السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باديء ذي بدء اود ان اشير انني لن اصرح باسماء الاشخاص عملا بواجب التحفظ الا ماكان ضروريا لتوضيح الموضوع واللبيب تكفيه الاشارة فقط
منذ توقيف المسار الانتخابي سنة 1992 دخلت الجزائر دوامة من الصراع قدم فيه الشعب الجزائري تضحيات جسام سقط من خلالها الاف الارواح المدنية والعسكرية وفي خضم تلك المأساة ولدت دولة خفية امتازت بالعمل خارج اطار القانون مستفيدة من اعلان حالة الطواريء لتمتد يدها الى نهب خيرات البلاد والعباد والويل لمن يقف امامها او يحاول محاسبتها وقد تكونت من اشخاص نافذين داخل هياكل الدولة المختلفة ومن والاهم من بعض المسؤوليين الذين باعوا ضمائرهم ليستفيدوا من امتيازات وقد شهدنا بروز طبقة جديدة فاحشة الثراء ووجوها جديدة قفزت الى اعلى المناصب ...
وكان القانون المنظم لتلك الدولة هو الولاء التام والانصياع الكامل للاسياد واداة قانونها لم يكن سوى الهاتف والاجتماعات السرية ...
مع مرور الوقت تشابكت علاقات الدولة الخفية وتعقدت وانتشرت واصبحت شريكا فعالا بل اساسيا في صناعة القرارات السياسية وتحديد الخطط الاقتصادية فاصبحت سيفا على رقبة الشعب الغلبان واستغلت مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والامنية بما في ذلك الوثائق السرية للمخابرات لابتزاز السياسيين وكل من لايدخل بيت الطاعة
ولأنها دولة لا تعمل الا في الظل قررت البحث عن رئيس يضمن مصالحها فرشحت السيد اليامين زروال لرئاسة الجمهورية وعملت على انجاحه بكل الطرق وبما ان السيد زروال من المخلصين للوطن رفض ان يكون مشجبا تعلق عليه اخطاء الاخرين فقدم استقالته ورفض المواجهة حتى لايزيد في تعميق جراح الوطن التي كانت لم تندمل بعد ...
وجدت الدولة الخفية في بوتفليقة الغطاء الشرعي المناسب فاستقدمته وهللت له وقد امتاز الرجل بالحنكة السياسية والقدرة على التسيير وعلاقات متميزة مع الغرب خصوصا مع امريكا اذ يلقب هناك ب "صديق واشنطن" هذه العلاقات التي ستكون فيما بعد وبالا ونقمة على اصحاب الدولة الخفية ...
مرت العهدة الاولى لبوتفليقة بردا وسلاما على الدولة الخفية وحيث ان بوتفليقة ليس بتلك السذاجة التي كان يعتقدها اصحاب الدولة الخفية فقد رفض ان يكون " ثلاث ارباع رئيس " كما صرح هو بذلك ويبدو ان هذا المؤشر كان بداية الحرب بين بوتفليقة ومؤسسي الدولة الخفية ان صح التعبير وكان هذا خلال عهدته الثانية ...!
ولان بوتفليقة يتمتع بعلاقات قوية مع الغرب فقد وجد نفسه في موقع قوة وهو بواجه خصومه وكلنا يتذكر لما دب الخلاف بين بوتفليقة و العماري ظهر فجأة الاسطول السادس الامريكي في السواحل الجزائرية فما كان من العماري الا ان ذهب الى بيته آخذا معه تقاعده ليرتاح ...
اشتد الخلاف اثناء العهدة الثالثة واصبح ظاهرا للعيان وقد مارس بوتفليقة مهامه كرئيس للجمهورية وقام باعادة هيكلة بعض المؤسسات وحتى نكون اكثر دقة ووضوحا قام بوتفليقة ببدء تنقية هياكل الدولة الحقيقية ومؤسساتها من رؤوس الدولة الخفية بل ان رئيس جبهة التحرير الوطني قد هاجم صراحة بعض الاشخاص الذين يعتبرون من المؤسسين لدولة الظل في جرأة واضحة وهنا حركت الدولة الخفية رجالها ونساءها لتشويه صورة الرجل والدفاع عن مؤسسات الدولة ....وهنا وجب التذكير ان الدولة الخفية تشتري فقط الاشخاص المشهوريين لانهم يؤثرون سريعا في الشعب ...وليس كغيرهم من النكرات ...على كل تحرك فلان وعلان وسال حبر كثير في الصحافة المكتوبة والمرئية ومن محاسن الصدفة اننا صرنا نعرف جيدا من هم ايتام الدولة الخفية والعجب انهم من جميع اطياف المجتمع ...
تدخل بوتفليقة بحنكته ليوقف هذا النقاش الذي كان عنوانا صريحا وواضحا للمرحلة المقبلة التي ستشهد تحولا في مفهوم الصراع ...
نعم ان العهدة الرابعة ستكون اما جولة اخيرة واما رهانا اخيرا
فاما جولة اخيرة للقضاء على بقايا الدولة الخفية التي تلقت ضربة شتت شملها ولم يبق لبوتفليقة الا ان يضرب الضربة القاضية وهذا ماينبيء بان العهدة الرابعة ستشهد تغييرات جذرية ومرحلة اخيرة في سبيل اعادة الدولة للدولة ...وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تحكمها القوانين والتنظيمات ...
واما رهان اخير لاعادة بعث الدولة الخفية اقوى مما كانت واشرس خصوصا انها تلعب اخر اوراقها ورمت بكل شيء بل انها تغازل الجزائريين وتعدهم باقامة جمهورية اسلامية اذ طلع علينا احد الاسلاميين ليخبر الجميع بان رمز الدولة الخفية لامشكل عنده مع الدولة الاسلامية !!!!!
على كل حال مرشح الدولة الخفية قد اصبح معروفا وادواتها المادية واعوانها اشهر من نار على علم ! وهنا اود ان احيي جبهة القوى الاشتراكية التي فهمت حقيقة مايجري فالبرغم من معارضتها لبوتفليقة الا انها رفضت ان تكون عونا وموظفا مجانيا للدولة الخفية كما يفعل بعض " الغاشي " بعلم واكثرهم بدون علم !!!!
وفي الختام سلام