عنوان الموضوع : وباما واستراتيجية صياغة المنطقة من جديد خبر جزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب
اوباما واستراتيجية صياغة المنطقة من جديد
سامي محمد الأسطل
\24q-6.htm
هذه المرحلة التي يمر بها الوطن العربي الكبير تذكرنا بتجربة الغرب تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مع التحولات الدراماتيكية في أوروبا الشرقية خلال العقود الثلاثة الفائتة، وكيفية توجيه تلك التجارب نحو الديمقراطية والرأسمالية لتصب في نهاية المطاف ضمن المصالح الأمريكية تحت مبدأ الشراكة، وقد لمسنا السلاسة في نتائج هذا التوجه بعيدا عن الحروب الباردة والنارية.
تعوّد القطب الأمريكي الأوحد صاحب القرار الأول في العالم منذ فترة طويلة تقسيم الأدوار، بناء النظم العالمية ورسم خرائط الطرق، فقد شملنا النظام العالمي، ثم النظام العالمي الجديد بعد حرب الخليج الثانية على يدي بوش الأب، ثم ما يعرف بالمجتمع الدولي بعد الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2016 إبان فترة جورج بوش الابن.
بعد مرور عشرة أعوام على أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر وما أعقبها من حروب مدمرة في أفغانستان، العراق، الحرب على الإرهاب المفتوحة جغرافيا، عسكريا، امنيا وسياسيا، ثم كلل ذلك بعملية استهداف رأس هرم 'القاعدة' الشيخ أسامة بن لادن 2/5/2016، وما تلا ذلك من رضا الأمريكيين لهذه النتائج الإعلامية وقد عبّر الشارع الأمريكي عن ذلك بوضوح وعدّ ذلك ذروة النصر والانتقام.
في المقابل يتفق صناع القرار الأمريكي منذ وقت مبكر على خطورة خوض الحروب وآثارها المدمرة في كل الاتجاهات، الاقتصاد، النفوذ والأحلاف: فالحرب على أفغانستان مثلا: تكلف الخزينة الأمريكية مئة مليار دولار سنويا، ويستحضرون انهيار الاتحاد السوفييتي المفاجئ بعد الدخول في المستنقع الأفغاني، ومن ثم تفكك الكتلة الشرقية، وسقوط حلف وارسو، وما تلا ذلك من انتهاء نظام قطبي العالم وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بالقرار العالمي.
هذه الوضعية القتالية استدعت من صناع السياسة الأمريكية تصنيف الأعداء من بين الأعداء، للخروج من دوامة الصراع والصراع المضاد إلى مصالحة مع العالم الإسلامي، وقد تَنَبّه اوباما لذلك منذ عامين، منطلقا من القاهرة وجاكرتا اكبر العواصم الإسلامية؛ من أجل اخذ فترة من الهدوء الدولي، لاسيما ان بؤر الصراع التي تستحوذ على عناوين الأخبار هي من قلب العالم الإسلامي وناتجة غالبا عن السياسات الأمريكية الخاطئة.
لا تحب الإدارة الأمريكية أن تسمع مصطلح أن هذه الثورات انتفاضة على النظام الأمريكي في المنطقة ورفض لكل ما يمت إليه بصلة، لاسيما أنها الراعي لتلك الأنظمة في المنطقة وفق النظام العالمي بذريعة حفظ الأمن والاستقرار بغض النظر عن الأثمان الباهظة التي تكبدتها الأجيال طوال تلك الفترة البائدة.
أدرك الساسة والخبراء الأمريكيون أن هذه الثورات كلمة شعب كبير وليست هبات عابرة تبدو عفوية هنا أو هناك، وان المطالب التي ينادي بها هذا الشعب في حالة من التوالد لن تنتهي بزوال الحاكم؛ إنها نداء الذات المنتهكة وسط عالم متسارع سبقنا في كل شيء حتى في الثورات.
أمام هذه المعطيات رسمت الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجيتها الجديدة لصياغة المنطقة من جديد، التي تتمثل في سياسة الاحتواء والشراكة، فمن يقدر على احتواء هذه التحولات الكبرى في المنطقة يستطيع استثمارها وتكييفها وفق منظومته، لكن أين يتجه هذا الوطن المفتت، بثرواته المادية والبشرية، منافذه، مواقعه الإستراتيجية، مصادره، أهدافه وطموحه؟ ما مصير قضاياه المركزية الملحة الاقتصادية، السياسية والاجتماعية؟ ستة شهور على الثورات، والتحولات المصيرية قادمة لا محالة وستتعدى آثارها حدود المنطقة، من هنا ووفق السياسة التي رسمها اوباما لابد من استراتيجية ناعمة تضمن حماية النفوذ والمصالح الأمريكية في كل الاتجاهات، وقد وضع اوباما في خطابه ما يحدد هذه السياسة.
كان اوباما واضحا في خطابه الهادف إلى إثبات مصداقيته لكل العالم عبر قيادة التغيير الديمقراطي في المنطقة؛ لكن ما هو حاصل الحسابات السياسية التي تجريها إدارته؟ هل الانتخابات الأخيرة في لبنان كنموذج ديمقراطي مقياس لهذا التغير، لاسيما وان حزب الله يمثل جبهة الممانعة والمقاومة؟ كما ان الانتخابات الفلسطينية القادمة ستعبر بطريقة أوضح لمسار ومآلات هذا التغير.
من جهة أخرى هناك دلالة للممارسة السياسية لنموذجي حزب الله وحماس في المنطقة العربية كنموذج سني وشيعي عربي، لما يمكن أن تؤول إليه المنطقة على أسوأ الأحوال وفق الرؤية الأمريكية، وزاد في الاطمئنان الإدراك الفعلي والعملي من هذين النموذجين للمنظومة الأمريكية القائمة واستيعاب ذلك مع التكيف وفق برنامجيهما.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :