عنوان الموضوع : هل ستكون ليبيا ولاية أمريكية جديدة.؟ اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب


كتب الأستاذ الدكتور سليمان الشريف محللا حقيقة أن رئيس وزرائنا الجديد يحمل الجنسية الأمريكية، ملاحظا أن حمل تلك الجنسية يتطلب بالضرورة التنصل من الجنسية الأصلية، راسما علامة إستفهام كبيرة أمام هذه الحقيقة وهي علامة إستفهام تتطلب التوقف أمامها طويلا وإبرازها باللون الأحمر.

لقد إعتقد الكثيرون (بدافع الطيبة) أن أمريكيا قد تحولت أخيرا إلى أم رؤم للعرب، وإنها من هذا المنطلق تحتضن ثورات الربيع العربي بكل حنان، وتبدي إرتياحها البالغ للمصائر التي آل أو سيؤل إليها الطغاة العرب، وأعجب الكثيرون (بدافع الطيبة أيضا) بذلك الكرم البالغ الذي تمارسه أمريكيا من خلال قيادتها لمجهود حربي ينفذ في ليبيا، ويكلفها عدة ملايين من الدولارات كل يوم.

ويعود ذلك بشكل جوهري إلى أننا كعرب نميل إلى تجنب الفهم العقلاني والموضوعي، عندما نكون في حالة من الإنفعال العاطفي الحاد، كما هو الحال أثناء ثورتنا (المجيدة) ونجنح إلى إسباغ كل ما جعبتنا من أوصاف طيبة، وشكر وحمد، وتصفيق وصفير للطرف الآخر الذي كان منذ برهة العدو الأول للأمة.

في الواقع، ليست الولايات المتحدة ولا دول أوربا جمعيات خيرية، نذرت نفسها لمحاربة الظلم وإحقاق الحق في أي مكان في العالم، بل يجوز القول بثقة أن الظلم كان وما يزال سياسة واجبة الإتباع بصرامة لدى تلك الدول، بينما يشكل الحق عدوا لدودا ينبغي محاربته والقضاء عليه حيثما كان.

أن العواطف والنوايا الطيبة ليس لها محل في العلاقات الدولية أو في السلوك الدولي، فهي علاقات وسلوك يحكمها منطق النفعية الصرفة وفي الحالة الليبية يقدم مفهوم النفعية تفسيرا للقصة كلها من ألفها إلى يائها، فلا أمريكيا ولا دول أوربا كان يهمها فعلا إنقاذ الليبيين من جبروت وتسلط القذافي وكتائبه المرعبة، ولا هي كانت ستحزن وتتألم لو قضى القذافي على جميع الليبيين، ودفنهم في مقبرة جماعية واحدة، لكي يتفرغ لباقي شئونه.

حقيقة الأمر أن تلك الدول ـ في إطار إستراتيجيات غير معلنة ـ كان لابد لها من التعامل مع الأمر ببراجماتية عالية المستوى، بهدف السيطرة المبكرة على أحداث مستجدة تجري في ليبيا، وهي أحداث تحمل مؤشرات على أن تغييرات جوهرية قد تقع في المنطقة، خصوصا وأن تلكؤ تلك الدول في التعامل مع الحالة التونسية والحالة المصرية، قد تسبب في بروز أيديولوجيات خطرة وتيارات مناوئة تتنامى بسرعة.

وجميع وقائع الحالة الليبية خلال الأشهر الثمانية الماضية، تدل بوضوح على أن النتيجة التي كانت تتوخاها دول التحالف، لم تكن القضاء على القذافي (نظاما أو شخصا) وإنما كانت السيطرة على الوضع الذي من المتوقع نشؤه، سواء كان ذلك الوضع هو نظام جديد بالكامل، أو نظاما قديما يجري تجديده (كما في حالة لو تمكن القذافي من القضاء على الثورة وتوريث الحكم لنجله)

حسنا.. لقد إنتهى الأمر إلى ذهاب القذافي إلى الجحيم وذهاب نظامه إلى مزبلة التاريخ، ونشأ وضع جديد ذو ملامح ما زالت مشوهة (إلى حد الآن) حيث باشرت أمريكيا فورا إجراء العمليات الجراحية اللازمة على تلك الملامح، وهي ستنتهي قريبا من إعادة تشكيلها لكي تكون ملامح أمريكية صرفة، مستغلة كل تلك السذاجة التي نمارسها الآن فيما يخص ترتيبات المرحلة الإنتقالية الحالية.

بعض المتعولمين والمتنظرين (وهم كثر في هذه الأيام) يعتقدون أن الفاتورة التي يتوجب على الليبيين دفعها لدول التحالف هي كعكة إعادة الأعمار وكعكة النفط، وهذا إعتقاد ساذج جدا، لأن بنود تلك الفاتورة تتكون في الواقع من طمس الهوية القومية وشطب الإنتماء القومي، وصياغة هوية وإنتماء جديدين يرتكزان جوهريا على مفهوم الأمركة والتأمرك.

إن هناك الكثير مما يمكن أن يقال حول النتائج التي ستترتب عن هذا الوضع الخطر، ولكن ربما كان تناول ذلك من خلال نقاش آخر منفصل هو أكثر عملية، لأنني لا أرغب الآن في تفويت فرصة لمحاولة أثبات أن جنسية رئيس وزرائنا الجديد ليست هي بداية الحدث، ولكن بدايته الحقيقية وقعت منذ وقت مبكر من قيام الثورة، حينما إمتلأت شاشات الفضائيات بوجوه أشخاص ليبيون ينظرون ويحللون ويرسمون الخطط والإستراتيجيات، ويقترفون كل الخوارق التي لا تخطر على البال، وشكلوا جميعا ما يمكن تسميه بالمقاومة (الإنيقة) التي هجرت الوطن لتعيش مرفهة في أمريكيا وأوربا، ولم تشارك الليبيين في تحمل أي مصيبة من المصائب التي كان يمارسها القذافي عليهم طيلة أربعين سنة، ولكنها عادت الآن وشرعت في تسويق نفسها على أنها هي التي قامت بالثورة فعلا.

تلك المقاومة الأنيقة، لم تكتفي بالثرثرة في الفضائيات، ولكنها عادت إلى ليبيا، وتولت فور عودتها مقاليد الأمور، وأخذت محلها في مجلسنا الإنتقالي وفي مكتبنا التنفيذي (برجاء ملاحظة مدى غرابة ذلك).

والذهنية التي يملكها جميع أعضاء تلك المقاومة الأنيقة، هي أننا (أي جميع الليبيين) هم قطيع من الجهلة الذين لا يمتلكون القدرة على صياغة مستقبلهم وتصريف أمورهم، وإننا لا نعرف شيئا عن كيف تبنى الدول أو تمارس الحرية، وهكذا فهم قد أتوا لكي ينقذوننا من جهلنا ويبنون لنا دولتنا ويعلموننا كيف نعيش.

ذلك هو ما يفسر تبجحهم بمؤهلاتهم العلمية، كما أننا في ليبيا لم نتعدى مرحلة محو الأمية، وكما لو كان جميع أساتذتنا ودكاترتنا هم سقط متاع لا يجوز التعويل عليه.

ولكنني لن أكتفي بهذا التخريج، بل أتجاوزه للقول أن ما هو خطير فعلا هو أن هناك أمركة من المطلوب إنجازها في ليبيا، وبالطبيعة فأن من يصلح لذلك لابد أن يكون أمريكيا (تجنسا وولاء) وأن هذا هو ما يفسر هذا الواقع المؤلم المبكي.

في كل الأحوال، هناك دائما غلطة تقترفها الإستراتيجيات الخبيثة، وهي قصورها عن إدراك حقيقة أن من يلعب بالنار لابد وأن تحترق أصابعه، خصوصا إذا كانت تلك النار ليبية.

المصدر: ليبيا المستقبل



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

والله لم أعد أجد بما أعلق به على اعتاب مواضيعك التضليلية يا اخ عماري ..
وحسبي منك أن اقول لك :
القافلة تسير والكلاب تنبح..
مع تحياتي..


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

موضوع طويل جدا كان بامكانك اختصاره حتى تسهل القراءة


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام الجيجلي
والله لم أعد أجد بما أعلق به على اعتاب مواضيعك التضليلية يا اخ عماري ..
وحسبي منك أن اقول لك :
القافلة تسير والكلاب تنبح..
مع تحياتي..


بماذا اظلل يا عصام ماذا جرى لعقولكم
هل جننتم هذا موضوع لليبى من ليبيا يييييييييييييييييييييييا قووووووووووووووووووووووم
ألم ترى المصدر
او انك لا تريد ان تقرأ تتبع فى الذين يريدون ان يثيرو فوضى يصعدوا على ضهور النا فى
هذا المنتدى من امثال س؟؟؟


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tlemceniens
موضوع طويل جدا كان بامكانك اختصاره حتى تسهل القراءة

أذن النوم افضل

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

الســــــــــــلام عليكم
لا أدري ما أقول سوى :

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه