عنوان الموضوع : الثورة السورية وسقوط الأنظمة الثورية. خبر مؤكد
مقدم من طرف منتديات العندليب

بقلم د.حاكم المطيري


سلام من صبا بردى أرقُ

ودمع لا يكفكف يا دمشقُ

ومعذرة اليراعة والقوافي

جلال الرزء عن وصف يدقُ

دم الأحرار تعرفه فرنسا

وتعلم أنه نور وحــقُ

بلاد مات فتيتها لتحيا

وزالوا دون قومهم ليبقوا

وحررت الشعوب على قناها

فكيف على قناها تسترقُ

وللحرية الحمراء باب

بكل يد مضرجة يدق ُ

جزاكم ذو الجلال بني دمشق

وعز الشرق أوله دمشقُ



إذا كانت سورة براءة تسمى الفاضحة، لما كشفته من أحوال المنافقين وتآمرهم على الأمة، فإن الثورة السورية هي بحق الثورة الفاضحة للمشهد السياسي في المنطقة العربية كلها محليا وإقليميا ودوليا، فقد سقطت بالثورة السورية الشعارات، وتهاوت أمام إعصارها الأحزاب والتيارات، وزلزلت المشاريع واللافتات، وتعرى الجميع فإذا نحن أمام مسرحية كبرى يمارس على خشبة مسرحها الثوريون الدجالون والممثلون السياسيون كل فنون التضليل والخداع السياسي على حساب دماء الشعوب العربية التي تتطلع للحرية والعدل وللحياة الكريمة!

ما سبب هذا الجنون الذي يمارسه النظام السوري حتى يشن حربا على شعبه، ويحاصر مدنه، ويقتل المدنيين الأبرياء من الأطفال والشباب والنساء؟

كيف يقنع النظام السوري العالم – إن كان هناك حقا نظام – بمشروعية كل هذه الجرائم الدموية وغير الإنسانية التي تقوم بها المليشيات الحكومية؟

ما هو ذنب الطفل حمزة الخطيب ليقتل بدم بارد، وبأسلوب لا يقدم عليه أعتى العتاة، ليشوهوا جسده الطاهر، ويمثلوا به، ومثله عشرات بل مئات القتلى الأبرياء؟!

لقد سقط النظام السوري سقوطا غير مسبوق وغير مأسوف عليه، وسقطت معه كل شعارات الصمود والمقاومة، فإن ما يفعله في الشعب السوري لم يفعله حتى الكيان الصهيوني بمن أرادوا دخول الجولان!

إن كان من يحكم سوريا هو فعلا حزب البعث وليست أسرة الأسد وعصابته، فقد كتب هذا الحزب بيده نهايته، ودق آخر مسمار في نعشه، وانتهى هذا الحزب الشمولي الدكتاتوري الإجرامي، الذي جعل من نفسه وصيا على الشعب السوري بالحديد والنار منذ نصف قرن أو يزيد وبغير وجه حق، تحت شعارات كاذبة خاطئة باسم الاشتراكية والعدالة، وباسم القومية العربية، فلم يحقق للشعب سوى اشتراكية في الظلم، وعدالة في البؤس، حتى أوصل سوريا إلى ما أوصلها إليه من أنهار الدماء التي تهرع في مدنها وقراها؟

لقد كانت أمام هذا الحزب فرصة تاريخية بعد سقوطه في العراق أن يتصالح مع شعبه ومع أمته ودينها وهويتها، وسنحت له فرصة في سوريا، ليؤكد لها أنه قادر على مواكبة التغيير في المنطقة، وأنه كما يرفع شعار المقاومة، فسيرفع شعار الإصلاح السياسي ويبادر للاعتراف بحق الشعب في اختيار حكومته، وإلى احترام التعددية والتداول السلمي للسلطة، إلا إن الحزب لم يفعل، وبقي حزبا شموليا عاجزا عن فهم ما يدور حوله، ولم يستفد من تجربته في العراق، ولم يجد أبواقه إلا أن يرددوا شعاراتهم نفسها التي تجاوزها الزمن، وكشفتها الأحداث، فإذا الاسطوانة المشروخة نفسها تعاد من جديد على مسامعنا، فهذه الثورة السورية المجيدة التاريخية ليست في نظر هذا الحزب ومنظريه سوى مؤامرات خارجية يحيكها الاستعمار ضد النظام المقاوم في سوريا!!

عمن يقاوم هذا النظام؟ ومن يقاوم؟ وعمن يدافع هذا الحزب؟ وهو يستبيح مدن سوريا من شمالها إلى جنوبها بالجيوش والمدرعات التي لم تطلق طلقة واحدة على إسرائيل منذ أربعين سنة!

فهذا سؤال لا جواب له في وسائل إعلام النظام وحزبه!

وإن كان حزب البعث في سوريا لا يد له فيما يجري، فيجب على قياداته المبادرة إلى إعلان البراءة من هذه الجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري، قبل أن يدفع الحزب وقياداته وكوادره ثمن سكوتهم وصمتهم عن هذه المجازر، وقبل فوات الأوان!

وفي كلا الحالين فقد تم الإعلان عن نهاية حزب البعث ومشروعه الدموي غير مأسوف عليه ولا على عهود حكمه للعراق وسوريا واليمن، وهي نهاية طبيعية لكل حزب شمولي يصادر على الأمة أحق حقوقها في الحرية والتعددية والتداول السلمي للسلطة، وحقها في انتخاب من يحكمها دون وصاية من حزب أو أسرة أو فئة أو طائفة..

لقد وقفت حكومة الاحتلال الأمريكي في بغداد المدعومة إيرانيا - والتي تعمل على اجتثاث البعث في العراق - مع حكومة البعث في دمشق المدعومة إيرانيا والتي تقاوم الاحتلال الأمريكي!

وفي الوقت الذي تزعم حكومة العميل نوري في بغداد أن الثورة العربية ضد الأنظمة الدكتاتورية جاءت كامتداد لثورة الشعب العراقي ضد النظام البعثي من أجل إقامة الديمقراطية، ومع ذلك لا تتردد حكومة بغداد الديمقراطية من دعم نظام البعث الدكتاتوري في دمشق!

إنها مسرحية هزلية تكشف مدى الفساد والتضليل السياسي الذي يمارسه الدجالون الطائفيون، فالرابط المشترك بين الجميع هو المشروع الطائفي سواء في خندق الاحتلال أو خندق المقاومة!

وإذا كانت الثورة السورية قد فضحت وأسقطت النظام السوري الطائفي وحزب البعث في سوريا، فإن سقوط القوى الثورية المقاومة كان أشد وقعا، فقد تعرت في أول اختبار لها، فإذا مقاومتها لم تقتصر على العدو الخارجي، بل امتدت لتتصدى للأمة وشعوبها في الداخل، ولتقف جنبا إلى جنب لا مع الأمة والشعوب التي احتضنت المقاومة، بل مع الأنظمة الاستبدادية الإجرامية التي تشن حروبها على شعوبها!

إن قتل الشعب السوري تحت شعار المقاومة أو بدعوى الدفاع عن الشعب اللبناني أو الدفاع عن الشعب الفلسطيني - الذي تم دك مخيماته على رؤوس أهله في سوريا ولبنان - وتحت شعار مواجهة الخطر الإسرائيلي، لهو جريمة وخيانة كبرى للشعب الذي تحمل أكثر من غيره فاتورة المواجهة، وتنازل عن حقوقه وحرياته من أجل فلسطين، ليكون الجزاء أن تسفك دماؤه في كل مدن الشام وقراه، ثم لا يجد من القوى الثورية والمقاومة التي احتضنها وصبر على نظامه الإجرامي من أجلها، ولو كلمة عزاء واعتذار!

إن القوى الثورية إنما تستمد مشروعيتها من الأمة نفسها ورغبتها في المواجهة والتحرر من الاحتلال الأجنبي، فإذا ما أجلت الأمة معركتها مع الخارج لمواجهة خطر داخلي أحق بالمواجهة، فإنه لا صوت فوق صوت الأمة، ولا مشروعية إلا مشروعيتها، ولا مشروع إلا مشروعها سواء كان مقاومة للخطر الخارجي، أو مواجهة للاستبداد الداخلي، وهو ما لم تفهمه القوى المقاومة فظنت أن مجرد مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي يشفع لها وقوفها ضد إرادة الشعوب في ثورتها الداخلية على أنظمتها الدكتاتورية، فكانت المفاجأة أن سقطت هذه القوى سقوطا لا قيام لها بعده تحت أي شعار ترفعه أو سترفعه!

لقد أثبتت الثورة العربية أن حق الشعوب في الحرية ومواجهة الاستبداد كحقها في التحرر ومواجهة الاستعمار، وأن الأنظمة الثورية التي تقف في خندق الممانعة والاستقلال، لا تقل إجراما وخيانة للأمة من الأنظمة المسالمة في خندق الاحتلال! فالجميع يؤدي دوره في مسرحية هزلية تعرض على العالم العربي منذ نصف قرن دون كلل ولا ملل من تكرار الأدوار نفسها!

فهذه الأنظمة والقوى الثورية إنما تضطرها الظروف أحيانا للوقوف في هذا الخندق لا إيمانا منها بمشروع المقاومة، بل حفاظا على وجودها ومصالحها، حين يتحقق لها في خندق المقاومة، ما لا قد يتحقق لها في خندق المسالمة!

لقد اختلق الغرب الاستعماري وجود هذه الثنائية في العالم العربي، فأقام دول اعتدال دون اعتدال، ودول مقاومة بلا مقاومة، وكلاهما يحظى برعاية استعمارية، ويقع تحت نفوذ أجنبي خارجي، ليعود للأذهان تاريخ العرب الجاهلي، حيث الغساسنة في الشام تحت نفوذ الروم، والمناذرة في العراق تحت نفوذ الفرس!

أما السقوط الذريع فقد كان من نصيب المشروع الإيراني الصفوي الطائفي والذي لم يجد بدا بسبب طائفيته من الوقوف جنبا إلى جنب مع نظام حكومة الاحتلال الأمريكي في بغداد، وحكومة المقاومة المزعومة في دمشق، وكل ذلك على حساب استقلال وتحرر كلا الشعبين العربيين العراقي والسوري، ليخرج خامنئي بنظريته الجديدة بأن إيران تقف فقط مع الثورات العربية غير المدعومة من الخارج، ليبرر موقف نظامه الطائفي من الثورة العربية السورية والعراقية!

لقد مر على الثورة السورية أكثر من ثلاثة أشهر ودماء الشعب تسيل أنهارا، والعالم يتفرج بما في ذلك الولايات المتحدة ودول أوربا التي منحت الرئيس السوري فرصة تلو فرصة ليحسم الأمور بالحل الأمني، كل ذلك حرصا منها على النظام السوري الذي حمى حدود إسرائيل مدة أربعين سنة، حتى إذا انطلقت الثورة الشعبية، فإذا هو يتذكر الجولان وأنها تحت الاحتلال، فيفتح جبهة مع إسرائيل لا لتحرير الأرض، بل للقضاء على الشعب وإخماد ثورته السلمية وتطلعاته تحو العدل والحرية! فأسقط بيد القوى الليبرالية التي تراهن على الخارج للدفاع هن الشعب السوري تحت شعار حماية حقوق الإنسان ودعم الديمقراطية، ونست تلك القوى الليبرالية أن الغرب الاستعماري لا يتدخل إلا لحماية مصالحه حين تتعرض للخطر، وهو ما لم يحدث بعد في سوريا حتى الآن!

إن الرهان يجب أن يكون فقط على الشعب السوري، وعلى الأمة العربية وشعوبها من ورائه، وقد قرب فجر الحرية في دمشق وفي كل العواصم العربية، وسيقول الشعب حينها للنظام الثوري الطائفي في سوريا والقوى الثورية الطائفية كما قال سلفهم غير الصالح علي صالح فاتكم القطار فاتكم القطار فاتكم القطار!


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

جبان إبن بائع الجولان... قاتل النسوان .... هكذا قال عنه الشيخ عدنان العرعور حفظه الله..

شكرا لك أخي على هذا التحليل والكلام والحقائق...

هذه حال الدنيا، كلنا ننخدع بالشعارات والكلام الحماسي في وقت من أوقاتنا، لكن عند أول امتحان .. يَكرم المرء أو يهان.
المقاومة، جبهة الصمود والتحدي، وما إلى ذلك ..
ياسيدي أنا شخصيا في وقت من الأوقات لم أكن أحب سماع كلمة واحدة ضد بشار، لأنه بطل هذه الأمة، ومن وراءه سوريا بلدا وشعبا.
لكن بعدما يحصل الآن ... لم أعد قادرا على إقناع نفسي أكثر، كل هذه الأمور أعرفها، ولطالما كانت تهمته - أي بشار- أنه لم يطلق رصاصة واحدة على العدو الذي يحتل أرضه...

أنا أقول لك أمرا أخي الكريم، إبحث في التاريخ عن سقوط الجولان ... العجب العجاب...
هل تعلم أخي، إخوتي الكرام، أن الجولان سقطت ولم تطلق رصاصة واحدة..!!!!!!!!
نعم، ببلاغ أن جيش العدو دخل الجولان، ولم يدخل، فانسحب، أو هرب أو أو أو سمه ماشئت، الجيش البطل العربي السوري، أقصد جيش حافظ الأسد...

الخلاصة ...
الشعب يريد ...


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :