عنوان الموضوع : الجزائر والجزيرة... زواج عرفي أم زنا محارم؟ اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

الجزائر والجزيرة... زواج عرفي أم زنا محارم؟
عبد الله الرافعي - 12/01/2015


كانت الجزيرة، بل كانت الشعوب العربية عن بكرة أبيها تشهد - بعد شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله - أن هذه القناة تشعر بكل طوى يعانيه العربي، بكل ألم، بكل صفعة على خده بكل قطرة دم تراق من جسده... لقد كان الشعب العربي يفخر في زمنه التعيس هذا الذي ليس فيه ما يفخر به، كان يفخر بقناة الجزيرة، و بالدوحة التي تأويها و "موزة" التي تحميها، لكننا اليوم تأكدنا بما لا يدع مجالا للشك أن الجزيرة ما هي في النهاية إلا آلية تافهة بيد دولة مجهرية تافهة عميلة - هذا إن جاز أن نسميها دولة- تخدم مصالح أمريكا و تبتز لصوص السلطة و المال العام و نقصد بهما الأنظمة العربية التافهة هي الأخرى. و الدليل " ليس قالولوا" على رأي التافه عادل إمام، إنما الدليل في كيفية تعامل الجزيرة مع الحكومات المنبثقة عن ثورات الربيع العربي على غرار تحاملها على كل من محمد مرسي و راشد الغنوشي، وبالمقابل إسقاط الجزائر من أجندات الجزيرة لما لم تجد ما يستحق الثناء على حكامها بإيعاز من حمد و موزة.
z-dz.com

إن الجزيرة قد أسقطت عن نفسها من خلال الكيل بأكثر من مكيال آخر أوراق التوت و بدت سوأتها أمام الملء و انهارت أسهمها في وجدان الشعب العربي بعدما كانت توسم بأنها أعظم انجاز بشري يحققه العرب في القرن العشرين بعد ثورة نوفمبر الجزائرية و حرب أكتوبر العربية، فكانت بفعل هذا التحول المريب فيما يتعلق بموقفها من نظام الجزائر كمثل الفتاة التي ظلت توهم الناس منذ سنة 1996 بأنها بكر رشيد ملتزمة تخفض صوتها حتى لا يطمع من كان في قلبه مرض، قبل أن تكشف عن وجه سافر قبيح و تؤكد أن كل ما قالته من قبل من دعم الشعوب العربية و مناشزة حكامها الظلمة الفجرة الفسدة كان مجرد محاضرة في الشرف تلقيها مومس. فقد كانت كخضراء الدمن، وردة جميلة بعطر فواح في مستنقع الفساد و الاستبداد السياسي العربي و زبالة الوسائل الإعلامية الحكومية.
كانت الجزائر أيضا طبقا دسما على موائد الجزيرة الإعلامية منذ انطلقت في نوفمبر 1996 ، موائد دعت إليها اللئام و الكرام و بلغت بها درجة التحرش السافر في بعض الأحيان إلى أن أخبرتنا بأن "البغلة" و "البغل" أيضا يلد في الجزائر، وبأن غربان الجزائر يكسوها الشيب، و أن الملح عندنا يجتاحه الدود.....
وتحولت اليوم إلى التزام الصمت المطبق حيال الشأن الجزائري، إلتزمت صمتا مريبا لسان حالها فيه "سكوت إن حكام الجزائر يسرقون، ينهبون، يفسدون فلا تزعجوهم".....
كان أخي المرحوم محمد الخالدي صاحب النظر الثاقب، الرجل الذي حمل هم العروبة و الإسلام و قضاياهما على كاهله إلى أن أورثته ذبحة صدرية فسكتة قلبية نقلته إلى عالم الحق بعيدا عن الباطل و الفساد ولقي ربه الكريم، عندما كانت أخبار الجزيرة تشرئب لها الأعناق و يتلقف العرب ما تقوله و كأنه يقين لا يأتيه الباطل من خلفه و لا من بين يديه أو كأنه وحي من السماء.... كان المرحوم الخالدي يصفه بأنه بخور من ماخور!!!
و كان الكثير يعيب عليه ذلك إلى أن تأكدنا كلنا كعرب، من الخليج المحتمل إلى المحيط المعتل أن الجزيرة تلعب دورا قذرا لفائدة "موزة" و "حمد" و عائلتهما يصب في النهاية في صالح الصهيوصليبية العالمية، تماما كما يصب نفط العرب و دولاراتهم في براميل شركات النفط و بنوك أمريكا.
هذا الدور القذر هو الذي كشف خيوط المؤامرة و دلّ على أوكار الخنا السياسي و الحضاري من خلال عثرات قناة الجزيرة التي باتت تتقمص دورا يقوم على الفصامية والكيل بمكيالين حيال أنظمة العرب وفق فلسفة "جنب ذئب و جنب ثعلب" أو "عشاء مع الذئب وعويل مع الراعي".
فالإنقلابات العسكرية جريمة في كل زمان وفي كل مكان، و المنقلب مجرم مختطف للسلطة و مصادر للحرية، إلا إذا كان هذا المنقلب العاق "حمد"، هناك يختلف الأمر و لا بد أن يحمد جرمه حتى و لو كان انقلابه ضد أبيه!!!
بشار و بعثه، حسني "حمارك" و عصابته، زين الهاربين و شلته، الطالح و آله، و القذافي و أزلامه جناة فاسدين مستبدين في نظر البشر جميعا و في مقدمتهم قناة الجزيرة، لأن "حمد" يرى ذلك، و "حمد" هو رئيس التحرير الرئيسي لقناة الجزيرة و هو من قرر أن يغيب نظام الجزائر من أجنداتها الإخبارية، لأنه لا يرى إلا الرشاد و لا يوري إعلاميي الجزيرة إلا ما يرى، شأنه في ذلك شأن أي حاكم عربي.
فالحكام العرب هم نوابغ زمانهم لأن الواحد منهم لا يكتف فقط بأن يكون أكثر من ثلاثة أرباع رئيس أو ملك، و إنما هو رئيس تحرير لكل وسائل الإعلام.... و قائد لكل جيوش النظام و الظلام.... و قاضي للقضاة الفجار.... و له ميزات أخرى تتجاوز طاقات بني البشر من قبيل أنه ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و نحوها....فقد جهروا بمنافستهم الله تبارك و تعالى في عليائه باستخدام سحرة فرعون من إعلاميين و أذيال و عملاء من الزاحفين على بطونهم كالأفاعي.
إن علاقة الجزائر بالجزيرة ليست علاقة أخوة لغوية بحسب المبنى الحرفي، و لا هي علاقة جنس يجعل من الجزائر بصيغتها الجمعية جمعا لكلمة الجزيرة، بل تتعداها إلى أكثر من ذلك. ونحن إن سلمنا بهذه العلاقة نجد أنفسنا أمام جريمة زنا محارم بين الجزائر والدوحة لا قدر الله.
كما أنه لا يتوفر لنا من أركان الجريمة إلا الشبه اللغوي و السلوكي و هذا ما ينسف هذه الجريمة لعدم كفاية الأدلة رغم أنها مثبتة بحال التلبس. و كثيرا ما أخلي سبيل الجناة عندنا بعد ضبطهم متلبسين بفعل هذه العبارة السحرية ( لعدم كفاية الأدلة) على غرار انسلال ناهبي المال العام من المسؤولية الجنائية في أكثر من بلد عربي .
و عليه فإن العلاقة بين الجزيرة و الجزائر هي في الحقيقة علاقة بين دوحة الصحراء و مزغنة البيضاء، و هي علاقة زواج عرفي دفع إليها أكثر من دافع على نحو الكثير من حالات الزواج العرفي في الجامعات المصرية أو في الأحياء الفوضوية الجزائرية. حيث تكفي عبارة (زوجتك نفسي ) و ( قبلت الزواج منك ) لاستحلال الفروج دونما ولي و لا شاهدين، أما المهر فيدفع قبل و بعد الزواج دون انقطاع ما دامت المتعة و المنفعة قائمتين، بل إن المهر أصلا في هذا الزواج العرفي بين البلدين ليس مهما، لأن طرفيه ثريين و كلاهما في غير حاجة إلى المال لوفرته لديهما. و لكن كلاهما في حاجة إلى اللذة و المتعة. لذة و متعة السلطة، المجد الشهرة في الحياة، بل إنهما كلاهما كسائر حكام العرب ينشدان اللذة و المتعة حتى و هم أموات. و لذتهما في ذلك هي الجنائز الرسمية ليس إلا !!!
المهم أن مراسيم الزواج تمت خلال زيارة الشيخ حمد للشيخ بوتفليقة و حتى يثبت كلاهما أن الجزائر و الدوحة أو الجزائر و الجزيرة متزوجان شرعا أو كي يوهما الناس بذلك، فقد أبرما ثماني اتفاقات تكون الدوحة فيها المستفيدة الأكبر لقاء سكوت الجزيرة عن الجزائر في ما لا يسكت عنه . لأن الجزيرة ليست أكثر من قناة فضائية تمارس نوعا من الإعلام الشاذ كالذي كان انتقد لأجله سعد بوعقبة بعض الصحف المتزلفة لاعقة الأحذية حينما أسماها بالصحافة الكلبية. و الخطر الأكبر أن تحرق علبة الكبريت المسماة الجزيرة البلاد العربية من أجل ذرات رماد تكحل عيني الشيخة "موزة". فسقف أماني قطر تجاوز المعقول إلى اللامعقول و هي تحاول احتواء تيار إسلامي عمره أكبر من عمرها كالإخوان المسلمين في مصر أو تسير نظاما يقود بلادا كالجزائر كان إذا ذكر اسمها تخر لها الجبابرة ساجدين .
ماذ يريد هذا النظام الجزائري بالضبط لأجل أن يبقى جاثما على صدور البلاد و العباد؟؟؟؟ ألم يكتف بأن باع هذه الجزائر بلغتها و تاريخها و حاضرها و مستقبلها لباريس حتى يرهن سمعتها و مكانتها الدولية للدوحة ؟
إذا كانت الدوحة أكبر مستفيد من زيارة شيخ قطر إلى "مشيخة" الجزائر فلا شك أن أكبر متضرر هو وحش الشام، لأن الاتفاق السري الذي ما رصدته كاميرات و لا التقطته مايكروفونات هو مقايضة الموقف الجزائري من "هولكوست" البعث النصيري لصالح عمائم العمالة للصهيوصليبية. ونظام دار العجزة الفجرة بالجزائر لا يمكنه أن يتخذ له غير إحدى الموقفين إما دعم الجلاد على حساب أبناء سورية الأبرياء حتى يسقط الأسد فتكون الحلقة الموالية لثورات الشعوب هنا في الجزائر تهز عرش الفساد والاستبداد، أو دعم مساعي القوادة السياسية التي تمتهنها بكل مهانة عمائم العملاء في الخليج، دعما بكره على كره حتى تسكت جزيرة مشايخ الخليج عن "بلاوي" مشايخ مزغنة، لأن الدنيا بأجمعها تعرف قدر الجزائر و قيمة تأثير مواقفها في أي ميزان. إلا حكامها المزمهرين ( من الزهايمر).
والموقف الثاني أقرب، بل حدث فعلا خلال زيارة "زوج موزة" للجزائر المشؤومة أكثر من شؤم زيارة هولاند. لأن في الأولى تخلى عجائزنا عن شرف جزائر الماضي، وفي الثانية تخلوا عن شرف جزائر المستقبل. وهذا ما يريدونه. "جزائر بلا شرف" تناسب حكاما بلا شرف رفعا للحرج.
إن النظام القائم الجاثم على قلوبنا لا يستطيع أن يتخذ له موقفا مشرفا يسعى إلى وقف إراقه دماء المسلمين من السوريين الأبرياء ضد الأسد، لأنه سبق له أن فعل ما فعل بعث دمشق وزيادة، عندما حصد أرواحا بريئة يفوق تعدادها تعداد سكان قطر في التسعينيات وخرب الحرث والعمران تخريبا يناهز خراب برلين و"ستالين غراد" في الحرب العالمية الثانية، و أهدر أموالا أكثر بأضعاف الأضعاف مما قدمه لـ"الآفامي"، ولازال ينهب أموال الشعب ويذبح كرامته والجزيرة تبارك ذلك بسكوت الشيطان الأخرس الذي تمارسه بكل خسة.


المصدر https://www.z-dz.com/z/opinion/5039.html


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

"جزائر بلا شرف" تناسب حكاما بلا شرف

رحم الله بن مهيدي الدي قال ** ارموا بالثورة الى الشارع يحتضنها الشعب *** مسكين لم يكن يعلم بانه سياتي يوم
يرمى بهولاند الى شوراع الجزائر ليحتضنه الشعب .. فعلا انتحرت الرجولة وانتحر الشرف في الجزائر .

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :