عنوان الموضوع : ألفاظ محمودة في منطقة ومنبوذة في أخرى من اللهجة العامية
مقدم من طرف منتديات العندليب
تتعرض اللغة وهي توظف للتواصل الاجتماعي في بلدنا، إلى نوع من المساءلة، حيث تتحول أحيانا من أداة اتصال إلى أداة تعيق العملية الاتصالية، بل قد تتسبب في حدوث نوع من الصدام في حال سوء فهم المصطلحات المستعملة، لما فيها من أفخاخ تنتج في الغالب عن التنوع داخل المجتمع الجزائري.
هذا التنوع تطبعه الفروق الواضحة بين اللهجات المستعملة في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها، ما أحدث مشكلات بين أفراد الوطن الواحد.
فقد يتداول سكان ولاية كلمة يرونها عادية في مجتمعهم المحلي ويتداولونها بشكل مستمر، في حين يراها سكان ولاية مجاورة أمرا جللا ولا يجتمع على سماعه شخصان.
ويرى الدكتور أمقران عبد الرزاق من جامعة سطيف,2 بأن المهتمين بالموضوع في المجتمع الجزائري عدة فئات، وترى فئة في أفخاخ اللغة رصيدا شطحاته عن هذا الناتج المجتمعي، وفئة أخرى تقدم أفخاخ اللغة، دليلا على إخفاق اللغة العربية الفصحى في فرض نفسها على المشهد اللغوي في الجزائر وبالتالي تراجعها سمح للغة العامية والفرنسية بالارتباط أكثر بالفرد الجزائري.
ويحاول الدكتور أن يبتعد بنا عن هذه الفئات ليطرح نماذج من أفخاخ اللغة، تولد وضعيات ضاحكة تحدث في جهة من الوطن وسرعان ما تعرف طريقها إلى جهات أخرى، إضافة وتكييفا وتحريفا في بعض الأحيان، وهي نماذج استمدها من تجاربه الشخصية، فقد قال بأنه عايش يوما وضعية جمعت بين أطفال أصولهم الجغرافية تعود إلى أقصى الشرق الجزائري وأطفال من الجنوب وكان ذلك في أجواء عيد الأضحى، حيث وصفت المجموعة الأولى من الأطفال الكبش الذي ترعاه بأن ''كبشهم رقد'' (بالضغط على حرف القاف)، فلم تكترث المجموعة الثانية لهذا الوصف، فردد أطفال أقصى شرق الجزائر الوصف بأكثر حدة فما كان من أطفال الجنوب إلا أن أجابوا بالحدة نفسها: ''سمعناكم.. كفى''، وقتها لم يستوعب الأستاذ الموقف وعند الاستفسار علم بأن كلمة ''رقد'' عند أطفال الشرق تعني ''كبش قوي'' وفهم منهم أطفال الجنوب بأن الكبش قد نام.
ويضيف المتحدث الوضعيات التي تظهر أفخاخ اللغة في سياقات ساخرة كثيرة وتكاد لا تحصى، لكن هناك من الوضعيات ما يسبب حرجا كبيرا للأطراف الحاضرة وخاصة تلك التي تحضر فيها عبارات بذيئة هي من التداول الشائع في جهة من الجزائر وهي محل استهجان في مناطق أخرى.
ويجرنا هذا إلى القول إن كل منطقة في الجزائر قد بنت لنفسها نسقا من الكلمات والعبارات لا تفهم إلا داخل حدودها الجغرافية، ويتطلب من الوافد عليها أو المتفاعل معها بذل الجهد الضروري للتعود عليها ثم توظيفها إن اقتضى الأمر بعد ذلك.
''دنفـ ـ دنف'' تعني انظر
ففي سطيف مثلا تستعمل عبارات مثل: ''دنف ـ دنف'' وفي وسط البلاد يستعمل مصطلح: ''شوف'' وفي غربها يستعمل مصطلح ''أخزر'' وكلها مصطلحات تعني ''انظر''.
وفي ذات السياق، يرى الأستاذ قاسمي بوعبد الله، باحث علم الاجتماع من مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، بأن المعجم الفرنسي مثلا يضيف كل سنة مصطلحات جديدة تثرى عن طريق التثاقف بين الأجناس التي تكوّن التركيبة البشرية للمجتمع، من خلال تفاعلات فكرية وثقافية ضمن إطار حضاري تواصلي لبناء مجتمع قائم بذاته، فالهوية اللغوية تثرى وتكتسب من خلال التحام جميع العناصر المكونة لصيرورة التغير الاجتماعي، وتلعب التركيبة الاجتماعية والجغرافيا والتواصل مع الغير في مناطق دورها في المجال.
إذ من خلال التبادل التجاري والاقتصادي والفكري، يحدث تبادل في اللغة ومن الممكن أن تسيطر ثقافة على أخرى ومنطقة على أخرى، مثلا العاصمة على باقي الولايات.
ويضيف محدثنا بأنه ومن دراساته الشخصية ومن ملاحظاته كذلك، وجد بأن هناك مفاهيم خاصة بمجتمع محلي دون آخر، على غرار وجود مفاهيم تكون حكرا على مؤسسة معينة قد تكون مؤسسة تربوية أو أمنية أو ردعية وغيرها، وكل جماعة تتبع تعابير خاصة بها ومصطلحات تنفرد بها لضمان التواصل فيما بينها وحماية بنيتها، وهي في الحقيقة مفاهيم ومصطلحات تعبّر عن ملامحها الشخصية. وبعيدا عن هذا يمكن إدراج معيار هام في القضية وهو معيار أخلاقي بحت، حيث يرى الأستاذ بأن المجتمع قد تنازل تدريجيا عن بعض قيمه المتعلقة برفض بعض المصطلحات، والألفاظ التي كانت منبوذة في المجتمع ومع مرور الزمن صارت شبه عادية ومتداولة.
أمثلة عربية
وعلى الصعيد العربي، حدث ولا حرج.. إذ تنقل العديد من المنتديات على شبكة الانترنت، الكثير من الحوادث الطريفة وقع أصحابها في حرج. وفي هذا الصدد، روى إماراتي أن صديقه المغربي التقى مصريا في النرويج فدار بينهما كلام وتعارف جميل، إلى أن سأل المغربي المصري ''إنت خدام هنا؟''، فغضب المصري وتأفف وكاد يرفع يديه ليضربه، فالمصري يعرف في لهجته أن ''الخدام'' هو الخادم، بينما يعرف المغربي في لهجته، مثلنا في الجزائر، أن ''خدام'' تعني موظفا.
وقال مصري إنه كان يشتري فاكهة من محل والبائع جنسيته باكستانية، لكنه حينما تأخر قليلا في إحضار ما طلبته قال له بسرعة ''يا جدع'' (وجدع بالعامية المصرية معناها شخص جيد)، بينما بدت على الباكستاني علامات التعصب ورفض أن يبيعه أي شيء، فلما سأله آخر عرف أن جدع بلغة الأردو الباكستانية معناها حمار.
وحكى مغربي أنه تعرض إلى إشكال كاد يتسبب في مشاجرة بينه وبين سائق سيارة أجرة نقله من المطار إلى الفندق في الرباط، وبعد أن أعطاه أجرته قال له (الله يعافيك) وهي تعني في المغرب إن شاء الله تموت!
.. وللغة أفخاخها عالميا
لا تعد أفخاخ اللغة حكرا على الجزائريين فحسب، بل تشهد فخاخها كل شعوب المعمورة، ولعل أبرز الأمثلة التي ساقها محدثونا، ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية الأجنبية بكثير من التهكم وهو نبأ الحرج الكبير الذي وقع فيه المذيعون في النشرات الإخبارية في الخليج العربي عندما ينطقون اسم رئيس الحكومة الفرنسية الجديدة، المعين في شهر جوان الماضي وإذا تم احترام نطق الحروف المشكلة له، أصبح الاسم يعني باللغة العربية الشائعة في الخليج، لفظة مبتذلة، وكان حرج هؤلاء واضحا وما أبرزه أكثر هو المحاولات المتكررة لنطق الاسم بمخارج صوتية غير معهودة شوهت في الأخير اسم الشخصية السياسية الفرنسية.
وبدورهم يُنصح الأمريكيون الذين يزورون بريطانيا لأول مرة، بأخذ الحيطة في الكلمات والعبارات التي يوظفونها لأنها تحمل معاني عند الإنجليزي قد تختلف بعض الشيء أو تختلف جذريا، بل إن هناك من العبارات الأمريكية إن استخدم في بريطانيا، كان سببا لصدام وسوء تفاهم غير مقصود.
فمثلا، إحدى العبارات المستعملة في أمريكا التي تحمل معنى طرق الباب تعني في بريطانيا وللغرابة الشديدة ''أريد أن أجعلك تحملين مني''، وحتى الأسماء لم تفلت من أفخاخ اللغة ومن التفاوت الثقافي في توظيف اللغة.
وبينت بعض الدراسات، مثلا، أن اسم ''رودريغيز'' في مجتمعات أمريكا اللاتينية على وجه الخصوص، في حال انتشاره، يدل على ظاهرة اجتماعية مستفحلة في ذلك المجتمع هي الخيانة الزوجية.
منقول
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
حتى ما ورد فيها خاطئ
الله يشافيك معناها طلب الشفاء
الصحافة الصفراء *-*لا تعدل كلامي ايها المشرف *-*
كلامي وانا حر فيه
يحق لك ان تعمل ما يحلو لك الا ان تغير كلامي
فهمتني؟
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
والله موضوع رائع مشكور عليه و على الامانة
إذ كنت في حوار مع احدى صديقاتي من المشرق العربي أحكي لها كيف كنت مشاغبة في طفولتي علما اني أتحدث بالجزائرية و هي ترد بلغتها والعكس أني كنت قبيحة بزاف قبيحة .....فقلت مهلا لماذا كنت قبيحة لا أنت جميلة لست بذلك الوصف فضحكت مطولا و قلت كلش فهمتيه غير هاذي أيا نبدلو السوجي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
مشكور على المعلومات الله يحفضك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
لا في سطيف ماشي دنف ...دنق دنg
وهي كلمة في العربية دنق=نظر
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :