عنوان الموضوع : هل يمكن "تونسة" التغيير في العالم العربي؟/ إيمان عبد المنعم الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
في الثمانينيات من القرن الماضي، اندلعت موجة من الأعمال الاحتجاجية – عرفت إعلاميا باسم "انتفاضة الخبز" - في عدة دول عربية، أبرزها الأردن والجزائر وتونس، أسفرت عن إقرار مبدأ التعددية السياسية ومشاركة أحزاب المعارضة في الانتخابات، حتى وإن لم تكن هذه المشاركة في إطار عملية ديمقراطية حقيقية في معظم الأحيان.
وبعد نحو ربع قرن من هذه الموجة، أسفرت الانتفاضة الاحتجاجية للشعب التونسي يوم الجمعة 14 يناير 2016 عن سقوط أشرس نظام ديكتاتوري في العالم العربي بقيادة الرئيس الهارب زين العابدين بن علي.
ومثل هذا السقوط مفاجأة مدوية للجميع في العالم العربي – حكومات وشعوب – ما دفع غالبية تعليقات الكتاب والمحللين تذهب باتجاه الحديث عن بداية موجة ثانية جديدة من الاحتجاجات الشعبية، ستكون هذه المرة أكثر تأثيرا وفعالية على غرار النموذج التونسي، أي أنها ستطيح بأنظمة حاكمة، أو كما صرح راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية المعارضة: "الشرارة التونسية ستنتشر كالنار في الهشيم في الدول العربية".
حول هذه "الموجة الثانية" استطلع "أون إسلام" آراء الخبراء، فتباينت تقديراتهم بشأن انتقال "عدوى" النموذج التونسي وانتشاره عربيا مشكلا موجة من "تونسة التغيير"، غير أنهم اتفقوا جميعا على أن ما أحدثته ثورة الشعب التونسي، التي باتت تعرف ب"ثورة البوعزيزي" سيغير حتما كثير من المعادلات التي كانت مستقرة في علاقة الحكام العرب بشعوبهم، لأن هذه الثورة حطمت ولأول مرة منذ عقود "الحاجز النفسي" الذي كان يحول دون مواصلة الاحتجاجات الشعبية العربية لآخر مدى وحصد ثمارها، بصرف النظر عن خصوصية الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في كل دولة.
أصوات عربية متزايدة باتت تعتقد إذن أن تونس هي "جدانسك العالم العربي"، وهي المدينة البولندية التي مثل اندلاع الثورة الشعبية فيها في ثمانينيات القرن الماضي إيذانا بالتغيير الذي اجتاح الدول الشيوعية في شرق أوروبا واحدة تلو الأخرى.
وفي ما يلي عرض لآراء خبراء استطلعت "أون إسلام" آراءهم أو رصدتها في وسائل إعلام حول هذه القضية: -
د. وحيد عبد المجيد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتجية (تصريح خاص لأون إسلام):
"من الصعب تكرار المشهد التونسي في عدد من البلدان العربية، فعلى الرغم من تشابه الظروف الموضعية بين تونس وكلا من الجزائر والأردن ومصر على سبيل المثال، إلا أن التركيبة الاجتماعية ومستوي الوعي الشعبي والخبرات التاريخية هي التي تعيق تكرار المشهد التونسي في تلك البلدان".
"المجتمع التونسي يتمتع بنوع من التماسك الاجتماعي كما أن هناك قطاعات واسعة من المجتمع تجمعها قضايا اجتماعية مشتركة، في حين أن هذه التركيبة الاجتماعية تختلف في دول أخرى، فمصر مثلا تعاني حالة من التشرذم والتفتت منذ 30 عاما".
"إلا أن التفتت الاجتماعي الذي تعاني منه مصر خلق نوعا من المصالح المختلفة فعلي سبيل المثال في الماضي كان العمال في مصر تجمعهم مجموعة من الأهداف والمصالح المشتركة مما كان يجعلهم قوة قادرة علي تحقيق التغيير وتلبية مطالبهم، ولكن اليوم لا نجد العمال كتلة واحدة بل شرائح ومطالب وأهداف متباينة".
"تركيبة المجتمع المصري تجعل حدوث انتفاضة شاملة علي غرار ما حدث في تونس أمرا مستبعدا علي الأقل في المدى القصير والمتوسط، وهذا لا يمنع أن هناك لحظة معينة ربما تجمع الشعب المصري وتجمع مصالحهم المشتركة فيخرجوا دفعة واحدة لإحداث تغيير، فقوة الانتفاضة وتأثيرها بيد الشعب وحده".
وأضاف عبد المجيد أن "التركيبة المجتمعية في الجزائر والأردن تتشابه مع الحالة المصرية بشكل كبير، وربما تسعي الجزائر لاتخاذ حزمة من القرارات السريعة لاحتواء أزمتها وهو الحال كذلك في الأردن".
"لكن هذا لا يمنع من حدوث نوع من العدوى دون انتقال كامل لها فربما نشاهد مئات الآلاف من المظاهرات والاحتجاجات دون انتفاضة شاملة".
"ربما سيكون هناك نوع من الحذر والقلق أكبر لدى السلطات العربية، ولكن في الوقت ذاته تعاني النظم العربية من ضعف في القدرة الاستيعابية للدرس التونسي فلديهم نوع من البلادة والجمود دون استيعاب كامل للتجربة".
د. سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: (تصريح لأون إسلام):
"ما حدث في تونس سيتكرر في دول عربية أخرى وبينها مصر نظرا لتشابه المطالب الاجتماعية والسياسية فالجميع ضاقت به حالة الإقصاء والقمع والتجويع التي تنتهجها الحكومات العربية".
"ما حدث سيشجع أيضا العديد من الشعوب العربية للخروج علي حكمها وعلى كسر أي قيود نفسية أو مادية تحول دون ذلك على نطاق أوسع، فحالة الكبت القائمة ستنفجر في أي وقت ويفشل الجميع في التنبؤ بتوقيتها".
د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمنسق السابق للجمعية الوطنية للتغيير (تصريح لأون إسلام):
"سقوط النظام التونسي الذي يعد واحدا من أكثر النظم العربية قهرا وقمعا للمعارضة قدم رسالة ونموذج لكل الشعوب العربية بأن الضغط الشعبي كان قادرا على كسر أشرس نظام عربي، لكن هذا لن يساهم في تكرار ونقل العدوى التونسية لدول عربية أخري كما انه وفي الوقت نفسه، لن يتعظ الحكام العرب من سقوط ديكتاتورية بن علي".
"حالة التظاهر والاحتجاجات التي تشهدها مصر علي سبيل المثال ربما فقدت معناها وهو ما قلل فرصة اندلاع حالة من الاحتجاج العام والشامل علي المدى القريب وكذلك هو الحال في الجزائر والأردن وغير فلكل دولة ظروفها وسياقاتها الاجتماعية التي تعوق حدوث انتفاضة شعبية تسقط النظام الحاكم في وقت قريب".
"هناك حالة من الغيبوبة يعاني منها الشارع المصري أدخله فيها النظام الحاكم علي مدار 30 عاما وتتطلب عودته للوعي أولا حتى ينتفض فمصر بحاجة لمئات أمثال محمد بوعزيزي حتى تنتفض".
عبد الرحمن الراشد، الكاتب بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية:
"الكثير مما يحول دون الاحتجاج والعصيان هو الحاجز النفسي ليس إلا، والرئيس التونسي منح كل ما يستطيع من وعود لإنهاء العصيان والجزائر تراجعت عن قراراتها التسعيرية.. لكن الحاجز النفسي
قد كسر في الحالة التونسية ولم يكن ممكنا بالتالي وقف هدير الثورة".
د.حسين المجدوبي في صحيفة القدس العربي:
"يعيش المغرب العربي على إيقاع تطورات تونس التي تحمل معها الكثير من الأسئلة حول مستقبل الأنظمة الحاكمة في هذه المنطقة بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي نتيجة الظلم السياسي والاجتماعي الذي مارسه لأكثر من عقدين".
"ظلم مماثل يوجد في باقي دول المنطقة، مما يجعل احتمال انتقال عدوى الاحتجاجات المشروعة أمرا ورادا للغاية. لكن في الوقت نفسه تحمل هذه التطورات تساؤلات عن المواقف المشينة للغرب المؤيد لهذه الأنظمة، حيث أصبح هذا الغرب عائقا أمام التطور الديمقراطي، والثروة السياسية التي تعيشها تونس تبرز أن الأسباب نفسها التي أسقطت بن علي بعد 23 سنة من الحكم الاستبدادي وعسكرة البلاد موجودة وبقوة في باقي دول شمال إفريقيا: المغرب والجزائر وليبيا ومصر".
عمرو حمزاوي، كبير الباحثين في مؤسسة كارنيجي، (موقع دويتش فيلا)
" يمكن ان تنتقل عدوى الثورة ، بل هو أمر طبيعي جدا، هؤلاء مواطنون يتظاهرون للمطالبة بحقوقهم الأصيلة، حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية ومحاربة للفساد وحريات مدنية.
"فيما يخص بإمكانية تكرار هذه الاحتجاجات في دول عربية أخرى، نعم بكل تأكيد. الظروف الموضوعية هي نفسها، ذات النسب الخاصة بمعدلات الفقر والبطالة والفوارق بين الأغنياء والفقراء، تجديها في الجزائر والمغرب ومصر والأردن، وفي عموم العالم العربي، ربما مع ظروف سياسية أقسى، كما هو الحال في سوريا والسعودية، على سبيل المثال. أما الاستثناء الوحيد فهي دول الخليج الصغيرة، لأن لديها من أموال الوفرة النفطية ما يمكنها من رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي لغالبية مواطنيها."
" أعتقد أن من الصعب على أي باحث في العلوم السياسية أن يتوقع أن تشهد مصر ما حدث في تونس ، لو عدت بالذاكرة إلى تونس قبل شهرين، لم يكن لأحد أن يتوقع لهذا أن يحدث. هذه مفاجآت تخرج بها الشعوب ليفاجئوا بها النظم السلطوية. قد يحدث ذلك في مصر لأن الظروف الموضوعية متوافرة، وقد تستمر مصر على حالة الاستقرار الحالية، وهو استقرار هش، تكتشفي مدى ضعفه في اللحظات الحرجة، لحظة وقوع تفجير ما، لحظة وقوع مواجهات مباشرة بين الدولة وقطاع من المواطنين".
المصدر: اون اسلام
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
والله إنهم مع الحزم لأجبن من الحمرة ولكن يبقى السؤال المهم وما ذا بعد الثورة هل تكون في يد خليفة مسلم ؟إذن حي هلا بها
أما أن تكون في يد منافقين وسفلة تربوا في مراحيض الغرب فاحذروا أن تكونوا مطايا لهم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
كل ثمين يسرق الا دم الشهداء
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :