يبدو أن ارتداء الصحفية المعروفة نصيرة مزهود، للحجاب بعد أدائها لمناسك الحج، سيُعيد فتح ملف الصحفيات المُحجبات اللائي استُبعدن من تقديم نشرات الأخبار. وهذا على الرغم من عدم وجود تعليمة أو نص صريح يقضي بمنع المحجبات من تقديم الأخبار. هكذا تحوٌلت عديد الكفاءات الصحفية "النسوية" في التلفزيون الجزائري إلى ضحايا لمجرد قرارهن التحجب، لعل آخرهن مقدمة نشرة أخبار الخامسة على الجزائرية الثالثة السيدة مزهود.
بعد مُرور أيام من انفراد "الشروق" بخبر تحجب الصحفية نصيرة مزهود، كان الجمهور يترقب مشاهدة أول صحفية محجبة تقدم نشرة أخبار التلفزيون الجزائري. إلا أن شيئا من هذا لم يحدث والظاهر أنه لن يحدث. خصوصا في ظل تأكيد مصادر عليمة من مبنى اليتيمة لـ"الشروق" أن حجاب مزهود عجٌل باستبعادها من التقديم، إذ أن العام والخاص في "الجزائرية الثالثة" يعرف حجم الخلافات المهنية بين مزهود ومديرها، عبد الرحمان خلاٌص، الذي أتته الفرصة - وعلى ما يبدو- ليبعد الأولى ويزيحها من الشاشة. حيث سبق منع نصيرة مزهود، من تقديم النشرة لأزيد من أسبوع بسبب خلاف نشب بينها وبين رئيسة التحرير، مريم سخري، المقربة جدا من المدير.
والحقيقة أن تحجب السيدة مزهود، عاد ليؤكد مجددا أن التلفزيون الجزائري لا يزال يواصل سياسة منع ظهور الصحفيات المحجبات على مختلف قنواته. اللهم إلا إذا كان الأمر يعبر عن قناعات شخصية أو قرارات ارتجالية من كافة المديرين الذين تعاقبوا على إدارة "اليتيمة" التي تعد - للتذكير- المؤسسة العمومية الوحيدة التي لا تحتوي على مُصلى ما يضطر موظفيها للصلاة في المكاتب.
وإلى ذلك، يبدو أن مدير الجزائرية الثالثة، قد وجد البديلة الجاهزة لتعويض ابنة ديرته "عين الدفلى"، حيث تم تعويض مزهود بالصحفية وسيلة لبيض. لتنظم بذلك الأولى إلى قافلة الصحفيات المحجبات المستبعدات عن تقديم الأخبار، رغم خبرتهن على غرار إيمان محجوبي أو حورية حراث التي سبق لها تقديم حصة "المؤشر الاقتصادي" لكن بمجرد قرارها التحجب استبعدت. والأمر نفسه بالنسبة للصحفية سوسن بن حبيب، والأمثلة كثيرة لصحفيات مقتدرات وآية في الجمال وفصاحة اللسان كان الحجاب حجرة عثرة لوصولهن إلى مقعد تقديم نشرة الأخبار.
ومن المعروف أن نصيرة مزهود، تُعد من أقدم مقدمات الأخبار والحصص السياسية، حيث تربعت على عرش نشرة الثامنة لعدة سنوات، وشكلت ثنائيا ناجحا وبارزا مع الصحفي علي وجانة، وكانت من الرافضات لهجرة أرض الوطن في سنوات الدٌم والدمار. فهل يكون هذا جزاؤها؟ مع العلم أن قنوات رائدة مثل "الجزيرة" والـ"بي. بي. سي" يسمح فيهما لمقدمات الأخبار التحجب.. وحتى التلفزيون المصري بعد الثورة رفع الحظر عن الحجاب. والسؤال الذي يظل مطروحا: لماذا لا يزال الحجاب "محظورا" في التلفزيون الجزائري، رغم أنه لا توجد تعليمة بذلك؟.
المصدر :
https://www.echoroukonline.com/ara/articles/147574.html