عنوان الموضوع : بعضنا مسلمٌ بكلماته فيما الوثنية تطبع فؤاده
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الساحة الفكرية تشتعل بسبب مقالته:.....د.الأحمري : بعضنا مسلمٌ بكلماته فيما الوثنية تطبع فؤاده
أبدى الدكتور محمد الأحمري المفكر الإسلامي السعودي حماسة كبيرة للفوز الذي حققه الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما كأول رئيس أسود للدولة العظمى . وتناول في مقال له بعنوان "انتصار الديمقراطية على الوثنية في الانتخابات الأمريكية"، نشره موقع مجلة العصر الالكتروني، عدداً من الخصال التي اعتبرها من المميزات اللافتة التي أظهرت "كفاءة سياسية" منقطعة النظير، غالبَ بها أوباما مسألة لونه الأسود في أذهان الناخبين، فأوصلته بالتالي إلى الرئاسة، ومن تلك المميزات جرأته وبلاغته وكاريزما حضوره الحاشد.
ولم يتوقف الأحمري في مقاله عند تلك النقطة، بل مضى بعيداً في التغزل في النموذج الديمقراطي الأمريكي الذي قال إن إنسانه "ترفّع عن أنماط وثنية وعرقية بغيضة ما زالت تنخر في قلوب وعقول البعض" .. وهذا "البعض.. الوثني" هو المسلمين ، وفق ما يقرره الدكتور الأحمري في مقاله، حيث ما يزال "الاعتقاد بسيادة جنس أو بلد أو عرق أو قبيلة أو منطقة، وثنية محضة، ومهانة قذرة، ومن علامات الفشل المقيم في قلوب وعقول بعض المسلمين، الذي أسلمت كلماتهم، ولكن الوثنية تحتل قلوبهم، والعالم الإسلامي تضعه هذه الوثنية خلف الأمم، وتمسك به جاهلا تابعا خائفا، تدمر روحه وتطارد الكفاءة في أفراده، إنه عالم يعيش عصر العرقية في جنوب إفريقيا، يحمل التخلف بكل معانيه، ثم يفاخر ببعض الإسلام، ويضع بعضه خلف ظهره".
طالعوا مقال الدكتور الأحمري في ما يلي :
انتصار الديمقراطية على الوثنية في الانتخابات الأمريكية.
بقلم د. محمد الأحمري
منذ عام ونصف تقريبا، اختير كتاب "جرأة الأمل" لأوباما لينشر بالعربية، وللأسف لم تر طبعته العربية النور إلا منذ أيام قليلة، وقد تحمست لنشره بالعربية مع شكي في أن يصل مؤلفه للرئاسة آنذاك، فقط لأنه أسود، فقد تابعت خطبه، وسمعت من أنصاره، ولكن اللون قد يحجز الذكاء والكفاءة والفكرة، وهو أيضا خطيب متمكن، ولكن زعماء وخطباء أذكياء من قبله لم يصلوا لشيء أمثال مالكوم إكس وجيسي جاكسن، ممن حرموا أو قتلوا أو تعصبوا أو تعصب البيض ضدهم.
فاز أوباما وانتصرت ديمقراطية العدد (إرادة الأغلبية)، وديمقراطية الرأي (استمع الناس للرأي الآخر، فأخذوا به)، وديمقراطية المصلحة (فالمعارضة ضرورة لمعرفة الموقف الأصلح)، انتصرت الديمقراطية على العرق(ففاز الأسود) وعلى الجنس (فكادت أن تفوز امرأة)، نعم لم تنتصر الديمقراطية على الدين، فلو كان مسلما لما وصل، ولو كان عربيا ربما لما وصل، ولكن هذا حدث الآن وما يدرينا عن المستقبل، ولكن تذكروا أن ولاية نيوهامشير يتنافس عليها شخصيتان من أصل عربي.
انتصرت الديمقراطية العملية التي تجعل شعبا متعلما جدليا يعرف من هو الأكفأ والعملي، وتخلصت من عقد اللون والنسب والأصل. وهذا ما يجعلهم يبقون ويستمرون أطول من غيرهم، ففي فرنسا ابن مهاجر يهودي يحكمها، وقد زار الخليج في ثلاثة أيام فباع في رحلته القصيرة حتى أسماء الخرائب، وعاد بأكثر من ستين مليار دولار في وقتها: 40 مليار يورو! لم يأت بهذه الغنيمة أو الجزية من قبله أحد! وفي أمريكا ابن مسلم أسود يحكم أمريكا، إنها الأمم العملية التي تجردت من الوثنيات المتخلفة، وقدّرت من تتوقع أنه يصلح لها ويصلحها.
أشك أن الإنسان هناك ترفّع عن أنماط وثنية وعرقية بغيضة ما زالت تنخر في قلوب وعقول البعض، فالاعتقاد بسيادة جنس أو بلد أو عرق أو قبيلة أو منطقة، وثنية محضة، ومهانة قذرة، ومن علامات الفشل المقيم في قلوب وعقول بعض المسلمين، الذي أسلمت كلماتهم، ولكن الوثنية تحتل قلوبهم، والعالم الإسلامي تضعه هذه الوثنية خلف الأمم، وتمسك به جاهلا تابعا خائفا، تدمر روحه وتطارد الكفاءة في أفراده، إنه عالم يعيش عصر العرقية في جنوب إفريقيا، يحمل التخلف بكل معانيه، ثم يفاخر ببعض الإسلام، ويضع بعضه خلف ظهره.
الوثنية التي تحكم في رقاب المسلمين فتقدم أدناهم عقلا ورأيا وشجاعة وأقلهم بصيرة هي الوثنية الجديرة بالنفي والطرد من حياتنا، التي تتخيل أن الكفاءة والذكاء والعقل والكرامة والخير وراثة، إنما هي مجرد أوهام متخلفة، من عصور العنصرية البائدة، إنها الوثنية التي لا تسمح للمسلمين أن يعلو الكفء فيهم، بل كما يقول الدكتور عبد الله النفيسي في إحدى طرفه الذكية، إن الكثير من عالمنا العربي يعيش أسيرا لحيوان منوي أنى وقع فهو الحاكم!
مضحك هذا؟ نعم!
تخلف هذا؟ نعم!
واقع في حياتنا؟ نعم!
أخي أستاذ العقيدة، قبل أن تفكر في وضع نماذج للوثنية التي تجر الشعوب للوراء وتحطم الكرامة والعقل، لا تنس أن تجعل بجانب وثن التمر والحجر والطين والفرج والفار مثل الأنظمة الوراثية المتعصبة. إنها تصنع من الغبي الوارث إماما معصوما!
لا تنس وأنت تسخر ممن قدسوا إماما في السرداب أن تسخر ممن يجعلون غير الكفء إماما، أو يبيحون أن يغلبهم دائما غير الأكفاء، لا تطالبوا العالم أن يكف عن سرقة نفطكم ومالكم وقوتكم وكرامتكم ويمتهنكم، لأنكم من شارك في امتهان أنفسهم بأنفسهم.
تذكروا العبقري نيتشة في قوله الطريف لو جمعت أبناء العباقرة في مكان واحد، لصنعت مجتمعا من المتخلفين عقليا! فالعبقري لا يكاد ينجب عبقريا، ولكن الخوف والوهم يصنع من الضعفاء صورا للعباقرة!
في هذه الانتخابات، تحققت المواطنة، في بلاد كانت المواطنة تظهر فيها فقط للأغلبية، دون أن تنال الأقلية حقها في المواطنة، ومشاهدة زعماء من الأقلية وهم يبكون فرحا كان موقفا فوق الوصف فيما بينهم، فها هي بلادهم أخيرا تعترف بهم، في أعلى مناصبها في العالم.
ومن حظ هذا العالم أن تكون الديمقراطية هي التي تحكمه، وليس عرقا ولا طائفة، ولهذا فإن متابعة العرب وتزكيتهم واندفاعهم بكل إعلامهم في تغطية الانتخابات الأمريكية، احتقار للوثنية التي تحكمهم، واحتفال بالأقوياء الحكماء، وفي هذا خير أن يدرك الجميع أن المثال الأعلى للحكم هو الحكم الديمقراطي وأن ما عداه من أنظمة لا تستحق أن تذكر في الأخبار أي أخبار إلا أخبار المقهورين، أو المغلوبين على أمرهم، من أهل الهوامش الفاشلة أو المتخلفة.
فهل تسعى إلى الاعتراف يوما ما بها؟ لن يحدث وهي في مهاوي الوثنية، وهي تدرك بهذا الاندفاع وهي ترسل إعلامها نحو نقل أخبار الديمقراطية أنها تخرج من قيم سياسية ظلامية نحو قيم تنوير، تسعى لها يوما ما ولو كانت كارهة، ولو كانت مقهورة، إنّ تعلق العالم بالانتخابات وخاصة بنجاح أوباما لأنها تري العالم ترفُّع الإنسان سياسيا فوق الوثنية كما ترفّع عن الجهل ومن الغباء ومن الأمية وكما صنع الكومبيوتر والطائرة فهاهو يصنع نظاما يقر حبه ورهبته في كل قلب، ويحقر الذين لم يصنعوا ولم يفهموا بعد وهم في أوحال واحدة من الوثنيات يخوضون تحت الناس.
ومن حظ هذا العالم أن الحرية وتقديرها قيمة راسخة في الحكومة الأعلى علينا، وفي هذا أمل بأن تتسرب الحرية لمجتمعات التخلف والعبودية. ومن حظ هذا العالم أننا نطمح أن نصنع حرية لنا، وأن نطالب المتحررين أن يعاملونا كبشر ويساعدونا على الخلاص من العبودية لأوثاننا والعبودية لهم كأوثان؟ أم أن هذا مطمح في غير أهله ربما، فلعل تحررهم من الوثنية يعني بقاءنا فيها ما لم يمن الله علينا بمن يفهم ويعمل ويدرك، إنهم لم يصلوا للحرية إلا لأنهم تعلموها وكتبوا عنها، ودرسوها وآمنوا بها وطبقوها ومات مئات الآلاف ليحققوها لأنفسهم ولأمتهم ولأبنائهم من بعدهم حتى تحرروا جميعا، أما نحن فلم نبدأ بعد، ولم يزل منا سخفاء وضعفاء وجهلة وملبّس عليهم، وأهل شهادات من الأميين يرون في الحرية والديمقراطية كلمات غريبة وكريهة، وأفكارا غير مفهومة، أو عليها تحفظات وحُجُب ينسجونها من جهلهم لا نهاية لها، أو يرون فيها عزة لا تنال، فيستعيضون عن العزة والحرية والمسؤولية برغد العبودية.
وفي هذا الاندفاع العربي لحفلة الانتخابات والاهتمام بها إسقاط وسخرية بكل الديكتاتوريات الدينية والجنسية والعنصرية في العالم، فالمثال أمامكم ينتصر على التعصب، تعصبكم وتخلفكم أولا. ربما كان اندفاع بعضكم بسبب ترسّخ التبعية والتمجيد للسادة هناك، أو بدافع التقرب والولاء، ولكنه سيثمر ثمرة لا تحبونها، أو خيرا لا تقصدونه، ومن الخير أن نرى هذا الاهتمام مستمرا لأنه وإن كان غير شرعي ولكنه قد ينجب ذرية شرعية.
وفي هذا تقدير للإمكانات الفردية لا المالية ولا الوراثية، فلم يحكم بسبب ماله الموروث، فقد نال منه الكثير من التبرعات، المحبة للحرية، ولم يحكم لأنه ابن فلان بل لأنه كفء، ومتعلم ومتحدث ومكافح صعد من أضعف المستويات إلى أعلاها.
من الخير للبشرية، أن مثالها، يوم تطورت، كان الديمقراطية، وهل كان يمكن بغيرها أن يتطور المجتمع الإنساني؟ لا يبدو ذلك ممكنا، ولم يعهد نموا مستمرا معروفا في تاريخ البشرية بدونها، وتجربة الراشدين زمن رشدنا الوحيد كما قررته وسمته القرون الواعية المفضلة، كانت تعي أن الاختيار العام هو سر النجاح، وأن التغلب والتوريث وثنية كسروية وقيصرية تترفع عنها، فلما غلبتنا الوثنية بررها بل شرّعها ضعفاؤنا لطغاتنا.
الوثنية كانت مخبوءة في جسم الديمقراطية الغربية واضحة مرة وخفية أخرى، في اليونان القديمة كانت بجانب الديمقراطية موجودة واضحة للعيان، الديمقراطية كانت فقط للأغلبية اليونانية حقا واضحا من حقوقهم وكانت تمنع الأجناس الأخرى من السكان، وتمنع النساء التمتع بها، ثم في الغرب الحديث كانت تمنع السود والنساء، وتختبئ تحت شعار الأغلبية، و لم تنتصر الديمقراطية على الوثنية العنصرية تماما إلا في هذه الانتخابات! إنها حادثة تاريخية في حياة الغرب كله أوروبا وأمريكا، وهي دليل نجاح ما بشروا به من مبادئ ولو كانت النتائج متأخرة، ولا عيب فقد وصلوا، إنما العيب عند الذين لم تولد لديهم بعد أفكار كافية لهزيمة الوثنية التي قهرتهم وأذلتهم وأنستهم حتى لذة الشعور بالحرية وبالمروءة، فاستسلموا للخوف والمذلة والهوان وعصمة الحكام، ونسجوا من قرون متطاولة مبررات للوثنية ولو كانت تذلهم، وتمكن عدوهم من رقابهم، وتهدم دينهم وتفسد أخلاقهم.
لقد تمكن المنهارون عقليا أن يطمسوا أعينهم عن رؤية أهم سبب لتحكم ثلاثة ملايين يهودي في ثلاثمائة مليون عربي! فرق بين قوم يؤمنون بعصمة الفرد المتغلب على دينهم وديناهم وأعراضهم وأموالهم وبين من يختار من مجتمعه أكفأه، بلا شك سينجح أهل الاختيار، ويسقط الجبرية المغلوبون على أمرهم.
قد تقولون إنني رأيت في تغيير سنة الراشدين، انحرافا نحو الوثنية السياسية، وانتقاصا للتوحيد؟ أو إلغاء للرشد؟ نعم، وكان هذا الذي سبب فتنا قامت ولم تقعد منذ ذاك، حاربها كبار الموحّدين من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ولم يقبلوا بها، إلا مقهورين وليس للمقهور رأي، ولا للمغلوب اختيار، وستستمر الفتن حتى تنتصر الديمقراطية على الوثنية، عندما ينتصر التوحيد على الشرك، وإن قلت لي إن المجتمع أو الجمهور أو عموم الأصوات هي وثن آخر أقول لك نعم، ولكن العقلاء يرون في الرأي العام خيرا من الوثن الفردي أو الجنسي أو الطائفي.
المسألة هنا ليست شخصا انتصر، بل المبدأ والفكرة، التي غابت عند الضعفاء فأكل عقولهم التشخيص، إنما هو مثال فقط للتحرر المطلوب ولن تتشابه التفصيلات، ولم تقصد هنا، وليست كل المحصلة مفرحة.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :