عنوان الموضوع : الثورة الموءودة الحلقة السادسة خبر جزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب

Ahmed Boukou Akrouh

الثورة الموءودة
الحلقة السادسة

لقد تبين لي فيما بعد من خلال شخص كان ضابط احتياط يؤدي واجب الخدمة الوطنية . بأن هذه المجموعة من الدبابات كانت تابعة للفرقة 23 للمشاة الميكانيكية للفيلق 42 و الذي كان في هذه الفترة معسكرا بولاية الجلفة , و أن هذه الفرقة هي التي قتلت ثلاث شبان بمستودع الدقيق التابع لشركة سامباك بمدينة الجلفة.

لقد أنتفض سكان الجلفة على غرار الكثير من المدن الجزائرية في وجه النظام , و ف
ي بادئ الأمر دخلوا في صراعات كالعادة مع رجال الشرطة لما كانوا يكنوه لهذه الفئة من حقد نتيجة التجاوزات اليومية التي يتعرضون لها منها , و قام المتظاهرون بمهاجمة بعض مقار الشرطة , و لم يكن الشباب متحمسين لمواجهة الجيش الذي كانوا يكنون له كل مشاعر الاحترام , وحين تدخل الجيش كان المتظاهرون يرددون أغنية الراي المعروفة في ذلك الوقت ( قلبي بغا الزرقا و الخضرا علاش جات ) و هذا يعني أن صراعهم مع الشرطة , فلا داعي لإقحام الجيش فيه .
وصلت أخبار إلى الفرقة 23 هذه بأن مجموعة من الشباب هاجمت مخزن الدقيق لشركة سامباك , و أعطيت لهم أوامر صارمة من طرف قائد الفيلق الرائد كمال عبد الرحمن بإطلاق النار , فتوجهوا إلى هناك حيث وجدوا بعض الشباب قد استولوا على أكياس من السميد , فقاموا بإطلاق النار بالذخيرة الحية بغرض القتل على هؤلاء الشباب , فسقط في عين المكان ثلاث شبان مدرجين بدمائهم , و قد أحتضن كل واحد منهم كيس دقيق خضبه بدمه , و كان من بينهم مراهق في الخامس عشرة من عمره . قتلوا ببرودة دم و لأسباب تافهة.
بعد هذه المجزرة جاءت أوامر لهذه الفرقة بالتوجه ليلا إلى الجزائر العاصمة, و مع حلول الصباح كانوا بكل عتادهم على مشارفها, و هناك التقوا بفرقة المظليين التي جاءت من بسكرة.
يوجد بالفرقة 23 جندي بسيط من منطقة القبائل لذلك كان الكل يناديه بالقبايلي . كان سذجا لحد البلاهة. لكنه كان دقيقا جدا في رميه ببندقية السيمينوف , و بسبب هذه المهارة الفائقة اختير من طرف قيادته لتمثيل الفرقة في مسابقات الرمي التي ينظمها الجيش.
في إحدى المرات أقيمت مسابقة ببسكرة فتنقل لقبايلي للمشاركة فيها , و في هذه الرحلة تعرف إليه الملازم الأول لفرقة المظليين الذي أعجب كثيرا بمهارة الجندي في التسديد و إصابة الأهداف بدقة متناهية.
عندما سمع هذا الملازم الأول بوجود الفرقة 23 توجه إليها , و طلب من قائدها الاستفادة من خدمات القبايلي , و من هنا بدأت رحلة القنص . كان الضابط يحدد الهدف و الصياد يطلق بدقة متناهية, و أول ضحاياهما كانت امرأة صوب إليها بندقيته و هي تطل من شرفة بيتها فأصابها مباشرة في جبهتها فسقطت ميتة لتوها. و استمرت رحلة القنص, و كانت الجثث تتناثر مع كل طلقة, و من فرط ما قتل هذا الجندي أصيب بالجنون حيث أعدوا له ملفا طبيا و سرحوه من الخدمة الوطنية.
الفرقة 23 للمشاة الميكانيكية في إحدى مواجهاتها مع المحتجين . حدث و أن هاجمها سيل جارف من الشباب, ففر أغلب أفرادها على الأقدام تاركين عتادهم من خلفهم لكن قائد الفيلق الرائد كمال عبد الرحمن أطل من سيارته المكشوفة لحث جنوده على العودة و عدم ترك عتادهم , فرماه الشباب بعبوة مولوتوف أحدثت له حروقا بليغة في مناطق مختلفة من جسده...هذا الرائد أصبح لواء فيما بعد و تقلد عدة مناصب مهمة في الجيش الوطني الشعبي.

الحلقة السابعة ستنشر غدا إن شاء الله
.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :