وأكد سلطاني، تعليقاً على تهديدات القاعدة بالانتقام لإخوانهم المسلمين في إقليم شينجيانغ بالقول "حري بالقاعدة وفق منطقها هذا أن تدافع عن المسلمين في بلدانها الإسلامية بعصمة دمائهم قبل الدفاع عن مسلمين في مناطق بعيدة"، ويعد هذا الموقف أعنف هجوم يشنه زعيم إسلامي على تنظيم القاعدة منذ إطلاق تهديداتها ضد الوجود الأجنبي في البلاد الإسلامية.
وبالنسبة للشيخ أبوجرة، هناك طرق عديدة للاحتجاج بدل التهديد الإرهابي، حيث بادرت حركة مجتمع السلم التي يرأسها بالاحتجاج الدبلوماسي لدى السفارة الصينية بالجزائر، حيث انتقل وفد عنها الأسبوع الماضي وتم تبليغ الاحتجاج للسفير الصيني بالجزائر، ضد ما يجري لمسلمي الإيغور.
احتجاج رسمي
وحسب وزير الدولة السابق أبوجرة سلطاني متحدثاً لـ"العربية نت"، فقد حذر وفد حركة "حمس" السفير الصيني من خطورة الانعكاسات السلبية لوضع مسلمي الإيغور على علاقات الصين بالعامل الإسلامي.
وسجل أبوجرة أن الوفد أبلغ السفير الصيني بالجزائر أن "مثل هذه السلوكات من شأنها إثارة مشاعر الغضب لدى المسلمين"، موضحاً أن السفارة استقبلت الوفد وردت بمراسلة رسمية تشرح رؤيتها للقضية.
وبالنسبة للسفير الصيني بالجزائر نقلاً عن الشيخ أبوجرة، فإن "ما يجري بإقليم شينجيانغ ليس حرباً ضد الإسلام ولا المسلمين وإنما هناك تدخل أجنبي في المنطقة يهدف لزعزعة الاستقرار ولهذا وجب التدخل".
تهديد بالخروج إلى الشارع
سلطاني هدد بالخروج للشارع للتنديد بقمع مسلمي شينجيانغ
وهدد الشيخ أبوجرة سلطاني زعيم إخوان الجزائر في هذا السياق، بالخروج إلى الشارع للتنديد بالقمع الذي يعاني منه مسلمو إقليم شينجيانغ (تركستان الشرقية) في حال لم تصحح السلطات الصينية الوضع هناك، وفق ما صرح به المتحدث الاثنين لـ"العربية نت"، في الوقت الذي وصفت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ما يجري في إقليم شيانجيانغ" بـ"المذبحة المروعة في حق المسلمين".
ومن جهتها، أصدرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بياناً صحافياً حصلت "العربية نت" على نسخة منه، أدانت فيه "المذابح المروعة التي يتعرض لها مسلمو الإيغور"، ودعت جمعية علماء الجزائر السلطات الصينية إلى مراعاة المصالح المشتركة للصين مع العالم الإسلامي، محذرة إياها من "انتقال عدوى الكراهية إليها كما هو حال الإدارة الأمريكية".
وأضاف البيان أن السلطات الصينية "تقوم بخروقات كبيرة لحقوق الإنسان والتمييز بين المسلمين والسكان الصينيين في مختلف مناحي الحياة، بما فيها منعهم من أداء الصلاة في المساجد والاعتداء على بيوت الله".
"القاعدة" تهدد العمالة الصينية
قرابة 50 ألف صيني يشكلون الجالية الصينية بالجزائر
ويبدو أن بكين وضعت تهديد تنظيم القاعدة لرعاياها في المغرب العربي على محمل الجد، فطلبت من رعاياها في الجزائر توخي الحذر.
وقالت سفارة الصين في الجزائر في بيان على موقعها الالكتروني "إن السفارة تدعو بشكل خاص الشركات الصينية والعاملين فيها إلى توخي المزيد من الحرص على سلامتهم وتعزيز التدابير الأمنية" وطلبت منهم الإبلاغ على الفور عن "أي وضع طارئ".
ويبلغ عدد الجالية الصينية بالجزائر قرابة 50 ألف صيني، ينشط أغلبهم في مجال البناء، حيث أوكلت لهم الحكومة مهمة إنجاز أكبر المشاريع الاستثمارية في السكن والطرقات السريعة.
ويحظى هؤلاء بحماية أمنية متواصلة، حيث خصصت جهاز الدرك بدءاً من فصل الصيف فرقاً أمنية مهمتها الأساسية مرافقة العمال الصينيين في كل تنقلاتهم.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية "كين غانغ" أمس الثلاثاء رداً على سؤال حول هذه المعلومات "سنتابع الوضع عن كثب وسنبذل جهوداً مشتركة مع الدول المعنية لاتخاذ كل التدابير اللازمة بغية ضمان امن المؤسسات والرعايا الصينيين في الخارج.
وأوقعت أعمال العنف الدامية بين الإيغور والهان في الخامس من يوليو/تموز بحسب التصريحات الرسمية للصين 184 قتيلاً 75% منهم من الهان وحوالي 1700 جريح، وتلتها اضطرابات استمرت عدة أيام.