عنوان الموضوع : تحفة الأفاضل في ترجمة سيدي نائل للعلامة عبد الرحمن الديسي على أن يضدر قريبا بتحقيق نخبة من أساتذة الجامعة
مقدم من طرف منتديات العندليب
مقدمة في فضل علم التاريخ
قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي :
الحمد لله الذي جعل فضيلة شرف النسب موهبة ،وخصوصية من غير عمل و اكتساب ،والصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله الأخيار وصحابته الأبرار ،ما تعاقب الليل و النهار أما بعد :
فيقول الراجي عفو مولاه في الدارين بلطفه الخفي ،هذه رسالة مختصرة وعاجلة محررة ينبغي أن تسمى ( تحفة الأفاضل في ترجمة سيدي نائل ) ،وهي تشتمل على مقدمة و اثني عشر فصل وخاتمة .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
المقدمة :
لا يخفى أن علم التاريخ علم جليل وموضوعه شريف نبيل وكفاه شرفا وفخرا ما قصّه الله تعالى في كتابه العزيز من قصص الأنبياء و المرسلين و أخبار الأمم الماضية ،قال تعالى : { وكُلاً نَقُّصُ عَلَيكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُسُلِ ما نُثَّبِتُ بِهِ فُؤَادَكَ } (هود :120) وورد فيفضله ما يحثّ كل طالب على طلبه ،ويحرّض كل راغب على مطالعة كتبه ،من ذلك ما قصّه الله تعالى على نبيّه صلى الله عليه وسلم في القرآن العظيم ،والكلام القديم من ذكر الرسل و الأنبياء والسادات النبلاء والأتقياء ،وورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم {أنزلوا الناس منازلهم } وقال صلى الله عليه وسلم { مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره } رواه الطبراني في مجمعه الكبير ،وكان صلىّ الله عليه وسلم كثيراً ما يحدّث بقصص و أخبار عمن مضى كما هو مبسوط في محلّه من كتب الحديث و السير .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
قال في كشف الظنون : ( علم التاريخ هو معرفة أحوال الطوائف وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وصنائع أشخاصهم و أنسابهم ووفياتهم إلى غير ذلك ،وموضوعه أحوال الأشخاص الماضية من الأنبياء و الأولياء و العلماء و الحكماء و الملوك و الشعراء وغيرهم ،والغرض منه الوقوف على أحوال الأمم الماضية ،وفائدته العبرة بتلك الأحوال و التنصّح بها ،وحصول علم التجريب بالوقوف على تقلُّبات الزمان ،ليحترز عن أمثال ما نقل من المضار ويجلب نظائرها من المنافع ) .
وهذا العلم كما قيل عمر ثان وما أحسن قول بعضهم :
ليس بإنسان ولا عاقل من لا يعي التاريخ في صدره .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
ولله درّ القاضي ناصح الدين الأرجاني في قوله :
إذا عرف الإنسان أخبار من مضى توهمته لو عاش من أوّل الدهر
وتحسبه مذ عاش آخر دهره إلى الحشر أن يبقى الجميل من الذكر
فقد عاش كل الدهر من كان عالما كريما حليما فاغتنم أطول العمر
وقال لسان الدين إبن الخطيب في أرجوزته ( رقم الحلل في نظر الدول ) .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
وبعد فالتاريخ و الأخبار فيه لنفس العاقل اعتبار
وفيه للمستبصر استبصار كيف أتى القوم وكيف صاروا
يجري على الحاضر حكم الغائب فيثبت الحق بسهم صائب
وحيث كان موضوع فن التاريخ معرفة أحوال الأولياء و العلماء ووفياتهم ،حسن التعرّض لذكر شيء من اخبارهم ،و إيراد شيء من آثارهم ،لما يقال إنّ عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة و أنشدوا في المعنى :
أسرد حديث الصالحين وسمهم فبذكرهم تتزل الرحمات
و أحضر مجالسهم تنل بركاتهم وقبورهم زرها إذا ماتوا
وجاء في الحديث " أنّ من احبّ قوما حشر معهم " ويروى أن من أرّخ مؤمنا كان كمن أحيا ميتاً ،وورد أيضا ( أنّ لربكم في أيام دهركم نفحات ،ألا فتعرضوا لنفحات الله ).
ومن التعرض للنفحات الربّانيةالتعلق بأهل الله ومحبتهم و الثناء عليهم .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
الفصل الأول :
في أسباب ضياع الأنساب
ومما يجب أن يعلم أولا ، أن غاية ما يعلم ما أحوال بلادنا وما قاربها من علم التاريخ أمور إجمالية يتلقّاها الخلف عن السلف ويرويها الأصاغر عن الأكابر ،بعضها بطريق الاستعاضة ،وبعضها بطريق الآحاد ،أما التقييد بالكتابة فقلّما يوجد لما كان عليه حال البلاد قبل استيلاء فرنسا على القطر الجزائري من الإضطرابات ،وتغلّب البعض على البعض بالنهب و السلب وشنّ الغارات ،ولهذا السبب ضاع الكثير من أخبار علمائها وفضلائها ورؤسائها ،فلم يحفظ إلا الشاذ النادر ،إذ من المعلوم أن العلوم و المعارف إنما يتسع نطاقها حيث وفور العمران واستتباب الراحة وتعاضد السكان ،ولا يتم ذلك على الوجه الأكمل إلا بالعدل و الأمن على النفس و المال .
قال بعض العلماء :ومن الاسباب التي تضيع بها الأنساب نسبة الشخص إلى البلاد التي يسكنها دون نسبته إلى أصله وقبيلته ،فالفرنسي إذا نسب مثلا إلى الجزائري يقال الجزائري ،فيغلب عليه ويتناسى انتسابه إلى قبيلته و أصله قال العلامة الحافظ العراقي في ألفيته في مصطلح الحديث
وضاعت الأنساب بالبلدان فنسب الأكثر للأوطان .