عنوان الموضوع : قبيلة زعب السلمية القيسية قبائل
مقدم من طرف منتديات العندليب
لا صلة لقبيلة زعب القيسية بالشيخ عبدالقادر الجيلاني الفارسي
د. عمر بن شريف السلمي يكتب في جريدة الرياض: لا صلة لقبيلة زعب القيسية بالشيخ عبدالقادر الجيلاني الفارسي
الأستاذ محمد بن سليمان الطيب له جهود يشكر عليها في كتاباته عن الأنساب، وله بحوث عن بعض القبائل قيّمة، وقد استفاد منه بعض المهتمين بالأنساب خاصة بحوثه عن قبائل مصر والمغرب العربي.
وكما قيل لكل جواد كبوة، وكل يؤخذ من قوله ويرد، والعبرة بالمنهج العلمي والأدلة العلمية
وليس يُعاب المرء من جبن يومه
إذا عُرفت عنه الشجاعة بالأمس
ومن الأخطاء الفادحة التي وقع فيها الباحث محمد بن سليمان، ودون ذلك في موسوعة القبائل العربية نسبته بني خالد القبيلة العامرية إلى ذرية خالد بن الوليد دون برهان قاطع علماً أن نسابة قريش الزبيري بيّن انقطاع ذرية خالد بن الوليد، ولعلي أفرد بحثاً كاملاً عن بني خالد. كذلك عدوله بنسب زعب في الطبعة الثانية، وإلحاقهم بذرية الشيخ عبد القادر الجيلاني الفارسي رحمه الله بحجج ضعيفة، وموضوعة، ومغالطات لا تليق بمثله كما أنها لا تليق بموسوعته مما يضعف مصداقيتها بين المهتمين بالأنساب.
ولعل الذي حمله على ذلك تشجيع شخص أو شخصين من زعب في الخليج لا علم لهم بالأنساب ولا بالبحث العلمي، وإنما اتبعوا الموضة الجديدة، وهي الانتساب إلى ذرية علي بن أبي طالب، واعتمدوا على مشجرات نسب تفتقر إلى الصدق والأمانة، وما أكثر الذين يروجون لمثل هذه المشجرات من أجل التكسب والارتزاق! وكانت فكرة انتساب الشيخ عبد القادر الجيلاني مرفوضة منذ القرن التاسع .
والادعاء في الانتساب إلى ذرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه قديم ظهر في القرن الثالث وانتسب بعض الزنادقة والمرتدين والمبتدعة إلى ذريته ليسهل نشر باطلهم وضلالهم، فقد انتسب إلى العلويين صاحب الزنج الزنديق علي بن محمد ت 270ه، وفعل بالمسلمين في البصرة وما حولها الأفاعيل المنكرة من قتل وسبي وغير ذلك، وظهر العبيديون الزنادقة في المغرب العربي بادعائهم إلى ذرية فاطمة، وهي دعوى مفتضحة كما قرر ذلك علماء الإسلام ، وإنما هم من ذرية ميمون القداح اليهودي. وظهر غيرهم كثير من الروافض والمبتدعة والجهّال.
وقد ازدادت في هذه الأزمنة ظاهرة الانتساب إلى ذرية علي بن أبي طالب، فتجد قبائل كثيرة في العراق والشام ومصر والمغرب العربي لا عدّ لهم ولا حصر ينتسبون إلى آل البيت. كما يوجد أسر وعوائل كثيرة في شتى بلاد العالم الإسلامي تنتسب إلى آل البيت. وكثر بيع مشجرات النسب وقلت الأمانة ، وفشا الكذب . وكل هذه المشجرات تفتقر إلى الحجة والبينة والأمانة الصدق.. والحديث ذو شجون. أما حول ما ذكره الأستاذ محمد سليمان الطيب في موسوعة القبائل - الطبعة الثانية 6162حول انتساب زعب الموجودة في المملكة العربية السعودية إلى ذرية الشيخ عبد القادر الجيلاني وأنه من ذرية الحسن بن علي فسوف أناقشه في المحاور التالية:
المحور الأول: مغالطته حول ضبط لفظ (زعب) السُّلمية هل بالغين أو بالعين المهملة؟!
حيث قال: (وقد اتضح لي أن النصوص التي ذكرت (زعب) إلى بني سليم معظمها نصوص حديثة والقديمة قليلة حيث إن منبع الخطأ كان من واحد أو اثنين من هؤلاء المؤرخين القدامى. أما معظم النصوص الموجودة في بطون الكتب والمخطوطات لمشاهير علماء النسب مثل ابن حزم، والقلقشندي،و ابن خلدون، وابن سعد، والسمعاني، والدارقطني ذكروا أن زعباً من سليم هي بالغين المعجمة...)أ.ه. أقول ما ذكره فيه مغالطة وتجاهل لكتب النسب، وللمحققين للأسماء المشتبهة وفيه إثارة شبهة لكي يرجح رأي الذين من أجلهم أورد التنويه. ويرد عليه من وجهين: الوجه الأول: هو نقيض ما ذكره، فغالب المحققين من المحدثين وأهل النسب نصوا على أن زعب سُليم بالعين المهملة، وممن ذكر أنها بالعين المهملة، ما يلي:
1- هشام بن محمد الكلبي (ت: 204ه) في كتابه المعتمد عند أهل النسب بل هو المرجع الأول: جمهرة النسب ص (399).
2- أبو علي هارون بن زكريا الهجري نزيل المدينة وجار بني سُليم (م في القرن الرابع) قال الأستاذ الباحث الكبير حمد: وله صلة كبيرة ببني سليم. حيث فصل عن زعب في كتابه التعليقات ص(1767).
3- الرشاطي عبد الله بن علي اللخمي (ت:245ه) المتقن النسابة، وكان ضابطاً حافظاً للتاريخ والأنساب فقيهاً بارعاً، كما وصفه الذهبي سير أعلام النبلاء 258/20.ذكر ذلك في كتابه اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار، وله كتاب بعنوان: الإعلام بما في كتاب المختلف والمؤتلف للدارقطني من الأوهام.
4- الأشبيلي عبد الحق الأزدي (ت:185ه). حيث قال: الزعبي في قيس عيلان ينسب إلى زعب بزاي مكسورة وعين ساكنة مهملة بن مالك بن خفاف إلخ، نقلاً عن الأستاذ حمد الجاسر، في تحقيقه لكتاب الهجري ص (1767).
5- ابن ما كولا علي بن هبة الله العجلي المحقق (ت: 475ه). حيث قال: زعب بكسر وسكون العين المهملة ذكره الدارقطني بالغين المعجمة وهو وهم ظاهر. الإكمال 185/4، قال ابن خلكان عن الإكمال لم يؤلف مثله.
6 ابن الأثير علي بن محمد الشيباني (ت: 630ه). حيث قال: في رده على السمعاني أما الغلط فإنه جعل البطن الذي من سُليم (زغباً) بالغين المعجمة وليس كذلك، وإنما هو بالعين المهملة لا شبهة فيه. اللباب 407/1، وكذلك ذكر أخبارهم في الكامل بالعين المهمة.
7 البُلءيبُسي إسماعيل بن إبراهيم الكناني (ت: 802ه) حيث أفاد الجاسر عنه نحو ضبط الإشبيلي؛ وذلك بالعين المهملة التعلقيات ص(1776).
8 الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال: زعب: بالكسر وسكون العين المهملة هو ابن مالك بن خفاف بن امرئ القيس وزعب من أجداد يزيد بن الأخنس السُّلمي المنتبه بتحرير المشتبه
9.643/2السيوطي عبد الرحمن ( ت 911ه) حيث ذكر زعب بالعين المهملة .لب الألباب ص(379)
الوجه الثاني: حول ما ذكره من مؤرخين فابن سعد، وابن حزم، وابن خلدون لم ينصوا على أن (زعباً) بالغين المعجمة، ولا وجود لذلك في كتبهم وما حصل من تنقيط فهو من تصرف النساخ ومن التصحيف ،بل نقل ابن خلدون عن الرشاطي بواسطة التيجاني يدل على أنه أوردها بالعين المهملة. ويبقى معنا الدار قطني المحدث والسمعاني وهما من أهل المشرق وقبيلة سليم لم تنتشر في تلك البلاد فضلاً ، عن زعب وإنما يوجد أسر سُلمية في بلاد المشرق لهم موالي ظهر منهم أئمة من أئمة الإسلام مثل محمد الترمذي مولاهم، ومحمد بن خزيمة السلمي مولاهم. أما الدارقطني فقد وهم في ذلك. ورد عليه ابن ماكولا في الإكمال حيث قال: وذكره أي زعب بالغين المعجمة وهذا وهم ظاهر الإكمال 185/4.وكذلك فعل ابن حجر. المنتبه بتحرير المشبته 643/2.وقد ألف العلامة النسابة المتقن الرشاطي كتاباً في أوهام الدارقطني مر معنى ذكره ولعل من ضمن أوهام الدارقطني الذي ذكرها الرشاطي ضبط (زعب) بالغين المعجمة. أما السمعاني: فقد رد على وهمه ابن الأثر: حيث قال: (قلت في هذه الترجمة غلط، فإنه جعل البطن الذي في سُليم (زغباً) بالغين المعجمة وليس كذلك وإنما هي بالعين المهملة لا شبهة فيه). اللباب في تهذيب الأنساب 407/1.أما القلقشندي، فهو أديب مؤرخ له علم بالأنساب وعنده أوهام وأخطأ في الأنساب. منها: قوله: (بهتة) بضم الباء الموحدة وفتح المثناة بعد الهاء) صبح الأعشى 345/1.والمراد ببهثة هو (بهثة) بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان كل قبائل سليم ترجع إليه، ولم أعلم أحداً قال بقول القلقشندي إطلاقاً وهذا وهم كبير منه، ومن باب أولى أن يكرر الخطأ في (زعب) فلا يعتمد عليه وتترك أقوال المحققين من العلماء. أما قوله (أن معظم النصوص التي ذكرت (زعب) إلى بني سليم معظمها نصوص حديثة) فقد سبق بيان كتب المحققين ولا أدري ماذا يقصد من النصوص الحديثة!؟! وهل النسابون المعاصرون كلهم جهلة اعتمدوا على كتاب أو كتابين كما زعم؟!
ومن أشهر الباحثين المعاصرين الذين نسبوا زعباً إلى بني سليم المحقق والباحث الكبير الأستاذ حمد الجاسر، وأبو عبد الرحمن بن عقيل وابن خميس وقبلهم البسام وغيره. علماً أنه ذكر القول الصحيح في الطبعة الأولى لكتابه بأن (زعباً) هي من سليم إلا نه عدل عن ذلك ، لضغوط وظروف خاصة. وبعد ذلك يتبين للقارئ الكريم انجراف ومداهنة الأستاذ محمد الطيب مع بعض العوام الذين لا علم لهم بالأنساب، وإنما يريدون الموضة الجديدة وهي الانتساب إلى ذرية علي بن أبي طالب، وهذا لا ينبغي لباحث فعله. فالالتزام بالبحث العلمي أصل في أي بحث وإلا سقط في أعين الباحثين والقراء....
المحور الثاني: حول ادعاء نسب عبد القادر الجيلاني إلى ذرية علي بن أبي طالب. حيث قال محمد سليمان الطيب: في موسوعة القبائل العربية: إن زعباً لقب لعلي نور الدين حفيد السيد عبد القادر الجيلاني ثم ساق نسبه إلى الحسن بن علي: والرد عليه بما يلي:
أولاً: قوله: عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن يحيى... وما ذكره غير صحيح ولم يبين مصادره. ونسبه كما يلي: عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست الجيلي أو الجيلاني الحنبلي (ت561ه).
وجيلان بلاد وراء طبرستان أصله منها. و(جنكي دوست) معناها بالفارسية: العظيم القدر. هكذا ترجمته في المصادر الموثوقة ولم تذكر نسبته إلى ذرية الحسن.
ينظر: 1- المنتظم 173/17لابن الجوزي (ت597ه)، 173/17وهو أول من ترجم له؛ لأنه معاصر له.
2- سير أعلام النبلاء للذهبي (ت748ه)
3.468/20- البداية والنهاية لابن كثير (ت774ه)
4.419/16- المستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي (ت749ه).
5.568/2 كتاب الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (ت795ه) حيث قال: (وبعض الناس يذكر نسبه إلى علي بن أبي طالب) 290/2.وقد بيّن ابن عنبة من قال بهذا النسب في كتابه (عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب) 229/8الرسائل الكمالية. حيث قال: (وقد نسبوا إلى عبد الله بن محمد بن يحيى الشيخ عبد القادر الجيلاني وابتدأ بها ولد ولده أبو صالح نصر بن أبي بكر بن عبد القادر. وقد كفانا ابن عنبة (ت828ه) هذه الدعوى حيث رد عليها بما يلي:
أ - أن الشيخ عبد القادر لم يدع هذا النسب.
ب - أن أولاده من بعده لم يفعلوا ذلك.
ج - أن حفيده لم يقم عليها بينة ولا عرفها له أحد.
د - عبد الله بن محمد بن يحيى - الذي يزعمون الانتساب إليه - رجل حجازي لم يخرج عن الحجاز.
ه - وهذا الاسم أعني (جنكي دست أعجمي صريح كما تراه، ومع هذا كله فلا طريق إلى إثبات هذا النسب إلا بالبينة الصريحة العادلة وقد أعجزت أبا صالح ، واقترن بها عدم موافقة جده وأولاده له. 2298.وبهذا قطع ابن عنبة دعوى انتساب عبد القادر الجيلاني إلى ذرية الحسن وقد نقل هذه الدعوى ودونها في كتابه شذرات الذهب ابن العماد الحنبلي (ت1089ه). كما نسبه محمد بن شاكر الكتبي (ت764ه) في كتابه فوات الوفيات إلى ذرية الحسين بن علي. والصحيح في نسب عبد القادر الجيلاني أنه عالم حنبلي من العجم أهل فارس لا صلة له بالعرب فضلاً عن آل البيت. وكل من ينتسب إليه من الناس اليوم غير عرب حالهم حال الأكراد، والشركس، والأتراك ، وغيرهم في بلاد العرب، وهم مسلمون لا ينقصهم نسبهم إلى الأعاجم بشيء فالمقياس الحقيقي هي التقوى، قال تعالى: (إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) (الحجرات/13)، وعلى ذلك فزعب الموجودة في بلاد الشام، وتنتسب إلى آل البيت هم ليسوا من العرب وإنما هم من الفرس. أما زعب في المملكة العربية السعودية فهم يرجعون إلى زعب بن مالك بن خفاف ابن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، لا صلة لهم بعبد القادر الجيلاني علماً أن زعب أهل درعا والرمثة بالشام يدعون نسبهم إلى قيس عيلان كما أخبرني أكثر من شخص منهم في زيارة لي للأردن عام 1413ه، ويقولون نحن من قيس عيلان. وقد زارهم الأستاذ/ محمد بن أحمد الثميري رحمه الله في ديارهم وأخبرني أن أعيانهم الذين التقى بهم ينتسبون إلى زعب سُليم. والله أعلم. قوله (الزعبي) لُقّب به علي نور الدين؛ لأنه كان ممتلئاً بالعلم والمعرفة وكان شيخاً عالماً تقياً). وحول هذا أسئلة. أين المصدر لهذا العالم؟! وفي أي علم كان ممتلئاً ؟ وعلى أي مذهب كان؟! فكتب التراجم الموثوقة لم تذكر ذلك. قوله (قد تكونت قبيلة زعب بداية القرن السادس الهجري في الحجاز بعد خروجه من العراق برفقة جده الشيخ عبد القادر . ولي وقفتان مع هذا النص:
الوقفة الأولى: أين المصدر الموثوق لهذه المعلومات؟!
علماً أن ابن الأثر وغيره ذكروا أخباراً لزعب بالعين المهمة في الحجاز في القرن السادس في (حوادث سنة 545) وحوادث (590ه) فكيف يجمع بينها وبين ما ذكره عن الزعبي وهل أصبح هذا الزعبي قبيلة في سنوات معدودة؟! ما هذا إلا أساطير وسمّر الجهال تفتقر إلى المنطق الصحيح والبحث العلمي.
الوقفة الثانية: من المعلوم أن عبد القادر الحنبلي مات في بغداد سنة (561ه) كما هو مدون في كتب التراجم الآنفة الذكر، ولم يمت بالحجاز. قوله: (نسبهم مدون في نقابات الأشراف بطرابلس لبنان) ولي وقفات:
الأولى: كما سبق قول ابن عنبة في نسب الشيخ عبد القادر وأنه لم يعترف به عند آل البيت. علماً أن ابن عنبة من ذرية عبد الله الذي نسب إليه الجيلاني، وهو أعلم الناس بأسرته.
الثانية: لماذا لم يدون نسبه في أنساب الأشراف في العراق موطن الشيخ؟! وكذلك لماذا لم يدون في أنساب الأشراف بالحجاز؟! علماً أن عبد الله المنتسب إليه من أهل الحجاز!
الثالثة: ما علاقتهم بلبنان ونشأتهم وأخبارهم في الحجاز؟! إنها الأساطير التي تفتقر إلى أقل ما يطلق عليه البحث العلمي.
المحور الثالث: حول تاريخ زعب بن مالك بن حقاف.
زعب الذي تنتسب إليه القبيلة من الذين عاشوا في الفترة قبل الإسلام بقرن تقريباً؛ لأنه الجد الرابع للصحابي الجليل يزيد بن الأخنس حسب ما في كتب النسب والتراجم. فهو يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرو بن زعب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سُليم بن منصور. وزعب عند ظهور الإسلام أسرة صغيرة من فخذ : خفاف من فروع امرئ القيس ولخفاف فروع كثيرة : ذات شهرة بين العرب وقوة معروفة. فمن فرسانها: عمرو بن الشريد العصوي وابناه معاوية وصخر اللذان بلغت شهرتهما الآفاق في الجاهلية فهما من فرسان مضر المعدودين دون منازع، ومنهم نُبيشة بن حبيب الحليلي ومن خفاف مالك بن بشر من فرسان الجاهلية، ومنهم خفاف بن ندبة أحد فرسان العرب الصحابي الشاعر، ومنهم عبد الله بن كامل له ذكر في حروب الشام. ومنهم الفجاءة بن بحيرة وكان فارساً شجاعاً ارتد عن الإسلام فظفر به أبو بكر الصديق وأحرقه في حروب الردة. ومنهم الفارس المشهور والصحابي الجليل الضحاك بن سفيان عقد له النبي صلى الله عليه وسلم على سليم يوم الفتح، ومنهم أبو شجرة ارتد أيام حروب الردة ثم تاب ورجع إلى الإسلام وكان من فتاك العرب . كما نعته ابن عبد البر. ومنهم هوذة بن الحارث وكان فارساً شهد فتح مكة، ومنهم أبو العاج أحد ولاة البصرة. ومن زعب الأسرة الصالحة الذين خلدوا اسم زعب في كتب التراجم وكتب المحدثين وهم الأخنس بن حبيب وابنه يزيد وابن يزيد معن. وقد بايعوا النبي وقيل حضروا بدراً ... وأنكر ابن عبد البر ذلك. وعقد رسول الله ليزيد لواءً يوم فتح مكة ، إحدى ألوية سُليم الأربعة ، وكان من أعيان الصحابة . وابنه معن من أعيان أهل الشام.
وكان معن رأس قيس في الشام امتنع عن مبايعة مروان بن الحكم مع الضحاك بن قيس وغدرت بهم بنو أمية، ومن معهم من قبائل قضاعة وتغلب في مرج راهط وقتل فيها معن والضحاك وكثير من زعماء القيسية، حتى صارت معركة مرج راهط شرارة فتنة بين قيس وقضاعة وتغلب إذ على إثرها ثار زفر بن الحارث الكلابي وقال:
أريني سلاحي لا أبالك أنني
أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا
أتاني من مروان بالغيب أنه
مقيد دمي أو قاطع من لسانا
أتذهب كلب لم تنلها رماحنا
وتبقى وقيعة راهط هي ما هي
وكذلك شن عمير بن الحباب السلمي الغارات على كلب كما كانت زعب ضمن قبيلة بني سليم في ثوراتها في الحجاز ضد بني العباس سنة 231ه. وفي القرن الخامس نزحت فروع كبيرة من بني سليم إلى البحرين ثم إلى مصر، واستقرت في المغرب العربي واشتركت مع بني هلال في محاربة دولة صنهاجة وتدمير دولتهم ومن فروع زعب الذين نزحوا ربيعة ولا تزال إلى اليوم موجودة في ليبيا ومصر وتونس وغيرها.
ومن أشهر قبائل ربيعة بن زعب اليوم المرازيق في تونس ولهم تاريخ حافل في محاربة الاستعمار، ومنهم المحاميد وفارسهم ابن غومة، وله حروب استمرت ربع قرن مع الأتراك، قال ابن سعيد الأندلسي (ت685ه) أما زعب الآن بأفريقية لهم شوكة وفرسان يزيدون على الألف،نشوة العرب 523/2.أما بقيتهم حول المدينة فلهم ذكر متصل في التاريخ، وأصبحت زعب في القرن الرابع لا تنتسب إلى سُليم، قال ماكولا (ت: 475) وهم خلق كثير بين مكة والمدينة زعبيون. الإكمال
185/4.وقد ذكر ابن الأثير وغيره في حوادث سنة (545ه) رابع محرم أن زعباً خرجت على الحاج بالغرابي بين قلة والمدينة.. الكامل 149/11.كما أن ابن الأثير وغيره ذكرهم في حوادث سنة (590ه). حيث قال: وفي جمادى الآخرة: اجتمعت زعب وغيرها من العرب، وقصدوا المدينة فخرج إليهم هاشم بن قاسم أخو أمير المدينة فقاتلهم فقتل هاشم... 212/11.كما ورد ذكر لهم في شعر شهوان الضيغمي الذي عاش في القرن السابع تقريباً كما ذكره ابن رسول (ت696ه) في طرف الأصحاب ص(121) . حيث قال شهوان الضيغمي: ... شعرا في فرسه وفي سباق حصل ، وحضره بعض قبائل العرب في نجد.
سبءقت خيل عدوان وزعب وخالد
ولام ولها هاك النهار شهود
لنا منزل ما بين الأفلاج والحساء
وما بين عروى والسليل قود
ينظر: الخيل الحديثة للأستاذ حمد الجاسر ص(242). وكانت زعب تتنقل من الحجاز إلى نجد، وأول خبر لهم في تاريخ قبائل نجد سنة (858ه) حيث ذكرهم البسام في تحفة المشتاق ص(40) قال: وفيها غزا زامل بن جبر العقيلي العامري من الأحساء، وقصدوا بوادي زعب والعوازم وهم على اللهابة فصحبهم... ثم تتابعت أخبارهم بعد ذلك في كتب تاريخ نجد. وأول خبر اطلعت عليه لهم مع ذرية قتادة أمراء مكة سنة (1012ه) حيث إن أبا طالب بن حسن بن أبي نمي حبس شيخ زعب، ثم أن جماعة الشيخ أعطوا الشريف
مائة من الخيل وألف بعير وكذا وكذا من الدراهم ثم حضروا عند الشريف فأطلق شيخهم وكساه وجماعته، ورد عليهم الخيل والإبل والدراهم. سمط النجوم العوالي للعصامي 394/4.ولهم حرب مشتهرة عند القبائل في نجد والحجاز مع شريف مكة من أجل جارهم ذكرها صاحب الموسوعة وغيره. وأخبرني الأستاذ فهد بن سالم الزعبي أنه يوجد في مكتبة استنابول -قسم الوثائق النادرة - أخبار عن خروج والي مكة لتأديب زعب من عام(805790)وهذا يوافق سنتين من ولاية علي بن عجلان وولاية حسن بن عجلان وهي تنقل عندهم بالرواية الشفوية وفيها قصيدة عامية لبنت ابن غافل. قال الأستاذ حمد الجاسر: زعب قبيلة صريحة النسب تُنمى إلى زعب بن مالك بن خفاف بن امرى القيس بن بهثة بن سليم بن منصور كانت بلادهم مع قومهم بني سليم حول المدينة وجنوبها وفي سفوح حرتهم ولقد كان لزعب دور كبير في تاريخ نجد قبل القرن العاشر. جمهرة الأسر المتحضرة في نجد 309/1.كما أن خيل زعب لها شهرة في نجد حتى قال الأمير عبيد بن علي بن رشيد في فرسه:
متخيره من خيل زعب وعدوان
أُبّيّ ما هو من تراث العفوني
وعدوان إخوة زعب يجتمعون معهم في قيس. ولعلهم ورثوا هذه الخيل من خيل بني سليم المشهورة، فكانت سُليم أهل خيل حتى قال دغفل النسابة عنهم: (سليم فوارس مضر ومناع أعراضها) تاريخ ابن عساكر 300/17.قال الحمداني: إن بني سليم أكثر قبائل قيس عيلان، وفيهم الأبطال الأنجاد وعندهم الخيل الجياد. صبح الأعشى 346/1.أما قوله: (إذ إن قبول زعب في الحجاز لتحدي حاكم مكة نابع من أنهم في مكانة وشرف ونسب تعادل حاكم مكة. وهذا تحليل غير صحيح لا يليق بمثل الأستاذ الطيب تدوينه، فواقع العرب وحروبهم الطويلة ضد الضيم والمذلة لا تحصى . ولولا الإطالة لذكرت حروب بني سُليم خاصة ضد الدول سواء في الجاهلية أو الإسلام وسبق ذكر بعضها. ويلزم صاحب الموسوعة على هذا التحليل إدخال جميع قبائل الحجاز في نسب آل البيت؛ لأنهم حاربوا أشراف مكة مثل: هذيل وثقيف وسُليم وحرب والبقوم وغيرهم. ومات شيخ فخذ حبش من سليم : سعيد بن جفين في سجن الشريف حسين وكذلك حسين بن مبيريك شيخ قبائل زبيد، وعبدالهادي ابن ثعلي من شيوخ الروقة ، وغيرهم كثير؛ لأنهم لم يرضوا بظلمه ، وكانت سلطة الأشراف على القبائل ضعيفة جداً والأمن خارج حدود الحرم مفقود . والحاصل إن تاريخ زعب متواصل منذ فجر الإسلام وهي أسرة صغيرة حتى هذا العصر وقلّ أن نجد قبيلة مثل ذلك. ولا صلة لها بنسب آل البيت ، وما ذكره صاحب الموسوعة اجتهاد منه ومن بعض أصحاب الموضة لا صحة له ، ولا مكان له في البحث العلمي الصحيح. وتتفرع زعب بن مالك بن خفاف اليوم في المملكة إلى فرعين:
الفرع الأول: المتاريك، ومنهم شيخ زعب كافة ابن سحوب. ومن حاضرتهم الفواز في اليمامة بالخرج. ومنهم ابن غافل واسمه كديد بن شداد بن غافل بن متروك ومن ذريته أولاد أبو عطرا العطور، وقد دخلوا مع بني عمرو من حرب وفروعهم عديدة وفيهم فرسان لهم شهرة.
الفرع الثاني: الغوانم: ولهم حاضرة في قرى اليمامة وسدير. منهم الثمارى في المجمعة والبواتل في حريملاء وغيرهم كثير. ومن الثمارا الأستاذ محمد بن أحمد الثميري رحمه الله -
أما زعب الذين في الشام ، فمنهم قسم ينتسب إلى عبد القادر الجيلاني. أما القسم الذين ينتسبون إلى زعب سليم بالمملكة فالذي يظهر أن نزوحهم كان قديماً قبل حرب زعب مع شريف مكة وقبل نزوح قبائل عنزة وشمر إلى العراق والشام . والله أعلم.
هذا ما تيسير تدوينه ولم استطرد عن أخبار زعب، كتبته بناءً على طلب بعض الأخوة الفضلاء من زعب بعد الإصرار منهم وبعد الطبعة الثانية لموسوعة القبائل العربية، علما أنه يوجد في قبيلة من هو أعلم مني. والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شكرا على الموضوع الكريم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
دحض الأرب في التعدي على نسب آل الزعبي الجيلاني إلى أشراف العرب
نعم ، لا صلة لقبيلة "زِغـْب" القيسية بالشيخ عبد القادر الجيلاني
طالعنا الدكتور عمر بن شريف السلمي- وهو أستاذٌ حديث العهد في الفقه وليس في الأنساب - في عدد جريدة الرياض رقم ( ١٤٤٢٤) المنشور يوم ١٢ ذي الحجة ١٤٢٨هـ الموافق ٢١ ديسمبر ٢٠٠٧م (ص١٨ تاريخ وحضارة ) بمقالته المعنونة بـ ( لا صلة لقبيلة زعب القيسية بالشيخ عبد القادر الجيلاني ) ، وقد قرأت هذه المقالة وخرجت بملاحظات لا بد من التنويه والإشارة إليها للكشف عن الحقيقة وإظهار الحق بعون الله.
المحور الأول:
تفنيد المصادر والمراجع التي اعتمد عليها د. عمر السلمي في مقالته:
لقد استشهد كاتبنا بهشام بن محمد بن السائب الكلبي صاحب كتاب جمهرة النسب ص 399.
يقول ابن حجر العسقلاني في مؤلفه تقريب التهذيب – إصدار دار الرشيد سوريا ج 1 , ص 479- عن أبي هشام محمد بن السائب أبي النضر الكوفي النسابة المفسر: إنه متهم بالكذب ورمي بالرفض. أما ابنه هشام الذي استأنس الكاتب عمر السلمي به فيقول عنه ابن حجر في مؤلفه لسان الميزان الجزء (6) ص (196) ناقلاً عن ابن عساكر: إن هشاماً هذا رافضيّ وليس بثقة .
وصفوة القول: إن محمداً بن السائب الكلبي وابنه هشاماً هما واضعان متهمان بالرفض والتشيع وتلفيق الروايات التاريخية.
.
أما القول في شأن جمال الدين أحمد بن علي الشيعي المعروف بابن عنبة المتوفى 828 هجرية, في مدينة كرمان في إيران ، وقد جعل الكاتب كلامه كتاباً منزلاً والعياذ بالله فيما خصّ التطاول على نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني ، فهو شبيهٌ لما قاله نبيل الكرخي الصفوي الذي يقدس كتابات ابن عنبة ويعتبرها مرجعاً للطعن بأنساب آل البيت من السنة ، وللعلم فقط لم يثبت النسابون نسب أحد أجداد ابن عنبة الصّفوي المدعو عبد الله بن محمد الداوودي ، على نحو ما جاء في كتاب الأصيلي في أنساب الطالبين للمؤرخ النسابة صفي الدين محمد بن الطقطقي المتوفى سنة 709 هجرية- وابن الطقطقي نسابة جليل ونقيب وابن نقيب الحائر (كربلاء).
وأما كتاب عمدة الطالب في أنساب أبي طالب لابن عنبة الذي يعتمد عليه كاتب المقال وكل المشككين في النسب الشريف من غلاة الشيعة وغيرهم, فقد عني بتصحيحه محمد صادق آل بحر العلوم في الطبعة الأولى التي ظهرت في النجف أما الطبعة الثانية من الكتاب فعـُني بتصحيحها محمد حسن الطالقاني في النجف أيضاً، فبالتالي أي مصدر موثوق هذا الذي يعتمد عليه الدكتور عمر السلمي؟؟!!
أما القول بشأن أبي علي هارون بن زكريا, فهذا الكاتب لم يستشهد به الكاتب عمر السلمي مباشرة وإنما زجّ باسمه فقط في مقالته للتعمية على القارئ وإشعاره أنه يعتمد على رواة ثقات، ولكنه في حقيقة الأمر يعتمد على الباحث المعاصر حمد الجاسر مواليد 1910 ميلادي 1327 هجرية، والحديث طبعاً عن الشيخ عبد القادرالجيلاني يعود بنا إلى عام ولادته 471هجرية. .
الرشاطي عبد الله بن علي اللخمي الذي عاش هناك بعيداً في الأندلس وهومولودٌ عام 466 هجري، وليس كما ذكر الكاتب عمر السلمي في مقالته المغلوطة أنه توفي عام 245 هجري !!.، فالرشاطي عاش في الأندلس وكان بعيداً كل البعد عن المشرق العربي وعن الجزيرة العربية فكيف له أن يتحرى أنساب قبائلها ، بالتالي ليس من الممكن اعتماد كتاباته كمصدر ومرجع موثوق.
ولا بد من التنويه إلى أن كاتب المقال يدعي النقل عن الرشاطي من مؤلفه "اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار"، دون أن يذكر أبداً في أي صفحة من المؤلف ورد ذكر قبيلة زعب ؟!! مما يؤكد أن الأمرفقط لذرّ الرماد في العيون وكأن الأمر سينطلي على قرّاء المقال.؟؟
وكذلك ذكر كتاباً آخر للرشاطي بعنوان" الإعلام بما في كتاب المختلف والمؤتلف للدار قطني من الأوهام", ما علاقة هذا الكتاب بقضية نسب قبيلة زعب ؟؟!! هل هو الأسلوب ذاته لخلط الأوراق واستصغار العقول ؟؟
وقد خطـّأ كاتبنا الباحثَ محمد سليمان الطيب قائلا :ً
" ومن الأخطاء الفادحة التي وقع فيها الباحث محمد بن سليمان الطيب ، ودوّن ذلك في موسوعة القبائل العربية، نسبته بني خالد القبيلة العامرية إلى ذرية خالد بن الوليد دون برهانٍ قاطع علماً أن نسابة قريش الزبيري بين انقطاع ذرية خالد بن الوليد ".
هذا القول غير دقيق ولم يجزم به أحدٌ حتى الآن وهو موضع خلاف ، وإن كان لدى الكاتب البرهان القاطع على ذلك فعليه أن يورده ، لا أن يستخدم هذا الحديث مطية للولوج من خلالها إلى الموضوع الأساس الذي طرحه دون وجود رابطٍ منطقي بين الأمرين اللهمّ إلا تكذيب الباحث الطيب فيما ذهب إليه وإظهاره أمام الناس أنه غير حجة ولا يعتدّ برأيه.
وأما بخصوص ما جاء على لسان القلقشندي من قبل الكاتب عمر السلمي حول نسب زغب من بني سليم, فلنفترض جدلاً أن القلقشندي قد أخطأ في تسمية بهثة وذكرها بهته ، فما هو الباب الذي جعله الكاتب أولى حتى يجعله مخطئاً أيضاً في تسمية زغب من بني سليم بدلاً من زعب؟ أيّ علميةٍ في طرح كاتبٍ يفترض أنه يحمل لقب الدكتوراه ، هل هي الأماني ؟!!.
لقد حاول الكاتب أن يوهم القراء أنه يصدر فيما ذهب إليه عن مراجع أصلية كالإشبيلي عبد الحق الأزدي وأبي علي هارون بن زكريا، بينما هو في حقيقة الأمر يأخذ كل ما قاله عن الكاتب حمد الجاسر المعاصر . !!
ولم يثبت الكاتب على الإطلاق المصادر والمراجع التي اتكأ عليها بصورة ٍ علمية توحي للقارئ أن الكاتب يسوقه إلى حقيقة الأمر ، فأين الإحالات الواضحة والصريحة إلى أرقام المجلدات والصفحات وحتى الناشر الموثوق الذي استند إليه الكاتب فيما ذهب إليه .
وقد كرر الاستناد على الكاتب حمد الجاسر المعاصر عند ذكره إسماعيل بن إبراهيم الكناني موهماً القارىء مرة أخرى أنه يعتمد على مصادر قديمة ومراجع عريقة !!
وحتى عندما استشهد بابن الأثير في مؤلفه الكامل لم يذكر اسم الكتاب كاملاً وهو (الكامل في التاريخ)، ولم يحدّد في أي جزء ولا في أي صفحة ورد ذكر نسب قبيلة زعب ، ومما يدلّ على استشهاده الخاطئ به أن ابن الأثيرنفسه يذكر في الجزء الثالث من كتابه الكامل في التاريخ بني زغب بالغين وليس بالعين تحت عنوان ذكر دخول العرب إلى إفريقيا, حيث يقول " وكانت عرب زغب قد ملكت مدينة طرابلس ..."
إنه لمن الملفت للنظر أن الدكتورعمر السلمي يذكر العديد من أسماء المؤلفين ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني وابن الأثير وغيرهم
لكن دون تحديد اسم الموسوعة أو المعجم أو حتى المجلة ولا يذكر لا الفصل ولا الصفحة، مع أن هذا أمر طبيعي بالنسبة للأبحاث التي تدعي العلمية والموضوعية ، فكيف لبحث أن يكون علمياً وهو يعتمد بالأساس على مؤلفين معاصرين معظمهم من الرافضة والمتشيعين ، إذْ من المعروف للقاصي والداني نواياهم في رفض أهل السنة من آل البيت خاصة .
ومن المؤسف حقاً أن ينساق كاتبنا د عمر السلمي الذي يحمل لقب الدكتوراه بالفقه الإسلامي وراء مؤلفين مغرضين من أجل إثبات تهمة حاول المنشقون على هذه الأمة إلصاقها بالشيخ عبد القادر الجيلاني منذ زمن بعيد دون جدوى ولله الحمد.
ظاهرة تكذيب المؤرخين الثقات عمالقة علم الاجتماع والأنساب
طبعاً لست مضطراً لتكذيب علماء الأنساب وجعلهم واهمين فيما ذهبوا إليه من حجج عند تدوين الأنساب ، وذلك أنني مهما ادعيت العلم فلن أبلغ مبلغ أحدهم لأنهم هم أهل الزمان الذين عاشوه بأنفسهم وما رأوه هم بأعينهم لا نستطيع أن نراه نحن بأمانينا ، فهم كبار العلماء من مؤرخين ونسابين وعلماء حديث وكلهم ثقاتٌ لا يستطيع أحدٌ الطعن بمصداقيتهم إلا بالحجة البالغة التي تنسف كل ما نقلوه وليس فقط في مجال الأنساب ، فأنا معهم فيما قالوا حتى لا يقول لي أحدهم ما قاله المتنبي :
وليس بأول ذي همة *** دعته لما ليس بالنائل
يشمّر للج عن ساقه *** ويغمره الموج في الساحل
فمن يحاول أن يضع نفسه في الميزان مع هؤلاء الأعلام العمالقة الذين نقلوا لنا علوم الدين والحديث وسير الأعلام محاولاً أن يناقش ما نصوا عليه صراحة إنما يحاول أن ينطح صخرة لإضعافها:
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها *** فلمْ يضرْها وأوهى قرنه الوعلُ
ثم إن تكذيب علماء الأنساب المشاهير أمثال " ابن حزم ، والقلقشندي ، وابن خلدون ، وابن سعد ، والسمعاني ، والدار قطني " بحجج واهية لا تمتّ إلى البحث العلمي ولا إلى العقل والمنطق بصلة يمكن أن يجعل جميع ما نقله هؤلاء النسابون والمؤرخون في مهب الريح ، وبالتالي لا يستطيع المرء أن يتعامل مع موضوع النسب العربي والتاريخ الإسلامي والعربي بالجملة دون تشكيكٍ في صحته ، لأن هؤلاء العلماء الذين نقلوا لنا هذا التراث صار مطعوناً بمصداقيتهم بسبب وهمهم كما يرى الكاتب ، وطبعاً عندما يدخل العلماء المحدثون في فرضية التشكيك بصحة ما نقله العلماء الأوائل ينتفي السبب الذي من أجله بحثنا فيه عن الأنساب لأن النسابين القدماء واهمون بنظر بعض الكتاب المحدثين.
المحور الثاني:
الباب الأول:
حول فكرة رفض انتساب الشيخ عبد القادر الجيلاني منذ القرن التاسع التي تحدث عنها الكاتب ، هل يستطيع الكاتب أن يفصّل لنا من رفض هذه الفكرة وعلام استند في رفضها ، وأي مقارنة هذه التي يحاول الكاتب أن يعقدها بين رجلٍ صالحٍ مشهودٍ له بالصلاح وبين الزنادقة والمرتدين والمبتدعة ، أي مقارنة يحاول أن يعقدها بين صاحب الزنج وقداح اليهودي وبين الشيخ الحنبلي عبد القادر.
أقول : إن الشيخ عبد القادر تتلمذ على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وقد نقل عنه من بعده إمامٌ حنبليّ آخر هو شيخ الإسلام ابن تيمية ، الذي نقل عن كتاب " غنية الطالبين " فامتدح ما استحسنه وأشار إلى الأشياء التي لم ترقه ، إلا أن شيخ الإسلام لم يشرْ أبداً إلى أصلٍ فارسي للرجل ، هذا مع العلم أن شيخ الإسلام كان من أوائل العلماء الذين كتبوا وفصلوا واستفاضوا في الحديث عن الملل والنحل ، وكان من أوائل العلماء الذين حاربوا أهل البدعة والضلالة الذين تحدّث عنهم الكاتب ، فهل عجز عن محاربة البدعة التي جاء بها أحد أئمة الحنابلة المتقدمين وأولاده من بعده.
أين المنهج العلمي الذي سلكه الكاتب عندما نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني إلى الفرس ونزع عنه عروبته ونسبته إلى آل البيت الأطهار؟؟
وهلا أحضر لنا الكاتب مصدراً فارسيا ًمعتمداً ومثبتاً ومصادقاً عليه يثبت صحة ادعائه الواهي حول نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني إلى الفرس ؟؟!!، أو أبرز لنا مخطوطة أو وثيقة فارسية تنسبه إلى جدّ فارسي , لكن هيهات أن يحدث ذلك !!، بل ذهب الكاتب إلى أن الانتساب إلى ذرية علي بن أبي طالب أصبح موضة ، وبما أنه كذلك فلا صلة للشيخ عبد القادر الجيلاني بهذا النسل الكريم ، أو ربما لا وجود لذرية علي بن أبي طالب على وجه الخليقة؟!!!
لقد جعل كاتبنا الشيخ عبد القادر الجيلاني فارسياً دون أن يبرز الوثائق والمخطوطات التي استند عليها في ذلك ، وذهب إلى أن مجرد ولادته في جيلان بلاد ما وراء طبرستان تثبت أنه فارسي ، ولعله نسي أو تناسى أن الفتوحات العربية و الإسلامية وصلت إلى الصين شرقاً( ما وراء طبرستان بآلاف الكيلومترات ) وإلى الأندلس غرباً ، وأن أعقاب الفاتح الشهير عبد الرحمن الداخل القرشي- وليس السلمي -(صقر قريش ) حكموا الأندلس خمسمائة عام ، فهل يتخذ كاتبنا ذلك مبرراً لجعلهم إسبانيين ؟ أعتقد أن الأمر لو توافق مع العصبية القبلية التي يتغنى بها كاتب المقال لفعله .
وأين يذهب الكاتب بهؤلاء العلماء العرب الذين ولدوا في بلاد ما وراء طبرستان التي يتحدّث عنها ، وإلى من ينسبهم يا ترى؟، ثم إن ابن تيمية شيخ الإسلام مولودٌ في حران ( سفوح الأناضول ) وهذه المنطقة كانت حتى زمنٍ قريبٍ خاضعةً للنفوذ التركي ، فهل من الممكن أن يأتينا أحد الكتاب في الزمن القريب مثلاً فيقول : إن ابن تيمية أصله تركي لمجرد ولادته هناك ، أعتقد أن ذلك سيكون أحد العجائب في عصرنا هذا!!
بل كيف يجعل الرجل فارسياً بناء على لقبٍ عـُرف به الإمام أبو صالح موسى (جنكي دوست) أو أطلقه عليه بعض الناس من الأعاجم تقديراً لعلمه وهو ليس اسماً كما يدّعى كاتبنا ؟؟!! ، وهل يبرر ذلك نزع صفة العروبة عنه رحمه الله.
فلو فرضنا أن الإمام أحمد بن حنبل مثلاً الذي تتلمذ شيخنا على مذهبه ، اضطر أثناء تخفيه بين الناس في بغداد إلى استخدام لقبٍ فارسيّ ، فهل يبرر ذلك نزع صفة العروبة عنه أيضاً ، كلّ ذلك عائدٌ إلى تقدير الكاتب ومنهجه العلمي الرصين.
لو كان - كما ذكر كاتبنا عمر السلمي في مقالته العصماء- الشيخ عبد القادر الجيلاني فارسياً, فلماذا إذن قام الشاه إسماعيل الفارسي الصفوي مؤسس الدولة الفارسية الصفوية عند احتلال بغداد عام 1508 ميلادي بنبش قبر أبي حنيفة النعمان وقبر الشيخ عبد القادر الجيلاني معاً ونكّل برفاتهما؟؟؟!!!!. ..
فما لكم كيف تحكمون ، أم لكم الحجة البالغة فامنحونا إيّاها حتى نسير معكم فيما ذهبتم إليه ، ولا نقول إلا : حسبنا الله ونعم الوكيل وهو الرحمن المستعان على ما تصفون .
وباستطاعة الكاتب بدل أن يطلب تدوين اسم الشيخ في نقابات الأشراف في العراق والحجاز ، أن يسأل الأشراف هناك عن صحة نسب الشيخ ، وكذلك بإمكانه الذهاب إلى الأستانة والتحري بنفسه من خلال الوثائق النادرة والمخطوطات التي يتحدث عنها ، لا أن ينسب ذرية الشيخ عبد القادر الجيلاني إلى فارس في الوقت الذي كانت فيه هذه الذرية صاحبة حظوةٍ كبيرة لدى السلطنة العثمانية وكانت تصدر صكوك التكليف بنقابة الأشراف في بلاد الشام لهم من قبل الدولة العثمانية ، وربما يعلم كاتبنا أنه كان هناك صراعُ نفوذ بين العثمانيين والصفويين ، وأنه لا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يكلف السلاطين العثمانيون آل الزعبي بنقابة الأشراف في طرابلس مثلاً مع علمهم المسبـّق بنسبهم الفارسي والعياذ بالله.
إذا كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ
وفيما يلي أورد بعض المصادر التي تؤكد النسب الشريف للشيخ الباز الأشهب عبد القادر الجيلاني رحمه الله:
1- علامة العصر ابن حجر العسقلاني (ت 852 هجرية) في " غبطة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر".
2- سبط ابن الجوزي يوسف بن قز أوغلي( ت654 هجرية) في "مرآة الزمان في تاريخ الأعيان"
3- نور الدين بن أبي الحسن علي بن يوسف اللخمي ( ت 713 هجرية) في" بهجة الأسرار ومعدن الأنوار في مناقب السادات الأخيار من المشايخ الأبرار"
4- الإمام شمس الدين السخاوي (ت 902 هجرية) في "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع".
5- الإمام قطب الدين موسى (ت 726 هجرية) في "الشرف الباهر".
6- إمام العصر ابن طولون (ت 953 هجرية) في "مفاكهة الخلان في حوادث الزمان".
7- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت764 هجرية) في "الوافي بالوفيات"
8-عبد الله بن أسعد اليافعي (ت768 هجرية) في "أسنى المفاخر في مناقب الشيخ عبد القادر "
9- زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين أحمد البغدادي الشهير بابن رجب (ت 795 هجرية) في "الذيل على طبقات الحنابلة"
10- عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الشافعي ابن الملقن (ت 804 هجرية) في " طبقاته ".
11- مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزأبادي (ت 817 هجرية) في "روضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر ".
12- نور الدين الجامي (ت898 هجرية) في "نفحات الأنس".
13- عمر بن مظفر ابن الوردي الشافعي في " تتمة المختصر في أخبار البشر".
14- كمال الدين بن عبد الرازق الشيباني ابن الفوطي (ت 723 هجرية) في" تلخيص معجم الألقاب ".
15- محمد بن شاكر الكتبي (ت764 هجرية) في " فوات الوفيات "
16- محمد بن يحيى التادفي الحنبلي (ت963 هجرية) في "قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر".
17- محمد الغزي مفتي الشافعية في دمشق في "الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة".
18- القاضي رضي الدين بن محمد الحنبلي في " در الحبب في تاريخ أعيان حلب ".
19-العلامة الملا علي بن السلطان محمد القاري (ت 1014 هجرية" في "نزهة الخاطر الفاتر في ترجمة الشيخ عبد القادر ".
20- عبد الحق الدهلولي (ت 1051 هجرية) في "زبدة الأسرار في مناقب غوث الأبرار".
21-أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر بن علي المغربي الفاسي المالكي (ت1096 هجرية) في "جوهرة العقول في ذكر آل الرسول".
22-عبد الملك العصامي (ت 1111 هجرية) في " سمط النجوم العوالي ".
23- محمد المسناوي الدلائي (ت1136 هجرية) في "نتيجة التوثيق في أهل النسب الوثيق".
24-محمد المكي ابن الخانقاه ابن السيد الحمصي في "تاريخ حمص".
25- أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الأندلسي الغرناطي (من علماء القرن الثاني عشر ) في"مختصر البيان في نسب آل عدنان".
26- محمد بن أحمد الفاسي (ت 1179 هجرية) في"المورد الهني بأخبار مولاي عبد السلام بن الطيب القادري الحسني".
27- محمد التهامي ابن أحمد بن رحمون العلمي في" شذور الذهب في خير من نسب ".
28- علامة الدنيا اللغوي النسابة الفقيه محمد مرتضى الزبيدي في تعليقاته على بحر الأنساب.
29-العلامة الشريف خليل المرادي الحسيني نقيب أشراف دمشق في "سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر"
30- سليمان الحوات (ت 1231 هجرية) في" السر الظاهر فيمن أحرز بفاس الشرف الباهر من أعقاب الشيخ عبد القادر "
31- محمد الطالب ابن حمدون بن الحاج (ت 1274 هجرية) في "الإشراف على من بفاس من مشاهير الأشراف".
32- العلامة عبد الرزاق البيطار في "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر".
33- العلامة سيد مؤمن الشبلنجي (من أهل القرن الثالث عشر) في "نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار".
34- العلامة الشريف شهاب الدين محمود الآلوسي (ت1270 هجرية) في "الطراز المذهب " و"غرائب الاغتراب".
35- الشريف أبو الهدى الصيادي نقيب حلب في "الروض البسام".
36- الشريف محمد أديب تقي الدين الحصني نقيب دمشق في "منتخبات التواريخ".
37- محمد حسن خان القنوجي (ت 1307 هجرية) في " التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول".
38- العلامة محمد راغب الطباخ مسند حلب ومؤرخها في "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء".
39- العلامة الشريف محمد الراوي في "تاريخ الأسر العلمية في بغداد".
40- عبد الواحد بن محمد الفاسي (ت 1313 هجرية) في "إغاثة اللهفان وسلوة الهم والأحزان بالقادريين عظام الشان".
41- محمد المكي بن عزوز التونسي (ت 1334 هجرية) في "السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني".
42- الشيخ إبراهيم السامرائي في "الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس الله سره".
43-الشريف أحمد الشيباني الإدريسي في "مصابيح البشرية في أبناء خير البرية"
44- الدكتور محمد درنيقة في "الشيخ عبد القادر الجيلاني وأعلام القادرية".
45-الشريف الدكتور كمال الحوت في "جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية".
46- الحافظ شمس الدين الذهبي في تاريخه الكبير "الجامع للأعيان"
47- نور الدين الشطنوبي في بهجته.
48- محمد بن منصور بن مساعد في "جداول أمراء مكة وحكامها ".
وهذا غيض من فيض..
لذلك نترك عملية البحث العلمي للدكتور عمر السلمي لتقصي فصول وصفحات هذه المؤلفات ، علـّه يأتينا بتكذيبٍ صريحٍ لهذه المصادر والمراجع .
الباب الثاني:
أورد صاحب المقال أن قبائل كثيرة في بلاد الشام والعراق تدّعي الانتساب إلى آل البيت وهم في الحقيقة برأيه من العجم ، فلو كان هذا الكلام دقيقاً لوجدنا على أقل تقدير أن نصف سكان هذين الإقليمين ينتسبون بشكلٍ أو بآخر إلى فارس ، وإذا ما أضفنا إلى هؤلاء ثمانية ملايين كردي موجودين تقريباً في هذين الإقليمين ، هذا فضلاً عن الأعراق الأخرى الموجودة من الترك والروم والأرمن والشركس ، فأين يكون العرب إذن من هذه التركيبة ، أعتقد أن هذين الإقليمين سيصبحان أعجميين بحكم الديموغرافيا .
أما حديث الكاتب عن بيع المشجرات والوثائق الذي يكثر في بلاد الشام والعراق ، فهذا كلام مردود على صاحبه ، ولا يعقل أن يعمم الكاتب ظاهرة معينة على منطقة جغرافية مترامية الأطراف في بحث يدّعي فيه أنه علمي دون ذكر مصدر معلوماته بالوثائق الواضحة والبينة الثاقبة، وهوية أولائك الباعة على حد تعبيره .
وللعلم فقط أقول لك : إن الشيخ فارس الأحمد الفارس الزعبي الذي بحوزته المشجرة الأصلية لآل الزعبي ( مصدقة من الدولة العثمانية العلية ) موجودٌ الآن في قرية دير البخت من أعمال حوران ( محافظة درعا )، وجدّه الشيخ فارس الزعبي هذا من أكبر رجالات حوران ومن أشرافها الأجلاّء.
الباب الثالث :
وآل الزعبي في بلاد الشام من طرابلس إلى حمص إلى سهل حوران إلى مرج ابن عامر كلهم يعرفون أنهم منسوبون إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عن طريق الشيخ عبد القادر الجيلاني قدّس سره، وقد توفي الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد سنة (٥٦١هـ) وله حفيدٌ مدفونٌ على باب دمشق القديمة الجنوبي (حي الصحابة) ومعروفٌ بلقب البرغلي الزعبي القادري (٥٧١هـ ـ ٦٧٠هـ) ، وباستطاعة الكاتب أن يذهب بنفسه إلى دمشق ويرى هذا المقام وما دُوّن عليه ، ويرى أن حياً كاملاً في دمشق مسمىً باسم هذا الجد ( حي الشاغور ـ زقاق البرغل الزعبي)، كما أن مقام الشيخ عماد الدين علي الزعبي المولود عام 950 هجري موجودٌ في بلدة المسيفرة في محافظة درعا .
فكيف تسنـّى لك أن تقول : إنهم يدّعون نسبتهم إلى قيس ، وهل وقفت عليهم وشاهدت ما يقولون أم أنّ ذلك فقط إمعانٌ في إيهام القارئ بصحة ما ذهبت إليه .
على أنني أعتقد أن ظاهرة التفوق العددي الواضح كانت تشغل الكاتب كثيراً عندما كتب مقالته العصماء هذه ، فهو لم يستطع على الإطلاق أن يرجح حجة خمسة وعشرين ألفاً (على أكثر تقدير )موجودين في الخليج على ستمائة ألفٍ موزعين بين العراق وبلاد الشام على الأقل ، لأن وجود مثل هذا العدد الهائل سينسف ادعاءه انتسابهم إلى فارس وهم أحفاد الشيخ عبد القادر الجيلاني ، فكيف إذا كان القياس على أبنائه السبعة والعشرين ، وطبعاً أنا لا أتحدّث عنهم وأنا لست منهم أو متطفلاً عليهم.
وكاتبنا يتحدث عن علاقة الأشراف بلبنان بطريقة تجعلنا نشك أن لبنان هذه موجودة في أمريكا اللاتينية وليس على مرمى حجرٍ من الجزيرة ، أقول له : إن السبب الذي جعل ضريح خالد بن الوليد في حمص هو نفس السبب الذي يمكن أن يجعل الأشراف في لبنان على مسافة ثلاثين كيلو متراً من ضريحه.
ولي وقفةٌ عند قول الكاتب : " والحاصل أن تاريخ زعب ( والحقيقة زِغْب ) متواصلٌ منذ فجر الإسلام وهي أسرةٌ صغيرةٌ حتى هذا العصر"،
فكيف يكون تاريخها متواصلاً منذ فجر الإسلام وتبقى حتى الآن أسرة صغيرةً ، بل كيف يرجعها إلى زعب
( الحقيقة زغب ) بن مالك أحد فرسان الجاهلية الشهيرين ( مئة سنة قبل الإسلام كما يقول ) أي معاصر لكليب بن وائل تقريباً وتكون عائلة صغيرة ، فيما نجد أن عقب كليب بن وائل يتعدّى الملايين حالياً ، فما هو سبب المفارقة في عقب كلٍ من الرجلين ...، قبيلةٌ عريقة ولكنها بنفس الوقت صغيرة.
ولكن لا بأس فأنا أدعو آل الزعبي الموجودين في المملكة العربية السعودية خاصة وفي الخليج عموماً إلى ما دعاهم إليه نسابتهم الدكتور عمر السلمي ، وهو أن يذهبوا إلى الأستانة ( اسطنبول) لقراءة المخطوطات والوثائق النادرة الموجودة هناك ، وهي تؤكد لهم بما لا يدع مجالاً للشك نسبتهم الحقيقية إلى من؟ ونسبة آل الزغبي من بني سليم إلى من؟
الباب الرابع :
وقد استوقفني قول الكاتب : " وكان معنٌ رأس قيسٍ في الشام امتنع عن مبايعة مروان بن الحكم مع الضحاك بن قيس وغدرت بهم بنو أمية ، ومن معهم من قبائل قضاعة وتغلب في مرج راهط وقتل فيها معنٌ والضحاك وكثيرٌ من زعماء القيسية ، حتى صارت معركة مرج راهط شرارة فتنةٍ بين قيسٍ وقضاعة وتغلب".
فعبارة " غدرت بهم بنو أمية " هذه التي يقولها الكاتب بعد ألف وأربعمائة عام تقريباً على الحرب ماذا تعني الآن ؟ هل هي العصبية القبلية التي تتحدث ، وهل أقام الكاتب الحجة عليها عندما ذكرها ، إنها تدلّ دلالة واضحةً على حساسية من نوعٍ آخر تجاه حكام بني أمية القرشيين ، وفيها أيضاً نوعٌ من التركيز على قريش ، وكذلك الحديث فيما قبل ذلك عن أبي بكر الصديق عندما ظفر بالمرتد الفجاءة بن بحيرة وأحرقه على حد قول الكاتب ، هل هو التمثيل الذي أراد الكاتب أن يظهره.
فإذا كان لدى الكاتب حقدٌ معينٌ على الأمويين لأنهم حاربوا القيسيين في مرج راهط فهذا لا يخوله أبداً أن يرمي الناس في عروبتهم ، ويدعي لنفسه هذه العروبة في الوقت الذي يجعل فيه أغلب عائلات بلاد الشام والعراق تدعي الانتساب إلى آل البيت لمجرد الموضة كما يقول ، وذلك أن العلم في بلاد الشام والعراق علمٌ متصلٌ باستثناء كارثة مكتبة بغداد ، وهذان الإقليمان منهما خرجت الفتوحات الإسلامية ، ومنهما أيضاً الدولتان الأموية والعباسية اللتان حكمتا العالم فترة طويلة من الزمن ، وربما لا يعرف الكاتب ذلك فبذلك يكون معذوراً فيما ذهب إليه من خلال منهجه العلمي الدقيق الذي شاهدنا من خلاله اطلاعه الواسع على التاريخ والجغرافيا الذي جعله يقول : إن قبيلتي عنزة وشمـّر هاجرتا إلى العراق وبلاد الشام بعد الإسلام ، فكأنه يريد أن يقول: إن عمرو بن كلثوم التغلبي قال معلقته الشهيرة عندما كان مقيماً في المحيط المتجمد الشمالي .
وقد ذكر الكاتب لفظة الأساطير في مقالته مرتين ، ونحن نعلم أن زمن الأساطير هذا قد ولى منذ فجر الإسلام الأول وبعثة الرسول الكريم ، حيث جاء القرآن الكريم وفصل في أغلب هذه الأساطير ، ثم بعد الإسلام كتب المسلمون وصنفوا ووثقوا في علوم دينهم وفي سيرهم وأنسابهم وسائر العلوم الأخرى ، وصار هذا العلم محفوظاً في المؤلفات والمصنفات الكثيرة التي ألفوها ولم يعد هناك مجالٌ أبداً للحديث عن الأساطير.
المحور الثالث:
يقول النسابون والمؤرخون الثقات العظام : نعم ، لا صلة لقبيلة "زِغـْب" القيسية بالشيخ عبد القادر الجيلاني.
فحسب ما ورد في كتب الأنساب الصحيحة والموثقة وما ذكر في كتب الأنساب القديمة التي نصت على رواية هذه الأنساب بشكلٍ مفصل لا مجال للخلط بين القبيلتين .
فقبيلة زِغـْب القيسية بالغين المعجمة لا بالعين المهملة ( النسابون القدماء ينصّون عليها بهذه الطريقة ) هي بطنٌ شهيرٌ من بني سليم منذ أيام الجاهلية ، وهم بنو زِغـْب بالغين المعجمة بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
ومنهم يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرو بن زِغـْب بن مالك الزغبي السلمي وهو أبو معن بن يزيد السلمي ، روى هو وابنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كانت ديارهم بين الحرمين ، ثم انتقلوا إلى المغرب ، وسكنوا إفريقية ، جوار إخوانهم بني ذباب بن مالك ، وكانوا ينزلون بين قابس وبرقة ، ثم صاروا بجوار بني هيّب
فهذا النسب هو نسب بني زِغـْبِ بالغين المعجمة ومفردهم الزغبي حسب ما هو ثابتٌ في كتب الأنساب القديمة ، وهذه القبيلة لا تزال موجودة بهذه التسمية في مصر وليبيا وشمال إفريقية عموماً وبلاد الشام بصورة أقل ، وقد نصّ عددٌ كبيرٌ من العلماء والنسابين والمؤرخين على ذلك في كتبهم وتواريخهم وطبقاتهم ، ومن هؤلاء العلماء الذين نصوا على ( زِغـْب ) بالغين المعجمة على سبيل المثال لا الحصر::
طبقات ابن سعد (٥٣:٢-٢٧٤:٤) ، طبقات خليفة (٥٠،١٣٠) ، معجم الصحابة (٢٣٢:٣) ، المؤتلف والمختلف (١١٥٥:٣)، معرفة الصحابة (٢٧٨٢:٥) ، جمهرة أنساب العرب (٢٦١) ، التعريف في الأنساب (١٥٧:٣) ، أخبار الدول المنقطعة (١٢٤:٧٠)،المقتضب (١٦٨) ، مسالك الابصار(١١٥) ، تاريخ ابن خلدون (٧٢:٦) ، نهاية الأرب للقلقشندي (٢٧٢)، البيان والإعراب (٦٨) ، الإصابة (٢٠٦:١) ، تهذيب التهذيب (٢٩٢:٨) ، سبائك الذهب (١٣٦) ، قلائد الذهب (٣٤) ، بنو سليم ( ٧٢) ، معجم أسماء الأسر والأشخاص (٣٨٦) ، العرب والعروبة (٣٦٢،٣٥٣:٣) ، معجم قبائل العرب (٤٧٤:٢) ، قبائل العرب في مصر (٥٨)، تاريخ ليبيا (٢٤٩،١٩٣،١٨٩،١٧٩) ، تذهيب الأوراق (١٤٥) ، معجم قبائل الحجاز (١٨٢:٢ طبعة ١٩٧٩م - ١٩٥ طبعة ١٩٨٣م) ، جامع أنساب قبائل العرب ( ٨٠) ، نشوة الطرب (٥٢٣،٥١٩/2)
وأما قبيلة زِعـْب - بكسر الزاي وسكون العين المهملة وفي آخرها الباء الموحدة ومفردهم : الزعبي - فهي قبيلة من قريش من عدنان من سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
وهم ينتسبون إلى جدهم الأعلى الشريف علي نور الدين الزعبي وهو أول من لقب بالزعبي ومنه اشتق الاسم ولا توجد قبيلةٌ تشتبه معها في الاسم لا قديماً ولا حديثاً ، وسلسلة علي نور الدين الزعبي هي : الشريف علي نور الدين الزعبي بن عبد العزيز ابن شيخ الإسلام وإمام الحنابلة الشيخ عبد القادر الجيلاني- الحسني أباً والحسيني أمّاً والحنبلي مذهباً - بن موسى بن عبد الله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داود الأمير أمير مكة ابن موسى الثاني بن عبد الله الثاني أبي الكرام ويقال له الشيخ الصالح الرضا بن موسى الجون بن عبد الله المحض ويقال له الكامل إمام المدينة المنورة بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وابن فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الذرية تعرف بـ (زعب، الزعبية،آل الزعبي، الزعوب،الزعبيين، الزعبيون ) وفقاً للهجات المحلية للأماكن التي يقطنونها.
ونسبهم هذا ثابتٌ ومحققٌ في نقابات الأشراف وفي مشجرات الأشراف سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ومدوّنٌ في المخطوطات والوثائق وفي عددٍ من المصادر والمراجع العلمية الموثقة ، وإنما لقب جدهم الأعلى بالزعبي لأنه كان ممتلئاً علماً ومعرفة وكان شيخاً عالماً تقياً ورعاً ديناً صالحاً ، والزعبي في اللغة من : زعب الماءُ إذا امتلأ وتدافع
وقبيلة زعب هم أكثر عقب الشيخ عبد القادرالجيلاني عدداً.
ومن المصادر والمراجع الخاصة عن قبيلة زعب على سبيل المثال لا الحصر
مشجرات الطالب في نسب آل أبي طالب ( مخطوطة ) ورقة ١٣ ، للسيد الشريف بهجة الدين محمد سليم مصطفى الهادي الكيلاني ، شجرة نسب القادرية والكيلانية عن النسخة المحفوظة والمنقولة عن النسخة الموجودة في استانبول عاصمة الدولة العثمانية ، جامع كرامات الأولياء (٣٠٧،٣٠٦:١- ٢٠٤،٢٠٠:٢) ، تاريخ علماء دمشق في القرن ١٤ هـ (٨٢٢:٢) ، معجم أسماء الأسر والأشخاص ( ٣٨٣) ، معجم قبائل العرب ( ٢٧٣،٤٧٢:٢) ، الدرر البهية في نسب المطلبية(٢٢) ، القبائل العربية وسلائلها (٢١٧،٢١٦) ، جامع أنساب قبائل العرب (٧٠،٦٩) ، معجم بلدان فلسطين ( ٨٤١،٧٦٣) ،من القائل (٢٤٨:٤) ، نفحة البشام ( ٧٤) ، جريدة القبس ، ( ع ٥٩٥٤ في ١٩٨٨/١٢/٨) ، مجلة الأشراف ( ع ١٢ ص ٤٤) ، جريدة النسب ( ع ٢٣٢ ص ٩) ، الرسالة ( مجلة عربية ٦٥،٦٤) ، مجلة الأضواء ( ٢٥ وما بعدها ) ، شجرة النسب المؤرخة في سنة ١٠٠٠هـ ، بحوزة أبناء القبيلة ( بقرية جفين ) ، شجرة النسب الأصلية التي بحوزة الشيخ فارس الأحمد الفارس الزعبي ( قرية دير البخت / درعا ) ، شجرة النسب المؤرخة في سنة ١٣٢١هـ ، شجرة النسب المؤرخة سنة ١٣٣٩هـ ، شجرة النسب المؤرخة في سنة ١٣٧٢هـ ، شجرة النسب المؤرخة سنة ٢٠٠٠م ، موسوعة القبائل العربية ( ٦١٦:٢ طبعة ١٤٢١هـ ٢٠٠١م) ، إمام الحنابلة وتاج الأولياء ( ١٥٤ وما بعدها ) ، من بعض أنساب العرب أعالي الفرات ( ١٦٤:١) ، من بعض أنساب العرب أعالي الرافدين (٣: ١٨٣-١٨٤) ، تاريخ شرقي الأردن وقبائله لفردريك بك ما بين ( ص ٣٠٨،٣٠٧ وكذلك صفحتي ٣٢١،٣٢٠) ، وغيرها الكثير من المصادر والمراجع .
لذلك لا مجال أبداً للخلط بين القبيلتين ، فزغب بالغين المعجمة - ومفردهم الزغبي - منسوبةٌ إلى بني سليم القبيلة السلمية ، وهي قبيلة حجازية انتقل معظمها إلى شمال إفريقيا ، أما زعب بالعين المعجمة - ومفردهم الزعبي - فهي قبيلة من سلالة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من قريش العدنانية .
وأما إن كان الكاتب عمر السلمي يريد فقط الهروب من معنىً محليٍّ للفظة ( زِغْب ) فعليه أن يحاول الهروب من هذه اللفظة دون الإساءة إلى أنساب الآخرين وتجريد العرب من عروبتهم بهذه الفظاظة والرعونة، ويستطيع الكاتب عمر السلمي وغيره أن ينسب نفسه لمن يشاء لكن لا يحق له حتى يثبت فرضيته المغلوطة أن يمس نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني الشريف فهو ليس ماكيافيلي و"الغاية لا تبرر الوسيلة".
والسؤال المطروح : ما السر الذي يقف وراء محاولة بعض الكتاب طمس أنساب قبيلة قريش ، ما السبب الذي يدفع كاتبنا إلى الجزم بانقطاع ذرية خالد بن الوليد القرشي ؟
ما السبب الذي يجعله ينص على أن نسبة الشيخ عبد القادر إلى الإمام الحسن موضوعة ؟وهل هناك محاولةٌ لطمس هذا النسب الشريف ؟
إن الله سبحانه وتعالى شاء أن يجعل النبوة في محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي ولم يشأ أن يجعلها في غيره ، هذه مشيئته جل وعلا وقد تعالى الله أن يجادله أحدٌ في هذه المشيئة ، وكذلك شاء سبحانه أن تكون دولتا الخلافة الأموية والعباسية لقريشٍ ، وأن يكون عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش ) منحدراً من الأمويين من قريش ، وليس لهم فضلٌ في ذلك بل الفضل لله الذي كرمهم بهذه المنجزات ، ومن أبطأ به نسبه أن يكون من آل البيت ربما رفعه علمه درجاتٍ تفوق منزلة آل البيت.
إنني أكاد أعتقد جازماً بعد التمحيص في المقال ، أن الكاتب يستغرب وجود نسل آل البيت الذي بارك الله فيه ، بل يكاد يجعله من أساطير الأولين التي سبق الحديث عن أن القرآن فصلها تفصيلاً كاملاً ولم تعد موجودة إلا في ذهن الناس قبل الإسلام ، فالمسلمون ألفوا ووثقوا وصنفوا في جميع العلوم ومنها القرآن والحديث والأنساب والتراجم والعلوم الأخرى الكثيرة ، وقد وضعوا لنا الأسس العلمية للبحث ليكون عملنا مكملاً لما بدؤوه مبنياً عليه لا طعناً في كتابتهم.
نعتقد أن المصادر والمراجع التاريخية التي أوردناها فيها القدر الكافي لتدمغ بطون الكتب وتكحل عيون المشككين وتقطع الشك باليقين، وبالتالي أقول لمن أحب التنظير في علم الأنساب أن يتبحّـر فيه قبل الخوض فيما لا يعيه ولا يعود عليه إلا بنقمة الناس الذين قصر علمه عن إنصافهم .
والله موفقنا جميعاً لما فيه خير البريّة جمعاء وهو الهادي إلى سواء السبيل وهو الأعلم بمن ضل عن سبيله.
السيد/ أبو محمد نضال صبحي علي الشيخ حسن أحمد الزعبي الجيلاني
المصدر
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
الشيخ الإمام عبدالقادر الجيلاني أو الكيلاني رضي الله عنه
هو فارسي النسب من قبيل شتبر الفارسية
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
الشيخ الإمام عبدالقادر الجيلاني أو الكيلاني رضي الله عنه
هو فارسي النسب من قبيلة شتبر الفارسية
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
غاية الأماني في نسب عبد القادر الكيلاني الفارسي
رحمه الله
الحمد لله على الإنعام والشكر له على الإلهام والصلاة والسلام على رسول الله خير الأنام واله وصحبه السادة الأعلام وبعد :
يدعي كثير من الكتاب في مجال علم الانساب أن عبد القادر الكيلاني من الأشراف وهذا لبعدهم عن أصول ودراسة الأنساب فهم ( حطاب ليل ) يذكرون الرطب واليابس دون تمييز او غربلة وترجيح .
والرد عليهم كما يلي :
نسب عبد القادر الكيلاني الفارسي رحمه الله
وهو الشيخ عبد القادر بن موسى جنكي دوست بن عبد الله بن يحيى الزاهد بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن الزكي .
قلت : هذا نسب مركب وملامح الفارسيه ظاهرة في نسبه فهو إبن ( موسى جونكي دوست ) .
قال العمري في ( مشجراته ) (57) : نسبوا هذا الشيخ محي الدين عبد القادر الكيلاني الى عبد الله بن محمد بن الرومية يقال لولده بنو الرومية كما يقال محمد المذكور ، ولم يدَّع الشيخ عبد القادر هذا النسب ولا احد من أولاده وإنما ابتدأ بها ولده القاضي أبو صالح نصر بن ابي بكر بن عبد القادر ولم يقم عليها البينة ولا عرفها له أحد على ان عبد الله بن محمد بن علي رجل حجازي لم يخرج من الحجاز وهذ الاسم أعني جنكي دوست أعجمي صريح كما تراه فلا طريق في إثبات هذا النسب الا البينة العادلة وقد اعجزت القاضي ابا صالح واقترن بها عدم موافقة جده الشيخ عبد القادر وأولاده له والله سبحانه وتعالى أعلم .
قال تاج إبن زهرة في كتابه (غاية الاختصار في اخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار) (43) : والى بني الجون يدّعي النسب بيت الشيخ عبد القادر الكيلاني المدفون بباب الازج ببغداد رحمه الله ، يدّعون النسب الى محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون. أظهر أولاد الشيخ العجائب ورووا عنه من الاخبار ما لا يصح نقله ولا يجوز اعتقاده ، وقام بعضهم بعد إنقراض الخلافة العباسية وإمكان إدعاء كل شيء يدّعي النسب للحسن وفشت دعواهمواهل النسب لا يقولون بها ويصرّحون بكونهم ادعياء. والشيخ عبد القادر رحمه الله كان رجلاً جليلاً صالحاً لم يدّع هذه النسبة وادعاها احفاده وهو من بطون بشتبر بن فارس ، والله العالم .
عقيدة عبد القادر الكيلاني
قلت : عبد القادر الجيلاني على عقيدة أهل السنه والجماعه وهو من علماء الحنابلة .
ولكن بعض الناس من الجهال والصوفية عكفوا على قبرة ودعوه من دون الله وهو لا يرضى على ذلك بل عبد القادر الكيلاني من اهل السنة الذين حاربوا الشرك والقبور .
( الخلاصة )
عبد القادر الكيلاني فارسي الأصل وهو من بطون بشتبر .
المراجع
1ـ مشجرات العمري .
2ـ غاية الاختصار في اخبار البيوتات العلوية المحفوظه من الغبار . ابن زهرة
3_ شهادة كبار النسابين والمؤرخين الأشراف حيث قالوا : (الشيخ عبدالقادر الكيلاني "الجيلاني" فارسي النسب وليس له طريق إلى بني هاشم, فكيف يكون من بني هاشم وهو فارسي النسب!! "