عنوان الموضوع : لوكربي: توريط ايران وسورية الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

لوكربي: توريط ايران وسورية
عبد الباري عطوان


27/10/2016

ان تعيد الشرطة البريطانية فتح التحقيق في ملف تفجير طائرة 'لوكربي' عام 1988 تحت ذريعة وجود خيوط جديدة، واسماء جديدة لم تشملها التحقيقات السابقة، فهذا يعني، وبحكم التجارب السابقة، اننا امام عملية ابتزاز جديدة لأكثر من جهة، واكثر من دولة مثل ليبيا وايران وسورية.
السيد عبد الباسط المقرحي ظل لسنوات يطالب من خلال محاميه بإعادة محاكمته، لوجود ادلة دامغة على براءته، ولكن جميع توسلاته هذه قوبلت بالرفض، حتى ان طلب الاستئناف الاخير الذي تقدم به اضطر للتنازل عنه، بعد مساومته بشكل بشع، وتهديد واضح بأن عليه ان يختار بين المضي في الاستئناف والبقاء في السجن، او اسقاطه والعودة الى طرابلس لقضاء ايامه الاخيرة بين اهله وأطفاله.
في كانون الاول (ديسمبر) عام 2016 ذهبت الى غلاسكو للقاء السيد عبد الباسط المقرحي المتهم الرئيسي والوحيد في تفجير لوكربي، فقد كان متابعا لصحيفتنا بشكل جيد، وبادر الى الاتصال هاتفيا بي اكثر من مرة، وقد قضيت معه اكثر من ثلاث ساعات في مكتب خاص للزوار، لم اتكلم خلالها الا قليلا، فالرجل انفجر كبركان غضب، وانهار باكيا بحرقة وهو يقسم بأغلظ الايمان انه بريء من هذه التهمة، وانها الصقت به ظلما وعدوانا، واكد انه لو فعلها لما تردد لحظة في الاعتراف بذلك على الملأ، ولقتل نفسه بعد ذلك من شدة العار.
وجدت نفسي امام رجل يعيش حالة من المرارة من ذلك النوع الذي يعيشه الرجال ذوو الكرامة العالية، خاصة عندما عرض عليّ ملف الادعاء الذي تضمن صفحات كاملة جرى طمسها بالحبر الأسود لأسباب امنية.
المرة الاولى التي تقدم فيها باستئناف امام المحكمة الاسكتلندية كانت عام 2016، ولكن الاستئناف قوبل بالرفض، وقال الدكتور هانز كوهلر مراقب الامم المتحدة الذي حضر الجلسة انها كانت عملية اجهاض واضحة للعدالة.
' ' '
في عام 2016 ظهر دليلان يؤكدان وجود تلاعب بالأدلة، الاول في ايلول (سبتمبر) عندما اعترف الشاهد السويسري في القضية المهندس اولريخ لمبرت امام ضابط بوليس شرطة زيوريخ بانه كذب بشأن مسألة الصواعق (المفجّرات) التي استخدمت في التفجير، وبعد ذلك بشهر، اي في تشرين الاول (اكتوبر) من العام نفسه اكتشف محامو السيد المقرحي ان شاهدا ثانيا وهو المالطي توني غوتشي قد تلقى مبلغا مقداره ثلاثة ملايين دولار من قبل المخابرات الامريكية والبريطانية كي يقول ان المقرحي اشترى ملابس الاطفال التي كانت في الحقيبة الملغومة من متجره في فاليتا (عاصمة مالطا)، وهذا الشاهد الرئيسي يعيش حاليا في استراليا بعد ان هاجر اليها واصبح من الأثرياء.
الافراج عن السيد المقرحي في شهر آب (اغسطس) الماضي كشف عن اثباتات اضافية حول 'تسييس' العدالة، فقد تبين ان مساومات عديدة خلف الستار جرت لمقايضة الافراج عن رجل مريض بسرطان البروستات امامه ثلاثة اشهر للحياة فقط، مقابل صفقات تجارية نفطية ضخمة للشركات البريطانية. مليارات الدولارات حصلت عليها هذه الشركات مقابل ثلاثة اشهر من حياة رجل على فراش الموت، ومن اجل ان تحقق سلطات بلاده نصرا اعلاميا في يوم احتفالاتها بالذكرى الاربعين على توليها السلطة.
ليبيا رضخت للابتزاز مرتين، في الأولى عندما سلمت السيد المقرحي، ودفعت أكثر من ثلاثة مليارات دولار تعويضات لأسر ضحايا لوكربي، علاوة على نفقات قانونية بمئات الملايين من الدولارات، والثانية عندما تخلت عن برامجها لأسلحة الدمار الشامل لاعطاء 'بطلي' حرب العراق وافغانستان، اي توني بلير وجورج بوش الإبن انتصاراً دبلوماسياً بعد ثبوت كذب ادعاءاتهما حول اسلحة الدمار الشامل العراقية.
' ' '
ربما تكون السلطات الليبية اشترت حريتها ورفعت الحصار الظالم المفروض عليها بدفع هذه المبالغ وتدمير ما في حوزتها من أجهزة نووية وكيماوية وبيولوجية، ولكن الامر المؤكد انها تقف حالياً امام عملية ابتزاز جديدة، فالشرطة البريطانية التي ستعيد فتح ملف التحقيق في قضية لوكربي تريد استجواب ثمانية اشخاص آخرين، مما يعني اننا نقف حاليا امام معركة قانونية جديدة ومكلفة.
ولعل المسألة الأهم هي توقيت الاعلان عن اعادة فتح التحقيقات، وتزامن ذلك مع ازمة امريكية اسرائيلية متفاقمة مع ايران بسبب عدم تسليمها لما في حوزتها من يورانيوم مخصب لروسيا وفرنسا، واجراء الولايات المتحدة واسرائيل مناورات جوية مشتركة قبل ايام معدودة من ضمنها مهاجمة اهداف نووية مزعومة، وتزويد القاذفات بالوقود في الجو.
نحن امام فصل جديد في لعبة استخباراتية قذرة للتمهيد لحرب جديدة في المنطقة، يروح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء، وللهدف نفسه الذي كان وراء حربي العراق وافغانستان، اي تأمين اسرائيل ومنابع النفط، وابقاء الأخيرة تحت الهيمنة الامريكية.
' ' '
اسم عبد الباسط المقرحي قد يختفي قريباً من واجهات الصحف، ربما بسبب الوفاة متأثراً بالسرطان الذي انتشر في معظم انحاء جسده، ولكن اسماء اخرى قد تظهر مجدداً بعضها سوري، وبعضها الآخر فلسطيني، والثالث ليبي.
محطة تلفزيونية بريطانية مشهورة تعد حالياً برنامجاً وثائقياً يثبت ان ايران وسورية والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة متورطة في تفجير طائرة 'بان. آم' الامريكية فوق لوكربي انتقاماً لتفجير امريكا طائرة ايرانية مدنية فوق الخليج قبل ذلك بعام.
المؤلم ان السيد المقرحي الذي أتعاطف معه كثيراً، ويصعب علي التشكيك في صدق دموعه، لن يرى حكم براءته وهو على قيد الحياة، ولكن عزاؤه الوحيد انه سيقضي ما تبقى من ايامه الاخيرة في صحبة والدته المريضة (80 عاماً) واطفاله الذي قال لي ان اكثر ما يحز في نفسه انهم كبروا دون ان يتمتع بطفولتهم، ودون ان يصحبهم الى المدرسة مثل باقي الآباء.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

صحيح ، همهم الوحيد هي الانظمة التي ما زالت تحت قبضة هذا التيار الصهيوني العالمي
الله ينصر الامة ،واحرار الامة

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :