عنوان الموضوع : هل يعاد السيناريو الجزائري في مصر؟ خبر
مقدم من طرف منتديات العندليب

هل يعاد السيناريو الجزائري في مصر؟.. الثورة بين فكي الجيش والإسلاميّين
عبد الله مشاعلي

2016-12-22

صدام من جديد ولكن أكثر حدّة ودمويّة، وقتلى جدد، ومشاهد أكثر فظاعة من مشاهد أيام الثورة على مبارك، وتراشق بالحجارة وتراشق بالتّهم وإحراق للمجمّع العلميّ ومحاولات لإحراق كلّ شيء، ووقوف حائر أمام ما يجري في مصر، هل هي انتكـــاسة للثّورة أم نهاية لها والتفاف عليها؟، إنّ الخوف هو أن يتكرّر السيناريو الجزائري في مصر وعندها سيسكت قلب الأمّة إلى الأبد. لكن من المستفيد من إجهاض الثّورة؟
إسرائيل هي المستفيد الأوّل من قبر الثّورة خاصّة مع صعود الإسلاميّين بإخوانهم وسلفيّيهم وكلّهم كره لإسرائيل ولمعاهدة السّـــــلام ورغبة في إلغائها ثمّ مساعدة حماس داخل قطاع غزّة وهي الجار الأقرب إليهم ترابيا وايديولوجيا، هذه المعطيات تقضّ مضجع بني صهيون وتجعلهم لا يسعون إلى إجهاض الثّورة فقط بل ومحاولة تقسيم مصر إلى دويلات متـــصارعة عـــلى غرار الــــــــنّموذج السودانيّ.إن سيناريو التّقسيم لا يبدو مستحيلا إذا لعب الجماعة خاصّة على التّنوّع الدينيّ في البلاد ولم ينتبه المصريّون إلى الخطر الدّاهم وظلّ بعضهم ينفخون في نار الفتنة الطــــّائفيّة المشتعلة أصلا. كما أنّ الغرب بصــــورة عامّة لا يريد دولة إســــــلاميّة في مصرخاصّة بسبب ثقلها الدّيموغرافيّ والاستراتيجيّ لأنّ ذلك يجعل الشّرق الأوسط ويجعل المصالح الغربيّة والأمريكيّة بين كمّاشة ثلاث دول يصعب تطويعها لخدمة السّياسة الغربيّة والاسرائيليّة أو الرّضا بالسّائد وهي تركيا وإيران ومصر.
هذا ما جعل الأمور في مصر ما إن تهدأ حتّى تشتعل من جديد في مشهد سريالي لا نعرف فيه الثّائر من المخرّب، ولا نعرف فيه النّقيّ من المـــدنّس ولا نعرف فيه نوايا الجيش ولا نوايا القوى السّياسيّة، هل يسعى الجيش إلى الانقلاب على الثّورة عبر جرّ البلاد إلى العنف اللامتناهي وبالتاّلي يقدّم نفسه للحكم في مصر في صورة المنقذ للبلاد والعباد تماما كما حدث في الجزائر لأنّ بعض الأفراد الذين قبض عليهم وتمّ عرض صورهم في التّلفزات لا يمتّون للثّورة بصلة، فهم مجموعة من الأطفال دون سنّ الرّشد لايفقهون شيئا مما يفـــعلون أو مجموعة من المجرمين وخرّيجي السّجون كما أنّ الجيش مازال يـتّهم أطرافا خفيّة دون أن يسمّيها وهذا يعزّز الشـــّكوك حــــول ما يجري ومن يقف وراءه. أمّا الطّرف الآخر المستفيد من سقوط الثّورة فهو بقايا نظام مبارك والمتمعّشــين من الفساد والخـــائفين من المحاسبة وهؤلاء ينتشرون في كلّ مفاصل الدّولة المصريّة وخاصّة في قطاع الإعلام لأنّنا لاحظنا عدم المسؤوليّة خاصّة في تغطية أحداث ماسبيرو التي وصلت أحيانا حدّ تحريض المصريين بعضهم على بعض. وبقايا النّظام قادرون على اســـــــتئجار المخرّبين واستغلال أموالهم القذرة في زعزعة الاســـــتقرار وهذا الأمر حدث في تونس أيضا في فترة ما وتمّ التّصدي له بقوّة من طرف كل القوى التونسيّة الحيّة. لكنّ طرفا آخر يمكن أن يكون مستفيدا من جرّ مصر إلى الفوضى وتقديم الجيش بديلا للحكم وهي أساسا القوى الــــيساريّة المتطرّفة والليبراليّة المغالية التي تدرك أن لاحظّ لها في صندوق الاقتراع لذلك تسعى إلى إغلاق طريق الحكم أمام الاسلاميين. هذه القوى تعادي تاريخيا القوى الاسلاميّة ولا تتفق معها لا في نمط الحــــكم ولا في نمـــوذج الدّولة ولا في النّظرة إلى مشاكل العصر لذا كان تحالفها مع الدكتاتوريات أمرا ترى فيه حماية لها من مدّ الاسلاميين وكان سقوط مبارك كارثة إذ تعرّت هذه القوى وبدأت بالصّياح والتّخويف من الاسلاميين ودكتاتوريّتهم الأقسى حسب رأيهم من دكتاتورية مبارك لذلك يكون دعمهم للجيش دعما منطقيّا ما دامت مصالحهم تتقاطع مع هذا الدّعم. أما الاسلاميّون فهم أيضا طرف في الأزمة فنحن نعرف معاناتهم تاريخيا من نظام مبارك لكننا ندرك مسؤوليتهم عن بعض أحداث العنف التي كانت تحدث في مصر من وقت لآخر، كما أنّهم ساهموا بصورة مباشرة في إطالة عمر الديكتاتوريّة حين اتّخذهم مبارك فزّاعة لتخويف الغرب.
هؤلاء عرفناهم دائما نموذجا للــــمعارضة لكننا لم نعرفهم أبدا نموذجا للحكم، هل سيقدّمون لنا دولة على النّموذج الطاّلباني وهو ما لايسمح به المصــريون قبل غيرهم، أو دولة على النّموذج التّركيّ النّاجح لحدّ الآن. الثورة كانت من أجل الحرية والكرامة ضــد من استعبدهم بالفساد وبقوّة البوليس فهل سيرضون بمن يستعبدهم بعد الثّورة باسم الدين؟
المطلوب من هذه القوى الدينيّة بكل أقسامها أن تراجع مقولاتها حفاظا على مصر أولا وعلى وجودها ثانيا لأنّ العالم العربيّ اليوم بجراحه (الأمية والتخلف والفقر والطائفيّة ...) يحتاج إلى مصر قاطرة تجرّ هذا العالم ليس إلى الجنّة بل إلى العلم والتّقدّم والوحدة واستعادة الكرامة المهدورة، إن مصر يجب أن تبقى فوق كلّ المصريين وكل من يتآمر عليها سيخزيه التاريخ، مصر بالـكل جيشا وشعبا وساسة ومصر للكلّ جــــــيشا وشعبا وساسة والأخطار الـخارجيّة محدقة فيجب الحذر كي لا تتوفّر البنية الداخليّة الملائمة لنموّ هذه الأخطار، في مصر اليوم الكلّ مشكل والكلّ حلّ متى تخلى الجميع عن سياسة الاقصاء والتخوين والطّمع في الحكم.

' كاتب ومحلّل سياسي تونسي


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الله يستر
المصريون غلابة و ليسو عدوانيين

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :