عنوان الموضوع : زنجبار أولاً وثانياً اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

زنجبار أولاً وثانياً
محمد المحروقي


07/11/2016

حسناً فعل الكاتب ناصر بن عبدالله الريامي حينما قرر نشر ما جمعه بشغف خلال سنين طويلة مما يتصل بالوجود العماني في شرق أفريقيا. مثابرته بيِّنة لخلق صورة متكاملة تتملاها الأجيال المعاصرة والقادمة، لصورة وجدها الكاتب والكثيرون متشظية متبعثرة سوى أجزاء وجه أو أطراف جسد، فجاء الريامي وجمع تلك الأجزاء المبعثرة والمتبعثرة لتكون صورة يمكن أن يتأملها القرَّاء. وإن بدت تلك الصورة مغرقة في الحزن، فما ذاك ذنبه وإنما ذنب الواقع المؤلم لما آل إليه تاريخ من المجد والفخار.
في طفولته أصغى الريامي لأحاديث الآباء وهم يحكون عن مجد زنجبار. وبحدس تاريخي صائب استمع وسجل بقلمه، وبوسائل التسجيل الصوتي، شهادات الذين عاصروا تلك الأحداث، بل حتى الذين صنعوها. وربما ناقش قليلا آنذاك لأنه كان ينتظر اكتمال القصة. وهو فيما بعد قرأ ونقّب،كما يفعل الأثري ، باحثاً عن علامة، وتلقَّف بشغف ما أفرجت عنه وزارة المستعمرات البريطانية من وثائق. هنا وقف الريامي أمام المعلومة مسائلا ومحللا. وأظن أن الفائدة الكبرى في هذا الكتاب الشائق هي أن كاتبه استطاع أن يلتقي بكثير ممن صنعوا تلك المرحلة، وهي ما يعرف بتمرد سنة 1964. ذلك التمرد الذي ارتكب مجزرة من أفظع المجازر التي عرفها التاريخ،وقام بإبادة عرقية وضمير العالم أجمع لم يفق لها، بل ولم يخفق لها ضمير العالم الإسلامي. إنها دماء ابتلعتها الأرض، ولم يسأل عنها أحد.
من هنا تأتي أهمية الأداة العلمية التي استخدمها الريامي. لقد أضفى ذلك حيوية على الكتاب وأبان الشيطان القابع في التفاصيل. كما وفرت تلك الأداة للباحثين فرصة الاطلاع على الروايات والشهادات المختلفة لمن صنع الأحداث أو عايشها. ثم للباحثين بعد ذلك أن يتفقوا مع النتائج التي توصّل إليها الريامي أو أن يختلفوا معه، وحسبه أنه أمدَّهم بمادة لولا جهده لغدت خبراً بعد عين، وشربتها الأرض مع ما شربت من دماء منسية.
إن حديثنا عن الدماء المنسية لا ينبغي أن يفهم منه أنه لتأجيج خلاف ( هل يوجد خلاف؟ ) ولا لإثارة بلبلة غير مبررة عقلا ومنطقاً الآن، وإنما المراد منه تسليط المعرفة العلمية على أبعاد ذلك الوجود المختلفة؛ مضيئها ومظلمها، دون فرح بالأول ودون مواربة للثاني.
حسناً فعل الريامي حينما كتب هذا الكتاب وأروى العطش الجمعي على أسئلة مطروحة على مستوى الاهتمام العام أكثر من غيرها:
كيف سقطت زنجبار؟
ما أسرار ذلك السقوط؟
هل تخلّى العمانيون عن لغتهم العربية؟
وأسئلة أخرى تتصل بالجانب المشرق:
ما أشكال الرفاه الذي عاشه العمانيون في زنجبار؟
من هي أبرز القيادات السياسية والعلمية والثقاقية؟ وماذا صنعت؟
إلى أي مدى تكاملت العلاقة بين عمان وزنجبار؟
أعتقد أن كتاب الريامي أثار تلك التساؤلات، وقَّدم إجابات عليها، تمثل رأيه الذي ينبغي أن يحترم، ولكنه ليس الفاصل. وأنا على يقين أن الريامي لا يضع رأيه إلا في هذا المكان المكين. ثمة معلومات وتحليلات ينبغي أن تجرى حتى تبدو تلك الصورة واضحة تماما.
لقد كتب الريامي الكتاب بنبض قلبه، ولذا فإنه يلمس قلبك مباشرة. واجتهد في كتابته أيما اجتهاد. ويبدو أن حدس الريامي التاريخي مع حدسه التربوي، عندما ملأ غرفة صغيرة في بيته بصور متعددة لشخصيات زنجبارية تلبس الدشداشة العمانية والعمة السعيدية والخنجر العماني أيضاً، في أناقة لا تتخطاها العين، ليبثّ في أولاده معرفة التاريخ وحبه، ويثير تطلعهم لمستقبل مختوم برفعة الأجداد. هكذا فعل ثانية ، وباقتدار، حينما قرر نشر كتابه ليكون في متناول من يريد أن يقرأ تلك الصفحات المنسية.
' كاتب من عمان


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكراا لك اخي
بارك الله فيك
في انتظار الجديد...

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :