لا أدري إلى أي حد سيستجيب الشارع الجزائري لصرخة سعد عبد الله المبحوحة، وهو الذي أغلق على نفسه في برجه العاجي واكتفى بمخاطبة الجزائريين عبر قناته البيضاء، في الوقت الذي كان المرشحون الآخرون يدقون أبواب أحياء المدن الجزائرية بيتا بيتا.
ثم، أليس من قام بثورة الياسمين التونسية نساء سافرات وشباب متعطشون للحرية والحياة العصرية، وليس المتجلببات والملتحين الذين يحاولون اليوم العودة بتونس إلى العصر الحجري، حتى أن %48 من التونسيين ندموا على زمن بن علي، الرئيس الذي تحولت تونس في عهده إلى مزرعة خاصة للطرابلسية.
لو كنت مكان جاب الله الفاشل في كل الامتحانات السياسية، إلى درجة لم يعد يعرف حقيقة الشعب الجزائري، بل لم يعرف حقيقة نفسه، فقد كان يفرخ الأحزاب ويأخذها منه صبيانه، لو كنت مكانه لاعتزلت السياسة، وتحولت إلى تجارة أخرى غير التجارة بالمبادئ الاسلامية ومبادئ النضال، تجارة بسجل تجاري، فهي المهنة الأقرب إلى بروفايله الشخصي، منها إلى أن يكون بديلا للحكم في الجزائر، بعد أن يئس من حلم الجلوس على كرسي المرادية. ألم يقل لمناضلي "جعت" لما اقترحوا عليه الترشح على رأس قائمة العاصمة ليكون رئيسا للمجلس الشعبي "اذهبوا! أأكون رئيسا للبرلمان لأستقبل بوتفليقة وأضع يدي في يده؟!".
الجزائر غير تونس، وتجربتها مع النفاق باسم الإسلام صار مرجعية لبقية الشعوب، ولن يضحك علينا المنافقون باسم الإسلام مرة أخرى، بعد كل هذه الحروب التي خضناها ضد أعداء الجمهورية، وضد الدولة الوطنية.
أما منصب أبو جرة سلطاني على رأس حركة حمس، فهي في مهب الريح، بعد هذه النتيجة المخيبة لآمال الرجل التي عبر عنها السنة الماضية عبر بلاتو قناة "الجزيرة" أين باع جلد الدب قبل أن يصطاده.
ثم هل يجرؤ أبو جرة ويرد على سؤال يدور في ذهن الكثيرين وهو : ما علاقة الوزير عمار غول بالحركة؟ وهل استشار أبى جرة في مسألة ترشحه على رأس القائمة الخضراء في العاصمة؟ فمناضلو حركة نحناح بحاجة إلى توضيح من قبل زعيمها.
مازال أمامنا الكثير من العمل لتطهير المجتمع الجزائري من النفاق السياسي باسم الإسلام نهائيا، فالاسلام ديننا الذي جبلنا على مبادئه وهذا حتى نقطع الطريق نهائيا أمامهم ومنعهم من العودة بالمجتمع الجزائري إلى عصر الكهوف، في الوقت الذي يعيش زعماء التيارات الإسلامية في النعيم بأموال قطر والسعودية..
حدة حزام