ووفقًا للصحيفة فإنه بعد ثماني سنوات، بات الملا عمر يشكل تحديًا أمنيًا مربكًا للإدارة الأمريكية، وقد استهلك مستشاريها وقسم الديمقراطيين وأحبط العديد من الأمريكيين.
ووصف المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية بروس ريديل الذي نسق المراجعة المبدئية للسياسة في أفغانستان مع إدارة الرئيس باراك أوباما في فصل الربيع، تاريخ الملا عمر بأنه مثير للدهشة.
وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأمريكيين يفكرون مليًا في التحول العسكري المهم الذي حققه الملا عمر، فيتساءلون:
هل هو العقل المدبر وراء الأساليب الجديدة لطالبان ودعايتها الإعلامية في السنوات الأخيرة.
اللغز الغامض:
غير أن الصحيفة تقول: إن الملا عمر ما زال يشكل لغزًا غامضًا في السياسة الأمريكية ومحل إعجاب من قبل أتباعه.
وتتوقع أن يكون الملا عمر من مواليد خمسينيات أو ستينيات القرن الماضي، وربما يختبئ قرب كويتا في باكستان أو في قرية أفغانية، ولكن لا أحد يؤكد ذلك.
وحول نشاطاته، نقلت نيويورك تايمز عن الكاتب الهولندي أليكس ستريك فان
المقيم في قندهار حيث نشأت حركة طالبان وساعد أحد مسوؤليها في كتابة تقارير، قوله: "هناك أربعة إلى خمسة أشخاص لتمرير الرسائل إلى الملا عمر، ومن ثم هناك دائرة من الناس الذين يستطيعون الوصول إلى تلك المجموعة".
قدرته على فض المنازعات:
رحيم الله يوسف زي من صحيفة ذي نيوز إنترناشيونال الباكستانية يصف الملا عمر بأنه "قليل الكلام غير أن تواضعه وأسطورته في القتال ضد الروس في ثمانينيات القرن الماضي حيث فقد على أثرها إحدى عينيه، ونجاحه في إنهاء الفوضى والنزاعات الدموية مع أمراء الحرب في تسعينيات القرن الماضي، عززت من سلطته".
حافة النصر:
ولفتت الصحيفة إلى أن التقييم الأخير للقائد الأمريكي في أفغانستان ستانلي مكريستال حول فشل قواته في هزيمة طالبان، جاء مطابقًا لما جاء في بيان الملا عمر في الآونة الأخيرة الذي قال فيه إن: "الحركة تقترب من حافة النصر".
محللون عسكريون أمريكيون يقولون: إن طالبان حققت بعض أهدافها، وهي شبكة غير مركزية مؤلفة من مقاتلين ذوي أهداف مختلفة، وتوحدهم العداوة للحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية وكذلك الولاء للملا عمر.
ويضيفون أن القرارات اليومية يتخذها نواب الملا عمر، منهم الملا عبد الغني برادر وهو قائد يدير الاجتماعات مع قادة طالبان وحكام الظل المعينين في البلاد.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن الملا عمر رفض الضغوط الأمريكية عام 2016
منْ مبلغُ ( الملاَّ ) بأنـّي قائـلٌ ** بيتـاً تطيرُ بذكرِه السَّنواتُ
حُيِّيت يا بطلَ الجهادِ ، وقُبْلتي ** فوقَ الجبينِ عليكَ ، والبَرَكاتُ
أسدٌ أقاموا عزَّهم بجهادهـم ** فـي عزِّهم ، وكأنهَّم هالاتُ
تالله إنَّ جهادَهـم بجلالِـهِ ** نزل الكتابُ ، وجاءت الآياتُ