عنوان الموضوع : الثورة الجزائرية هي الإمتداد الطبيعي لكل الثورات العربية اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

لا يمكن أن يكشف وجه الثورة الجزائرية إلا من رأى إنسانا جزائريا..و لا يمكن أن يعرف طبيعة الثورة إلا من تكلم أو دخل حوارا مع جزائري أو جزائرية..إن كل محاولة لفهم الثورة الجزائرية من بعيد تبقى محاولة نظرية أو ذهنية كبعض أشكال الرسم التجريدي أو بعض أشكال الحب العذري...و أنا لم أخرج من مرحلة الحب العذري الجزائري إلا في نسيان الماضي حين وطأت قدماي للمرة الآولى أرض الجزائر.
صحيح أن الجزائر كانت قصيدة مرسومة بأكواريوم في مخيلتنا..و كانت ثورتها لؤلؤة تتوهج في قلب كل مثقف عربي و بين أصابعه..و لكن كل ما كتبناه عن (ليلى الجزائرية) كان على عذوبته و برائته و صدقه شبيها بما كتبه جميل بثينة في لحظة من لحظات العشق الكبير.
و مع احترامي للعشاق العذريين و لدموعهم و صباباتهم و أشواقهم أحسست بعد أن رأيت الجزائر أنها أكبر من جميع عشاقها و أعظم من جميع ما كتب عنها..
و من أروع ما شاهدته في الجزائر أن كل جزائري تقابله يشعرك بأنه هو الثورة..فهي موجودة في نبرات صوته و بريق عينه و حركات يده و كبريائه و عنفوانه و طبيعته المتفجرة و طقسه الذي لا يعرف الإعتدال.
في كل مكان دخلت إليه في الجزائر وجدت الثورة تنتظرني..في رئاسة الجمهورية..في الادارات العامة..في مبنى التلفزيون و الإذاعة..في الريف..في بيوت الفلاحين النموذجية..في مستوصفات الطب المجاني..في جامعة قسنطينة المدهشة..
و لن أنسى أبدا ليلة أمسيتي الشعرية الآولى في قاعة (كابري) في الجزائر العاصمة حيث و صلت الساعة السادسة لأجد القاعة تكاد أن تنفجر بمن فيها و أن الأوكسجين قد استهلك تماما..و كان من المستحيل علي أن أصل الى المنبر..و الإخوة الجزائريون أخذوا حتى الكرسي الذي كان مخصصا لجلوسي..و طبعا لم أتمكن من الدخول و تقرر تأجيل الأمسية الشعرية حتى يتم اختيار مكان أوسع يكفي لجلوس آلاف الجزائريين جاؤوا لسماعي.
و عندما رجعت الى فندقي سألت نفسي و نهر من دموع الفرح يتدفق عني.
إن زيارتي للجزائر وضعت نهاية للكذبة الكبرى التي تقول..أن اللغة العربية مواطنة في الدرجة الثانية و أن الشاعر العربي فيها غريب الوجه و الفم و اللسان..من قال هذا الكلام؟.
إن الجزائر التي دخلتها كانت وجها عربيا تضيء فيه مآذن دمشق و بغداد و مكة و تعبق منه مروءات قريش.

عربيا لا يحتاج المرء الى منظار مكبر ليكشف أن الثورة الجزائرية هي الإمتداد الطبيعي لكل الثورات العربية الأخرى..أو أن هذه الثورات هي امتدادها.
و الثورة الجزائرية حين تعبر عن انتمائها العربي لا تعبر عن ذلك بشكل استعراضي أو برومانسية مر عليها الزمن و إنما تضع ثقلها المادي و الدولي و الاقتصادي و الحربي في كل معارك العرب.
و في كل الحروب العربية - الإسرائيلية..كانت الجزائر معنا تجهيزا و تمويلا.
و في كل مؤتمرات القمة العربية كانت الجزائر مع استمرار الثورة المسلحة و ضد أنصاف الحلول و أنصاف الخيارات و أنصاف المواقف.
و هكذا نرى أن الثورة الجزائرية بعد عشرات السنين من النضال لا تزال في داخل الثورة و لا يزال كل جزائري مستنفرا و واقفا على خط النار و حامل بارودته على كتفه تماما كما كان في نوفمبر 1954.
فتحية للوطن الجزائري العظيم..و تحية للثورة التي لا تأخذ إجازة.
( الشاعر السوري الراحل نزار قباني ) با ختصار.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :