عنوان الموضوع : ما يحدث في ليبيا أبعد من تدمير طائرات .. اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

مسؤول اوروبي: فكرة الحظر الجوي اخترعت لإقناع الدول العربية.. وما يحدث في ليبيا ابعد من تدمير طائرات

لندن ـ في بريطانيا كل الاخبار والتحليلات تركزت على انشقاق وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الذي يخضع لتحقيقات من فريق يقوده عملاء في ام اي -6 وسفير بريطانيا في ليبيا ريتشارد نورتون.
وقال ويليام هيغ وزير الخارجية البريطاني انه اشتم من حديثه بالهاتف مع كوسا انه قلق وغير مرتاح للوضع في ليبيا. وتسابقت الصحف بالتكهن حول طبيعة المعلومات التي يتوقع من موسى ان يكشف عنها، وفي الوقت الذي اشير فيه الى ان كوسا الذي خرج لتونس، بعلة العلاج من ضغط الدم والسكري وكان يخطط للذهاب الى ايطاليا لكن المخابرات البريطانية لم تكن تريد ان يضيع منها هذا الصيد الثمين، ونقل ان الوضع النفسي لكوسا مضطرب بسبب تركه عائلته وراءه في ليبيا.
واكدت الحكومة البريطانية ان التحقيق في اوله ولم تستبعد ان يسمح للشرطة البريطانية بالتحقيق معه في حادث مقتل الشرطية البريطانية وتفجير لوكربي خاصة ان عائلات من الضحايا طالبت بفتح تحقيق، اضافة الى أن الحكومة البريطانية اعلنت ان كوسا لن يمنح الحصانة مما قد يدفعه للخروج الى بلد آخر.
وعلى خلاف التسريبات والحديث عن انشقاقات اهتمت عدد من الصحف الامريكية بالوضع الميداني ومشكلة الادارة وهوية العملية الحقيقية، فقد نقل عن مسؤول اوروبي قوله ان فكرة الحظر الجوي اخترعت لاقناع الدول العربية.
وقبل الحديث عن حرب التسريبات والانشقاقات لا بد من الاشارة الى انه مع تراجع المقاتلين امام قوات القذافي وتأكيد الولايات المتحدة انها لن تسلحهم ولكنها لن تمنع الاخرين من القيام بالمهة، كشف مسؤول اوروبي عن الطبيعة الحقيقية لعملية ليبيا. ففي 'واشنطن بوست' اعترف مسؤول اوروبي ان ما يحدث في ليبيا ليس حظرا جويا' مضيفا ان الحظر الجوي 'كان امرا دبلوماسيا لاقناع الدول العربية بالدخول في اللعبة، وما يحدث في ليبيا هو ابعد من هذا'.
ويأتي هذا في وقت اتهم فيه مشرعون امريكيون الرئيس باراك اوباما بعدم قول الحقيقة حول طبيعة العملية، وقالوا ان اطلاق 200 صاروخ توم هوك تعبير عن عملية قتالية. وقال النائب الجمهوري مايك كوفمان انه لا يعرف السبب الذي دعا الادارة لقول الحقيقة وهي ان العملية تهدف إلى تغيير النظام الليبي.
من جهة اخرى حذرت قوات التحالف المقاتلين من استهداف المدنيين، ونقلت 'نيويورك تايمز' عن مسؤول بارز في الادارة قوله ان المسؤولين ارسلوا برسالة للمقاتلين ان الناتو سيجبر على حماية المدنيين، من الموالين للقذافي او المعارضين له. وقالت الصحيفة ان النقاش حول قواعد اللعبة التي يقودها الناتو الان جاء في وقت تحولت فيه الحرب في ليبيا الى فوضى لم تعد فيها خطوط المعركة واضحة مما يطرح سؤالا: من هو المدني في ليبيا؟ ويطالب الثوار بتسليحهم بمعدات ثقيلة لمقاومة قوات القذافي لكن روبرت غيتس اكد ان المسألة خارج النقاش فيما اتسمت لهجة هيلاري كلينتون التي اقنعت الرئيس اوباما بالحذر لان امريكا لا تعرف هوية المقاتلين.
ومع الحديث عن اثر رحيل كوسا على النظام اعتبرت صحف ان الفراراشارة إلى تداعي النظام فيما نقلت صحف امريكية عن مراقبين قولهم ان الاثر قد يكون قليلا. وفي هذا السياق قدمت الصحف البريطانية تقارير 'خاصة' قالت فيها ان خروج كوسا هو جزء من سلسلة من المحاولات التي تقوم بها الاستخبارات البريطانية للحديث مع اعوان النظام من اجل ترك القذافي. قالت 'اندبندنت' ان ام اي -6 تجري اتصالات مع ستة من المسؤوليين الليبيين.
فيما كشف عن وصول مبعوث ليبي، هو محمد اسماعيل فيما قيل انه يحمل رسالة الى المسؤولين البريطانيين عن رغبة النظام في البحث عن مخرج من الازمة. وقالت 'الغارديان' ان محمد اسماعيل وان لم يكن شخصية معروفة الا ان له موقعاً في النظام بصفته حلال المشاكل، وقد مثل النظام في مفاوضات لشراء اسلحة وكعضو في وفود عسكرية وسياسية، كما انه محل ثقة سيف الاسلام القذافي، نجل العقيد، حيث قالت 'الغارديان' انه جاء الى لندن يحمل رسالة من سيف الاسلام. واكد مسؤولون الاخبار التي جاءت بعد وصول كوسا.
وفي رد على الاخبار نقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله ان الرسالة التي قدمت للمبعوث انه 'على القذافي الرحيل وسيكون محل ملاحقة على الجرائم التي ارتكبت امام محكمة جرائم الحرب الدولية'.
ويعتقد ان وصول اسماعيل هي اشارة إلى النقاشات التي تدور داخل النظام الان، وانها محاولة من ابناء القذافي لتهميشه، حيث يجرد من سلطته في اتخاذ القرارات وذلك لتجنب الحرب الاهلية والفوضى، ووضع احد ابنائه ـ المعتصم، مستشار الامن القومي كي يقود حكومة وحدة وطنية تشمل المعارضة، ومع ان الصحيفة تقول انها غير قادرة على التحقق من هذه المعلومات الا انها قد لا تحظى بتأييد من المعارضة او المجتمع الدولي الذي يطالب برحيل القذافي. وتشير الصحيفة الى ان رحيل كوسا بطريقة مفاجئة تاركا وراءه عائلته يظهر عظم الوضع في البلاد.
مع تواصل التخلي عن النظام حيث اعلن عبدالسلام التريكي الرجل الذي اختاره القذافي ليمثله في الامم المتحدة عن رفضه الوظيفة فيما تقوم الحكومة البريطانية بالتحقق من تقارير قالت ان نائب السفير الليبي في لندن، طارق خالد ابراهيم، قد انشق. ومع تأكيد بريطانيا على عدم تقديم الحصانة لكوسا الا ان مصادر تعتقد ان كوسا لا علاقة له بتفجير لوكربي، مؤكدة ان لا صفقة تمت معه.
وتفاوتت المواقف من وصول كوسا الى بريطانيا بين من اعتبره 'قاتلا' وبين من دافع عنه باعتباره الرجل الذي اقنع القذافي بالتخلي عن برنامجه النووي، فيما قال الوزير السابق في حكومة العمال جاك سترو، ان كوسا كان المصدر الرئيسي للمعلومات الامنية عن ليبيا للمخابرات الامريكية والبريطانية ولأكثر من عقد عندما كان مديرا للمخابرات الليبية.
ونقل عن مصدر قوله ان لا احد يرى فيه ملاكا، حيث عمل مع القذافي وطرد من لندن عام 1980 بعد اصداره تهديدات بقتل المعارضين لنظام القذافي، ولكنه الرجل الذي يحمل معلومات مهمة حول لوكربي، ولا يبدو ان له علاقة بها من ناحية قوله 'قوموا بالتنفيذ'. ولا يخفي حديث الحكومة البريطانية عن تداعي النظام وتقدم العملية مخاوف من جانب المحافظين من طول امد العملية وانعكاسات سلبية على البلاد، خاصة ان المقاتلين لا يظهرون التقدم الذي يريده الغرب منهم.

دور هامشي

وتظهر تقارير ان كوسا منذ عامين تعرض للتهميش داخل النظام، وطرحت اسئلة حول من قام بتهميشه؟
ونقلت 'الغارديان' ما يدور من شائعات داخل العاصمة طرابلس من ان كوسا قد تعرض للتهميش من ابناء القذافي المتنافسين على خلافة والدهم، فيما تشير اشاعات الى ان كوسا اصبح شخصا غير مرغوب فيه من الحرس القديم بعد ان تشوهت صورته لفتحه صلات مع الاستخبارات الاجنبية.
ومع ان احدا لا يعرف ما حدث الا انه من دون شك ان كوسا اصبح شخصية مثارا للشك بسبب العدد الكبير من الدبلوماسيين الذين تخلوا عن النظام مما يعني انه كان من دون قوة لمنعهم. وبحسب وثيقة امريكية سربتها ويكيليكس فان كوسا كان على علاقة متوترة مع المعتصم، وهناك تقرير آخر قال ان احد ابناء القذافي لكمه على وجهه بعد مشاجرة.
ويرى محللون من المحافظين الجدد الامريكيين مثل اليوت ابرامز ان رحيل كوسا يمثل ضربة قوية للنظام، حيث بدأ المقربون من القذافي يحسون بالنهاية وانهم لا يريدون ان يكونوا مع الطرف الخاسر، لكن ريتشارد دالتون - السفير البريطاني السابق ـ دعا للحذر قائلا ان نظام القذافي غامض ولا احد يعرف التسلسل القيادي او من يقود.
ويرى ان هناك عدداً من مراكز القوى داخل الجيش والامن وكل منها مرتبط بواحد من ابناء القذافي، اضافة لقوة مسؤولي الاستخبارات التي يذكر منهم عبدالله السنوسي،القريب من القذافي، الذي اشيع انه قتل ولكن اسمه عاد للظهور كشخص مؤثر. وكانت واشنطن قد تكهنت بتفكير عبدالله السنوسي بالبحث عن مخرج اما للازمة او لنفسه. وعلى الرغم مما قيل ويقال الا ان هناك غموضا يغلف عملية خروج كوسا والاسباب التي دعته لترك ليبيا على عجل ويخلف وراءه عائلته. وفي اطار التقارير عن انشقاقات داخل نظام القذافي والتسريبات المستمرة حذت 'اندبندنت' بقية الصحف حيث كشف عن محادثات 'عاجلة' تجريها بريطانيا مع 10 مسؤولين بارزين في نظام القذافي لبحث امكانية انشقاقهم عن النظام.
وقالت انه في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الليبية يائسة تقليل اثر الانشقاقات الا انها لم تمنع الدومينو. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بريطانيين ان المحادثات جارية فيما قال دبلوماسي ليبي في الامم المتحدة ان العشرة يبدو انهم عادوا لعقولهم. وكانت محطات عربية قد تحدثت عن انشقاق مدير المخابرات الخارجية الليبية ابو زيد عمر دوردة، وسكرتير مجلس المؤتمر الشعبي العام، ونائب وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي، فيما يقال ان شكري غانم وزير النفط يفكر بالانشقاق.
وزعم المقاتلون ان دوردة قد ارسل لتصفية كوسا لكنه انضم الى مسؤولين في مدينة جربة الليبية. وتقول الصحيفة ان الحكومة البريطانية وان قللت من اهمية رسالة اسماعيل الا انها اكدت وجود قنوات اتصال مع عدد من المسؤولين في النظام، حيث تقوم هذه على الخطوط التي فتحت بعد انفتاح ليبيا على الغرب.
وكان وصول كوسا جزءاً من سلسلة من الاسماء التي تخلت عن النظام من مثل مصطفى عبدالجليل، وزير العدل، وعبدالفتاح يونس، وزير الداخلية وعبدالسلام التريكي وغيرهم.
وخصصت ' اندبندنت' افتتاحيتها للحديث عن معضلة ديفيد كاميرون،رئيس الحكومة البريطانية، الذي قبل بدخول موسى كوسا لبريطانيا. واشارت الى تاريخ الانشقاقات في الحرب الباردة حيث كان الغرب يرحب بأي منشق لكن قواعد اللعبة تغيرت الان، ولا تصلح للحروب الحديثة او التدخل الانساني وقواعد محاكم مجرمي الحرب.
وفي حالة كوسا تقول ان يديه ملوثتان بالدم بسبب تاريخه في النظام ومن العدل ان يقف امام المحكمة. وفي اشارة الى تصريحات هيغ تقول انه وان حاول استثمار العملية واثرها على النظام، الا ان عدم ضمان الحصانة لكوسا يعني ان اياً من اركان النظام المستعدين للتخلي عن القذافي سيفكر مرتين قبل ان يفرّ.
ونفس الامر يقال حول القذافي والسماح له بالخروج بحصانة للمنفى وهي فكرة طرحتها مجموعة من الدول الغربية. فصفقة من هذا النوع قد تنهي النزاع لكن بثمن يسمح للديكتاتور ان يعيش بقية حياته براحة. والمعضلة انه من خلال السماح لامثال القذافي وكوسا بالفرار من العدالة وان كان لحماية ارواح الا انه سيكون صادما لعائلات من أمرا بقتل ابنائهم.
وتعتقد ان حكم القانون يجب ان يتقدم، فقرار من مثل هذا قد يضعف القانون الدولي ويؤثر على وضع محكمة جرائم الحرب الدولية ويعرضها لاتهام بانها انتقائية مما يعني انه مجرد نمر على ورق. وتمضي للقول ان كوسا ساعد في اعادة تأهيل ليبيا دوليا ويعرف الكثير عن العقود المشبوهة التي تمت بين النظام وشركات النفط وعليه وبدون محاكمة فالاسرار ستدفن معه. وتختم بالقول ان العفو عن الجرائم الماضية لا يتناقض مع العدل كما في تجربة لندن مع الجيش الايرلندي الحر، ومن هنا فحرمان كوسا من الحصانة من العقاب قرار صائب ولكن يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار انشقاقه عن النظام، وهذا وضع صعب ومع ذلك يجب البحث عن طرق للمقاربة بين العدل والسياسة الواقعية. ومن هنا يرى تحليل في 'ديلي تلغراف' ان بريطانيا يجب ان تشكر كوسا لنزعه اسلحة ليبيا النووية. وقال كاتب التحليل وهو كون غوغلين، ان قائمة الاتهامات ضد كوسا كبيرة لكن العلاقة الغامضة التي اقامها مع المخابرات البريطانية تقدم صورة اخرى، خاصة ان تصريحات تحدثت عن اتصالات مستمرة بينه وبين وزير الخارجية هيغ.
وان اقترح الكاتب وجود مشكلة ولاء لدى المسؤول السابق لكنه يقول 'ايا كان الجانب الذي يقف عليه كوسا خلال هذه السنوات فنحن مدينون له لمساعدتنا على نزع اسلحة اكبر شرير في العالم وديكتاتور لاعقلاني'


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

في رأيي أن كوسا خرج من ليبيا تاركا وراءه عائلته لا لشيء سوى لمهمة أمره بها رئيسه و الايام ستثبت قولي لأن من المستحيل لرجل في عمره أن يتخلى عن عائلته لينفذ بجلده .أيضا لأنه شديد الولاء للقذافي وهذا أكيد.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :