عنوان الموضوع : روجيه غارودي.. رحلة الشك من الجلفة إلى اكتشاف أوهام الصهيونية
مقدم من طرف منتديات العندليب
روجيه غارودي.. رحلة الشك من الجلفة إلى اكتشاف أوهام الصهيونية
صحيفة الخبر الجزائرية
بومدين بوزيد
توفي غارودي - رحمه الله - العدو الأول للنازية والصهيونية في القرن العشرين وبداية هذا القرن في الوقت الذي يسعى بعض الروائيين الجزائريين والعرب تحسين صورة الإسرائيلي ومنهم بوعلام صنصال الذي حاول السّفراء العرب في باريس منحه الجائزة، كما غادرنا في احتفالات الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الجزائرية في الوقت الذي يحاول بعضهم هناك وهنا لبناء ما يسمّونه ''الذاكرة المشتركة'' ليحافظوا على الامتيازات الواحدة، ويُجمّلوا صورة تاريخ من التعذيب والتقتيل والتشريد.
لقد أحرج الفيلسوف المسلم روجي غارودي في مسار حياته الطويلة أبناء جلدته من الذين يعتبرون الاحتلال نعمة على الشعوب الضعيفة، وكذلك الأحزاب الشيوعية في العالم حين تخلّى عنهم، ومازال يقلق هؤلاء الذين يبحثون عن المحبّة والإنسانية في مسيحية تبشيرية تُرضع العداء للإسلام والوطن وتأتيهم المبشّرات الوهمية من قناة ''الحياة'' الدينية التي تسعى لتمسيح شمال إفريقيا وإدخاله في صراعات دينية ومذهبية، لقد كان دخول غارودي للإسلام في بداية الثمانينات نكبة على اليسار العدمي الذي يفهم اليسارية إلحاداً وعداء للدين، ولم يك يدري هؤلاء أن ماركسية غارودي كانت في الأساس ذات نزعة إنسانية، فهو مثل ماسينيون الذي وجد في الحلاج مدخلاً للتصوف والإسلام، غير أنّ غارودي جرّب واقع النظريات الفلسفية والثقافية، فكانت الجزائر التاريخ والقيم هي عامل بحثه عن الديانة التي تحققّ انسجامه واستشرافه الثقافي والحضاري.
يعتبر غارودي نموذج المفكر العالمي الذي يبحث عن الحقيقة مدركاً أزمة الثقافات والحضارات، فقد تحدث عن أزمة الشيوعية والاشتراكية في وقت مبكّر قبل ظهور بوادر سقوط المعسكر الشرقي، وتسبّب له ذلك في الطرد من الحزب الشيوعي، كما كان إعلانه للإسلام مفاجأة للذين لم يكتشفوا تلك الروح الصوفية ـ الإنسانية التي لازمته منذ أن امتنع جزائريون مجنّدون في الجيش الفرنسي من رميه بالرصاص حين أعطيت لهم أوامر بقتل المعتقلين في سجن بالجلفة معادين لحكومة فيشي الفرنسية النازية، وهو ما ألهمه السؤال: لماذا لم ينفذ هؤلاء الأوامر العسكرية بالقتل؟ وكانت الإجابة في طبيعة التدين والثقافة التي ينتمي إليها هؤلاء التي تمنعهم من قتل الرجل الأعزل وتعتبر لديهم ''الحياة'' مقدّسة وهِبة من الله، وصنيعهم في ذلك يذكّره بالسّلوك الرباني الإنساني لدى جدّهم وشيخهم في التصوف الأمير عبدالقادر في معاملته مع الأسرى ورؤيته الحوارية السّمحة تجاه الأديان، إن موقف هؤلاء الجزائريين المجنّدين كان عامل الموقف المؤيد للثورة الجزائرية والدفاع عنها واعتبار الاحتلال وحشية وجريمة إنسانية، لقد كانت رحلة الشك من الجلفة والغوص في الثقافات واكتشاف الأساطير المؤسسّة للصهيونية، ليتوحّد مع ''الحقيقة'' في ثوبها الإنساني المنفتحة الحوارية.
الجمعة 22 يونيو 2016
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شكرااااا جزيلاااااااااا لك وبارك الله فيك على ما قدمت
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
بارك الله فيك اخي زمزوم
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جنانه ونفع الله المسلمين بمعرفته وتفكيره
هذا فلسوف كبير من فلاسفة العالم ومفكر اسلامي كبير
للاسف دائما العمالقة والكنوز مجهولة وغير مهتم بها من طرف امتها
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
يارك الله فيك وشكرا اخي على مجهودك ورحم الله الفقيد وجميع موتى المسلمين
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
هذا الرجل كانت رحلته عبر التيارات الفكرية عميقة جدا و له خبرة متينة
و سبحان الله انه من الماركسية الملحدة الى الاسلام و كل ذلك بفضل التناقضات التي تشهدها بعض التيارات و ما يوجد في الواقع الذي نعيشه
كانت رحلته صعبة من تصدي للصهيونية و انكاره للمحرقة و ليس من السهل فعل ذلك لو لم يكن قادرا على المواجهة
رحمة الله الفقيد و اسكنه فسيح جناته
تقديري
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
اللهم ارحمه رحمة واسعة و اجزيه عن الاسلام الفردوس الاعلى