية قجال ، ص . 11 .
23 _ المرجع نفسه ، ص . 13 .
24 _ منشورات الجمعية الدينية لمسجد عبد الله بن الزبير : علماء و شيوخ من زاوية قجال ، ص . 22 .
نقلا عن :
منشورات مخبر البحوث و الدراسات
في حضارة المغرب الإسلامي
جامعة : منتوري قسنطينة
الخريطة التاريخية و الأثرية لمنطقة ، سطيف
الملف التاريخي
تنسيق د . يوسف عيبش
دار بهاء الدين للنشر و التوزيع
بقلم الدكتور : سفيان لوصيف
جامعة فرحات عباس سطيف
من ص . 177 . الى . ص . 192
وثيقة تحدد الأراضي الوقفية للزاوية بن حمادوش