مبارك يتحدى انتفاضة للشعب المصري ويصر على البقاء في السلطة ومراقبون يصفون خطابه بالغباء السياسي
في ساعة متاخرة في منتصف الليل , ظهر رئيس النظام المصري حسني مبارك على شاشة التلفزيون المصري ، بعدما كان مقررا ان يظهر في الساعات الاولى من مساء الجمعة ليلقي خطابا حول تطورات الأوضاع وتطور الانتفاضة الشعبية وأحكام المنتفضين سيطرتهم على الشوارع والساحات في القاهرة والمدن الاخرى وهزيمة للقوات الأمنية من أمامهم .
لقد بدا مبارك في خطابه وكانه غائب تمامارعما يجري في مصر وأندفاع مئات الآلاف من المصريين وهم يهتفون بسقوطه ورحيله في العاصمة القاهرة ومدن اخرى، وهذا ما اعتبره محللون غربيون بانه " غابة في الغباء السياسي ".
وأصر مبارك في خطابه بانه " باق في الحكم ولن يترك منصبه " واعدا الشعب بتغيير الحكومة والاعلان عن تشكيل حكومة جديدة السبت .
وعزا المراقبون الغربيون تاخير بث كلمة مبارك التي كانت مسجلة , الى وجود حالة من الإرباك الواضح في قمة هرم السلطة ، بالاضافة الى ان التأخير في بث كلمة مبارك كان هدفه تجنب إثارة المزيد من الغضب الشعبي في وقت لم يكتمل نزول قوات الجيش الى للشوارع ولم تاخذ مواقعها امام مبان الدولة الحساسة وكذلك لم تصل بعد الى مواقعها لتامين الحمابة للسفارتين الاميركية والبريطانية والعمارة التي تضم السفارة الاسرائيلية .
ويتوقع المراقبون ان لايغير اصرار مبارك على البقاء في السلطة شيئا وينتظرون ان تشهد ساعات صباح ومساء السبت تطورات خطيرة , من بينها حدوث صدامات بين الجيش والشعب اذا أصر الجيش على لانحياز الى جانب مبارك ومؤسسته الحاكمة, وهذا بالتأكيد سيزيد الضغط على الادارة الاميركية بالقبول بخيار إجبار مبارك على التنحي اذا وجدت ان استمرار بقائه في السلطة سيسبب لها مزيدا من الكراهية في اوساط المنتفضين .
ويتوقع المراقبون ان يكون رهان مبارك قائما على الجيش يعد فشل الاجهزة الامنية
من مواجهة الانتفاضة الشعبية ، خاصة وان رئيس أركان الجيش النصري غادر واشنطن مساء الجمعة على راس وفد عسكري عال المستوى كان في زيارة لواشنطن وقطع زيارته ليلاحق الاحداث ميداني .
وحسب توقعات المراقبين ، فان المسؤولين الأمريكيين بحثوا مع هذا ألوفد العسكري سبل السيطرة على الأوضاع في مصر والعمل على منع سقوط النظام .