عنوان الموضوع : مشاهدات من داخل "عش الكراهية" للإسلام بأوروبا! اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب




هادي يحمد-
باريس: عاصفة من التصفيق تواكب كل إهانة للإسلام، وصيحات احتجاج كلما نطق مخاطب بكلمة مسلمين، وشعارات كتبت فوق صور منقبات على الجدران، ورءوس حليقة لشباب من النازيين الجدد.. كلها مشاهد تذكرنا بعهود أوروبا المظلمة..

نحن قطعا لسنا في تجمع معاد للسامية، كتلك التجمعات الألمانية قبيل الحرب العالمية الثانية التي شجعت على نقل مئات الآلاف من يهود فرنسا لإبادتهم في المحرقة النازية، ولسنا في برلين عشية ليلة الكريستال الشهيرة حينما أطلق هتلر ضربة البداية للحملة ضد الأقليات في أوروبا.. إننا في فرنسا 2016 في تجمع عنوانه الأبرز "مقاومة الوجود الإسلامي في أوروبا"!.

كان علينا أن نعبر الحواجز المتعددة التي نصبتها الشرطة الفرنسية للوصول إلى فضاء "شارنتون" في الدائرة الثانية عشرة من باريس للولوج إلى قاعة مؤتمر "مناهضة الأسلمة في أوروبا"، الذي افتتح مساء السبت 18-12-2016.

فقد ضربت السلطات الفرنسية طوقا أمنيا حول مقر المؤتمر؛ مخافة وقوع أحداث عنف بين منظمي المؤتمر من أنصار "كتلة الهوية" اليمينية المتطرفة والنشطاء من مناهضي العنصرية، الذين خصصت لهم الشرطة الفرنسية مكانا في طرف الحي للتعبير عن غضبهم من تنظيم المؤتمر.

وفي مدخل قاعة المؤتمر، انتصب شباب من تنظيم "كتلة الهوية" يرتدون زيا أزرق موحدا، ويفتشون في وجوه القادمين عن أي دخلاء قد يفسدون عليهم حفلهم، ومن حسن حظي أن اسم مؤسسة "مدى" المشرفة على موقع "أون إسلام" هو المدون على بطاقتي الصحفية، فسمح لي بالدخول دون مشاكل.

خطاب العنصرية المثالي!

وعلى خلاف البرد القارس في الخارج، الذي زادت من قساوته الثلوج المنهمرة على العاصمة باريس، فإن الحلقات التي تنتشر في رواق المؤتمر تبدو ساخنة بحوارات بين الحاضرين، محورها الأساسي أن "مشكلة الإسلام" - كما تقول إحدى الحاضرات مخاطبة رفيقها- "إنه لا يقبل الإصلاح".

وتضيف قائلة: "بل إنهم (المسلمون) يتبنون رؤية لا علاقة لها أصلا بالحياة، فتخيل -تقول المشاركة لمخاطبها- أنهم يستشيرون أئمتهم حول أبسط مقتضيات النظافة من قبيل: هل يجب أن نحلق الأماكن الحساسة في أجسادنا أم لا؟! أو هل يمكن أن تقود امرأة سيارة أم لا؟!".

ربما يجدر بالوافد إلى المؤتمر مع الطقس البارد في الخارج أن يضع أعصابه في الثلاجة داخل القاعة مع نوعية هذا الخطاب العنصري، ومع عناوين الكتب التي أقبل عليها المؤتمرون بكثافة، من قبيل كتاب عنوانه: "أوسكار والمآذن" لكاتبه "سلوبودان دسبوت"، والذي يمجد فيه الكاتب "أوسكار فريسنجر" زعيم اليمين المتطرف في سويسرا، والذي استقبل كبطل قومي في الساعات الأولى لافتتاح المؤتمر.
وكان "أوسكار فريسنجر" وحزبه "اتحاد الوسط الديمقراطي" قد تمكن من فرض مبادرتين شعبيتين في سويسرا اعتبرت عنصرية من قبل المراقبين، الأولى: تتعلق بمنع بناء المآذن (2016)، والثانية: في 2016 تتعلق بترحيل الأجانب الذين يرتكبون جرائم ومخالفات قانونية في سويسرا.

إهانات بالجملة

وفوق إحدى طاولات المؤتمر، تتوزع كتب أخرى، مؤلفوها لا يخفون عداوتهم للإسلام والمسلمين وللوجود الإسلامي في أوروبا بشكل عام، من قبيل كتاب: "غضب فرنسي" لكاتبه موريس فيدال، وهو الكتاب الذي رفضت طبعه 45 دارا فرنسية منذ سنة 2016؛ لطابعه العنصري، ليجد طريقه هذه السنة إلى الأسواق من خلال دار نشر مجهولة.

ومما لا شك فيه أن كل الكتب المعروضة للبيع تستهدف الإسلام والمسلمين بدون أقنعة ككتاب "ما تحت النقاب"، وكتاب "المقاومة الجمهورية"، وهي كتب وضعت صور النقاب والحجاب واللحى على صفحتها الأولى، فضلا عن المنشورات التي ترسم رموز الإسلام مع شعارات إسلاموفوبية.. منشورات تذكر بتلك التي انتشرت قبيل الحرب العالمية الثانية المحرضة ضد اليهود، والتي تحمل نجمة داود الصفراء، للإشارة لليهود.
وفي قاعة ضمت حوالي 500 من أنصار اليمين الفرنسي المتطرف من مختلف الأعمار مع غلبة نسبية للكهول وعدد من الشباب من ذوي الرءوس الحليقة, تداول على المنصة خطباء حرصوا على إنذار الحاضرين بـ"خطر" الإسلام والمسلمين، فهنا لا يتعلق الأمر بمجرد التحذير من "التشدد الإسلامي"؛ لأن "الإسلام في أصله تشدد وإرهاب"، كما يقول "ريني مارشون" في محاضرته التي زعم فيها أن "الإسلام هو دين الحرب بامتياز ولا يقبل أنصاف الحلول، ويسعى إلى عملية أسلمة أوروبا على عدة محاور من خلال جلب أكبر عدد من المسلمين إلى أوروبا".

وهنا يتعلق الأمر بحسب المحاضر "بجلب المسلمين الأكثر جهلا والأكثر انغلاقا".. أليست هذه عنصرية، بل وعنصرية مقيتة؟!.

على أي حال، مع كل جملة يهين فيها المحاضر الإسلام والمسلمين ترتفع عاصفة من التصفيق ربما لم توازها حماسة وهيجان من قبل الحاضرين، إلا الشريط القصير الذي بث في القاعة، والذي يصور مسلمين يقيمون صلاة الجمعة في بعض الشوارع الفرنسية أيام الجمعة، بالنظر إلى ضيق المساجد؛ حيث ارتفعت صيحات الاستهجان والسخرية من قبل الحاضرين.

وكانت مارين لوبان نجلة زعيم الجبهة الوطنية المتطرفة في فرنسا قد وصفت صلاة المسلمين في بعض الشوارع الفرنسية بمثابة "احتلال"؛ مما أثار موجة تنديد ضدها من قبل الأحزاب الفرنسية.

ولم يقتصر "مؤتمر الكراهية" على اللغة الفرنسية؛ حيث ألقت الصحفية النمساوية "اليزابيث والف" مداخلة باللغة الإنجليزية شارحة فيها أسباب محاكمتها في النمسا بتهمة الحض على الكراهية ومعاداة الأجانب، لا لسبب إلا لأنها "فضحت فيها" -على حد قولها- "النصوص المروعة ضد المرأة في القرآن".

ومن الدنمارك، حضر "أندريه جرافير" الذي يترأس منظمة "أوقفوا الأسلمة في أوروبا"، وتنقل "جرافير" بين جنبات قاعة المؤتمر محاطا بثلاثة من الحرس الخاص الذين لم يكفوا لحظة عن مراقبة المحيطين به في توجس وخشية، وكأنهم يحضرون مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية بالبورجي!.

كما تردد بين جدران المؤتمر صوت "بول وستون" وبمداخلته بالألمانية محذرا فيها من "الخطر الإسلامي التركي" على ألمانيا، وهو المحاضر الذي سعى طويلا لاستقبال "جيرد فيلدرز" صاحب فيلم "فتنة" الهولندي، والذي لم يحضر مؤتمر باريس لأسباب قال بعض الحاضرين إنها تتعلق بتحفظات من السلطات الفرنسية.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

بارك الله فيك أخي الكريم على الموضوع

قال تعالى وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saaad
بارك الله فيك أخي الكريم على الموضوع

قال تعالى وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ

وفيك بارك الله أخي saaad

شكرا لك على تواجدك في الموضوع

مودتي وتقديري لك



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :