عنوان الموضوع : الموت بين طعن القنا وخفق البنود الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

معمر القذافي وسلطن بن عبد العزيز.. الموت بين طعن القنا وخفق البنود
رحل العقيد معمر القذافي بين طعن القنا وساحات المواجهة مع الناتو , ومات سلطان بن عبد العزيز حتف انفه مريضا في أحد مستشفيات الناتو في امريكا . وسيدخل الاثنان ذات الحفرة المخصصة للرحلة الابدية . ماتا في وقت واحد , وان كانت الانباء الواردة تشير ألى أن موت سلطان بن عبد العزيز حصل قبل شهر من الان ولم يعلن عن الوفاة الا بعد أن قام وفد سياسي امريكي بتصفية الموقف بين الورثة , وتنصيب من سيخلفه . وأن الاعلان الرسمي للوفاة على لسان الخارجية الامريكية في هذا الوقت كان خشية من التداعيات الصحية الخطيرة لحالة ابو متعب الذي خضع لجراحة مستعجلة , مستحقة الوفاة , وخشيت الادارة الامريكية من تداعيات وفاة الملك وولي العهد في وقت واحد . الاثنان تعرضا لحالات عبث جسدي , أحدهما القذافي الذي تعرض له على يد ثوار الناتو الرساليين , لكنه عبث لم يدم لاكثر من ساعات وواجهه بشجاعة وسجل موقفا ثوريا ورجوليا , بغض النظر عن كل ماسلف به القول أو عن كل ما سوف يقال . والاخر سلطان تعرض لعدة عمليات جراحية على يد الاطباء بغية اطالة هذا العمر الذي طال وبعث الروح في ذلك الجسد المنهك . ومن المفارقة المضحكة , أن القذافي عُبث بمؤخرته هتكا من قبل ثوار الناتو , والاخر عُبث بمؤخرته تطبيبا وجراحة , لانه مصاب بسرطان البروستانت . بالمحصلة فان الاثنان قد توفيا , والحساب عند الله , لكن في حسابنا نحن البشر , فان رحيل الاول وترجله فتح الباب لنوع من اليقظة والافاقة على عبث مخرب اسمه الربيع العربي , وعلى يقظة ووعي جديدين على عالم تسوده البربرية والهمجية وتكتنفة شريعة الغاب , مما يتفه كل الطروحات القديمة شرقية وغربية , والتي انهكت عقولنا بما سال منها من مفردات تسامح وحرية ورحمة وحقوق الانسان الخ .بينما فتح الثاني مشكلة سياسية في وراثة حكم باتت معقدة وشائكة لكثرة ما استهلكت من التخلف والرجعية والاستبداد .
كتب الصبي عبد الرحمن الراشد أمس في جريدة الشرق الاوسط , وأقول الصبي لانها كلمة لائقة بما يقوله ويفعله , تشابه تماما فعل صبيان المقهى وصبيان المعلم وحتى صبيان الطرقات الاخرين الذين يقدمون خدمات أخرى للمعلم . كتب يعدد مناقب الامير سلطان بن عبد العزيز , وأسترسل في المديح . وانه (اي سلطان ) كان وراء كل انجازات ملوك الحجاز , وأنه من خطط حرب اكتوبر وساعد على نجاحها . وأنه من اسس الجيش الحجازي وأنه وأنه . وكتبت له شخصيا تعليقا على المقالة , وكنت أعلم يقينا أنها لن تنشر . حالها حال كثير من التعليقات التي اكتبها على تفاهات الشرق الاوسط , ولكني ارمي بتلك التعليقات لاضع الكاتب امام نفسه , وأراهن مراهنة خاسرة على ضمير لعله يصحو لثوان فقط . مع ذلك فاني استمر بتسجيل موقفي . وكان تعليقي له واستكمالا لهذا المقال كالتالي .
نسيت أن تذكر أن سلطان عاصر النبي وجمع القرآن , وأنه تنازل عن كل ثروته تأسيا بعمر بن عبد العزيز ونسيت أن تذكر أنه لكثرة زهده وورعه تنازل عن ثلاثين قصرا له في انحاء العالم , و70% من الشعب الحجازي لايملك سكنا , حسب احصائية قام بها ناشطون شباب داخل البلد وهم الان في السجون . ونسيت أن سلطان يترأس مجلس ادراة 13 هيئة قومية لمشاريع كبيرة في البلد . وأن له 25 منصبا في الدولة ابتداءا من ولاية العهد ووزارة الدفاع ورئيس الحرس الوطني وهكذا . كل هذا و3 ملايين شاب من حملة الشهادات في المملكة عاطلون عن العمل . ونسيت أن تذكر أن المئات من الخدم يرافقونه في كل رحلة استجمام أو تطبب يقوم بها , وتتكفل خزينة الدولة بنفقاتهم , دون قانون رسمي او شرعي او لائحة بروتوكولية تمنح الحق بذلك . ونسيت الصفقات المسلحة التي عقدها بالمليارات , ولم يصل منها شيء الى الحجاز وما وصل كان خارج الاتفاق وخارج المواصفات . هذا ناهيك عن دوره ضمن العصبة الحاكمة في قتل الشعوب الاسلامية عبر المال السحت .
كشفت الاحداث والاهتمام الاعلامي السعودي الوطني والمرتزق بسلطان وموته ونعيه . والهالة الملقاة عليه , كشفت أمرا بالغ الاهمية بالنسبة للمتابعين النابهين , وهي سيطرة الجناح السديري في الحكم على مقدرات البلاد , وأنهم الحلقة الاقوى والاكثر فاعلية , بحيث غيبت تماما أي دور لابي مشعل في هذا الاستعراض البطولي الزائف . وكشفت عن حقيقة سوداء متأصلة في المرتزقة من الاعلاميين الحجازيين , أو اذنابهم ممن باع نفسه بالمال , وهي سرعة الانقلاب على ولي نعمة الامس , أذا أحسوا منه قرب زوال , وهذا ماحصل في هذه المناسبة ,حيث راهن كل المرتزقة على القادم الجديد للعهد والملك , لان ابو متعب ايامه معدودة في الحياة وربما باتوا متأكدين من ذلك . وتسارع كل الطاقم النفطي من الاعلاميين الى مبايعة مبكرة لنايف , وبكاء حار وبالدم على سلطان , والذي يعني بداهة , تقديم ولاء وطاعة لنايف . كما كشفت أن ابومتعب لم يكن الا رقما بين الارقام والافاعي السعودية . وهذا ما يفسر الى حد ما صعوبة اتخاذ قرارات جريئة ومستقبلية من قبل الملك . وصعوبة الاتفاق على دراسة مصير الدولة ووضع الخطط لدولة باتت تصنف من ضمن القرن الثامن عشر .
لقد كشفت اللقاءات والتحليلات والندوات التي انتبهت للوضع الحجازي . عن عورات كثيرة وفاضحة , في بنية المؤسسات في الدولة وفي البنية الاجتماعية لزمرة الحكم في الحجاز . وأكثر العورات فضاعة كانت . في أن الدولة عبارة عن حارات يقودها عقداء , لايجمعهم جامع , الا ما نشاهده في قناة العربية ,من كذب ودجل مفضوح . وأن راسي الحكم في الحجاز الملك وولي عهده الامين كانا على حال خصام دائم , ولا يجتمعان في مكان الا في مواقف بروتوكولية ضاغطة . وأن الامريكان هم من يحسم الخلافات بينهم . فالوزارات محسومة وقسمة بين الابناء يتوارثونها جيلا بعد جيل , فالدفاع لامير يتصرف بها ويحلبها ويعقد صفقاتها ويورثها لابنائه او اخوانه الاشقاء ولا تخرج من يده لامير آخر , وهكذا الداخلية , وهكذا مؤسسة الحرس الوطني والتي هي مؤسسة عسكرية خارج الدفاع لاجل توفير المناصب السيادية .
بمعنى آخر أنها محاصصة طائفية مقيتة داخل العائلة الواحدة . مما يؤكد صحة المقولات الواردة , أن مؤسسة الحكم ضيعة من ضياع العائلة المالكة , لا مكان فيها للشعب ولا مستقبله ولا اقتصاده ولامصيره ولا اي شيء آخر . وليس عجبا مع هذا الوضع أن تقتل سيول جدة البسيطة 150 شخص وتشرد المئات .
ولا عجب أن نرى محاصصات طائفية في بلاد تشهد فعلا فجوات عرقية ومذهبية , ونفس المقارنة تضع بين ايدينا انظمة حكم تحاربها عصابة ال سعود , بينما نجد فيها رغم التعدد الاثني والقومي فيها , قرار وطني ووحدة وطنية مثالية , مثل سوريا , فوزير الدفاع مسيحي سوري وهناك وزراء اكراد وعلويون وسنة , ومن باقي القوميات , لكن يجمعهم القرار الوطني الواحد . ويتحكم رئيس الدولة بالقرار بقوة الحضور السياسي والشخصية وبقوة الانضباط الاداري . الخزينة واحدة في الدولة والمالية واحدة والصرف مركزي .
ومما يؤكد تشبت وزراء آل سعود واستقلالهم كل بوزارته ومملكته الخاصة , هو صعوبة تغيير المناصب بينهم وصعوبة الاختيار وصعوبة التنصيب , ويؤكده أكثر أن سلطان بن عبد العزيز كان عاجزا كليا على ممارسة اي دور في الدولة منذ 2016 ولحد الوفاة , وقبله الملك فهد الذي راح في موت اشبه بالسريري منذ 1996 الى سنة 2016 , لكن لم يكن الوضع السياسي يسمح بالتغيير , ولم يكن هناك من يستطيع في المملكة كلها السيطرة والتصرف حيال هذا العجز , وهذا ما يعني أن هرم السلطة في الحجاز شكليا الى حد ما , وأنهم عبارة عن اصنام لتحقيق شكل الدولة . وأن تسيير الامور لازال بشكله البدائي في المجتمعات الرعوية التي لا تعتمد على التخطيط والمواكبة , بقدر ما تعتمد على تسيير الامور كيفما اتفق . الخارجية الحجازية والتي هي حصة ابناء الملك فيصل حصرا . لم تجد بعد عقود من الزمن شخصا أكثر صحة وحيوية من فهد بن فيصل الذي تسيء مشيته في اروقة المحافل الدولية , وطريقة تعثره بالكلام . لهذا فان الحجاز بهذا الوصف دولة خارج الزمن . وأن المتوفين والراحلين من شيوخها وأمرائها , مسؤولين مسؤولية مباشرة عن هذا الخلل الفاضح والقصور الواضح . ومنهم سلطان بن عبد العزيز , الرجل القوي والنافذ في البلاط . والذي أخر لعقود طويلة نكاية بالغير أو حفاظا على هيبته , أخر عملية نقل المجتمع الحجازي ولو خطوة واحدة باتجاه الدولة المؤسساتية .
ومن هنا نقول للصبي عبد الرحمن الراشد . كيف خطط سلطان بن عبد العزيز لحرب اكتوبر ودفع المصريين اليها , ومن فمه ندينه حيث قال أن كان الموجه والمسير لكل ملوك السعودية . وأن ارثه السياسي والثقافي هو ما نراه من دولة خارج مقاييس الحكمة والزمن , الا أن لديها اموال موزعة بين وزارات موزعة هي الاخرى بين طوائف ضمن اسرة واحدة .
رحل القذافي ومات سلطان , وسيدفنون سوية , في ذات الحفرة , ولكن نترك للتاريخ مستقبلا وليس الان , لان التاريخ الان محتجز في ثلاجات الناتو بانتظار التطورات السياسية التي ستكتبه . سنترك للتاريخ مستقبلا ليقيم كل من الرجلين . ايهما كان ...... وايهما كان .

من قلم : د. عمر المحروق


https://www.arabtimes.com/




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

اتفق معك يازمزوم

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :