عنوان الموضوع : من مواقف علماء الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل هذا الموقف الذي قرأته في مجلة الشهاب لشيخين وعالمين عضوين في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أزعم أنهما ضربا من خلاله مثلا في الأخلاق الإسلامية الرفيعة التي عزت في مثل أيامنا، فرحمهما الله رحمة واسعة، وجعل كل ما قدماه في ميزان حسناتهما، فلّله درّ هذا الخلق الرفيع، ولله درّ من هذبتهم السنن والآثار.
- بعد أن نشر الشيخ الإمام أبو يعلى الزواوي ( ت 1371 هـ - 1952 م ) كتابه " الخطب " أهدى نسخة منه إلى الإمام عبد الحميد بن باديس، هذا الأخير قام بكتابة مقالة للتعريف بهذا الكتاب في مجلة الشهاب، عرف فيه بالكتاب ونوه به وبصاحبه، ودعى القراء والمشتركين إلى اقتنائه لما يحتويه من علم نافع، ولم يمنعه علم الرجل وفقهه من أن ينبهه إلى تساهله في نقل القليل من الأحاديث الضعيفة، ويطلب منه أن يقوم بتخريجها أو العزو إلى الكتب التي أخذ منها، وإليكم المقالة كما جاءت في مجلة الشهاب العدد 34 السنة الثانية، الخميس 21 ذو الحجة 1344هـ/ 1جويلية 1926م. الصفحة 11 بعنوان
" خطب إمام جامع سيدي رمضان بالجزائر":
'' الشيخ السعيد الزواوي علامة سلفي، داعية إلى الإصلاح بالكتاب والسنة وعمل السلف الصالح، كان من محاسن أعماله لما ولي الخطابة بجامع سيدي رمضان بالجزائر أن أخذ يخطب على الناس خطبا حية مناسبة للمكان والزمان والحال على طريقة السلف المتقدمين .
ثم جمع بعضا من تلك الخطب وقدم لها مقدمة نفيسة وطبع الجميع في مجموع واحد سنة 1342هـ ، وقد أهدانا نسخة فألفيناها كما يشاء النصح وتقتضيه الإجادة فشكر الله صنعه وأحسن جزاءه.
وددنا لو ذكر مآخذ حديثه وزاد تحريا في تخريجها فإن فيها قليلا من الضعيف الذي كان يغني عنه الحسن والصحيح.
ومن أراد اقتناء هذه الخطب النفيسة فليخاطب صاحبها على عنوانه...''
والمعروف عن الإمام عبد الحميد بن باديس أنه كان من العلماء الذين يرون أن من ذكر إسناد الحديث فقد أعذر وبرئت ذمته ؛ لأنه يقدّم الوسيلة التي تمكِّن من كان عنده علم بهذا الفنِّ من معرفةِ حال الحديث صحةً أو ضعفاً ، بخلاف من حذف إسناده ، ولم يذكر شيئاً عن حاله ، فقد كتم العلم الذي عليه أن يبلِّغَه، كما أنه موقفه من رواية الحديث الضعيف وضحه في قولته:" لا نعتمد في إثبات العقائد والأحكام على ما ينسب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الحديث الضعيف لأنه ليس لنا به علم" الآثار (1/143).
- بعد أن أطلع أبو يعلى الزواوي على ما كتب عنه وعن كتابه " الخطب" من النقد والتصحيح، فرح واستبشر به، وأعتبره من باب النصيحة له وللمسلمين، فأرسل إلى نفس المجلة بجواب يدل على حرصه على إتباع الحق، متى ظهر له، وتقديمه إياه على حظوظ النفس مهما كانت، وهذا الموقف الكريم يدل على حسن خلق المسلم وشرف نفسه، وتواضع العالم، وصدق كلامه الذي يدل على إخلاص القلب الذي خرجت منه، وأنه لا يبغي إلا الحق ، لا يداهن فيه ولا يخجل منه، وبهذا حضروا وأعدوا – بفضل من الله وعونه- شعبا قاوم أعتى مستدمر فرنسي، وأخرجه يجر أذيال الخيبة والخذلان من أرض الإسلام الطاهرة المطهرة، فرحمة الله عليهم رحمة واسعة، وجزاهم الله عنا كل خير.
هذا بعض ما جاء في جواب الإمام أبو يعلى الزواوي في العدد 44 السنة الثانية ، الخميس 26 محرم 1345هـ/ 5 أوت 1962 الصفحة 10 بعنوان " إيراد الخطباء الحديث":
أشكر أصحاب " الشهاب " الأغر على تنويههم بخطبي في العدد الأخير، ويجوز لي أن أنشد :
إذا أنا لم أشكر على الخير أهله...ولم أذمم الوغد اللئيم المذمما
ففيم عرفت الخير والشر باسمه ...وشق لي المسامع والفمـا.
وهذا لجميع من نوهوا بها من جرائد هذا الوطن ومصر والشام، جعل الله ذلك لنا ولهم من خالص الخدمة للعلم والملة وأن قصدي في ذلك الكتاب مقدمته وقصدي من مقدمته قولي في خطبة الكتاب:
أردت تجديد طريقة السلف في إلقاء الخطب والرجوع إلى الأصل في ذلك ، وإحياء ما هنالك الخ قولي لو لم يكن لي من الأهلية إلا إحياء تلك السنة وأي سنة لكفى.
وأما إيراد بعض الأحاديث الضعيفة فلا أقول أنهم قالوا فلا بأس في الاستدلال بالحديث الضعيف في الوعظ وفضائل الأعمال، وإنما أقول أن الاستدلال بغير ما في الصحيحين ولو من بقية الأمهات الست فهو على خطر عظيم ... وكفى أن أبا حنيفة رحمه الله أبى أن يعتمد أكثر من بضعة عشر حديثا، وكذلك يوثق بأحاديث الموطأ، ولكن مع كل ذلك أقول ما قال الأول: وجدت آجرا وجصا فبنيت، ومكان القول ذا سعة، إذ ما أوردت من الأحاديث في كتابي لا يتعدى البخاري ومسلما، فإذا كان لهذين أصرح به، والطبري وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي فإذا كان لهذين فلا أصرح بشئ، وفي علمي أن الغزالي قد حوى [كذا] في أحاديثه التي أثبتها في الأحياء ولكن شارحه المرتضى رحمه الله دافع عنها وصححها، وكذلك أخذت بعض الأحاديث من خطب الشرنوبي ومن الجامع الصغير، أخطأت في الأخذ من الجامع الصغير للسيوطي حاطب ليل الذي يدعي إثبات الأحاديث باستشارة النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة، وهو في القرن الثامن، وعلى أن شارحه الغريزي حكم بالضعف على أكثرها، فالحق – والحق أقول- إن اعتنائكم بالتنبيه على الأحاديث الضعيفة خدمة جليلة مفيدة وقد ألتزمت منذ أمد أن لا أفوه بالحديث فيما ينبني عليه حكم شرعي وخصوصا في الحلال والحرام أو الأمر والنهي إلا إذا كان ثابتا في الصحيحين والموطأ وفيما عدا ذلك العزو أي أعزوه، ثم أبحث عن الصحة وعدمها كما قال صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل وأهليهما: " (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا} [ العنكبوت:46 ] (( رواه البخاري))" الحديث
الجملة أن الاستدلال بالحديث على خطر عظيم إذ قد يقع المستبدل في الوعيد الوارد من ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " ثم بعد هذا كله نجد الكثير من العامة بل من الخاصة لا يبالون بقوله صلى الله عليه وسلم، ولو هو حديث خرافة، وقولي هذا حديث خرافة على سبيل المثل والمصطلح، وإلا فان خرافة ورد حديث فيه أنه رجل أخذه الجن فصار يحدث ذلك ا.هـ بالمعنى، وبالله التوفيق.
الزواوي إمام جامع سيدي رمضان- القصبة - الجزائر"
ملاحظة: كتاب « الخطب » طبع في الجزائر عام 1342 وهو يقع في 78صفحة من الحجم المتوسط، ذكرها أحمد توفيق المدني أثناء ذكرياته عن الإمام الزواوي :« ... وأذكره بإخراجه للخطب المنبرية من صبغتها التقليدية العتيقة إلى صبغة قومية مفيدة فهو يخطب للعامة ارتجالا في مواضيع إسلامية محلية مفيدة، ويعتبر خطابه درسا بحيث لا ينتهي منه إلا وقد اعتقد أن كل من بمسجد سيدي رمضان من رجال ونسوة قد فهموا جيد الفهم خطابه وأشهد أنه كان لتلك الخطب الأثر الفعال في النفوس».
فنسأل الله أن يزيدنا من فضله وأن يغفر لنا ولكم.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حملت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لواء الإصلاح الديني والاجتماعي، وكان رئيسها الإمام عبد الحميد بن باديس يربط دائمًا بين الدين والأخلاق والعقل، ويرى أن قدرة المسلمين إنما تكون بالجمع بين العقائد الواضحة والأخلاق الطيبة والعلم، ولهذا فقد جعل جرائده ومجلاته منبرا لكشف، وفضح الطرق الصوفية المنحرفة، ومجالا لمقاومة المبتدعة والمضللين، فكانت المقالات الصحافية، والرسائل تتهاطل على إدارة جريدة "المنتقد" ثم "الشهاب" من علماء الجزائر وطلبة العلم فيها، وكذا من العلماء والمفكرين في تونس والمغرب، وحتى من مصر للمساهمة أو الاستفسار أو طلب رأي، وكان للطريقة العليوية وشيخها "أحمد بن عليوة" المتهم بالحلول ووحدة الوجود النصيب الأوفر من هذه الحملات الصحفية التي أدت دورا كبيرا في كشفه وفضحه هو وأتباعه، وهذا الموقف الذي أنقله اليوم يغني عن كل تعليق:
نشرت جريدة الشهاب في العدد 82 الصادر يوم الخميس 30 رجب 1345 هـ/ 3 فيفري 1927 م، استفسارا وتساؤلا من مواطن رمز لنفسه باسم (( مستبين)) تحت عنون: " طلب الحقيقة" ومما جاء فيه:
"... منذ اجتماع العلويين في جامع سيدي رمضان ونحن في حيرة والتماس حقيقة مما صدر من أحد أعيان العاصمة وهو الشيخ محمد الشريف الزهار الإمام بجامع جده ( رضي الله عنه) من وقوفه بذلك المحفل وإلقائه لتلك الخطبة التي كادت أن تنشق لها السموات ومدحه لذلك الشيخ مدحا مفرطا أدهش الحاضرين، ودونك أيها القارئ ملخص قوله: " أيها السادة إني قد كنت قبل الاجتماع بهذا الرجل العظيم أنكر عليه أقواله وأفعاله واقدح فيه واسبه وأقول لأتباعه أن شيخكم لَّدعي زنديق بل كافر، وما أشبه ذلك والآن لما اجتمعت به، والحمد لله فقد ظهر لي ما كان خافيا عني من الأسرار والأنوار وها أنا تائب مما قلته واشهد انه ولي كامل زاهد... الخ" .
فبالله متولي السرائر هل كانت حقيقة اعتقادك أيها الإمام في ذلك القطب ما فهمت به الجمهور أم كان نطق لسانك مغايرا لجنانك فأصدقنا أرشدك الله حتى ترتفع عنا الحيرة وننجو من الوقوع في المحذور اقتداء بك حيث كنت إمام مسجد شريفا بل نقيب الأشراف، وابن عائلة موصوفة بالصدق والكمال ، فكيف محضت في هذا المجال فعجل بالجواب على كل حال..."
ولم يكد يصدر العدد التالي رقم العدد 83 : الخميس 7 شعبان 1345هـ/ 10 فيفري 1927م، أي بعد أسبوع من صدور الاستفسار حتى جاء جواب الشيخ الإمام محمد الشريف الزهار يتضمن موقفا وخلقا إسلاميا راقيا، هو الاعتراف بالخطأ، والعودة إلى الحق، والرجوع إلى الصواب بكل شجاعة وإقدام، ليتبرأ من الشيخ المنحرف وطريقته الضالة المضلة.
كتب تحت عنوان: " الجواب بالبراءة" ما يلي حرفيا:
" الشهم الغيور مدير جريدة الشهاب الأغر... سلاما واحتراما
اطلعت في جريدتكم السمحا عدد 82 على سؤال عنوانه طلب الحقيقة بامضاء "مستبين" مضمنه اجتماع العلويين بمسجد سيدي رمضان وخطبتي في ذلك الاجتماع ومدحي لذلك الشيخ مدحا مفرطا وطلب مني الكاتب حقيقة اعتقادي الخ...
فأقول ولا أخشى لومة لائم لتظهر الحقيقة وضاحة الجبين، وأشهد الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أنني برئ من بدع المبتدعين وخزعبلات المتصوفين وشعوذة المشعوذين ونصرة السفاكين...أحب العلماء العاملين والأولياء المتقين طريقتي الكتاب والسنة.
بلغني عن الطائفة العليوية وشيخهم (المربي) من الأسرار والأنوار ما شوقني إلى مشاهدة رؤيتهم فاجتمعت بالشيخ وأصحابه في مسجد جدي محمد الشريف الزهار (رضي الله عنه)، فكان كلامه في الصلاح والإرشاد والوقوف على حدود الشريعة ونفع العباد
لا يغرنك لين من فتى ...إن للحية سم يقتل
فأعجبني ذلك وحمدت الله على وجود رجل مثل هذا في هذا الزمان، خطبت خطبتي التي لا أنكرها، ولكن لما أطلعت على حقيقة أمرهم وحللتها تحليل الحكيم الكيماوي، تمثلت بالمثل السائر ( ما أنت أول سار غره قمر) فتبين لي الرشد من الغي، وظهر الأمر على خلاف ما كنت أظن...من أمور مصادمة للشريعة لا ينبغي السكوت عنها، ولا يسع إنكارها، وبَّختهم عليها مشافهة وحذرتهم من سوء عاقبتها عملا بقوله تعالى:{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 55].
فأبو وأصروا على فعلها، فتكلمت مع الشيخ نفسه ليزجرهم عن ذلك فتبسم وسكت، فلما علمت أن القوم اتفقوا على الضلالة نبذتهم نبذ النواة، وهجرتهم وقطعتهم، وقلت لهم هذا فراق بيني وبينكم لأن الحب في الله والبغض في الله، فقد تحققت صدق ما هو شائع عنكم من هتك الدين باسم الدين، وحمدت الله حيث أخرجني من الظلمات إلى النور وشاهدت الأمر عيانا فليس من رأى كمن سمع.
فتأسفت على ما صدر مني واستغفرت الله عسى أن يغفر لي ورجعت إلى الحق أفضل من الباطل ، هذا هو اعتقادي أيها السائل، وهذا هو ديني الذي أدين الله به، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..."
كتب بالعاصمة في 4 فبراير سنة 1927م
محمد الشريف الزهار.

غفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت الطرق الصوفية المنحرفة توجه أتباعها من خلال المقولة الخطيرة "اعتقد ولا تنتقد"، فكان الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله يردد عبارة "انتقد ولا تعتقد" التي جعلها شعارا لجريدته الإصلاحية " المنتقد" (03 جويلية سنة 1925 م) ، التي لم تعش طويلا، إذ صدر مرسوم حكومي استعماري بتعطيلها بعد أن دامت أربعة أشهر أصدرت خلالها ثمانية عشر عددًا، وقام الإمام بعدها بإصدار جريدة الشهاب (12 نوفمبر 1925م) التي كانت مقالاتها تدور في معظمها حول الإصلاح الديني والاجتماعي، فكانت تصوب سهامها تجاه قلاع الاستعمار من خلال الهجوم على الخرافات التي علقت بأذهان الناس وسلوكياتهم، وكشف أباطيل اعتقاداتهم في أدعياء التديّن من شيوخ التصوف الموالين للاحتلال،
وقد قُوبِلت هي الأخرى أيضا برفض شديد من قِبَل الكثير من شيوخ الطرق الصوفية وأتباعهم، وكذا بعض أذناب الاستعمار وذيوله، ومن بينهم أحد أدعياء الصحافة الذين تتلمذوا على يد الإمام عبد الحميد بن باديس، وممن شاركوه الكتابة في جريدة " النجاح " التي - ساهم الإمام في إصدارها سنة 1919م ، ثم تركها بعد أن لاحظ أنها لا تتماشى ومشروعه الفكري الإصلاحي ، فتركها ليؤسّس جريدة " المنتقد " - هذا الدعي اسمه مامي إسماعيل قام بكتابة مقالة في العدد 29 من جريدة " النجاح" الصادرة في ديسمبر 1926 م هاجم فيها الشيخ عبد الحميد بن باديس ونسب إليه زورا وبهتانا أقاويل وكلاما يحرض فيه السلطات ضده، كما يتهمه بالبحث عن الشهرة و الزعامة، وأنه يهدف من وراء تأسيسه لهذه الجرائد إلى زيادة رأس ماله التجاري وغيرها من الأباطيل والترهات...
وقد انبرى للرد عليه وتفنيد آرائه الكاذبةمجموعة من العلماء وكتاب جريدة الشهاب منهم أخ الإمام محمد المصطفى بن باديس - المفرنس اللغة بمقالة أجتهد في كتابتها باللغة العربية - وهو الذي سبق له الرد على كتابات المدعو مامي اسماعيل في العدد 11 من جريدة المنتقد الموقوفة، والشيخ مبارك الميلي، والعالم السلفي الطيب العقبي الذي كتب مقالة في منتهى الفصاحة والبلاغة عنوانها " وقد لحنت لكم لكيما" أنقلها حرفيا كما نشرتها جريدة الشهاب العدد 10 الصادر يوم 29 جمادى الثانية 1344هـ/ 14 جانفي 1926م الصفحة 10 -11.
(( اللؤم ضد الكرم، والكرم ضد اللؤم أيضا ...والتصريف بكلا اللفظين اليوم وقبله – ولا أقول وبعده – من باب ( السماء فوقنا والأرض تحتنا )، ولكن يدرك سر اللفظ في الأول منهما في قول من قولة الحق الذي لا يعاب – مشيرا إلى مثل نفس ذلك اللئيم ومنبها عليها- " أبت النفس اللئيمة أن لا تخرج من الدنيا حتى تسيء لمن أحسن إليها"
ونحن نسأل كل من يدعي الرشد لنفسه ويحشرها في زمرة الكتاب الذين يفهمون الخطاب ويحسنون رد الجواب..
هل المحسن إلى الغير هو اللئيم؟ أم المنكر لنعماء أساتذته عليه وأولياء نعمته من قبل؟ في حين يباجحهم فيه بقوارص الكلم، وينبزهم بما يعلم إليه، والخالون عن الغرض – إنهم هم وأتباعهم براء منهم، ومن كل ما رماهم ذلك الكويتب الزنيم وال...القديم...
فهل فهم ما قصدناه من لحن الخطاب؟ أم لا يزال جناب الشيخ غبيا، ولو فهم لقال: { يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً } [ سورة مريم: الآية 23]
اليد العاتية الأجنبية مثلك – يجب أن لا تكون من جسدك وهي شلاء، وبذلك يصح وصفها بما يوصف به الأغيار، سيما إذا كان مديرها أنبه منك شأنا واثبت جنانا، إما إذا كنت قبلا وبعدا في قبضته ( أو بالأحرى في قبضة من هو في قبضته) فبأي وجه تلقاه أنت ويلقاه زعيمك يا ترى؟؟..وسيفر في الهيجاء الجبان إذا التقى الجمعان وينادي عليكما معا [ كما في قوله تعالى]:
{ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان}
وهل بعد كل ما قيل ويقال تراه يأبه بك وبجسمك حتى يصير اليك عصابة الدعاية ويعمل على نقض مجموعة هي من جمهرة حثالته، ومما كانت قد جمعته تلك الأيدي من بني مفترق الآحاد والأزواج!..
فكما ان لكل مقام مقال، ولكل شيعة رجال، ولكن حبك لما أنت عليه هو الذي أعمى وأصم(وقد يحب الجعل الخبائث)، ويبغض دعاة الحق والإصلاح، سيبقى دائما مقطوع الرأس، مقصوص الجناح، فما أحقه بالحثو على صنوه وأنثاه، وما أجدره أيضا بأن يصفع على قفاه! !.
ولولا خشية الإطالة فيما لا طائل وراءه وخوف أن يولينا دبره لطارحناه حديث الفضولي ... ولقلنا له قد أزفت الأزفة، ودارت الدائرة عليكم، فهل علمت من أين تؤكل الكتف وقد أحتوشتك صناديد العرب ولا ملجأ لك غير جحرك الخرب؟...
فالبدار البدار! ! وهذا غيض من فيض ينبئك أن الإحجام في مذهبنا حرام، وإن لم تثب بعدها إلى رشدك فموعدك مع إخوانك في غير دار السلام:
سر في ذرى ذاك الحمى يا راعي ...ما أنت إلا صاحب الأطماع
مهما بدت صفراء سرك لونهـا... لكن بعض الصفر في الأفاعي
خور القلوب إذا نظرت هزيمـة ... تذر الرئيس كسائر الأتباع
لو تعلمون لدى الحديث شجونه...قذيت عيونكم يوم نزاع
مهلا رويدا لمجرميـن فإنما... هي جولة عند اللقاء بيراعي
ضاعت حلومكم وضل رشادكم...فإلى النهى التحكيم بالإجماع
مارستمو شهم الجنان فحاذروا...سهم الردى من مقول لذاع
أو ما علمتم أن من عاديتـم ... سباق غايات طويل الباع
ما سامه لدد المعانـد ذلـة... كلا! ورب السيد النفاع..
هذا الحديث إليكم وعليكـم ... وقد لحنت لكم فهل من واع؟


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فتح الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس مجلاته وصحفه أمام العلماء والكتاب والأدباء ليبرزوا الإسلام الصحيح لقرائهم، وينشروا فيهم الوعي والثقافة النابعة من أصالتهم الإسلامية، بأسلوب صريح مدعم بالحجج التي لا تقبل النقض، مبينين لهم ضلالات وخرافات الطرقية الضالة، وقد تزعم الشيخ العقبي وبعض الكتاب هذه الحملات التي كان وقعها شديدا على مشايخ الطرق ومريديهم وأذنابهم، مما دعاهم إلى أن يفزعوا إلى الشيخ ابن باديس وإلى والده محمد المصطفى ابن باديس ليطلبا منهما توقيف هذا السيل الجارف من المقالات التي لم تميز بين جميع شيوخ الطرقية، ودعمهم في مطالبهم الشيخ أبو يعلى الزواوي، وكذا الشيخ المولود الحافظي الأزهري، كما كتب عبد الحفيظ بن الهاشمي مدير جريدة " النجاح " مقالات يحث فيها ابن باديس على توقيف تلك الحملات، فاستجابت لهم إدارة الشهاب، وكتبت مقالا تحت عنوان: " في سبيل الوفاق والتفاهم" تؤيد هذا المسعى وتطلب من كتابها التوقف مؤقتا عن هذه المقالات، ومما جاء فيه:

((... كانت مسألة إصلاح الزوايا أثارت حربا قلمية بين كتاب "حزب الإصلاح" والكتاب "المحافظين" وكثيرا ما بلغ الأمر ببعض الكتاب الى مشادة عنيفة، وان كانت هذه الصحيفة نشرته للفريقين وان كان اكثر ما نشرته لانصارها الاولين
...قد وقف السادة الكتاب "المحافظون" بإيقاف رصيفتنا " النجاح" الغراء لهم ، وها نحن نوافقها على ذلك ونرجو من حضرات كتاب "حزب الإصلاح" أن يقفوا مشكورين على ما أبدوه من الصراحة في الرأي والمقارعة بالحجة والقوة في الحق فهم ولا فخر أول من ظهر من الأمة الجزائرية مستكملا لهذه الصفات، يقفوا لتنتهي المعركة فتصفوا الصدور، وعساها حينئذ أن تسعى للوفاق والتفاهم)).
العدد 19 ، الخميس 11 رمضان 1344هـ / 25 مارس 1926م

تلاه في العدد 20 مقال آخر جاء فيه: ((... لنا مجتنيات مما تنتجه عقول الكتاب في الكتب والصحف والمجلات نريد أن نفيد الأمة بها، لنا شؤون عالمية نريد أن نطلع الأمة عليها ، وهذه اليوم أهم من مسألة إصلاح الزوايا التي أخذت حقها فوجب تركها والاشتغال بما هو أهم منها)).
ولما اطلع الكتاب على هذين المقالين، منهم من اقتنع ووافق، فتوقف عن الكتابة في هذا الموضوع، ومنهم من عارض الفكرة وثارت ثائرته، كالشيخ الطيب العقبي الذي أعتبر هذا الموقف من إدارة الجريدة ضعف من أهل الحق يؤدي إلى ضعف الحق أمام جحافل الباطل، و أعلن صراحة مقاطعته للجريدة وعدم الكتابة فيها، وكذا محمد العزوزي حوحو العقبي الذي نشرت له الشهاب مقالة بعنوان : " كم هي أبواب الإصلاح وانتم عنها غافلون" يلوم فيها الإدارة على هذا الموقف، ويحمل عليها واصفا إياها بالمستبدة، ورغم شدة كلامه وقوة معارضته، إلا أن الإمام عبد الحميد بن باديس نشر له هذه المقالة مما يدل على سعة باله وتقبله للنقد، وها هو المقال أنقله بنصه لما فيه من روح إصلاحية وثورية، وكذا لما احتواه من فوائد وعبر:

(( لقد أسكتنا الشهاب وكّم أفواهنا واستبد استبدادا دون استبداد القوم وتحكم تحكما ما كنا لنقبله لو وجدنا عنه مندوحة أو استطعنا إرجاعه عن عزمه.
حافظ على وعده ولا محافظة السموأل على أمانته، وأبى أن يسمع منا أي كلمة في الموضوع ، علما منه انه الوحيد.
تِهْ دلال يا شهاب انك وحدك الذي نيطت بك الآمال، وجعلتك ميدانها الرجال ، تظهر فيك ما لها من جلائل الأعمال، تِهْ دلال يا شهاب، انك الوحيد فينا ولولا وحدتك ما رضينا، انك القوي وإلا لما حسن منك الاستبداد، كل فرد محبوب، وكل عديم نظير مرغوب، فأنت انت المحبوب وأنت يا شهاب المرغوب!
ولئن ضربت على استرحاماتنا صفحا، وطويت عن احتجاجاتنا كشحا، فقد اهتدينا بنجومك، وسلمنا من رجومك، فالحمد لله على السلامة!
أعربت النخبة التي تصدر الشهاب بمنشورها الأخير على أنها لا تريد أن تكون صحيفتها لسان الحزب الإصلاحي الديني وإلا لما رأينا مقالها " في سبيل الوفاق " مدعية أن المسألة أخذت حقها!
مسألة أسست من اجلها الجمعيات، وتفرغت لمحاربتها المجلات، وكرس الأئمة الأعلام لنقدها الحياة، يقول لنا الشهاب أنها أخذت حقها، واستوفت من البحث قسطها، في أقل من ستة أشهر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر...
آمنت بالله ورسله، وكفرت بما للشهاب من مقال غير مقبول !
ولكننا بظلمكم رضينا، لأن جريدتكم هي الوحيدة فينا.
للنخبة تمام الحرية في اختيار الطريقة التي تريد انتهاجها كما ان لها كل التصرف فيما يرد عليها، تقبل ما يوافق مشربها وترفض ما يخالفه، فيا ليت شعري من أي الفريقين يكون مقالي هذا؟
أحجمنا عن الكتابة وامتنعنا من التحرير وقلنا الشهاب مستبد، عاودنا قولنا وكررناه مرارا ولكن!! ولكن!
ولكن ماذا ؟ ها إني رجعت إليه خافضا جناح الذل صاغرا، عله ينشر مقالي
لا أكذبك أيها القارئ إني ما كنت لأنشر سطرا واحدا بالشهاب مع اعترافي بإخلاصه لوطنه واستقامة سيرته لو وجدت إلى ذلك سبيلا إما ولم أجد، فها أنا ارجع إليه مكرها ذليلا - وما أذلني إلا قومي – عله لا يحكم على مقالي وما سيليه بالإعدام، وينسى رفقتنا التي كنا عليها في أول العام...!
دع المزاح جانبا وعالى اكلمك جادا!
إذا أوصد الشهاب باب الإصلاح الديني أو بالأحرى الطرقي فقد فتح أبوبا أخر لا تقل فائدتها عن الأول فلنبادر للكتابة فيها.
علام نهجر السياسة ؟ ما لنا نخاف شبحها ونذعر عند سماع اسمها؟ هل تظنون أن الحكومة تعرف وحدها حاجياتكم ؟
نعم يكون ذلك لو أن الجرائد الفرنسوية وممثلي فرنسا بالجزائر يهتمون بشؤون الأهلي ويدرسون حاله درسا متقنا، أما والحالة على طرفي نقيض، فمن واجبنا الدفاع على أنفسنا، معربين عن حاجياتنا، متشبثين بحقوقنا – وما ضاع حق وراءه طالبه – جاعلين قول الحكيم نصب أعيننا:
إنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعول في الدنيا على أحد
وقديما قيل : ما حك جلدك مثل ظفرك.
وعلى فرض علمها هل يدور يوما بخلدكم أنها تمنحكم طلبكم، وتعطيكم بغيتكم من غير أن تفتحوا شفاهكم، وتسمعوا صوتكم ؟.
طبع " أشعبي " وحماقة " ربيعية" ورب الكعبة !
كفى وعظا للمرء أيام دهره ... تروح له بالواعظات وتغتدي
...
لقد استيقظ النوم، وتنبه الغافلون، فالاحسان! وإلا ساء المآل وخابت الآمال!
كلمة مألوفة وعبارة غير غربية، وما أخرها إلا تقاعسكم، ولله در أعمى المعرة حين يقول:
إن المعاشر يعميها تغافيها
أفيقوا يا أبناء الجزائر، عار عليكم هذا الخمول في عصر النشاط، مخجل والله جهلكم في قرن المعارف، هبوا من رقدتكم ، وافتحوا أعينكم لا تفتروا بكل بارق ، إن الأيام حبلى يلدن ما تجهلون!
يا راقد الليل مسرورا بأوله ... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
يطول بي المقال إن انأ استمررت في تنبيهكم على ما لا يحسن بكل جزائري جهله، بله الذين نصبوا أنفسهم للإرشاد ورأوا أهليتهم للإصلاح !
هل من مجيب ؟ هل من مبرهن؟ هل من رجال؟ أم نحن كما قال الإمام علي " يا أشباه الرجال ولا رجال" !.؟
محمد العزوزي حوحو العقبي
العدد 28 الخميس 14 ذو القعدة 1344 هـ/ 28 ماي 1926م. ص 9-10.

------------
وقد كتب الإمام عبد الحميد بن باديس التعليق التالي تحت هذه المقالة:
(( للأديب العزوزي وغيره من رفاقنا أن يعتبوا أو يغضبوا ، فنحن لهم عاذرون، شاكرون ما داموا لا يسيئون الظن بإخوانهم المباشرين للادارة.
وإذا تمادوا في العتاب فاننا ننشدهم قول الشاعر:
ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم . ))


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن لاحظ الإمام عبد الحميد بن باديس التفاف كوكبة من العلماء والأدباء ورجال الإصلاح حول جريدة الشهاب الغراء واهتمامهم بكل ما تنشره من مقالات، ودعوات للإصلاح ومحاربة البدع والشعوذة، والرجوع إلى الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، قام بنشر نداء أو دعوة في العدد الثالث من الشهاب موجه على كتابها ورجال العلم للتعاضد والتكاتف من اجل تحقيق الأهداف السامية التي سبق ذكرها، ومما جاء في هذا المقال الذي عنونه ب: " إلى الإصلاح الديني "

فلنحارب التخاذل المميت بسلاح التناصر العتيد
فهل لنا من سبيل إلى ذلك، وسلاحنا نبذ الانشقاق فرأب الصدع على قاعدة تقديم التخلية على التحلية؟
ذلك سبيلنا فيما نعلم وإلا نكصنا على الأعقاب فكان مثلنا مثل من قلد جيدا تراكمت عليه الأدران ، درة تخطف أشعة أنوارها الأبصار، أليس من المعرة أن يكون ذلك الجيد الذي يفوق جماله الطبيعي ورواؤه الفطري جمال أي درة عرضة لتهكم الساخرين ونكاية الشامتين؟
ما أحوجنا إلى رجال مخلصين يشدون الخناصر وراء السعي في تطهير النفوس المشوهة برين التفرق والتغابن ، وفي صقل وجه الدين الحنيف تلك الجوهرة التي أبى الله إلا أن تبقى صافية الأديم ولو عمل العابدون شهواتهم أحقابا على طمسها ، حتى لا تنعكس فيما يزعمون صور أعمالهم السيئة فيها، فيبوؤوا بغضب على غضب، ويسجل عليهم بالفضيحة وسوء المصير !!
وخليق بنا أن نواصل السعي في خلق رجال الإخلاص وايجادهم ولو كلفنا من الضحايا ما نبذل بسببه أنفسنا
...هذه سبيلنا فمن شاء أن يحبذ ويجيب ، ومن شاء أن يقبح ويدبر ولنا من الناصرين رجال الأقلام الحاملين لواء الدعوة إلى الدين الصحيح عصابة لا تعرف غير الصراحة وهي كافية لان ترشد المسترشدين وتأخذ بتلابيب المعرضين حتى يؤوبوا الى رشدهم بأي وسيلة.
العدد 3:
9 جمادى الاولى 1344هـ/ 26 نوفمبر 1925 م
--------------
وجاءت الردود من العلماء ورجال الاصلاح والادباء تترى، نختار منها ما يلي:

تحت عنوان: " لبيك يا حزب الإصلاح الديني لبيك!
ولبيكم يا رجال المنتقد والشهاب مرتين!! "
كتب الشيخ الطيب العقبي مقالا جاء فيه:
" ...فاني لا أزال أواليكم بكتاباتي وكتائبي الجرارة في محاربة البدع وأربابها فيقال في رجال الشهاب نفس رجال المنتقد الأحرار وروحهم الدينية
...فلي الشرف بان انظم إلى حزبكم (حزب الإصلاح الديني ) الذي أعلنتم عنه في العدد الثالث من الشهاب فاعتبروني من جملة أعضائه العاملين وشيدوا أساس ذلك الحزب على العمل الصالح والتقوى، وتباعدوا ملء التباعد عن سياسة الحكومة ومزاحمة الغير حتى نسلم ويسلم لنا حزبنا الإصلاحي وحسبي أن كل من شملته دعوتكم من العلماء يجيب دعاءكم ويلبي نداءكم مثلي
العدد 6 الخميس 30 جمادى الاولى 1344هـ/ 17 ديسمبر 1925م
-----------
كما كتب الشيخ الفلكي الميقاتي، خريج جامع الأزهر الشريف المولود بن الصديق الحافظي مقالا بعنوان: " حول اقتراح تأسيس حزب ديني إصلاحي" جاء فيه:
" نشر الشهاب بالعدد الثالث نداء للعلماء الجزائريين فحواه تأسيس حزب ديني يكون الغرض منه محاربة البدع وتطهير وجه الدين الحنيف مما التصق به وليس منه.
فنعم اقتراح هذا، ومرحبا به نود أن يتوفق رجالنا العلماء إلى هذا من زمن بعيد، إذ حالتنا الدينية قد أصبحت في آخر نقطة من الانحطاط، وداخلتنا البدع من حيث لا نشعر منذ زمن ليس بقليل فطال عليها العهد حتى أصبحت محل اعتقاداتها من الدين في كثير من العوام ومحل تهاون وتقصير في كثير من العلماء ...
العدد 9:
21 جمادى الثانية 1344هـ/ 7 جانفي 1926م
-------------

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

بسم الله .الرحمن .الرحيم
الحمدلله. رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم ورحمة. الله وبركاته
جزأك الله خيرا. على الموضوع القيم . و بارك الله فيك
و السلام.عليكم ورحمة. الله وبركاته