عنوان الموضوع : القومية والوطنية وخطرها على المسلمين الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

بسم الله الرحمن الرحيم

سأقوم بنقل هذا الموضوع إن شاء الله على شكل أسئلة ..


س1: كيف عمل أعداء الإسلام على بث هذه المذهبين؟؟

عمل أعداء الإسلام على بث هذه المذاهب مستخدمين لذلك وسيلتين:-
1- الهجوم الشرس على العقيدة الإسلامية والشريعة ورميها بأحط ما وضعوا من عبارات مسفة كقولهم إن الشريعة الإسلامية شريعة بربرية تشوه يد السارق، وترتكب جريمة فظيعة برجم الزاني المحصن ولا تساير روح العصر الذي سيطرت عليه المعارف "التكنولوجية" بل ليس في الإسلام مواد قانونية تنظم حياة الناس.. إلى آخر ذلك الهراء.
2- إضفاء صبغة البهرجة الكاذبة، والدعاية لتلك المذاهب الهدامة ووصفها بأنها هي علامة التقدم ومسايرة الركب الحضاري العالمي، وهى التي تعطي الناس الحرية في كل شيء. وهي مذاهب لا تقيد إنسان بدين معين، بل يأخذ ما يريد ويدع ما لا يريد مذاهب تخلو من التزمت وضيق الأفق.. إلى آخر ما هنالك مما يقال.

س2: الهدف من كل هذه المذاهب؟؟؟

يمكن القول أن الهدف الأول والأخير من كل هذه المذاهب الكافرة هو:إخراج المسلم من إسلامه وقطع ولاء المسلم بربه ودينه وإخوانه المؤمنين، ثم العودة إلى روح الجاهلية التي تتمثل في الطاعة والانقياد والخضوع لهذه المذاهب الكافرة ولطواغيتها الذين يخططون لها. والعودة أيضاً بالمسلمين إلى جاهلية العرق والنسب والتراب وسائر أنواع النتن التي أمر الله المسلمين بتركها لأنها تنقض عرى الإسلام عروة عروة. وهذا الهدف تتفق عليه كل المذاهب الكافرة باتجاهاتها المختلفة وانتماءاتها المتنوعة.

س3:ما هي أهم هذه المذاهب؟؟

أهم هذه المذاهب القومية والوطنية، اللتان تحصران الولاء في دائرة الجنس أو التراب فيلتقي فيها مثلاً اليهودي العربي والنصراني العربي والمشرك العربي، والبعثي العربي مع المسلم العربي لأن رابطة القومية العربية تجمعهم!! وهذا أمر يرفضه الدين الحنيف لأن الرابطة فيه هي رابطة العقيدة، فضلاً عن أن الوطنية والقومية ضيقتا دائرة الولاء.
إنَّ العالم الإسلامي كان أمة واحدة تظلله راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ورغم خط الانحراف الذي يرتفع ويهبط في تاريخ المسلمين إلا أنهم إلى ما يقرب من ثلاثة قرون كانوا يشعرون أنهم أمة واحدة لأنهم يدينون بدين واحد ويؤمنون بكتاب واحد وسنة واحدة ويتحاكمون إلى شريعة واحدة.
ولقد كان المسلم يخرج من طنجة حتى ينتهي به المقام في بغداد لا يحمل معه جنسية قومية أو هوية وطنية وإنما يحمل شعاراً إسلاميا هو كلمة التوحيد، فكلما حل أرضاً وجد فيها له إخوة في الإيمان وإن كانت الألسنة مختلفة والألوان متباينة لأن الإسلام أذاب كل تلك الفوارق واعتبرها من شعارات الجاهلية. ولكنه نتيجة لضعف المسلمين وتمكينهم عدوهم من أنفسهم سهل استعمارهم من قبل أرذل خلق الله. وهم اليهود والنصارى ومن جاء بعدهم كالملاحدة الشيوعيين. وبعد أن تمكن العدو من السيطرة على أرض الإسلام أخذ يبث سمومه ويغرس في نفوس الضعاف والسذج والعملاء حبه ونصرته وموالاته، واستحسان ما هو عليه من باطل وكفر، وهنا نزع الولاء الإسلامي ليحل محله الولاء الجاهلي الكافر. ومصداق هذا الكلام قول أحد المستشرقين في كتاب "الشرق الأدنى مجتمعه وثقافته" وهو يتحدث عن أسلوب نزع ولاء المسلمين فيقول (إننا في كل بلد إسلامي دخلناه نبشنا الأرض لنحصل على تراث الحضارات القديمة قبل الإسلام، ولسنا نعتقد بهذا أن المسلم سيترك دينه ولكنه يكفينا منه تذبذب ولائه بين الإسلام وتلك الحضارات). وهذا الكلام صادق في ذاته، لأن نشوء فكرة إحياء الحضارات والنعرات الجاهلية أمر خطير على قضية الولاء، حيث ينشأ من ذلك فصام نكد، ويبتدئ الميل والحب – بفعل شياطين الجن والإنس – يكبر تجاه هذه الحضارات ويقل ثم يضمحل الولاء الإسلامي الخالص لله رب العالمين.
وبعد أن كان البراء أمراً ملازماً للولاء تجاه هذه النعرات الجاهلية أصبح أمراً لا وجود له – إلا عند من رحم الله – لأن هذه الأفكار كفيلة بغسل فكرة البراء من النفس عند ضعاف الإيمان، أو المغالطة عند البعض بأن هذه الأفكار والمذاهب لا تتعارض مع الإسلام! ويقال: ما الذي يمنع المسلم أن يكون مسلماً وقومياً أو مسلماً علمانياً أو مسلماً اشتراكياً.. الخ.
ولما أدرك أعداء الإسلام مدى جدوى وفاعلية هذه الفكرة التي تمسخ
المسلم حتى يصبح مخلوقاً لا صلة له بالله –كما قالوا – بدأوا ببث فكرة القومية والوطنية مبتدئين بتركيا مقر آخر خلافة إسلامية، حيث نشأت هناك: القومية الطورانية وتزعم هذه الدعوة حزب "الاتحاد والترقي" فبدأ بالمطالبة "بتتريك" تركيا، وعودة القومية الطورانية متخذين لذلك شعار: الذئب الأغبر الذي هو معبود الأتراك قبل أن يعرفوا الإسلام. وبهذا (التتريك) أخذت الدولة العثمانية تضغط على العرب، حيث تعطي الأتراك امتيازات خاصة بهم لأنهم ترك! وهذا الفعل فضلاً عن كونه يعارض مبدأ العدل الإسلامي هو أيضاً مؤشر للعرب أن يتحدوا في قومية عربية جديدة! وهذا هو الذي حصل فعلاً. فلقد قام الجاسوس لورنس – الذي سماه المغفلون – "لورنس العرب" بالتخطيط لقيام ما يسمى بالثورة العربية الكبرى ضد الخلافة العثمانية وانضم العرب إلى جيوش الحلفاء الذين لا يرقبون في مؤمن إلا وذمة ولا يراعون في مسلم عهداً ولا حرمة. ومن المضحك المخزي أن محرك هذه الجيوش العربية هو لورنس العرب!!
فانظر إلى جيوش عربية تزعم أنها مسلمة وولاؤها لجاسوس غربي كافر اسمه لورنس!! وبعد انتهاء مهمة هذه الجيوش قال أحد القادة الإنجليز –اللينبي – قولته المشهورة "الآن انتهت الحروب الصليبية"!! يقصد بذلك أن الحقد الصليبي ظل كامناً في نفوس الصليبيين إلى أن استردوا بيت المقدس". وانفصل العرب عن إخوانهم المسلمين في أنحاء المعمورة واعتنقوا القومية العلمانية من أجل تقليد الغرب الذي آمن بها بالأمس وكفر بها اليوم. وأصبح "كل تجمع أو حتى تضامن أو تقارب على أساس العقيدة والدين مظهراً من مظاهر التخلف والرجعية يجب أن تبرأ منه الجماهير لتكون عصرية تقدمية".
ولما انتكست العرب وعادت إلى نعرة الجاهلية، فقدت روح التضحية والجهاد، وولت وجهها تجاه اليمين واليسار، حيث اليمين له ألوان وضروب من واشنطن إلى باريس إلى لندن واليسار له ألوان أحمر وأصفر وبينهما بعد ما بين موسكو وبكين.
ولما وقعت هذه النعرة الجاهلية، وقع معها كل باطل وكل شر فأما شريعة الله وحكمه وقيامها بما يحتاج إليه البشر لأنها من عند الله وهو العليم سبحانه بما يصلح أحوال البشر: فقد أقصيت وحل محلها قانون البعث العربي الاشتراكي الذي أخذ هذا الشعار.
لا تسل عن ملتي أو مذهبي أنا بعثي اشتراكي عربي
ومن المضحك أن صاحب هذا الشعار حين تلقى صفعة موجعة من اليهود بالرغم من ولائه لهم – مسح ذلك الشعار وكتب مكانه "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"!!!
س 4:ما هي تجاوزات الفكر القومي والوطني؟؟


يمكن إجمال تجاوزات الفكر القومي في النقاط التالية:
1- إضفاء الصبغة التاريخية على الإسلام، إذ تم عدّه مرحلة ماضية من تاريخ الأمة العربية، فالقومية العربية هي الفكرة الكلية الشاملة، والإسلام جزء من القومية، أو هو تجربة من إفرازات العبقرية العربية.
2- محاولة تضخيم تاريخ الجاهلية وتاريخ العرب قبل البعثة النبوية، والاعتداد به، وجعله في الغالب مصدر انتماء واعتزاز، وتصوير العرب في تاريخهم الطويل على أنهم أصحاب حضارة ممتدة. مع تحجيم دور الإسلام من خلال التركيز على الحركات الشعوبية: كالقرامطة والزنادقة والزنج والحشاشين وإخوان الصفا، إلى جانب الاهتمام بنقاط الضعف والجوانب السوداء في التاريخ الإسلامي.
3- إعطاء القومية بوصفها انتماء، مضموناً عقائدياً، بحيث تصبح القومية عقيدة أو ديناً يحل محل العقائد والأديان التي من جملتها الإسلام، بل هو المقصود من دونها. فلم تدُم النزعةُ القومية العربية المجردة فترةً طويلة حيث بدأت تنكفيء أمام الغزو الماركسي والأحزاب والشيوعية. ففي الخمسينات عُقد في بيروت اجتماع لدعاة القومية العربية يهدف إلى تبني محتوىً عقائديٍ للقومية العربية كان من نتائجه اعتبارُ الفكر الاشتراكي الماركسي المحتوى الأيديولوجي للحركات القومية العربية عموماً, كما نجم عنه انسحاباتٌ كثيرة من إطار العمل القومي بسبب من توجهاته الماركسية، وهكذا أصبحت العروبة مركباً للفكر اليساري والحركات الشيوعية.
4- إقصاء الإسلام بوصفه المقوِّم الأساس للشخصية العربية، والانتقاص من دوره في الحياة.
5- ربط القومية ببعض المذاهب والفلسفات اللادينية، كالربط بينها وبين الفكر الماركسي والاشتراكي، أو الفكر العلماني، وذلك على الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي.

س5: ما هي نتائج الدعوة للقومية الوطنية في العالم الإسلامي؟؟

لقد ترك تيار الدعوة القومية والوطنية آثاراً خطيرة في العالم الإسلامي، نذكر منها ما يلي:-
1- نشر الأفكار الغربية اللادينية، وإقصاء الإسلام وتفريغ القضية السياسية والاجتماعية بوجه عام من المحتوى الإسلامي، وإحلال فلسفات وعقائد أخرى محل العقيدة الإسلامية، واستبدال الرابطة الدينية بالقومية التي تستهدف عزل الشعوب والأمم الإسلامية بعضها عن بعض، ومثال ذلك ظهور الجامعة العربية -تحت شعار القومية العربية- كبديل عن الجامعة الإسلامية التي كانت المناداة بها فكرة تراود دعاة الإصـلاح الإسـلامي فـي تلـك الفتـرة، ومـن المعلـوم أن فكـرة إنشـاء جامعة الدول العربية هي من بنات أفكار وزير خارجية بريطانيا السابق "أنتوني إيدن".
2- تمكين الاستعمار الغربي من تحقيق أهدافه الشريرة التي تتمثل في هدم الخلافة الإسلامية، وتفتيت الكيان السياسي الإسلامي، والقضاء على الوحدة الإسلامية التي كانت تخيف الغرب الكافر، والتي كانت تمثل سداً منيعاً تحول دون سيطرته على العالم الإسلامي. يقول القس سيمون: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب السمر وتساعدهم على التملص من السيطرة الأوربية" ويقول زميله غاردنز:"إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف الغرب".
وبالفعل لم يستطع الاستعمار الغربي الكافر إخضاع العالم الإسلامي لسيطرته العسكرية وسياسته الاستعمارية إلا بعد أن آتت الدعوة القومية ثمارها، إذ ظهرت القومية الطورانية في تركيا، والقومية العربية في بلاد العرب، والكردية في العراق، والقومية الهندية التي أدت إلى انقسام شبه القارة الهندية إلى عدة دول متناحرة: الهند -باكستان -كشمير، ثم أصبحت باكستان بفعل القومية البنغالية دولتين: باكستان وبنغلادش.
3- لقد عملت الدعوة القومية على إحياء النعرات الجاهلية القديمة التي كانت سائدة قبل الإسلام، وإلى الاهتمام بما يعرف بالحضارات القديمة، كالفارسية والفرعونية والآشورية والفينيقية والطورانية، بل أدت إلى الاهتمام بالديانات الوثنية القديمة وآلهتها المنقرضة بحجة أن هذه الأمور من التراث والتاريخ القومي.
4- ومن نتائج الفكر القومي: احتلال فلسطين عام 1948م من قبل اليهود وبدعم وتأييد استعماري أوربي وأمريكي، ثم سيطرة إسرائيل على البقية الباقية من فلسطين بما فيها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولقد ترتب على الفكر القومي العربي أن أصبحت قضية فلسطين قضية قومية تخص العرب وحدهم، وإقصاء الإسلام عنها.
: ما هو موقف الإسلام من القومية الوطنية؟؟


مـن المعلوم من دين الإسلام بالضرورة بطلان الدعوة إلى غير الإسلام، بطــلان التحزب والتعصب والتجمع على غير الولاء لله ورسوله والمؤمنين، فالدعوة إلى القومية أو الوطنية دعوة باطلة منكرة، يأباها دين الله عز وجل للأسباب التالية:-
أولاً: كونها تفرِّق بين المسلمين، وتجعلهم أحزاباً وقوميات متنافرة كل منها يتعصب لتاريخه وتراثه، فهي تفصل المسلم العربي عن أخيه المسلم العجمي، وتفرِّق بين العرب أنفسهم لأنهم كلهم لن يرتضوها، وإنما يرتضيها فريق منهم دون فريق، وكذا تفرق بين المسلمين: الأتراك والفرس والعرب فيما بينهم، وبذلك تخالف مقاصد الإسلام في التجمع والاعتصام، يقول الله تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ويقول(إنما المؤمنون أخوة) ،ويقول(وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ثانياً: إن الدعوة إلى القومية والوطنية من دعاوى الجاهلية التي حاربها الإسلام بلا هوادة، إذ حارب الإسلام كل دعوة تخرج عن دعوته المستمدة من مصدريه: القرآن والسنة، سواء كانت تلك الدعوة مرتبطة بلون أو جنس وعرق، أو بلد ووطن، أو مذهب وطريقة. ولا شك أن الدعوة القومية دعوة إلى غير الإسلام، ومناصرة لغير الحق، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل من خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية..."، قال تعالى: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)، وإذا كان دعاة القومية يدعون إلى عصبية قومية ويتفاخرون بالعروبة أو بالطورانية ونحوها من القوميات، فإن الإسلام تبرأ من كل عصبية، قال صلى الله عليه وسلم(ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية)، وقال صلى الله عليه وسلم(إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)
وإذا كانت الدعوة إلى القومية أو الوطنية من دعاوى الجاهلية فإن الداعي إليها يخلع ربقة الدين من عنقه، ويعرّض نفسه إلى عذاب جهنم وبئس القرار، روى الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن:السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم). قيل:يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال(وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوى الله الذي سمّاكم المسلمين المؤمنين عباد الله".
ثالثاً: من أدلة بطلان الدعوة القومية:أنها تؤدي إلى موالاة الكفار والملاحدة، فالدعوة إلى القومية العربية سُلِّم إلى موالاة كفار العرب من النصارى واليهود والدروز والشيوعيين والباطنيين وغيرهم من الملاحدة والزنادقة، لأن الفكر القومي العربي يقول: كل العرب أولياء بعض، لا فرق بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى. والفكر الوطني يقول كل أبناء الوطن أولياء بعض، لا فرق بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى.
إنّ نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية تضافرت على بغض الكافرين من العرب وغيرهم، ومعاداتهم وتحريم موالاتهم واتخاذهم بطانة، ومن ذلك قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)، وقال( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) وقال( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22) رابعاً: إنّ الدعوة القومية وكذا الدعوة للوطنية تفضي بالمجتمع إلى إقصاء الإسلام عقيدة وشريعة، لأن القوميين والوطنيين غيـر المسلمين لـن يرضـوا -ضـرورة كونهـم ليسـوا بمسلميـن- تحكيـم القـرآن وشـرع الله تعالى، وهذا يوجب لزعماء القومية اتخاذ الأحكام والقوانين الوضعية التي تخالف شرع الله وحكم القرآن الكريم حتى يستوي مجتمع القومية في تلك الأحكام والقوانين (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). ولقد صرَّح قادة القومية العربية، ومثلهم قادة القومية الطورانية التركية، بأنهم لا يرغبون الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية. والفكر القومي- كما صرَّح قادته- إنما جاء لتحرير الإنسان العربي من الخرافات والغيبيات والأديان، ورفعوا شعار: الدين لله والوطن للجميع، وزعموا أن الأديان والتقاليد الموروثة عقبات يجب التخلص منها من أجل بناء مستقبل الأمة، وكان كثيراً ما يتمثل دعاة القومية العربية بقول الشاعر القروي:-
هبوني عيداً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين بَرْهَم
سلام على كفر يوحِّـد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم
ويقول شاعر آخر:
لا تسل عن ملتي أو مذهبي أنا بعثي اشتراكي عربي
وإذا كانت هذه حال الدعوة القومية والوطنية، وتلك جنايتها على الإسلام عقيدة وشريعة وأخوة إيمانية أدركنا سر ارتباط هذه الدعوة بالاستعمار الغربي الكافر وبأبناء النصارى ويهود الدونمة، وارتباطها باليهودية العالمية والمحافل الماسونية التي زرعها اليهود في المنطقة.

انتهى ..


منقول


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

حكم الإسلام في القومية و الوطنية (هام للجميع)
حكم الإسلام في القومية و الوطنية (هامللجميع)
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والاسلامعلى سيد المرسلين محمد بن عبد الله ومن تبعه ومن ولاه وسار على دربه وهديه باحسانالى يوم اللدين...........


حكم الإسلام في القومية و الوطنية

حتىنصدر حكما على فكرة ما، يجب علينا أولا أن نفهم معنى هذه الفكرة و واقعها و الغايةالتي تهدف إليها ، و بعد ذلك نصدر حكمنا من خلال الاسلام على تلك الفكرة. فما هومعنى فكرتي القومية و الوطنية، و ما هو واقعهما، و ما هي غايتهما؟

اماالقومية، ففي اللغة العربية "قوم الرجل : شيعته و عشيرته" هكذا في لسان العرب لابنمنظور. و لكن في الاصطلاح الحديث هي ترجمة لكلمة nationalism المستعملة في اللغاتالأوروبية. و هذا الاصطلاح الحديث دخيل على اللغة العربية، و دخيل على فكرالمسلمين. و بناء علي اصطلاح الأوروبيين هذا، فهي تعرض على أنها رابطة للمجتمع تربطبين مجموعة من البشر يشتركون بخصائص و صفات مشتركة. فما هي العناصر التي تؤلف تلكالخصائص و الصفات؟ لم يستطع أصحابها أن يتفقوا على مجموعة العناصر التي تشكل "القومية" و لا أن يحددوا مدلولها بشكل منضبط. فمنهم من قال إن مقومات القومية هيالدين، و منهم من قال هي العادات و التقاليد المشتركة، و منهم من قال هي اللون أوالعرق البشري، و منهم من قال هي المنطقة الجغرافية، و منهم من جمعها كلها، و منهممن جمع بعضها و رفض البعض الاخر.

و إذا نظرنا إلى هذه العناصر : اللغة والرقعة الجغرافية و التاريخ المشترك و المصالح المشتركة... نجد أنها نتائج و ليستسببا. إنها نتائج توجد عند الناس الذين تكون بينهم رابطة تربطهم، و ليست هذهالعناصر هي التي تشكل الرابطة. الذي يوجد الرابطة بين الناس هي وحدة أفكارهم، وخاصة الأفكار الأساسية. و لتوضيح ذلط نأخذ المجتمع المكي قبيل بعثة النبي محمد صلىاله عليه و سلم. كانت قبيلة قريش تشكل المجتمع المكي (كان هناك ناس من قبئل أخرى ولكن كانوا تبعا لقريش و يحملون الولاء لها). هذه القبلية كانت ذات لغة واحدة، وتاريخ واحد و رقعة جغرافية واحدة، و عرقية عصبية واحدة، و مصالح مشتركة. و كانت فيالوقت نفسه تحمل أفكارا مشتركة.

جاء الاسلام و لم يتعرض إلى لغتهم و لاتاريخهم و لا عرقيتهم و لا جغرافيتهم و لا مصالحهم ، و إنما تعرض لشيء واحد، هوأفكارهم بدءا بالعقيدة الأساس، مرورا بالعقائد الفرعية وصولا إلى سلوكهم و قيمهم ومقاييسهم و معاملاتهم.

بعد مدة حصل انشقاق في المجتمع المكي : فريق مسلم وآخر مشرك. و هاجر قسم من المسلمين إلى الحبشة و صبر قسم آخر على الأذى و المقاطعة،ثم هاجروا إلى المدينة. ثم وقعت حروب طاحنة بين الفريقين.
لماذا حصل الانشقاق،مع أن كل العناصر التي يزعمون أنها تشكل الخصائص و الصفات التي توجد الرابطة موجودة، ما عدا عنصر الوحدة الفكرية؟
ثم بعد فتح مكة و دخول قريش إلى الاسلام عادتالوحدة الفكرية إلى المجتمع المكي، و لكن هذه المرة على أساس الاسلام و مفاهيمالاسلام، فعادت اللحمة إلى مجتمع مكة من جديد.
و هذا المثال الواضح يرينا أنالذي يوجد الرابطة و الوحدة و الاندماج و الانسجام هو وحدة الأفكار. و كلما ازدادتنسبة الأفكار لمتفق عليها في المجتمع قويت الرابطة و اشتدت أواصرها، و كلما ازدادتنسبة الأفكار المختلف عليها تشقق المجتمع و تفكك. و لا نظن أن شخصا عاقلا نزيهايماري في هذا الرأي.

إن فكرة القومية التي انتشرت في بلادنا هي القوميةالعربية فلنلق الضوء عليها بشكل خاص. فالقوميون العروبيون يرون أن "العرب" يشكلون "أمة واحدة" مستقلة عن غيرها من الشعوب و ألأمم، فهم "أمة عربية" و ليسوا "أمةاسلامية" و لا جزءا من "أمة اسلامية"، إذ لا وجود "لأمة اسلامية" بنظر هؤلاء. ويرون أن الرابطة التي تجمع هذه "الأمة" هي اللغة العربية بشكل أساسي.

فما هوالموقف الشرعي من تلك الفكرة؟

إن النظرة النزيهة إلى التاريخ لا تحتاج إلاإلى قليل من الوعي حتى تدرك أن اللغة العربية لم تكن يوما لتشكل رابطة للمجتمع. فهاهي في الجاهلية كانت منتشرة في الجزيرة العربية كلها، فلماذا لم تجمع العرب؟ ألمتكن القبائل العربية متفرقة متناحرة رغم وحدة اللغة؟
إن العرب لم يتحدوا ويجتمعوا إلا بعد ان نزل الاسلام و انتشر في الجزيرة العربية، و ها هو الله سبحانه وتعالى يذكر المسلمين بالنعمة التي أسبغها عليهم بالإسلام قائلا: و اعتصموا بحبلالله جميعا و لا تفرقوا ، و اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكمفأصبحتم بنعمته إخوانا : و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبينالله لكم آياته لعلكم تهتدون ..سورة آل عمران - آية 103

إذن فإن الاسلامبوصفه دينا للبشر كافة و نظاما للحياة و المجتمع هو الذي جمع العرب و ليس اللغةالعربية . "و ألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكنالله ألف بينهم إنه عزيز حكيم" سورة الأنفال آية 63

و هناك من القوميينالعروبيين من يقول إن مقومات القومية العربية هي العروبة و الاسلام معا. و يستدلعلى ذلك بأن القرآن عربي ، فالله تعالى يقول "إنا أنزلناه قرءانا عربيا لعلكمتعقلون".. سورة يوسف آية 2
و ينسب بذلك القومية العربية إلىالاسلام.

فهؤلاء نقول لهم ، إن الله تعالى يقول للرسول صلى الله عليه و سلم: قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا" .. سورةالأعراف آية 158
و يقول عز و جل: "و ما أرسلناك إلا رحمةللعالمين" سورة الأنبياء آية 107
و يقول سبحانهوما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا و نذيرا ..سورة سبأ آية 28
و قال رسولالله صلى الله عليه و سلم: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة و بعثت إلى كل أحمر وأسود.
فرسالة الاسلام رسالة عالمية و ليست للعرب وحدهم ، و الأمة تضم المؤمنينمن العرب و غيرهم . فقد كان في نص الوثيقة التي كتبها الرسول صلى الله عليه و سلمفور وصوله إلى المدينة و قيام الدولة الاسلامية الأولى أن "المؤمنين و المسلمين منقريش و يثرب و من تبعهم و جاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس" سيرة ابنهشام
فالأمة الاسلامية حين انتشرت و توسعت ضمت في رحابها من العجم و سائر الشعوبأكثر مما ضمت من العرب. و ها هي الامة الاسلامية اليوم تربو على مليار نسمة, لايزيد العرب عن ربعهم و الباقون من غير العرب.
و لنتذكر وصية الرسول صلى اللهعليه و سلم في حجة الوداع: " يا أيها الناس ، ألا إن ربكم واحد، ألا إن أباكم واحد،ألا لا فضل لعربي على عجمي ، و لا لعجمي على عربي, و لا لأسود على أحمر , و لالأحمر على أسود, إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم"

نعملقد تمسك المسلمون باللغة العربية ، إلا أنهم لم يتمسكوا بها بدافع قوميأو عنصري، و إنما تمسكا بالاسلام نفسه الذي نزل بلغة العرب، و هي اللغةالتي يحترمها جميع المسلمين عربا و غير عرب، و يسعون إلى تعلمها و إتقانها . و هانحن نرى أن اللغة العربية انتشرت مع انتشار الاسلام ما بين الخليخ شرقا و المحيطالأطلسي غربا، و تصل إلى حدود الأناضول شمالا، بعد أن كانت حبيسة الجزيرة العربية. فهل كان لتلك اللغة أن تنتشر لولا ظهور الاسلام؟
لذلك فإنالدعوة إلى القومية هي دعوة إلى عصبية جاهلية جدية، و ليست من الاسلام فيشيء. و الداعي إلى القومية مرتكب لمعصية كبيرة و آثم عند اللهتعالى.

و أما الوطنية : فيعرضها أصحابها رابطة تجمع الناس فيوطن معين. أما ما هو هذا الوطن؟ فواقع الذين يدعون إلى الوطنية أنهم يعدون الوطن هوذلك الكيان السياسي الذي تقوم فوقه دولة ذات

حدود مرسومة على الخريطة بغضالنظر عمن رسم تلك الحدود. فيتكلمون عن الوطنية اللبنانية و الوطنية العراقية والوطنية المصرية و هكذا. فهل هذا حقا هو معنى كلمة "الوطن"؟

يقول صاحبالقاموس المحيط عن المعنى اللغوي لكلمة وطن: "منزل الإقامة و مربط البقر و الغنم،الجمع أوطان، و وطن به يطن و أوطن: أقام". و الإقامة قد تكون في قرية أو مدينة وبذلك

تصلح المدينة أو القرية لأن تكون وطنا. إذن فغن أوسع مدلول لكلمة وطنهو القرية أو المدينة التي يعيش فيها الإنسان , أما سائر المدن و القرى فهي كلهابالنسبة له سواء، لا فرق بين مدينة أو
قرية ضمن ولايته أو إمارته أو دولته و بينأخرى تقع خارجها، فكلها سواء من حيث إنه لا يستوطنها. فالمقيم في بيروت مثلا قديتعلق قلبه ببيروت لأنه عاش فيها و استوطنها و اعتاد عليها، إلا أنه لا فرق بالنسبةله بين طرابلس الشام و دمشق أو بين صيدا و الإسكندرية أو بين بعلبك و بغداد، من حيثإنها كلها مدن لا يستوطنها.

إلا أن أدعياء فكرة "الوطنية" لما أرادوا أنيبتدعوا فكرة يكرسون بها الكائنات التي أقامها الكافر المستعمر في بلادنا بعد أنقسمها إلى دويلات هزيلة، حرفوا كلمة "الوطن" لتصبح دالة على
”لبنان" الذي أسسهغورو سنة 1920 ، و على العرق و الأردن و فلسطين و سوريا و مصر التي أوجدتها معاهداتالغربيين و مؤامراتهم.

و بذلك تصبح "الوطنية" هي الرابطة التي تجمع الناسالذين يعيشون داخل حدود دولة من هذه الدول، و تفصلهم عن سائر الناس الذين هم خارجتلك الحدود.و بذلك يصبح اللبناني مرتبطا فقط

باللبناني و يصبح المصري مرتبطافقط بالمصري، حتى تنقسم الأمة و تتعدد همومها، و لا تعمل سويا في سبيل قضية واحدةهي قضية الأمة، فما يهم الجزائري لا يهم التونسي... و هكذا . و من

أجلتكريس ذلك المفهوم ، بثت بين الناس شعارات مضللة خبيثة مثل "الدين لله و الوطن للجميع" و مثل نحن ننتمي إلى الوطن قبل أن ننتمي إلى الدين" وغيرهما من الشعارات التي تتعارض مع الاسلام من حيث الأساس. فأين الوطنية من قولهصلى الله عليه و سلم : "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد ،إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و
الحمى".

ولا يخفى بعد هذا الشرح ما في فكرة "الوطنية" من خطر على كيان الأمة و من تآمرعليها. و ما قلناه في شأن القومية يقال في شأن الوطنية.

و علاوة على ذلك،فإن الواقع يثبت أن الأرض لا تجمع الناس و لا تربط بينهم، فهي تقوم ببعض الأحيانكرابطة مؤقتة، و ذلك حين يتعرض الوطن للاعتداء من قبل أجنبي يرفضه جميع المواطنين،فيتكتل

الجميع حتى يردوا ذلك العدو المشترك. إلا أنها في حالة السلم - و هيالحالة الطبيعية - فإنها لا تصلح لجمع الناس و لا تقوم رابطة بينهم. و أكبر دليلعلى ذلك أن الأوطان التي تحوي

مزيجا من السكان متناقضا فكريا تبقى دائما فيتوتر و تسود فيها الحروب، و هي لا تكاد تخرج من حرب حتى تدخل في أخرى. و هذا دليلعلى أن الوطنية ليست رابطة للمجتمع. فهذا لبنان و هذه

قبرص و هذه البوسنة وهذه الجزائر... كل منها تشكل دولة واحدة (وطنا واحدا) /، و لكن اختلاف الأفكار جعلالمشاعر تختلف و الدولة تتمزق.

و لكن العجيب في الأمر ، أن تجد أناسا ينسبونفكرة "الوطنية" إلى الاسلام! فيقولون إن الاسلام حض على الوطنية و عزز الشعورالوطني لدى المسلمين، مستدلين على ذلك بان الرسول صلى

الله عليه و سلم قالحين خرج من مكة: " أنت أحب بلاد الله إلي و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك"،و بأن الاسلام أمر بالدفاع عن الاوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيلالله.

فأما حديث رسول الله صلى اللهعليه و سلم الذي استدلوا به، فلا شان له بالوطنية لا من قريب و لا من بعيد. فالرسولعليه الصلاة و السلام لم يكن يحب مكة لأنها وطنه، و إنما كان يحبها لأنهاالبلد
الحرام الذي يحتضن الكعبة الشريفة. و الذي يوضح ذلك هو الحديث نفسه الذييستدلون به غالبا مجتزءا، فقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبيصلى الله عليه و سلم لما
خرج من مكة إلى الغار التفت إلى مكة و قال: " أنت أحببلاد الله إلى الله ، و أنت أحب بلاد الله إلي، و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرجمنك". إذا فالرسول صلى الله عليه و سلم كان يحب مكة لأنها أحب اليلاد إلى اللهتعالى.


و أما قولهم إن الاسلام أمربالدفاع عن الأوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيل الله، ففيه كثير من التلبيس والتضليل.

ذلك أن الاسلام لم يأمر بالدفاع عن "الوطن" و إنما أمر بالدفاع عنالبلاد الاسلامية بغض النظر عن كونها وطنا للمجاهد أو غير ذلك.

فعلى هذه الأساس فإن واجب الجهاد لتحرير فلسطين من دولة يهود و تحريرالأندلس من الأوروبيين و الدفاع عن أراضي البوسنة و الهرسك و الشيشان و بلاد كشميرفي الهند، لا يناط فقط بأهل تلك البلاد

طالما لا يستطيعون رد العدوانوحدهم، و إنما يناط الواجب بكل المسلمين الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يتحققالفرض. و على هذا الأساس أيضا، لا يجب على المسلم الذي يعيش في غير البلادالاسلامية كأستراليا و أميركا أن يدافع عن تلك البلاد إذا نشبت حرب بين دولته ودولة أخرى، بل لا يجوز له ذلك، أن هذا قتال في غي سبيل الله، و الرسول صلى اللهعليه و سلم يقول: "من قتل تحت راية عمية، يدعو إلىعصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتلة جاهلية".

ثم إن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يتمسك بتراب "وطنه" مكة الذي أخرج منه بغير حق هو و صحابته الكرم، و قد كان في استطاعته ذلك بعد الفتح. لكنه رجع إلى المدينة عاصمة الدولة الاسلامية و أقام فيها ما تبقى من أيام حياته، وو لم يوص المسلمين بدفن جثمانه الطاهر في تراب "الوطن" مكة المكرمة، و هكذا فعلأصحابه رضوان الله عليهممن بعده، فشهداء بدر و أحد دفنوا في البقيعفي المدينة و أبو عبيدة دفن في غور الأردن، و أبو أيوب الأنصاري دفن قرب أسوارالقسطنطينية، و حفظة القرآن الكريم من الصحابة دفنت أعداد منهم في أطراف الهند وبحر قزوين خلال الفتوحات الاسلامية،و لم يصدر عن رسول الله صلىالله عليه و سلم و لا عن صحابته الكرام أي اشارة "وطنية" أو حنين للديار ، بل كانهمهم الأول و قضيتهم المصيرية إعلاء كلمة الله و نشر الاسلام و إخراج الناس منالظلمات إلى النور.

لقد وصل الأمر ببعض دعاة "الوطنية " إلى افتراءالأحاديث على رسول الله صلى الله عليه و سلم كقولهم (حب الوطن من الإيمان) فهذا ليس بحديثو لم يقله صلى الله عليهو سلم

ثم إن حب الوطن شيء و "الوطنية" شيء آخر.
فحب الوطن شيء طبيعي و غريزي لدىالانسان، ذلك أن قلب الإنسان يتعلق بالمكان الذي اعتاد عليه و ترعرع فيه وكانت له معه ذكريات جميلة، فهو يحن إلى البيت الذي ترعرع فيه و يحب الحي أو القريةأو المدينة التي نشأ فيها أو سكنها فترة من الزمن، إلا أن هذا الحب "الغريزي" لايتعدى القرية أو المدينة أو المنطقة التي عاش فيه الانسان. أما "الوطنية" التي يروج لها مثقفو البلاط و كتابالسلطة، فهي التي يريدون لها أن تكون رابطة تجمع سكان الدولة الواحدة و تفصلهم عنسائر إخوانهم في سائر العالم الاسلامي.

لذلك نقول: إن الدعوة إلى القومية أو الوطنية هي ترويج للفكر الغربيالغريب عن الاسلام. و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد".فالداعي

إليهما آثم عند الله تعالى.فالواجبيحتم على المسلمين أن ينبذوا كل الأفكار و الأطروحات الدخيلة ، و يعودوا من جديدإلى إحياء الرابطة الاسلامية لإقامة مجتمعهم على أساس العقيدة الاسلامية ، فتسودهأفكار الاسلام ومشاعره و أنظمته، حتى تستأنف الأمة حياتها الاسلامية من جديد و تعودأرقى أمم العالم.

و إذا كانت الأمة كلها مخاطبة بهذا الخطاب، فإن المثقفينفيها هم أحرى الناس بالاستجابة، ذلك أنه في بيئتهم تفشت الأفكار الدخيلة و منخلالهم انتشرت، فعلى عاتقهم تقع مسؤولية التغيير

ما هي الوطنية؟

أ- لغة

الوطنية من " الوطن" وفيلسان العرب " وطن: الوطن المنزل تقيم به وهو موطن الانسان ومحله والجمع اوطانواوطان الغنم والبقر مرباضها واماكنها التي تاوي اليها..

وفي صفته صلى اللهعليه وسلم: كان لا يوطن الاماكن اي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به اما المواطن فكلمقام قام به الانسان لامر فهو موطن له .

وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وان يوطن الرجل فيالمكان بالمسجد كما يوطن البعير قيل معناه ان يالف الرجل مكانا معلوما من المسجدمخصوصا به يصلي فيه كالبعيرلا ياوي من عطن الا الى مبرك دمث قداوطنه واتخذه مناخا ومنه الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن ايطان المساجد اياتخاذها وطنا.."

ب - : مصطلح الوطنية

- مصطلح الوطنية انما ظهر في المجتمع الاوروبي على اثر تطورات فكرية و سياسيةهامة ادت الى اعادة صياغة المجتمعات الاوروبية. وبايجاز نقول ان مفهوم الوطن كونهبلد يربط فيه جماعة من الناس تتفق ان تلتزم بسيادة الوطن واطاعةالحاكم،وما يتبعه من اجهزة حكومية، انما ظهر بعد ان سعى سياسيونوفلاسفة في كسر شوكة الكنيسة والحد من تدخلها في الحياة العامة في المجتمعاتالاوربية وذلك على اثر الصراع الدامي الذي دار لعقود من الزمن واستهلك الكثير منالدماء والثروات

- من هنا تنادى المفكرون الى ضرورة وضع اسس جديدة تربط ببينالناس لا على اساس الدين والمذاهب الدينية التي ادت الى سفك الدماء وانما علىالولاء للوطن

- اي ان تحويل الولاء من الكنيسة ورجالاتها وايضا من رجالالاقطاع الى الحاكم الوطني كان من ابرز التحولات الفكرية السياسية التي عصفتبالمجتمع الاوروبي والتي توجت بتكريس مفهوم "فصل الدين عن الحياة" وهو اساس الفكرالعلماني والعقيدة العلمانية التي تقوم على انكار دور الدين والخالق في تصريف شؤونالمجتمع وان كانوا تساهلوا بعض الشيء بحيث سمحوا للافراد بالتدين ولكن على ان يتدخلهذا التدين بالشؤون العامة...

- وبناء على هذه النظرية العلمانية فامالمفكرون والفلاسفة من امثال روسو وجون لوك وفولتير ومونتسيكيو بوضع اسس نظرية "العقد الاجتماعي" وهو عبارة عن عقد بين الحاكم والمحكومين بحيث يكون للمواطن حقوققانونية دستورية على الحاكم ان يحترمها

- ومن هنا جاءت نظرية الحقوق الغربيةومن ثم حقوق المواطن والخ

2- كيف وردت اليناالوطنية حيث ان مفهوم الوطنية هو مفهوم حديث لم يرد في كتاب ربنا ولا سنة نبينا حقالتساؤل من اين ورد الينا؟؟ وكيف تحول مع الزمن حتى صار من المقدسات التي نسفكدماءنا في سبيلها؟؟

يرى الدكتور محمد حسين رحمه الله، فيكتابه "الاسلام والحضارة الغربية"، ان اول ما وردت لفظة "الوطن" انما جاء منخلالالازهر المتفرنس رفاعة الطهطاوي الذي اشرب حبفرنسا والحضارة الفرنسية حينما اقام فيها في 1826 الى 1832 فلما عاد الى مصر عاديصدح بالحضارة الفرنسية وجمالها وصار يدندن حول الوطنيةولعله بدابداية خجولة الا انه في الواقع طرح بذرة الفكرة التي جاء غيره من الضبوعين بحضارةالغرب ليكملوا سقيها ورعايتها ومن هؤلاء بعض نصارى الشام الذين راوا خلاصهم من حكمالاسلام بالعمل على نشرة فكرة القومية والوطنية

3- ماذا يترتب علىالوطنية؟

يترتب عليها بداية ان يكون الولاء والبراء دائرا حول الحدودالاصطناعية التي رسمها الانسان لما اسماه "وطن" ومن هنا شاع ضمنالناس (خاصة في الشام) مقولة :"الدين لله والوطن للجميع" لا بل حتى سعى بعضالماكرين الى ترويج الوطنية بدس احاديث فمن ذلك قولهم "حب الوطن من الايمان" فانظررحمك الله مدى خبثهم ومكرهم الذي تزول له الجبال.

فمفهوم الوطنية يؤدي الى اثارة البغضاء والاحقاد بين الناسوالعصبية الوطنية تؤدي الى دمار شامل لا يبقي ولا يذر وكل ذلك في سبيل الوطن كماشهد العالم في الحروب الكثيرة ومن ابرزها الحربين العالميتين في القرنالعشرين.

ويترتب على الوطنية ان يقوم يهود بمجازر تلو المجازر بحق مسلميفلسطين بينما مسلمو العالم الإسلامى مشغولون بهموم أو طانهم

بناء على ما سبق ما حكمالشرع في الوطنية

حيث انه قد علمبالضرورة الرابطة الايمانية هي الرابطة الوحيدة التي اعتبرها الشرع ففرق بين الابوابنه وبين الزوج وزوجته بحسب ايمانهم من كفرهم وحيث ان الولاء والبراء في الاسلامانما مداره حول الايمان او الكفر برب الكون وحيث ان السلام يقضي بوحدة المؤمنيناينما كانوا وان المسلم اخو المسلم وحيث ان الاسلام يوجب على المسلم ان يتلقى دينهوشريعته من رب الكون لا من حثالات البشر من مفكرين وفلاسفة مصيرهم جهنم فان الوطنيةبقضها وقضيضها حرام بحرام بحرام
و لا يجوز الدعوة لها ولا السكوت عنها فانها مناكبر المنكرات التي تفرق بين المسلم واخيه وتؤدي الى سفك الدم المسلم بغير وجه حقوتؤدي الى جعل الولاء والبراء مبنيان على غير رابطة الايمان وتؤدي الى اتخاذالكافرين اولياء من دون المؤمنين

ولذا فالواجب الشرعي على كل مسلم ان يتبرا منها ومن اهلها وان يظهر العداوةلها ولمن عمل لها

واروع ما قيل عن الوطنية:

" والبشريةإما أن تعيش _ كما يريدها الإسلام _ أناسيّ تتجمع على زاد الروح وسمة القلب وعلامةالشعور .. وإما أن تعيش قطعانا خلف سياج الحدود الأرضية ، أو حدود الجنس واللون .. وكلها حدود مما يقام للماشية في المرعى كي لا يختلط قطيع بقطيع !!! " سيد قطب ،فيظلال القرآن

واخيراً اتمنى من الاخوة ان يحكموا شرع الله في هذه القضية وانتفكروا فيها تفكيراً مستنيراً

وسألاً من الله ان يهدينا ويسخر لنا من يفقهنافي ديننا

ونسأل الله ان يتم نصره للاسلام وان يعز الاسلام والمسلمين ويذلالشرك والمشركين

واخر دعوانا ان الحمد لله ربالعالمين..............


قال سيدي أبوبكر

( ألا إن محمداً قد مات ، ولابد لهذا الدين ممن يقومبه)


جزاكم الله خيرا
من موقع مفكرة الإسلام

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

موقف عقيدة الولاء والبراء من الدعوة إلى الوطنية والقومية
س1: كيف عمل أعداء الإسلام على بث هذه المذهبين؟؟
عمل أعداء الإسلام على بث هذه المذاهب مستخدمين لذلك وسيلتين:-
(1) الهجوم الشرس على العقيدة الإسلامية والشريعة ورميها بأحط ما وضعوا من عبارات مسفة كقولهم إن الشريعة الإسلامية شريعة بربرية تشوه يد السارق، وترتكب جريمة فظيعة برجم الزاني المحصن ولا تساير روح العصر الذي سيطرت عليه المعارف "التكنولوجية" بل ليس في الإسلام مواد قانونية تنظم حياة الناس.. إلى آخر ذلك الهراء.
(2) إضفاء صبغة البهرجة الكاذبة، والدعاية لتلك المذاهب الهدامة ووصفها بأنها هي علامة التقدم ومسايرة الركب الحضاري العالمي، وهى التي تعطي الناس الحرية في كل شيء. وهي مذاهب لا تقيد إنسان بدين معين، بل يأخذ ما يريد ويدع ما لا يريد مذاهب تخلو من التزمت وضيق الأفق.. إلى آخر ما هنالك مما يقال.
س2: الهدف من كل هذه المذاهب؟؟؟
يمكن القول أن الهدف الأول والأخير من كل هذه المذاهب الكافرة هو:إخراج المسلم من إسلامه وقطع ولاء المسلم بربه ودينه وإخوانه المؤمنين، ثم العودة إلى روح الجاهلية التي تتمثل في الطاعة والانقياد والخضوع لهذه المذاهب الكافرة ولطواغيتها الذين يخططون لها. والعودة أيضاً بالمسلمين إلى جاهلية العرق والنسب والتراب وسائر أنواع النتن التي أمر الله المسلمين بتركها لأنها تنقض عرى الإسلام عروة عروة. وهذا الهدف تتفق عليه كل المذاهب الكافرة باتجاهاتها المختلفة وانتماءاتها المتنوعة.
س3:ما هي أهم هذه المذاهب؟؟
أهم هذه المذاهب القومية والوطنية، اللتان تحصران الولاء في دائرة الجنس أو التراب فيلتقي فيها مثلاً اليهودي العربي والنصراني العربي والمشرك العربي، والبعثي العربي مع المسلم العربي لأن رابطة القومية العربية تجمعهم!! وهذا أمر يرفضه الدين الحنيف لأن الرابطة فيه هي رابطة العقيدة، فضلاً عن أن الوطنية والقومية ضيقتا دائرة الولاء.
إنَّ العالم الإسلامي كان أمة واحدة تظلله راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ورغم خط الانحراف الذي يرتفع ويهبط في تاريخ المسلمين إلا أنهم إلى ما يقرب من ثلاثة قرون كانوا يشعرون أنهم أمة واحدة لأنهم يدينون بدين واحد ويؤمنون بكتاب واحد وسنة واحدة ويتحاكمون إلى شريعة واحدة.
ولقد كان المسلم يخرج من طنجة حتى ينتهي به المقام في بغداد لا يحمل معه جنسية قومية أو هوية وطنية وإنما يحمل شعاراً إسلاميا هو كلمة التوحيد، فكلما حل أرضاً وجد فيها له إخوة في الإيمان وإن كانت الألسنة مختلفة والألوان متباينة لأن الإسلام أذاب كل تلك الفوارق واعتبرها من شعارات الجاهلية. ولكنه نتيجة لضعف المسلمين وتمكينهم عدوهم من أنفسهم سهل استعمارهم من قبل أرذل خلق الله. وهم اليهود والنصارى ومن جاء بعدهم كالملاحدة الشيوعيين. وبعد أن تمكن العدو من السيطرة على أرض الإسلام أخذ يبث سمومه ويغرس في نفوس الضعاف والسذج والعملاء حبه ونصرته وموالاته، واستحسان ما هو عليه من باطل وكفر، وهنا نزع الولاء الإسلامي ليحل محله الولاء الجاهلي الكافر. ومصداق هذا الكلام قول أحد المستشرقين في كتاب "الشرق الأدنى مجتمعه وثقافته" وهو يتحدث عن أسلوب نزع ولاء المسلمين فيقول (إننا في كل بلد إسلامي دخلناه نبشنا الأرض لنحصل على تراث الحضارات القديمة قبل الإسلام، ولسنا نعتقد بهذا أن المسلم سيترك دينه ولكنه يكفينا منه تذبذب ولائه بين الإسلام وتلك الحضارات). وهذا الكلام صادق في ذاته، لأن نشوء فكرة إحياء الحضارات والنعرات الجاهلية أمر خطير على قضية الولاء، حيث ينشأ من ذلك فصام نكد، ويبتدئ الميل والحب – بفعل شياطين الجن والإنس – يكبر تجاه هذه الحضارات ويقل ثم يضمحل الولاء الإسلامي الخالص لله رب العالمين.
وبعد أن كان البراء أمراً ملازماً للولاء تجاه هذه النعرات الجاهلية أصبح أمراً لا وجود له – إلا عند من رحم الله – لأن هذه الأفكار كفيلة بغسل فكرة البراء من النفس عند ضعاف الإيمان، أو المغالطة عند البعض بأن هذه الأفكار والمذاهب لا تتعارض مع الإسلام! ويقال: ما الذي يمنع المسلم أن يكون مسلماً وقومياً أو مسلماً علمانياً أو مسلماً اشتراكياً.. الخ.
ولما أدرك أعداء الإسلام مدى جدوى وفاعلية هذه الفكرة التي تمسخ المسلم حتى يصبح مخلوقاً لا صلة له بالله –كما قالوا – بدأوا ببث فكرة القومية والوطنية مبتدئين بتركيا مقر آخر خلافة إسلامية، حيث نشأت هناك: القومية الطورانية وتزعم هذه الدعوة حزب "الاتحاد والترقي" فبدأ بالمطالبة "بتتريك" تركيا، وعودة القومية الطورانية متخذين لذلك شعار: الذئب الأغبر الذي هو معبود الأتراك قبل أن يعرفوا الإسلام. وبهذا (التتريك) أخذت الدولة العثمانية تضغط على العرب، حيث تعطي الأتراك امتيازات خاصة بهم لأنهم ترك! وهذا الفعل فضلاً عن كونه يعارض مبدأ العدل الإسلامي هو أيضاً مؤشر للعرب أن يتحدوا في قومية عربية جديدة! وهذا هو الذي حصل فعلاً. فلقد قام الجاسوس لورنس – الذي سماه المغفلون – "لورنس العرب" بالتخطيط لقيام ما يسمى بالثورة العربية الكبرى ضد الخلافة العثمانية وانضم العرب إلى جيوش الحلفاء الذين لا يرقبون في مؤمن إلا وذمة ولا يراعون في مسلم عهداً ولا حرمة. ومن المضحك المخزي أن محرك هذه الجيوش العربية هو لورنس العرب!!
فانظر إلى جيوش عربية تزعم أنها مسلمة وولاؤها لجاسوس غربي كافر اسمه لورنس!! وبعد انتهاء مهمة هذه الجيوش قال أحد القادة الإنجليز –اللينبي – قولته المشهورة "الآن انتهت الحروب الصليبية"!! يقصد بذلك أن الحقد الصليبي ظل كامناً في نفوس الصليبيين إلى أن استردوا بيت المقدس". وانفصل العرب عن إخوانهم المسلمين في أنحاء المعمورة واعتنقوا القومية العلمانية من أجل تقليد الغرب الذي آمن بها بالأمس وكفر بها اليوم. وأصبح "كل تجمع أو حتى تضامن أو تقارب على أساس العقيدة والدين مظهراً من مظاهر التخلف والرجعية يجب أن تبرأ منه الجماهير لتكون عصرية تقدمية".
ولما انتكست العرب وعادت إلى نعرة الجاهلية، فقدت روح التضحية والجهاد، وولت وجهها تجاه اليمين واليسار، حيث اليمين له ألوان وضروب من واشنطن إلى باريس إلى لندن واليسار له ألوان أحمر وأصفر وبينهما بعد ما بين موسكو وبكين.
ولما وقعت هذه النعرة الجاهلية، وقع معها كل باطل وكل شر فأما شريعة الله وحكمه وقيامها بما يحتاج إليه البشر لأنها من عند الله وهو العليم سبحانه بما يصلح أحوال البشر: فقد أقصيت وحل محلها قانون البعث العربي الاشتراكي الذي أخذ هذا الشعار.
لا تسل عن ملتي أو مذهبي أنا بعثي اشتراكي عربي
ومن المضحك أن صاحب هذا الشعار حين تلقى صفعة موجعة من اليهود بالرغم من ولائه لهم – مسح ذلك الشعار وكتب مكانه "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"!!!.
س 4:ما هي تجاوزات الفكر القومي والوطني؟؟
يمكن إجمال تجاوزات الفكر القومي في النقاط التالية:
1- إضفاء الصبغة التاريخية على الإسلام، إذ تم عدّه مرحلة ماضية من تاريخ الأمة العربية، فالقومية العربية هي الفكرة الكلية الشاملة، والإسلام جزء من القومية، أو هو تجربة من إفرازات العبقرية العربية.
2- محاولة تضخيم تاريخ الجاهلية وتاريخ العرب قبل البعثة النبوية، والاعتداد به، وجعله في الغالب مصدر انتماء واعتزاز، وتصوير العرب في تاريخهم الطويل على أنهم أصحاب حضارة ممتدة. مع تحجيم دور الإسلام من خلال التركيز على الحركات الشعوبية: كالقرامطة والزنادقة والزنج والحشاشين وإخوان الصفا، إلى جانب الاهتمام بنقاط الضعف والجوانب السوداء في التاريخ الإسلامي.
3- إعطاء القومية بوصفها انتماء، مضموناً عقائدياً، بحيث تصبح القومية عقيدة أو ديناً يحل محل العقائد والأديان التي من جملتها الإسلام، بل هو المقصود من دونها. فلم تدُم النزعةُ القومية العربية المجردة فترةً طويلة حيث بدأت تنكفيء أمام الغزو الماركسي والأحزاب والشيوعية. ففي الخمسينات عُقد في بيروت اجتماع لدعاة القومية العربية يهدف إلى تبني محتوىً عقائديٍ للقومية العربية كان من نتائجه اعتبارُ الفكر الاشتراكي الماركسي المحتوى الأيديولوجي للحركات القومية العربية عموماً, كما نجم عنه انسحاباتٌ كثيرة من إطار العمل القومي بسبب من توجهاته الماركسية، وهكذا أصبحت العروبة مركباً للفكر اليساري والحركات الشيوعية.
4- إقصاء الإسلام بوصفه المقوِّم الأساس للشخصية العربية، والانتقاص من دوره في الحياة.
5- ربط القومية ببعض المذاهب والفلسفات اللادينية، كالربط بينها وبين الفكر الماركسي والاشتراكي، أو الفكر العلماني، وذلك على الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي.
س5: ما هي نتائج الدعوة للقومية الوطنية في العالم الإسلامي؟؟
لقد ترك تيار الدعوة القومية والوطنية آثاراً خطيرة في العالم الإسلامي، نذكر منها ما يلي:-
1- نشر الأفكار الغربية اللادينية، وإقصاء الإسلام وتفريغ القضية السياسية والاجتماعية بوجه عام من المحتوى الإسلامي، وإحلال فلسفات وعقائد أخرى محل العقيدة الإسلامية، واستبدال الرابطة الدينية بالقومية التي تستهدف عزل الشعوب والأمم الإسلامية بعضها عن بعض، ومثال ذلك ظهور الجامعة العربية -تحت شعار القومية العربية- كبديل عن الجامعة الإسلامية التي كانت المناداة بها فكرة تراود دعاة الإصـلاح الإسـلامي فـي تلـك الفتـرة، ومـن المعلـوم أن فكـرة إنشـاء جامعة الدول العربية هي من بنات أفكار وزير خارجية بريطانيا السابق "أنتوني إيدن".
2- تمكين الاستعمار الغربي من تحقيق أهدافه الشريرة التي تتمثل في هدم الخلافة الإسلامية، وتفتيت الكيان السياسي الإسلامي، والقضاء على الوحدة الإسلامية التي كانت تخيف الغرب الكافر، والتي كانت تمثل سداً منيعاً تحول دون سيطرته على العالم الإسلامي. يقول القس سيمون: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب السمر وتساعدهم على التملص من السيطرة الأوربية" ويقول زميله غاردنز:"إن القوة التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف الغرب".
وبالفعل لم يستطع الاستعمار الغربي الكافر إخضاع العالم الإسلامي لسيطرته العسكرية وسياسته الاستعمارية إلا بعد أن آتت الدعوة القومية ثمارها، إذ ظهرت القومية الطورانية في تركيا، والقومية العربية في بلاد العرب، والكردية في العراق، والقومية الهندية التي أدت إلى انقسام شبه القارة الهندية إلى عدة دول متناحرة: الهند -باكستان -كشمير، ثم أصبحت باكستان بفعل القومية البنغالية دولتين: باكستان وبنغلادش.
3- لقد عملت الدعوة القومية على إحياء النعرات الجاهلية القديمة التي كانت سائدة قبل الإسلام، وإلى الاهتمام بما يعرف بالحضارات القديمة، كالفارسية والفرعونية والآشورية والفينيقية والطورانية، بل أدت إلى الاهتمام بالديانات الوثنية القديمة وآلهتها المنقرضة بحجة أن هذه الأمور من التراث والتاريخ القومي.
4- ومن نتائج الفكر القومي: احتلال فلسطين عام 1948م من قبل اليهود وبدعم وتأييد استعماري أوربي وأمريكي، ثم سيطرة إسرائيل على البقية الباقية من فلسطين بما فيها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولقد ترتب على الفكر القومي العربي أن أصبحت قضية فلسطين قضية قومية تخص العرب وحدهم، وإقصاء الإسلام عنها.








توقيع : الدكتور صالح الرقب

إن من طبيعة المنهج الذي يرسمه الإسلام، ومن حاجة البشرية إلى هذا المنهج نستمد نحن المسلمين يقيننا الذي لا يتزعزع في أن المستقبل للإسلام، وأنَّ له دوراً كبيراً في هذه الأرض، دوراً في قيادة البشرية، خاصة بعد أن أثبت الواقع البشري إفلاس كل النظم والمذاهب في مناهجها وتشريعاتها وعقائدها.

6: ما هو موقف الإسلام من القومية الوطنية؟؟
مـن المعلوم من دين الإسلام بالضرورة بطلان الدعوة إلى غير الإسلام، بطــلان التحزب والتعصب والتجمع على غير الولاء لله ورسوله والمؤمنين، فالدعوة إلى القومية أو الوطنية دعوة باطلة منكرة، يأباها دين الله عز وجل للأسباب التالية:-
أولاً: كونها تفرِّق بين المسلمين، وتجعلهم أحزاباً وقوميات متنافرة كل منها يتعصب لتاريخه وتراثه، فهي تفصل المسلم العربي عن أخيه المسلم العجمي، وتفرِّق بين العرب أنفسهم لأنهم كلهم لن يرتضوها، وإنما يرتضيها فريق منهم دون فريق، وكذا تفرق بين المسلمين: الأتراك والفرس والعرب فيما بينهم، وبذلك تخالف مقاصد الإسلام في التجمع والاعتصام، يقول الله تعالىواعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ويقولإنما المؤمنون أخوة) ،ويقولوَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ثانياً: إن الدعوة إلى القومية والوطنية من دعاوى الجاهلية التي حاربها الإسلام بلا هوادة، إذ حارب الإسلام كل دعوة تخرج عن دعوته المستمدة من مصدريه: القرآن والسنة، سواء كانت تلك الدعوة مرتبطة بلون أو جنس وعرق، أو بلد ووطن، أو مذهب وطريقة. ولا شك أن الدعوة القومية دعوة إلى غير الإسلام، ومناصرة لغير الحق، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "كل من خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية..."، قال تعالى: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)، وإذا كان دعاة القومية يدعون إلى عصبية قومية ويتفاخرون بالعروبة أو بالطورانية ونحوها من القوميات، فإن الإسلام تبرأ من كل عصبية، قال صلى الله عليه وسلمليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية)، وقال صلى الله عليه وسلمإن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي، الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)
وإذا كانت الدعوة إلى القومية أو الوطنية من دعاوى الجاهلية فإن الداعي إليها يخلع ربقة الدين من عنقه، ويعرّض نفسه إلى عذاب جهنم وبئس القرار، روى الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن:السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم). قيل:يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قالوإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوى الله الذي سمّاكم المسلمين المؤمنين عباد الله".
ثالثاً: من أدلة بطلان الدعوة القومية:أنها تؤدي إلى موالاة الكفار والملاحدة، فالدعوة إلى القومية العربية سُلِّم إلى موالاة كفار العرب من النصارى واليهود والدروز والشيوعيين والباطنيين وغيرهم من الملاحدة والزنادقة، لأن الفكر القومي العربي يقول: كل العرب أولياء بعض، لا فرق بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى. والفكر الوطني يقول كل أبناء الوطن أولياء بعض، لا فرق بين المسلم وغيره من أصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى.
إنّ نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية تضافرت على بغض الكافرين من العرب وغيرهم، ومعاداتهم وتحريم موالاتهم واتخاذهم بطانة، ومن ذلك قوله تعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)، وقاليَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) وقاللا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22) رابعاً: إنّ الدعوة القومية وكذا الدعوة للوطنية تفضي بالمجتمع إلى إقصاء الإسلام عقيدة وشريعة، لأن القوميين والوطنيين غيـر المسلمين لـن يرضـوا -ضـرورة كونهـم ليسـوا بمسلميـن- تحكيـم القـرآن وشـرع الله تعالى، وهذا يوجب لزعماء القومية اتخاذ الأحكام والقوانين الوضعية التي تخالف شرع الله وحكم القرآن الكريم حتى يستوي مجتمع القومية في تلك الأحكام والقوانين (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). ولقد صرَّح قادة القومية العربية، ومثلهم قادة القومية الطورانية التركية، بأنهم لا يرغبون الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية. والفكر القومي- كما صرَّح قادته- إنما جاء لتحرير الإنسان العربي من الخرافات والغيبيات والأديان، ورفعوا شعار: الدين لله والوطن للجميع، وزعموا أن الأديان والتقاليد الموروثة عقبات يجب التخلص منها من أجل بناء مستقبل الأمة، وكان كثيراً ما يتمثل دعاة القومية العربية بقول الشاعر القروي:-
هبوني عيداً يجعل العرب أمة وسيروا بجثماني على دين بَرْهَم
سلام على كفر يوحِّـد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم
وبقول شاعر آخر:
لا تسل عن ملتي أو مذهبي أنا بعثي اشتراكي عربي
وإذا كانت هذه حال الدعوة القومية والوطنية، وتلك جنايتها على الإسلام عقيدة وشريعة وأخوة إيمانية أدركنا سر ارتباط هذه الدعوة بالاستعمار الغربي الكافر وبأبناء النصارى ويهود الدونمة، وارتباطها باليهودية العالمية والمحافل الماسونية التي زرعها اليهود في المنطقة.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

اسال الله ان ينفعني به وجميع اخواني

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

مشكوور جدا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

مشكوور جدا
بارك الله فيك اخي ولد السوفي