عنوان الموضوع : الاوراس وتاريخه لهجة
مقدم من طرف منتديات العندليب
المدلول اللفظي لكلمة أوراس
أورد المؤرخ الجزائري الكبير الاستاذ عبد الرحمان الجيلالي ثلاثة أسماء لكلمة أوراس المتعارف عليها حاليا ،وهي (أوريس)و (أورايوس ) و (أوروس) وهي ،كما نرى قريبة جدا مما نسميه اليوم بأوراس ،بالاضافة الى انها تتفق مع نظم واحكام اللغة المحلية حيث يقوم الالف مقام –ال- التعريف في العربية مثل : أذرار وأمناي للفارس ،وهذا يخص المذكر دون المؤنث ،وقد ذكره البكري في القرن الخامس الهجري باسمه الحالي أوراس وقال عنه . هو جبل على مسيرة سبعة أيام ، وفيه قلاع كثيرة تسكنها قبائل : هوارة ،ومكناسة .....،وبنفس التسمية أورده الادريسي وسط القرن السادس الهجري وقال عنه. (جبل اوراس قطعة يقال إنها متصلة من جبل دون المغرب وهو كلام منحني الاطراف ،وطوله نحو من 12 يوما وقد ورد ذكره كذلك عند ياقوت الحموي سنوي 626 هـ في معجمه ،وعند ابن خلدون سنة 808 هـ ، في تاريخه المشهور . ولم يتوصل أحد من هؤلاء المؤرخين والرحالة العرب الى تفسير مفهوم كلمة أوراي وبيان مدلولها . ويرجح عبد الرحمان الجيلالي .أن تكون الكلمة بربرية قديمة لها معنى عند قدماء البربر لم يعد متداولا في العصور المتأخرة .
غيلا أن صاحب الرحلة الورتلانية آخر القرن 12 هـ يقول إن هذا الجبل كان يسمى جبل الرس باليسن والصاد وأنه موطن خالد بن سنان ،وخالد هذا عنده نبي ورسول ، ارسل بجبل الرس الملقب الان بــ - اوراس – حسبه وهو بذلك يضفي على كلمة أوراس مفهوما عربيا صرفا منذ القديم ويجردها من معناها الاصلي ، وغن لم يثبت هذا الزعم بالدليل . والظاهر أن صاحب الرحلة قد اجتهد حين حاول ايجاد علاقة بين كلمتين يجمعهما نوع من الجناس والتوافق في الفظ وليس في المعنى ، فكلمة الرس التي ارادها أن تكون الاسم الاصلي للاوراس تحمل عدة معاني لا تنطبق جميعها على الاوراس . وقد ورد في احداها في القرءان الكريم – وعادا وثمودا واصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا –
والمراد بالرس حسب المفسرين –الئر – والاحتمال الذي اورده بعض المؤرخين من أن يكون هذا البئر هو -* بئر الكاهنة *- الموجود بضواحي بئر العاتر لاينبغي التسليم به ،لان هذا البئر يقع خارج جبل الاوراس ،ولو كان هذا صحيحا لامكن تعريف المحدث بالاصل ، فيقولون : رس الجبل ، وليس جبل الرس ، فالجبل اصل الرس محدث ، وحسب العديد من الجغرافيين فغن تسمية الاوراس تطلق عل الجبل وحده ، وفي هذا الصدد يقول المقدسي عن باغاي : هي مدينة كبيرة مسورة تقع تحت جبل يقال له أوراس . أما ( ماسكوراي ) فيرى أن أصل التسمية رومانية .
الموقع الجغرافي للاوراس
يطلق ا سم جبل – أواس – عل الكتلة الجبلية الضخمة التي تنتهي عندها تقريبا سلسلة الأطلسي الصحراوي في الجنوب القسنطيني ، وهي تمثل في وضعيتها الطبيعية شكلا رباعيا يزيد عم 100 كلم . ولامر ما كان هذا الجبل على الدوام محوطا بحاميات قوية وعلى فترات متواصلة وقد ورد ذكره عند كثير من الجغرافيين والراحلة العرب امثال المقدسي ، وابن حوقل والبكري والادريسي ، كما ورد ذكره عند صاحب الاستبصار وعند غيرهم . غير ان هؤلاء الجغرافيين أو الرحالة العرب يتحدثون أكثر عن المسالك الرئيسية والطرق الفرعية التي يمرون عليها ، كما يتناولون بالوصف عن طريق المشاهدة أو الرواية ،وأهم المدن التي نزلو بها وهي جميعها تقع في محيط جبل أوراس – الكتلة الشرقية – وعلى خط التماس مع السفوح الجبلية التي تحده من الناحيتين الشمالية والشرقية ، ووكذا من الناحية الجنوبية .و معالم المدن التي ورد ذكرها في كتب بعضهم أو المراكز العمرانية أو الحضارية مازالت شاهدة على ذلك سوا كآثار تدل على ظهور حضارة أو مركز عمران في فترة ما من التاريخ أو هي جزء من النسيج العمراني الحالي الذي ظل صامدا شامخا رغم صروف الدهروالمدن التي جاء ذكرها عند هؤلاء الجغرافيين هي : من الشمال تبسة ،مسكيانة ، باغاي ، توفانة ، تيمقاد ، لمبيز ، بلزمة ، طبنة .
ومن الناحية الجنوبية : بسكرة ، تهودة ، بادس ، تامديت ، وهي كما رى جميعها على السفوح الشمالية أو الجنوبية للاوراس أقيمتكما يبدو لاغراض عسكرية بحتة إلا أنه ومع مرور الزمن تحولت الى مراكز عمران او أماكن استقرار بشرية .
ومما يلاحظ أنه لم يرد عند هؤلاء الرحالة ذكر أي مدينة أو مركز حضاري أو منطقة عمران أو استقرار بشري داخل هذه الكتلة الضخمة لاسيما الشرقية منها وبداخلها اسرار وكنوز ، مما يدل على أن هؤلاء الرحالة لم يتمكنوا من اختراق هذا الجبل ومعرفة اسراره ابدا . والمراكز التي ورد ذكرها عندهم في معسكرات رومانية أو بزنطية شيدت في أماكن إستراتيجية لمنع السكان من العودة إلى أراضيهم لتحقيق لتحقيق حلم روما في جعل الجزائر المورد الرئيسي للحبوب ، وتحويل الاوراس إلى محتشد ضخم للمقاومين او الفارين من الاضطهاد وملجأ للثائرين المدافعين عن الشرف ، وقد لازمتهم هذه الصفة قرونا طويلة من الزمن ولم يتخلصوا منها الا بعد الاستقلال .
ولم يكن الرحالة العرب يولون الأهمية للموقع الجغرافي ، فقد كان كانوا يقتصرون فقط على الوصف العام وعللا الزراعة وعل بعض طباع الناس ، إما لعدم تقدم علم الجغرافيا وفن الخرائط عندهم أو لأسباب أخرى تتعلق بمراكز الاهتمام عندهم ،وما اشمل عليه الاوراس من مظاهر طبيعية وغير طبيعية وفي كلتا الحالتين فقد جاءت أوصافهم لتلك المظاهر عامة .
فابن حوقل :يصف الاوراس في القرن العاشر الميلادي بقوله ....( وجبل أوراس فيه المياه الغزيرة والمراعي الكثيرة والعمارة الدائمة )، وبنفس الاوصاف ينعته الادريسي في القرن الثاني عشر الميلادي ، فيقول : (بأن مياهه كثيرة وعمارته متصلة ) ، والوصف عند كل منهما يشير بوضوح الى توفر عناصر الحياة ، بل ووجود اشكال من هذه الحياة بدليل وجود العمارة الدائمة او المتصلة على اختلاف في التعبير بين الرحالتين ، وعناصرها هي :
01-الماء عصب الحياة 02- المراعي للماشية وهي من العوامل التي تؤدي الى الاستقرار 03 – العمارة الدائمة قصد تبادل المنافع والتواصل بين مختلف الفئات .
حيث تشكل الاسواق معارض للمنتجات الفلاحية وغير الفلاحية وملتقيات لتبادل الاخبار والمعلومات والبيع والشراء وغيرها .
ولم يرد في كتب هذه الرحالة حديث عن نمط حياة المجتمع الاوراسي الذي يقوم بالدرجة الاولى على ازدواجية الحرفة (الرعي والزراعة ) وعلى بعض الزراعات البسيطة التي تلبي ضرورات الحياة عنده كالصناعة الخزفية والنسيجية ،واستغلال الخشب في صناعة المكايل الزراعية وأدوات النسيج والحرث وغيرها .
ولازالت آثار المطامير التي كانو يعدون فيها مادة الجير للصناعة الحزفية منتشرة في كثير من الاماكن داخل الاوراس . بالاضافة الى ما يمكن أن نسميه بالصناعة التحويلية كالتقطير – لصناعة القطران والعطور وانتاج زيت الزيتون –
ولاشك أن هؤلاء الرحالة قد اقتصروا على ذكر ما هو مألوف ومتداول في حياة المجتع العربي البسيطة ( الماء والمرعى ) –حتى وإن لم يكن المجتمع الاوراسي أكثر منه تقدما -.
وإذا تتبعنا المسالك التي ورد ذكرها عندهم سواء كانت رئيسية أو فرعية والتي كانت تربط بين المدن أو تصل بين بعض المراكز التي يمكن اعتبارها محطات لراحة المسافرين امكننا تحديد الحيز الجغرافي لجبل الاوراس ، ومن هذا نستنتج بأنهم جميعا لم يتوغلوا في عمق الاوراس خلال تلك الفترة ، وظلت حياة الناس داخل هذه الادغال سرا من الاسرار ولاتصل اليهم الا عن طريق الرواية .
ان وجود هناشير من الحجارة في كثير من لاماكن في شكل قلاع منهارة تدل على وجود مجتمع مستقر متعاون تجاوز حياة الكهوف والمغارات من قرون طويلة ،وبقايا الاثار الرومانية في جميع مناطق الاوراس والاثار الكتابية التي خلفوها بالاضافة الى اثار السواقي ولمجاري المائية المحفورة في كثير من المضايق ، تدل على وجود مجتمع عرف نوعا من الاستقرار ومارس أنواعا من الزراعة والصناعو ولو في شكله البسيط .
وخلال مرحلة الاحتلال الفرنسي فإن خارطة الاوراس قد مرت بعدة مراحل قبل أن تظهر بشكلها الحالي ، فكان واضعو الخرائط الاولى من الفرنسيين يعمدون الى ايجاد خرائط جزئية أو شكلية تحدد مناطق التجمعات السكانية حتى يسهل التعامل معها ، فظهر في البداية أوراس شرقي ثم أوارس غربي ليستقر الامر في الاخير على اوراس موحد كما هو مبين في خارطة 1874 . وهذه الخارطة تمثل في وضعيتها الطبيعية شكلا رباعيا يمتد من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب على طول يزيد عن 100 كم .
تتفرع منه كتل اخرى اقل حجما تمتد بين الاطلسين التلي والصحراوي وتمتد من بوعريف شرقا الى بلزمة فشلعلع فمتليلي غربا .
والخصائص الجغرافية لهذه الكتل كلها متشابهة لتشابه العوامل والمؤثرات التي ادت الى نشوئها .
فعلاووة على انها تمثل ابر تضاريس الجزائر الشمالية علوا اذ يبلغ ارتفاع قمة -لالا كلتوم بشيليا – اعلى مستوى له في الوطن – 2328 م- وهو دون مستوى قمة –طاهات- بالهقار، فهي بذلك تحتل موقعا ممتازا في شرق البلاد يطل على الزابين الشرقي والغربي من جهة الجنوب وعلى امتداد حقل الؤيا ، كما أنه يطل على الهضاب العليا من جهة الشمال والشمال الشرقي .
تتخذ الجبال أشكالا متفرقة في الاوراس حسب موقعها في تكون بشكل هرمي بعيد الارتفاع سهل الارتقاء مثل : جبل المحمل، وجبل شيليا أو تكون بشكل شرائح تختلف عن بعضها من حيث الطول والارتفاع وتمتد من الشمال والشمال الشرقي إلى الجنوب مثل : كتلة بلزمة، الجبل الأزرق، جبل أحمر خدو، فورار، وتكون حوافها عادة شديدة الانحدار، صعبة الارتقاء تخترقها أودية فرعية غير منتظمة الجريان... بعض هذه الجبال مكسو بغابات متوسطة الكثافة كما هو الحال بالنسبة للجبل الأزرق وجبل الشلعلع وجبل بني فرح وبلزمة وبوعريف، وبعضها عار إلا من بعض النباتات الرعوية مثل : جبل شيليا والمحمل وذلك بسبب شدة البرودة التي تمنع الأشجار الغابية من النمو، والإتلاف المعتمد أحيانا لتحقيق أغراض خاصة كالتوسع في الأراضي الزراعية أو في المراعي.
وغابات الأوراس من أكثر الغابات تنوعا إذ نجد فيها أنواعا مختلفة من النباتات في منطقة واحدة قل أن تجد مثلها في أماكن أخرى تتعايش بسلام مثل ما هو موجود في قمة تاغدة وفي قمم بلزمة ) الشلعلع (. تتجاوز فيها نباتات من مختلف المناخات، إذ لا يفصل بين قمة شيليا ذات المناخ القاري المتفرد بأنواع خاصة من النباتات عن منخفضات فجاج تاغيت ذات المناخ شبه صحراوي وحيث واحات النخيل أكثر من 30 كم، وقد أثار هذا التعايش إعجاب كثير من الكتاب والرحالة الأوروبيين.
تخترق هذه الجبال أودية عميقة شديدة الانحدار كثيرة التعاريج، مما أدى إلى ظهور مساحات زراعية على ضفاف الأودية تختلف بين مكان وآخر وغالبا ما تكون هذه المساحات عند مصبات الأودية الفرعية، وتعتبر أجود ما يمتلكه الأوراس من أراض زراعية تسقى بواسطة قنوات تمتد موازية للأودية لعدة كيلومترات أحيانا.
وغير بعيد عن هذه الأودية حيث ترتكز الزراعة المسقية تتمركز التجمعات السكانية في شكل قرى متناثرة تعلو المرتفعات المطلة على الأودية أو تتعلق بالسفوح الجبلية المحاذية للأراضي الزراعية حتى يستطيع الإنسان الجمع بين حرفتي الرعي واستغلال الأرض، ويندر ان تجد دارا في منبسط الأرض حفاظا على الأراضي الزراعية.
يتبع---
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
لا تبخلونا كلمة شكر تكفي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
شكرا لك...........بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
شكرا وبارك الله فيك أخي على البحث القيم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
سلمت يداك
مشكور اخي على الموضوع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
شكرا لك اخي الكريم.....وعاشت جبال الاوراس التي ارعبت فرنسا فقالت لولا الاوراس
وسكانها لما تركنا الجزائر
..........نشنين ذيرقازن ندزاير اسا ذواذتشا
تحيا الشاوية الا حرار