عنوان الموضوع : بنو عبد الواد الزيانيون
مقدم من طرف منتديات العندليب

بنو عبد الواد
(1236 - 1554)

ينتسب بنو عبد الواد ( ويدعون أيضا الزيّانيون نسبة إلى زيّان والد يغمراسن رأس العائلة الحاكمة ) على غرار منافسيهم بني مرين إلى قبيلة زناتة الرحّل التي كانت في القرن الثاني عشر تنتقل في الجزء الغربي للمغرب الأوسط. وفي سنة 1227 يعيّن الخليفة المأمون أحد الأوفياء لسلطة الموحّدين المركزيّة من قادة بني عبد الواد واليا على تلمسان. وتؤول سلطة القبيلة سنة 1236 بين يدي "يغمراسن" الذي لا يتوانى في إعلان عزمه على الإستقلال، فيكفّ سنة 1240 عن الاعتراف بالخليفة الموحّدي ويلقب نفسه بأمير المسلمين وهو لقب أعتمده المرابطون من قبل. وكان على "يغمراسن" لثبيت سلطته أن يواجه مناخا عدائيا لا بالتصدّي إلى الموحدين الذين يرغبون في بسط نفوذهم على تلمسان فحسب، بل وبمقاومة طموح جيرانه الحفصيين. وتبلورت العداوة الدائمة مع المرينيين حول مسألة مراقبة مربض قوافل سجلماسة. وأدت هذه العداوة خلال حكم خلفاء يغمراسن إلى تضعضع سلطة بني عبد الواد مرات عدة. وبين سنتي 1299 و1307 تحصّن بنو عبد الواد بمدينة تلمسان التي قاومت حصار المريينين الطويل، وعند الخروج من هذه المحنة يشرع أبو حمّو الأوّل ) 1308-1318 (وأبنه أبو تاشفين ( 1318-1337 ) في إنتهاج سياسة تقوي سلطة بني عبد الواد وذلك ببسط نفوذهما على منطقة قبائل زناتة وتوجين ومغراوة في وادي الشلف وما جاورها. واستعادت تلمسان إشعاعها واستفادت بفضل موقعها المركزي في المغرب من ثروات التجارة الصحراوية. وأدت العلاقات الخارجية مع الأراغون ومايوركا إلى تقوية الوضع الإقليمي لبني عبد الواد، لاسيما في مواجهة الحفصيين الذين يتخبطون في أزماتهم. لكنّ عداوتهم مع المرينيين انتهت بسقوط تلمسان بين أيدي "أبو الحسن" سنة 1337، واستقر فيها بنو مرين دون سلطة لمدة طويلة قبل أن يستعيدوها مرحليا لاسيما سنة 1352 وسنة 1360 وأخيرا سنة 1370. وتحت حكم أبو حمو الثاني (1359-1389) وهو سلطان مثقف ولد ونشأ في الأندلس، استعاد بنو عبد الواد جزءا من نفوذهم. وبصعوبة تتواصل سلطة بني عبد الواد مقاومة لمحاولات توسع بني مرين والحفصيين (القرن الخامس عشر) غير أنّها لا تتوصّل إلى تركيز سلطة مركزيّة قويّة ينتصر على الخلافات القبلية الدّاخلية.

لقد ترك لنا فن بني عبد الواد بعض الإنجازات المتواضعة الموجودة بشكل أساسي في العاصمة تلمسان. وهكذا، فقد بنيت عدة مساجد بالقرب من مقامات بعض الأولياء، مثل جامع سيدي "أبي الحسن" باسم عالم من مدينة "تاناس tenes" الذي تأسس سنة (1296) وجامع أولاد الإمام سنة (1310) وكلاهما صغير بلا صحن مركزي. ويتكوّن بيت الصلاة من أساكيب عموديّة بالنسبة إلى حائط القبلة. وكذلك سيدي إبراهيم الذي تمّ بناؤه في عهد أبي حمّو الثاني ومثاله يشبه مثال سابقيه لكنّ به صحن مركزي تقوم على جانب منه أروقة هي أمتداد لأساكيب بيت الصلاة. وقبل المحراب ترتفع قبّة مضلّعة وكلّ هذه المنشآت مسقوفة بهياكل خشبيّة وقعت تهيئتها أحيانا حسب تقنيات السقوف الأندلسية.

وإنّ لم يُنشئ بني عبد الواد كثيرا من الجوامع الجديدة، إلا أنهم وضعوا اهتمامهم في صيانة المعالم الموجودة وترميمها وتوسيعها. وهكذا تمّت إضافة مآذن لعديد من جوامع منطقة الدولة الزيّانية، والغالب على الظنّ أن مئذنتي جامعي تلمسان أي الجامع الكبير وجامع أغادير يعود إنشاؤهما إلى يغمراسن، وفي كلا الحالتين فإنّ المئذنتين قد أقيمتا على النمط الموحّدي الذي نجد أنموذجه في مئذنة جامع القصبة بمدينة مراكش. تعلو الأبراج المربعة بقباب الإضاءة أمّا الزخارف المنجزة بالآجر الناتئ فإنّها تصوّر شبكة المعيّنات التي تزيّن هيكل المئذنة. ويمكن أن نلاحظ وجود لوحات من شبكة المعينات في حالات أخرى على غرار ما نجد في مدينة ندرومة أو في مآذن جوامع أبي الحسن وسيدي إبراهيم في تلمسان. وشبكة المعينات هذه تعتبر سمة خاصة بالموروث الزخرفي الموحّدي رغم غياب هذا النمط من الزخرفة في جامع أولاد الإمام وجامع المشوار في تلمسان، حيث ثمّ تزيين واجهة البرج بلوحات مستطيلة تملؤها سلسلة من عقود صغيرة متشابكة.



أنشأ بنو عبد الواد العديد من المدارس، إندثرت كلّها مع الأسف ؛ نسبت الأولى إلى أبي حمّو الثاني الذي أمر سنة 1310 ببناء مدرسة أولاد الإمام إكراما لعالمين من علماء إقليم "تاناسtenes " وفي سنة 1307 بنيت "التاشفينيّة" التي أنشأها ابن تاشفين وأقيمت مباشرة قرب جامع تلمسان الكبير. وقد تمّ ترميمها مرّات عديدة لاسيّما في القرن الخامس عشر في عهد أبي العباس بن موسى (1430-1461) ووقع هدمها سنة (1873) لإقامة مقر البلدية

ولقد تعرّفنا على تخطيطها وعلى كثير من أجزاء زخرفتها. فالمعلم إنتظم حسب محورين متعامدين، الأوّل منهما يربط بين المدخلين الكبيرين، أمّا الثاني فيتقاطع مع محراب بيت الصلاة. أمّا الساحة المركزيّة المستطيلة الشكل فيحوط بها على جميع الجهات أروقة، بينما يُظهر بيت الصلاة تخطيطا جديدا، إذ يتقدم رواق تزيّنه فسقية وينقسم في الدّاخل إلى ثلاثة أجزاء : فضاء مركزي مسقوف بقبّة ويحده من جهتيه فضاء مستطيل ولعلّ أحد القاعتين الجانبيتين كانت مخصّصة لشعائر الدفن. والمدرسة الأخيرة هي مدرسة الزيّانيين المعروفة باليعقوبية التي تمّ بناؤها في عهد أبي حمّو الثاني.

ولقد تميزت الهندسة المغربيّة السابقة لعهد الموحّدين بعنايتها للمدافن إضافة إلى نشر الطقوس المتعلقة بالأولياء. وهكذا وصل إلينا بعض قباب المدافن من عهد بني عبد الواد مثل قبّة سيدي مرزوق التي يمكن إرجاع تاريخها إلى عهد "يغمراسن"، ولقد أقيمت في الركن الجنوبي/الغربي لجامع تلمسان الكبير، ويقع الدخول إلى هذا الضريح عن طريق سقيفة، أمّا فضاء الدفن فمسقوف بقبّة ذات ثمانية أضلع. وكذلك قبّة سيدي إبراهيم التي أنشأها أبو حمّو الثاني وتتقدّمها ساحة غير مسقوفة وبيت الدفن تتوّجه أيضا قبّة ذات ثمانية أضلع ولها زخرفة ثريّة من لوحات من الجبس المنحوت خطّت فيها أيات قرآنيّة عديدة.

كانت نهاية حكم عبد الواد مليئة بالأحداث مثلها مثل القرن الأوّل من تاريخهم، فلقد أضعفتهم الإنقسامات الداخليّة وكذلك اتساع نفوذ القبائل العربيّة الرحّل حتى وقعوا تحت سلطة إسبانيي وهران (1509)، ثمّ لسيادة أتراك الجزائر (1517)، كما خضعت تلمسان فترة من الزمن للسعديين، وفي سنة 1550 إحتلها نهائيا الأتراك ووضعوا حدا نهائيا لحكم بني عبد الواد.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا على المشاركة

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

المرينوين، بنو مرين: سلالة بربرية تولت الحكم في المغرب 1244-1465 م.

المقر: فاس

ينحدر المرينيون من قبيلة زناتة البربرية والتي استوطنت المناطق الشرقية على الحدود مع الصحراء. نزح هؤلاء إلى المغرب مطلع القرن الـ12 م واستقروا في المناطق الشرقية و الجنوب شرقية. بعد صولات وجولات مع الموحدين استطاع المرينيون في عهد الأخوين أبو يحي عبد الحق (1244-1258 م) ثم أبو يوسف (1258-1286 م) أن يستولوا على العديد من المدن، مكناس: 1244 م، فاس: 1248م. مع حلول سنة 1269 م استطاعوا التخلص من آخر الأمراء الموحدين في مراكش، بدؤوا بعدها في تنظيم جيش قوي للحفاظ على المناطق التي انتزعوها. خاضوا عدة حروب على أرض الأندلس في عهد أبو يعقوب يوسف (1286-1307 م)، توسعوا إلى الجزائر (الاستيلاء على وهران و مدينة الجزائر).
عرفت دولتهم أوجها السياسي أثناء عهدي أبي الحسن علي (1331-1351 م) ثم أبي عنان فارس (1351-1358 م) وازدهرت حركة فيها العمران. استطاع الأخير صد سلاطين عبد الواد (الزيانيون) والاستيلاء على عاصمتهم تلمسان، ثم واصل في غزواته حتى بلغ تونس واحتلها على حساب الحفصيين.

منذ 1358 م بدأت الدولة المرينية تتهاوى سريعا. تولى الحكم سلاطين دون سن الرشد (1358-1374 م ثم 1393-1458 م) كانوا هؤلاء بلا رأي، تم وضعهم تحت وصاية أقربائهم من الوطاسيين، كما قام أصحاب غرناطة بدور الوصاية في فترات أخرى (من 1373-1393 م). استطاع آخر السلاطين عبد الحق (1421-1465 م) أن يتخلص من أقربائه الوطاسيين بعد أن أقام لهم مذبحة كبيرة سنة 1458 م. إلا أن الأمور لم تعمر طويلا وقام سكان فاس بثورة على المرينيين ثم صار أمر المغرب بعدهم في أيدي الوطاسيين.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

مشكوووور ولكن هل يمكن ان تزودنا بالمراجع عند طرحك لمواضيعك حتى تكووون اكثر علمية وحتى نستفيد نحن ايضا من هذه المراجع في بحوثنا .
.
.
..
.
.
..
.
.
.
.
.
..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ارجو ان تقبل طلبي هذا ضرووووري

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

الزيانيون، بنو زيان أو بنو عبد الواد سلالة بربرية زناتية حكمت في المغرب الأوسط ( الجزائر ) بين 1235 و1554 م. وعاصمتهم تلمسان. وفي رواية أخرى أنهم من نسل

أصل بني عبد الواد

بنو عبد الواد، هم فرع من فروع الطبّقة الثّانية من زناتة إحدى أكبر وأشهر القبائل البربرية ببلاد المغرب، وأصل تسميتهم عائد إلى جدّهم عابد الوادي، وهم من ولد سجيح بن واسين بن يصليتن بن مسرى بن زكيا بن ورسيج بن مادغيس الأبتر، وكانوا عدّة بطون هي: بنو ياتكتن، بنو وللو، بنو تومرت، بنو ورسطف وبنو مصوجة، ويضاف إليهم بنو القاسم الذين ينتسب إليهم بنو زيان حكام الدّولة الزيانية.

وذكرت بعض المصادر أن القاسم بن محمد من نسل السّليمانيين، كان حاكما على مدينة تلمسان من قبل الأدارسة، ولما تغلب عليه الفاطميون دخل بني عبد الواد الذين كانوا يسكنون بالصحراء جنوب تلمسان، فأصهر فيهم وعقّب "عقبا مباركًا"، وإليه ينتسب ملوك بني زيان، وقد فنّد عبد الرّحمن بن خلدون هذه الرواية وكذلك قضية النّسب الشّريف للزيانيين، وذكر أنّ يغمراسن بن زيان لما سئل عن ذلك أجاب قائلا:" إذا كان هذا صحيحا فينفعنا عند الله وأمّا الدنيا فإنّما نلناها بسيوفنا".
استقرارهم بتلمسان

كان بنو عبد الواد عبارة عن قبائل رحل يجوبون صحراء المغرب الأوسط بحثا عن المراعي بين سجلماسة ومنطقة الزاب بإفريقية، ولما قام عقبة بن نافع الفهري بحركته في بلاد المغرب فاتحًا، ساندوه وشكلوا فرقة من جيشه تابعت معه فتوحاته غربًا.

ولما حلّ عرب بني هلال بالمغرب انزاح بنو عبد الواد أمامهم من الزّاب واستقروا في منطقة جنوب وهران، وفي عهد المرابطين حضروا مع يوسف بن تاشفين معركة الزلاقة.
توليهم الحكم

في سنة 627ھ/ 1229م، قام والي تلمسان أبو سعيد عثمان أخ المأمون الموحدي بالقبض على مشايخ بني عبد الواد في محاولة منه للقضاء على نفوذهم الّذي ازداد في المنطقة، فسعى للشّفاعة فيهم أحد رجال الحامية وهو إبراهيم بن إسماعيل بن علان الصنهاجي اللّمتوني، لكن شفاعته لم تقبل، فغضب لذلك وثار واعتقل والي تلمسان وأطلق مشايخ بني عبد الواد وخلع طاعة الموحدين، وكان الغرض من حركته نصرة ثورة بني غانية الّتي كانت تهدف إلى إحياء دولة المرابطين في بلاد المغرب.

ولما أراد إبراهيم بن علان الصنهاجي إتمام مخططه، والتخلّص من مشيخة بني عبد الواد، اكتشف أمره فقبض عليه وعلى أعوانه وقُيّدوا، ودخل جابر بن يوسف وإخوته مدينة تلمسان وأعاد الدّعوة للمأمون الموحدي، وأصبح أميرها من قبله، فضبط أمورها، وقام بحركة لضمّ بطون بني عبد الواد إلى سلطته، ولما أراد إخضاع مدينة ندرومة وحاصرها أصابه سهم أودى بحياته آواخر سنة 629 ھ/1231م.

بعد وفـاة جـابر بن يـوسف، خلـفه ابنه الحـسن الّذي تولـى لمدّة سـتّة أشـهر، ثمّ تخـلى عن الحكم لعمه عثمان بـن يوسـف مطلع سنة 630 ھ/1232م، وخـلفه أبو عـزة زيـدان بن زيـان، وكان قـويّا وشجـاعًا، وأطـاعته جمـيع البطون والـقبائل وامتـنع عن مبايعـته بنو مطـهر وبنو راشد، فحاربهم وقتل في إحدى المعـارك سنة 633 ھ/1235م، فخلفه يغمراسن بن زيان الذي يعتبر المؤسّس الحقيـقي للـدولة الزيانية.
دور يغمرا سن بن زيان في تأسيس الدّولة

هـو يغمرا سـن بن زيـان بن ثـابت بن محـمد، ولـد حـوالي 603 ھ/1206م، وتـولى حكـم إقـليم تلـمسان فـي عهـد الخليـفة الموحـدي عـبد الواحـد الـرّشيد بن المـأمون الـذي كتـب لـه بالـعهد علـى ولايـة المغـرب الأوسـط وعاصمته تلمسان، وكان ذلك بداية ملكه.

وكان يغمراسن بن زيان يتميّز بصفات وخصال أهلته للقيام بدور كبير في وضع الأسس المتينة لدولة بني عبد الواد النّاشئة، وتميّز بمواقفه الحربية الكثيرة، خاصّة ضدّ قبائل بني توجين ومغراوة، حيث خرّب مواطنهم في محاولة منه لإخضاعهم وضمّهم إلى سلطته، كما كانت له مع بني مرين بالمغرب الأقصى عدّة حروب وكذلك مع بني حفص شرقا، ورغم هزائمه أمامهم كان يدافع عن مملكته محاولا حمايتها من الأخطار الّتي كانت تتهددها شرقا وغربًا، وبدأ في توسيع حدودها على حساب أقاليم الدّولة الموحدية الّتي كانت تتداعى إلى السقوط، ثمّ قام بإلغاء سلطة الموحدين على تلمسان واستقلّ بها مع إبقائه على الدعاء والخطبة للخليفة الموحدي وذكر اسمه في السّكة، ونازعه بنو مطهر وبنو راشد لكنّه هزمهم، وأقام الدّولة على قواعد متينة، فاتخذ الوزراء والكتاب والقضاة، واستمر عهده حتّى سنة 681ھ/1282م ما مكّنه من توطيد ملكه وتأسيس نظم دولة جديدة بالمغرب الأوسط.
حدود الدّولة الزيانية


شغلت الدّولة الزيانية إقليم المغرب الأوسط (إقليم دولة الجزائر حاليا)، وعمل حكامها بدءًا بجدّهم يغمراسن بن زيان على توسيع حدودها وتثبيت قواعدها وضم القبائل إلى سلطتهم.[2] وتمكن يغمراسن من التوسع غربًا، وصار الحد الفاصل بينه وبين دولة بني مرين بالمغرب الأقصى وادي ملوية، كما امتدّ نفوذه إلى مدينة وجدة وتاوريرت وإقليم فجيج في الجنوب الغربي.

حدودها كانت تمتد من تخوم بجاية وبلاد الزاب شرقا إلى وادي ملوية غربًا، ومن ساحل البحر شمالاً إلى إقليم توات جنوبًا، وبقيت هذه الحدود في مد وجزر بسبب هجمات بني مرين غربًا وبني حفص شرقًا وكانت العاصمة مدينة تلمسان.

لم تكن حدود الدّولة الزيانية ثابتة ومستقرّة، بل كانت بين مد وجزر تبعًا للظروف السياسية والأخطار الخارجية، وكانت لا تتجاوز في بعض عهودها أسوار العاصمة تلمسان، مثلما حصل أيام الحصار المريني لها سنة 699 هـ إلى 706 هـ/1299 – 1307م، بل اختفت معالمها نهائيا عندما هاجمها أبو الحسن المريني سنة 737 هـ/1337م، إلى غاية إحيائها من جديد على يد أبي حمو موسى الثاني سنة 760 هـ/1359م.[1]
علاقاتهم

يعتبر بنو عبد الواد من أنصار الموحدين، نقل هؤلاء إليهم إدارة مدينة تلمسان. بعد سقوط الموحدين إستقل أبو يحي يغمراسن بن زيان (1236-1283 م) بالحكم تمكن بعدها من وضع قواعد لدولة قوية، في عهده ثم خلفاءه من بعده أصبحت تلمسان مركزاً لنشر الثقافة ومركزاً تجاريا أيضاًً.[3] تأرجح بنو عبد الواد بعد ذلك بين وصاية المرينيين أصحاب المغرب تارة ثم الحفصيين أصحاب تونس تارة أخرى، والذين أجبروهم مرات عدة في القرنين الـ13 والـ14 م على التنحي. ثم انتهى بهم الحال إلى أن وقعو تحت سيطرة المرينيين. أعيد إحياء سلطة الدولة وبلغت الثقافة أعلى درجاتها في عهد أبو حمو الثاني (1359-1389 م)، قبل أن يقعو مرة أخرى تحت سيطرة الحفصيين. منذ 1510 م وبسبب التهديد الإسباني وضع بنو عبد الواد أنفسهم تحت حماية الأتراك (الذين استولوا على مدينة الجزائر عام 1516 م بأيدي عروج بربروسة). سنوات 1552-1554 م يستولي الأتراك على غرب الجزائر بعد عزل آخر سلاطين بني عبد الواد.
أسباب سقوط الدولة الزيانية

إن الدور السادس والأخير من تاريخ الدولة الزيانية يتمثل في كثرة التدخلات الإسبانية في شؤونها الداخلية والتلاعب بأقدارها ومصيريها ومحاولة الإحاطة بها من كل جانب، تمهيداً لاحتوائها، كما يتمثل في بروز قوة الأتراك كطرف رابع في الصراع عليها إلى جانب بني حقص وبني مرين والسعديين، والإسبان.[4] وكان الأسبان بعد أن قضوا على الحكم الإسلامي بالأندلس عام 1492 ميلادي قد وجهوا نشاطهم لغزو بلدان المغرب العربي، ومبالغة في النكاية بالمسلمين، ومنع اللاجئين الأندلسيين من التفكير في العودة إلى وطنهم السليب تماما كما تفعل اليوم إسرائيل ضد الفلسطينيين. ومحاولة منهم أيضاً لاستعمار بلدان المغرب العربي من أجل استغلال إمكانتياتهم الاقتصادية وموانيه الإستراتجية من الناحية العسكرية. وقد واتتهم الفرص بسبب ضعف دول المغرب العربي، وتطاحنها فيما بينها من جهة، وفيما بين الأمراء الطموحين من جهة أخرى حتى في داخل البلد الواحد تماماً كما حصل في المنطقة العربية بعد ظهور دويلة إسرائيل، وكانت الدولة الزيانية في هذه الفترة قد وصلت إلى أقصى درجة من الضعف والانحلال فأخد الأسبان يحتلون موانيها وأطرافها تمهيداً لاحتوائها في النهاية وفق مخطط مدروس، فبعد أن وصل إلى تلمسان آخر أمراء بني الأحمر بغرناطة أبو عبد الله محمد بن سعد الزغل، عبر وهران بدأت التهديدات الأسبانية تظهر في الأفق ضد تلمسان، واضطر الأمير الزياني محمد السابع أن يذهب بنفسه إلى اسبانيا ليطمئن فرناند الخامس ويقدم له الهدايا استرضاء له. وابتداءً من عام 1503م أصبح الخطر الأسباني على الجزائر حقيقة واقعة فقد تنافس على عرش تلمسان الأخوان: أبو زيان الثالث المسعود، وأبو حمو الثالث بوقلمون، وتغلب الثاني الأول وأدخله إلى السجن فاغتنم الأسبان فرصة هذه الاضطرابات بتلمسان وأقدموا على احتلال المرسى الكبير عام 1505م، ثم تدخلوا في مشاكل عرش تنس وأيدوا الأمير يحيى بن الثابتي شقيق السلطان أبي زيان المخلوع والسجين. على الاستقلال بمدينة تنس وأحوازها عام 1506 م تحت حمايتهم وبتوجيه من سياستهم حتى لا تقوم وحدة وطنية ضدهم وقد تسبب التدخل الإسباني في مشاكل تنس في حدوث حروب طاحنة بين عرش تنس وعرش تلمسان سالت فيه الدماء وقتل الجاني المذنب والبرئ، ولم يستفد من ذلك إلا الأسبان الذين ثبتوا أقدامهم في بعض أطراف الإمارة واحتلوا وهران عام 1509 م ثم بجاية عام 1510 م والجزيرة المواجهة لمدينة الجزائر، ومستغانم عام 1511 م ودللس وعنابة وهنين عام 1531 م. وأصبحت تلمسان بين فكي كماشة يحيط بها خطر الإسبان من كل جهة وليس هناك نصير أو معين لها، في حين لا تملك هي القوة والعدة الكافية التي تساعدها على مواجهة هذه الأوضاع الخطيرة. ولقد كان من المفروض في مثل هذه الظروف الصعبة أن تتوحد القوى الداخلية للإمارة وتتكتل وتتناسى الأحقاد والنزاعات الشخصية ولكن الذي حصل هو العكس فحدثت بتلمسان اضطرابات ضد أبي حمو الثالث وتحزب ضده أنصار أخيه المسجون أبي زيان واستنجدوا بعروش في الجزائر العاصمة الذي كان آنذاك في تنس يقوم بتصفية الحسابات مع يحيى الثابتي الموالي للإسبان، فلبى رغبتهم حتى يفوت على الإسبان فرصة الانقضاض على تلمسان واتجه إليها عام 1517 وأطلق سراح أبي زيان، وأعاده إلى عرشه في حين فر أبو حمو إلى فاس ومنها إلى وهران حيث أمده الأسبان بقوات كبيرة وأعاد بها الكرة على تلمسان واستردها من عروش عام 1518 م بمعاونة الأسبان الذين تمكنوا من قتل عروش وقتل أخيه إسحاق الذي كان يرابط في قلعة بني راشد. على أن أبا حمو هذا لم ينعم طويلا بعرشه الذي استرده بالخيانة إذ توفي في نفس العام، فخلفه أبو محمد عبد الله الثاني وسار على منوال سياسة سلفه في موالاة الأسبان فثار عليه أخوه الأمير أبو سرحان المسعود بتأييد من خير الدين بالجزائر وسيطر على تلمسان عام 1519 م ولكن أبا محمد سرعان ما استرد عرشه بتأييد من خير الدين أيضاً بعد أن أعلن توبته من غيه وخيانته السابقة، ودفع ذلك أبا سرحان لممالأة الأسبان غير أنه سرعان ما عاد إلى خيانته التي جبل عليها.ولكن خير الدين كان بالمرصاد له حتى توفي عام 1524 م فخلفه على عرش تلمسان محمد السابع ولكنه انحاز إلى الأسبان ضد الأتراك، فثار السكان ضده وهزموه ففر إلى وهران ليستنجد بالأسبان الذين كانوا ينتظرون مثل هذه الفرص لدفع الأخوان الأشقاء إلى التقاتل فيما بينهم لصالح توسعهم الصليبي. فأعدوا له حملة أسبانية من وهران واحتلت تلمسان وفرضت عليهم معاهدة إذلال تحتم عليه أن يدفع للاسبان ضريبة سنوية ويساعد القوات الأسبانية على التوسع في موانئ الجزائر بدعوة مقاومة الأتراك. وقد أثارت هذه المعاهدة المذلة مشاعر شعب تلمسان خاصة وأن محمد السابع كان يتعامل مع اليهود الذين جعلهم وسطاء بينه وبين الأسبان في وهران ولذلك ثاروا ضده وبرز أخوه أبو زيان أحمد الثاني وافتك منه العرش عام 1542 م. بتأييد ومساعدة من قوات البايلر باي حسن باشا ابن خير الدين الذي كان يراقب الأمور عن كثب. وهرب محمد السابع إلى وهران كعادته ليستنجد بالأسبان. وقد أمدوه فعلا بقوات كبيرة واصطدم بها مع قوات أخيه في شعبة اللحم قرب عين تيموشنت في جانفي 1543 م.ولكنه انهزم وانهزمت القوات الأسبانية الحليفة معه وقتل كثيراً من جنودها ولم ينجوا الباقي إلا بصعوبة وانسحب إلى وهران. وفي العام الموالي جدد الكرة مع القوات الأسبانية التي كانت تستهدف الانتقام من هزيمتها السابقة وتمكن في هذه المرة من احتلال تلمسان عام 1544 م فعاثت القوات الأسبانية فيها فساداً وأحدثت في مقدساتها وحرماتها نكراً وفجوراً. على أن سكان تلمسان لم يصبروا على هذا الامتهان فثاروا ضد الأمير الخائن وأرغموه على الفرار بتأييد ومساعدة قوات حسن باشا ابن خير الدين في معركة الزيتون، وأغلقوا تلمسان في وجهه عندما حاول أن يعود إليها ثم ظفروا به وقتلوه في إحدى المعارك قرب مدينة وجدة وتخلصوا من خياناته المتكررة وعاد أبو زيان أحمد إلى عرشه ولكنه أظهر للأسبان ميله ونتيجة لذلك عزله سكان المدينة وبايعوا أخاه الحسن الزياني فهرب إلى وهران التي أصبحت قبلة لكل المعزولين والغاضبين من أسرة بني زيان.ولم يتقاعس الأسبان عن نجدتهم لأن الصراع كان على أشده بينهم وبين سلطة الأتراك في الجزائر على الفوز بالسيطرة على عرش تلمسان فأمدوه بقوات أسبانية استرجع بها عرشه المتهالك المتداعي عام 1547 م. واعترف بتبعيته للأسبان الذين تعرضوا لهزيمة كبيرة أمام أسوار مستغانم في أوت من نفس العام عندما حاول احتلالها. ومما زاد الأمور تعقيداً وسوءً ظهور الدولة السعدية بالمغرب الأقصى ومحاولتها هي الأخرى التدخل في شؤون تلمسان بغية احتلالها، فأرسل الشريف محمد المهدي السعدي قوات عسكرية حاصرت تلمسان تسعة شهور كاملة اقتحمتها واحتلتها يوم 5 جوان 1550 م، واحتلت مستغانم بعدها وأخذت تتقدم في اتجاه الجزائر العاصمة مما أكد نوايا السعديين العدوانية ضد السلطة التركية في الجزائر ولذلك فإن البايلر باي حسن باشا بن خير الدين الذي كان يستعد لمواجهة الأسبان بوهران وجه قواته بزعامة حسان قورصو إلى جيش المغربي وألحق به الهزيمة في حوض الشلف وأرغمه على الانسحاب إلى المغرب الأقصى وبعد ذلك اتجه حسن باشا إلى تلمسان وعزل عن عرشها أبا زيان أحمد وعوضه بالأمير الحسن بن عبد الله الزياني تحت إشراف الضابط التركي شفطه وبقي في منصبه إلى أن عزله نهائياً البايلر باي صالح رايس عام 1554 م بسبب ميوله إلى الأسبان، وألحق تلمسان بالجزائر العاصمة مباشرة وكان ذلك نهاية للدولة الزيانية التي عمرت ثلاث قرون و18 عاماً. وكان لابد من هذه النهاية لأن بقاء الدولة الزيانية كان يمثل مشكلة في صالح التوسع الأسباني، والأتراك بالجزائر، كانوا يسعون لتوحيد المغرب الأوسط كله تحت سلطة واحدة مركزية حتى يستطيعوا مواجهة التوسع الأسباني الصليبي الذي استدعوا منذ البداية من أجل وضع حد له ورده وهو ماقام به خلال القرون التالية.
أهم سلاطين بني زيان
الحاكم الحياة الحكم
1 أبو يحي يغمراسن بن زيان
2 أبو سعيد عثمان بن يغمراسن ....-1303
3 أبو زيان محمد بن عثمان ....-....
4 أبو حمو موسى الأول ....-1318
5 أبو تاشفين بن موسى
6 أبو سعيد بن أبي زيد بن أبي زكريا بن يغمراسن ....-1352
7 أبو ثابت بن أبي زيد ....-1352
دخول المرينيين ....-....
8 أبو حمو موسى بن أبى يعقوب بن أبي زيد
9 أبو تاشفين عبد الرحمن بن موسى
10 أبو ثابت يوسف بن أبى تاشفين ....-1393
11 أبو الحجاج يوسف بن أبي حمو ....-....
12 أبو زيّان بن أبي حمو ....-....
13 أبو محمد عبد الله بن أبي حمو ....-....
14 أبو عبد الله محمد بن أبي حمو ....-1411
15 عبد الرحمن بن أبي عبد الله ....-....
16 السعيد بن أبى حمو موسى ....-....
17 أبو مالك عبد الواحد بن أبي حمو ....-1430
18 أبو عبد الله محمد بن أبي تاشفين ....-....
17-2 أبو مالك عبد الواحد بن أبي حمو ....-1430
18-2 أبو عبد الله محمد بن أبي تاشفين ....-1436
19 أبو العباس أحمد بن أبي حمو ....-....
20 أبو عبد الله محمد المتوكل على الله ....-1468
21 أبو تاشفين بن المتوكل ....-....
22 أبو عبد الله محمد الثابت بن المتوكل ....-1504
23 أبو عبد الله محمد بن الثابت ....-....
24 أبو حمو بن المتوكل ....-....
25 أبو محمد عبد الله بن المتوكل ....-....
26 أبو زيان أحمد بن أبي محمد عبد الله ....-1550
27 أبو عبد الله محمد الرابع ....-....
26-2 أبو زيان أحمد بن أبي محمد عبد الله ....-....
28 الحسن بن أبي محمد عبد الله ....-....

مراجع


2 ^ كتاب بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد ليحيى بن خلدون أخ عبد الرحمن بن خلدون
3 ^ كتاب العبر لابن خلدون الجزء7
4 ^ يحيى بوعزيز، الموجز في تاريخ الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، الطبعة الثانية

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

زناتة قبيلة أمازيغية، قبائل زناتة:بنو يفرن، لواتة، زيانيون، مرينيون، مغراويون...[1] قبيلة زناتة من أقدم قبائل الليبية التي هاجر معظمهم نحوى تونس والجزائر منذو (2000) عام وما زالت بقاية القبيلة موجودة اليوم في ليبيا، وكذلك مدينتهم العريقة والقديمة (الزنتان) حيث كانت تمد الزناتي خليفة بجنود في معركتهم في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي ضد قبائل بني هلال (سيرت بنو هلال).

1 تاريخ ابن خلدون المسمى, بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ابن خلدون