عنوان الموضوع : الأطلسي يرث طغيان القذافي: إرهاب الثورة في مصر وتونس و...
مقدم من طرف منتديات العندليب
الأطلسي يرث طغيان القذافي: إرهاب الثورة في مصر وتونس و...
طلال سلمان
ها هو الثائر الأوحد، القائد الأوحد، المفكّر الأوحد، المقاتل الأوحد، المواجه الأوحد، المحرّر الأوحد، الاشتراكي الأوحد، القومي الأوحد، المسلم الأوحد، الفيلسوف الأوحد، الكاتب الأوحد، الروائي الأوحد، ينتهي مطارداً أوحد لا يجد مأوى آمناً ولا يشفق عليه مواطن واحد في البلاد التي حكمها لوحده لاثنين وأربعين عاماً بلا انقطاع، حتى أخرجها من التاريخ والجغرافيا والعصر جميعاً.
ها هو معمر أبو منيار القذافي يهرب باحثاً عن مأوى خوفاً من «مواطنيه» الذين استعلى عليهم ورفضهم شركاء بل حتى كرعايا وأهانهم في إنسانيتهم حين أكدوا حضورهم فجعلهم جرذاناً وقروداً وفئراناً وتيوساً إلخ.
ها هو صاحب «الكتاب الأخضر» و«النظرية العالمية الثالثة» وقد أراد منهما تقديم نفسه كمكمّل للرسالات السماوية، ينتهي مطارداً مطلوباً من عدالة شعبه الذي كان يمكن أن يكون الأغنى فأفقره والأعلم فجهّله والأعظم عروبة فهجّنه، والأخلص لقضية فلسطين ففرض عليه التيه في «إسراطين»، والعميق الإيمان بالوحدة العربية فردّه إلى وهدة الإقليمية وجحر الكيانية.
ها هو ملك ملوك أفريقيا الذي افترض أنه اشترى تلك الشعوب المقهورة بالاستعمار، قديمه والجديد، الممزقة قبائل متنابذة وعشائر مقتتلة، لا يجد من يقبله لاجئاً في القارة السمراء، هو الذي أدخل نفسه طرفاً في كل صراع بين «دولها»، مفترضاً أنه بذلك يصبح المرجع الأوحد وصاحب الحل والعقد في مختلف الشؤون والشجون.
ها هو «الأخ القائد» الذي قاتل ـ لغير سبب ـ ضد مصر، وضد تونس، ضد الجزائر وضد المغرب، ضد السودان، وضد السعودية، ضد العراق وضد سوريا، ضد القيادة الفلسطينية وضد شعب فلسطين، ضد الحكومة في لبنان، قبل وبعد قضية إخفاء السيد موسى الصدر ورفيقيه، وضد شعب لبنان.
ها هو «الأمين على القومية العربية» الذي فوّض إلى نفسه إرث القائد العظيم جمال عبد الناصر قد خرج على العروبة واستبدلها بهرطقات فكرية أبرز عناوينها ابتداعه مشروع «إسراطين» لحل قضية الصراع العربي الإسرائيلي.
ها هو مطلق هتاف «طز طز في أميركا» ينتهي طالباً الصفح، دافعاً ثمن توبته مليارات الدولارات من ثروة الشعب الليبي، منتقلاً من موقع محرّض الشعوب لمواجهة الإمبريالية الأميركية إلى «متواطئ» معها ضد المناضلين من أجل حقهم في الحرية والخبز مع الكرامة في أربع رياح الأرض!
ها هو بطل الحروب العبثية ضد الإخوة والأصدقاء يفتح أبواب ليبيا التي كان شعبها رائد الكفاح المسلح ضد الاستعمار الإيطالي، والذي استقر بطل جهادها عمر المختار في وجدان الأمة جميعاً، رمزاً مقدساً للمجاهدين من أجل العروبة والإسلام والتحرر، يعيد فتح أبواب ليبيا أمام المستعمِرين وقد توحّدوا ليتقاسموا ثروتها.
وها هو الطغيان يختار وريثه: الاحتلال الأجنبي، تماماً كما في العراق... وها هو الاحتلال الجديد يدمر ليبيا تمهيداً لاستعمارها من جديد مضفياً على أساطيله التي دكت مدنها ومرافقها ومنشآتها صفة «المحرّر»!
وها هي قوات حلف الأطلسي (وإسرائيل فيها ومعها) تدمر أسباب التقدم بل الحياة في ليبيا لترهب الثورة المجيدة في مصر، والانتفاضة المباركة في تونس، وتحركات الاعتراض طلباً للتغيير في الجزائر والمغرب وموريتانيا إلخ..
وبالتأكيد فإن قوات هذا الحلف كانت تضرب في ليبيا ومن حسابها أنها إنما تضرب جذوة الثورة في مصر وتونس، لا سيما أن بوسعها الادعاء أنها إنما كانت تنفذ مطلباً عربياً، بل ولعلها قد أوهمت سلاطين النفط أنها تعمل لحسابهم (وبالشراكة معهم، إذا ما تذكرنا أن بين الطائرات التي قصفت فدمرت بضع طائرات تحمل شعارات دول عربية!!)؟ وهي بالتأكيد قد تقاضت منهم ثمن كل صاروخ وكل قذيفة، مع العلم أنها ستستعيد امتيازاتها في النفط الليبي وستبيع ليبيا غداً ما تحتاجه في عملية إعادة البناء، وهي بمليارات المليارات.
لقد أعاد الطغيان فتح أبواب الأرض العربية أمام الاستعمار الذي سيجيء الآن في موكب من الإجلال والتقدير والعرفان بالجميل، بوصفه محرر الشعوب العربية من طاغوت الحكم الفردي الدكتاتوري.
سيدفع العرب جميعاً، في المغرب والمشرق، وفي فلسطين أساساً، دية ثقيلة لهذا «الجميل» الإمبريالي المباغت والمتجاوز في حجمه وقوة تأثيره كل تقدير!
وهكذا تكون «الدية» مزدوجة: يخسر العرب ليبيا، ويتم تهديد ثورة مصر وانتفاضة تونس، وسائر حركات الاعتراض في المشرق والمغرب، ويُعاد الاعتبار إلى الاستعمار الأجنبي ويقدم كمنقذ من الدكتاتورية... وبئس الخيار!
على أن المواطن العربي أعظم وعياً من أن يسقط في هذا الفخ الذي تجسده المفاضلة بين «الطغيان» المموّه بالتطرف الوطني والقومي أو الديني وبين الاستعمار العائد مموهاً بشعار تحرير الشعوب من طغاتها المحليين.
... وهذا هو المواطن المصري البسيط «أحمد الشحات» يتسلق عشرين طابقاً من «عمارة السفارة» لينزل علم العدو الإسرائيلي عن ذلك المبنى، وسط تظاهرة فرح غامرة ما تزال مستمرة في القاهرة، تدليلاً على أن الشعب يعرف عدوه ولا يضيع عنه ويعرف الطريق إلى غده فلا تأخذه المزايدات والمناقصات التي لا تتورع عن استخدام الدين أو العصبية الكيانية إلى التيه
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
كلام جميل + واقع مؤلم
شكرا لك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :