عنوان الموضوع : تقرير غولدستون اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

تقرير غولدستون وجبل الجليد
إسماعيل القاسمي الحسني


14/10/2016

لا شك أنها قنبلة، تلك التي فجرها ممثل السلطة الفلسطينية في جنيف، حين أعلن طلب تأجيل المصادقة على تقرير ريتشارد غولدستون، لازالت تداعياتها تتفاعل بشكل قوي، لكن الذي لفت انتباهي هو تحميل السلطة الفلسطينية وحدها جريرة ذلكم القرار، وسيقت اتهامات خطيرة لرموزها، في محاولة بائسة لتبرئة ساحة الآخرين.
وللتوضيح هنا، فالسلطة الفلسطينية تتحمل جزءا من المسؤولية لا شك في هذا، وقد اعترف صائب عريقات ونبيل عمرو بذلك، ولكني أراها تتحمل الجزء الأقل، وأما الجزء الأهم فيقع على أولئك الذين يحاولون تبرئة ذمتهم وحشر القضية الفلسطينية في زاوية الشعب الفلسطيني بمفرده، رافعين شعار لا يمكننا أن نكون ملكيين أكثر من الملك.
يقول الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين أوغلو أنه علم باتفاق ضمني بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، وليس من الممكن معارضة رغبة صاحب الطلب، لقد شعرت حقيقة بالصدمة والخيبة من هذا الرد ، لا تقل عن تلك التي أصابتني حين سحب القرار، ذلك بأن رد الرجل يعني شكلا ومضمونا، أن دول العالم الإسلامي تخلت عن حقها في فلسطين، الحق الشرعي بوصفها وقفا للمسلمين، وعليها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهذا موقف خطير للغاية، بمعنى آخر لو فرضنا جدلا أن السلطة الفلسطينية تخلت عن قضية المسجد الأقصى وتقدمت بهذا القرار للمحافل الدولية، أنرى ذات الموقف من أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي!؟ من المفروض أن الجواب قطعا لا ومستحيل ولن نتنازل عن ذرة من الأقصى وما إلى ذلك، طيب أليست حرمة العبد المسلم أخطر قدرا عند الله من الأقصى؟ بلى والله، هذا معلوم من الدين بالضرورة، إذن كيف يستساغ جواب أكمل الدين حين يرى بأم عينه أن السلطة ستتخلى عن حرمة أهل غزة جميعا نتيجة اتفاق مزعوم ووهمي، هكذا وببساطة!؟. لا شك لدي أن هذا العذر أقبح من الجناية ذاتها، بل هو أصلها، فلو أن الفلسطينيين وجدوا دول العالم الإسلامي متمسكة بمواقفها الشرعية لما أمكنها أن تستجيب لضغوط القوى العظمى ولا أن تتعذر بها.
في موقف آخر لا يقل غرابة عن الأول، ما جاء على لسان الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أنه كان خالي الذهن من قرار التأجيل وأنه أصيب بالغثيان عند سماعه النبأ، في محاولة بائسة كذلك ، لإقناعنا ببراءة ذمته وذمة الجامعة العربية من هذه المهزلة، وإلا كيف يفسر لنا غيابه عن متابعة هذا الملف الخطير وقد كلف به من قبل قمة الكويت؟ ومتى وأين؟ في جنيف يوم الحسم الذي كان سيدان فيه العدو الإسرائيلي ! أين كان السيد عمرو موسى؟ هل يعتقد فعلا أن هناك عاقلا فوق الأرض يصدق مثل هذا الكلام!. هاكم اقرؤوا نص قرار وزراء الدول العربية، الصادر في دورة انعقاده غير العادي بتاريخ 7/5/09 بمقر الأمانة العامة: '1- تفويض الأمين العام بمتابعة تنفيذ قرار قمة الدوحة المُشار إليه وتشكيل فريق من المحامين والخبراء القانونيين للنظر في مختلف الخيارات لطرح هذا الموضوع أمام القضاء الدولي والوطني لملاحقة الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية وغيرها من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا المجال ومن ضمنها دراسة سبل اللجوء إلى مجلس الأمن لإنشاء محكمة جنائية خاصة للنظر في هذه الجرائم. وذلك في ضوء التقارير والمعلومات الصادرة عن المنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية بما في ذلك تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها جامعة الدول العربية وتقرير الأمم المتحدة حول العدوان الإسرائيلي على مقراتها في قطاع غزة'.
ليرفع السؤال وبصوت عال: أين هذا الكلام مما حدث؟ بماذا يفسر غياب الجامعة إلى درجة أنه أصاب أمينها العام الغثيان؟ أقول بكل جد ووضوح: نحن يا سعادة الأمين العام من أصيب بالغثيان حقا لا اصطناعا؛ أين اتفاقية التعاون بين جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بتاريخ 29/7/79 وبندها الأول المجال السياسي والإعلامي! واليوم كلا المسؤولين يتبرأ من قرار التأجيل. من المخجل والمحزن في آن، أن يرى المرء رجالا تبوأوا مناصب عليا تمثل وجه أمة عملاقة، يقزمون أنفسهم إلى درجة تجبرنا على استصغارهم، وتسفيه كلامهم واحتقار مواقفهم.
لا محالة أن الأيام ستكشف بأن ما حدث في جنيف لم تكن فيه السلطة الفلسطينية إلا الحلقة الأضعف والأهون، وما خفي منه هو ما خفي من جبل الجليد، لا يمكن لعاقل أن يصدق كلام هؤلاء ولا تصريح أحمد أبو الغيط ، لما نعرفه عن علاقة السلطة الفلسطينية بالنظام المصري، وهي التي لا تعصي لها أمرا وتسبح بحمدها صباح مساء، من منع عباس عن حضور قمة غزة؟ لقد صرح بها أبو الغيط بالفم الملآن : مصر أفشلت قمة غزة. أنصدقه اليوم حين يزعم بأن مصر لم تكن على علم بنية التأجيل! أين قاعدته الفرعونية: 'لما بتقول مصر لا..يعني لا'، التي جاءت على لسانه في رفضه لتبني بيان قمة غزة!؟. كفانا كذبا وبهتانا، لم تجرأ السلطة الفلسطينية على قرار التأجيل إلا بعد اطلاع كل الدول المعنية بإدارة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، مصر والسعودية على رأسها ومنظمة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، كلهم مسؤول في أحسن الأحوال، إن لم يثبت ضغطهم المضاعف على السلطة في اتجاه التأجيل.
ما يدل على هذا، أنه لو كان الأمر كما يدعي هؤلاء وهم يتنصلون من قرار محمود عباس، من عدم معرفة وحالة الغثيان وما إلى ذلك، لدعوا لاجتماع طارئ حينها، ليعيدوا النظر في شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني، ولبادروا إلى معالجة هذا الخطأ الجسيم، وتدارك ما يمكن تداركه، غير أن الأمر لم يعدو منهم غير ما سمعنا من تصريحات تفتقر بشكل فاضح للصدق والموضوعية، بل أكثر من ذلك بشرنا وزير الخارجية المصري ( الذي لم يكن في الصورة) عقب لقائه رئيس السلطة، بأن المصالحة ستتم آخر الشهر في القاهرة، بأسلوب الواثق جدا من نفسه، وجلبة الفصائل قائمة فوق رأسه، أخطرها تصريح الزهار متسائلا كيف يضع يده في يد من اتخذ قرار التأجيل وتواطأ مع العدو.
أهيب هنا بقادة الفصائل الفلسطينية، أن تؤكد للشعب الفلسطيني أولا ثم الأمة الإسلامية مصداقيتها، وهي اليوم فعلا على المحك، أن يكون موقفها من دعوة مصر منسجما تماما مع تصريحات قياداتها حيال السلطة الفلسطينية، ذلك بأنه لا يمكننا القبول بعرض اتهاماتهم واستدلالاتهم، عبر الفضائيات، على تواطؤ السلطة الفلسطينية مع العدو على أهل غزة في مجزرة بشرية هزت أركان العالم، وذات الوقت يمدون أيديهم إليها للمصالحة على حساب أمة من الشهداء، وإلا فالكل مسؤول بمن فيهم من يهاجم اليوم السلطة الفلسطينية. كما أهيب بكل رجال الفكر الفلسطينيين الوطنيين أن يفرضوا اليوم وجودهم في تكتل فاعل يحول دون سقوط فلسطين في الهاوية لا قدر الله.
إن تقرير ريتشـــارد غولدســـتون بات وثيقة قانونية من الوزن الثقيل والخطير، وعلى أهل الاختصـــاص والمعنيين بدم شـــهداء غزة، أن يرفعــــوا دعاوى جنائية عاجلة، ضد العدو الإسرائيلي أمام القضاء المصري أولا، حيث يسرح ويمرح كبار المجرمين الاسرائيليين، ثم الأردن ، وفي باقي دول العالم العربي والإسلامي وعلى رأسهم تركيا، كخطوة أولى عاجلة ولا ينتظرون من أشباه المسؤولين شيئا فقد اعترفوا بأنهم لم يكونوا على علم، فليبقوا على غير علم، لنرى ماذا يمكن أن يقدم القضاء ورجال العدالة عربا ومسلمين لإخوتهم الفلسطينيين، من غير هذا كل ما سبق ذكره يعد هراء.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

ما سلب بالقوة لا يسترجع الا بالقوة

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

للأسف تواطأ الخونة لتأجيل التصويت عليه و دفنه...

حماس إمتنعت على الإمضاء على الوثيقة المصرية لهذا السبب بينما فتح وقعت عليها...."و المكتوب باين من عنوانه"

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

بــارك الله فـيـــك وجــــــزاك الله خـــــيـــراً

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

25 مصوتا بنعم على التقرير،6 معارضون،و 11 ممتنعا....

تم عرضه على مجلس حقوق الإنسان...ونحن في الإنتظار ،رغم أننا لا نأمل الكثير........

نتانياهو يهاتف غولدن براون و يلومه على الإمتناع....بريطانيا إمتنعت عن التصويت !!!!


نوع من ذر الرماد في العيون ،ليس إلا !!!

مجرد رأي...