عنوان الموضوع : الإسلاميون .. والجهاد الأكبر اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

يتجه الإسلاميون إلى الفوز بأغلبية مريحة في برلمان الثورة ، في أول انتخابات حرة في مصر منذ قرابة ستين عاما ، والمؤكد ـ بعد نتائج المرحلتين السابقتين ـ أن الإسلاميين بفصائلهم وأحزابهم وتياراتهم المختلفة سوف يحصلون على ما يتجاوز الستين في المائة من مقاعد البرلمان بانتهاء المرحلة الثالثة والأخيرة ، بما يعني أنهم سيكونون أمام مسؤلية المشاركة في إدارة شؤون الدولة المصرية في السنوات الأربع المقبلة ، وإذا أدركنا أن أحوال مصر الدولة الآن هي من الترهل والفوضى والاضطراب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني ، فإن هذا يجعلنا نؤكد على أن الإسلاميين ورثوا تركة ثقيلة ومخيفة .
كنت أتحدث أمس مع أحد القيادات التاريخية للتيار الإسلامي ، وكان سعيدا بنتائج الانتخابات ، فهنأته أولا ، ثم أكدت له حرفيا أن ما تم أو ما هو بسبيله إلى التمام الآن من انتصارات في الانتخابات البرلمانية ، هو الجهاد الأصغر ، أما الجهاد الأكبر والأعظم الذي ينتظر الإسلاميين فهو ما هو قادم ، استحقاقات ما بعد الانتخابات ، حقوق الشعب عليهم ، وحقوق القوى السياسية الأخرى عليهم ، وحقوق الوطن عليهم ، لقد منحكم ملايين المصريين الثقة ، واختاروكم لكي تكونوا أمناء على مستقبله وعلى نهضته وعلى رفاهه وعلى إنقاذه من القمع والاستبداد وبيادات العسكر ، فهل ستكونون عند حسن الظن بكم ، أم تخذلون هذه الملايين ، هل سينجح الإسلاميون بوصفهم الفصيل الوطني الأكبر الآن في احتواء مخاوف القوى الوطنية الأخرى ، واحتواء قلق ملايين المصريين الذين يضعون أيديهم على قلوبهم الآن من التجربة ، هل سينجحون في العبور بمصر من عنق الزجاجة ، هل سينجحون في تثبيت دعائم الديمقراطية والحريات ودولة القانون في مصر .
في أعقاب الانتخابات البرلمانية سيكون الإسلاميون أمام استحقاقين خطيرين ، الأول استحقاق صياغة الدستور ، والثاني استحقاق اختيار أول رئيس جمهورية منتخب للجمهورية المصرية منذ نشأتها ، هل سينجح الإسلاميون في إدارة حوار وطني جاد ومنفتح مع الآخرين للتوافق على دستور حضاري وإنساني يعطي الأمل للجميع في مستقبل أفضل لبلادهم ، أم ينشغلون بقضاياهم الخاصة فيخسرون رهان الوطن كله عليهم ، هل سيتعاملون بنبل المنتصرين وإحساسهم العالي بالمسؤولية أم يغترون بما حققوه ويتعالون على الجميع فيدخلون بالبلاد في سلسلة من التوترات والصدامات والفوضى التي تجعل الناس يتحسرون على أيام مبارك وجلاديه ، هل سيتوافق الإسلاميون مع القوى الوطنية ومؤسسات الدولة كلها للاتفاق على رئيس جمهورية يمثل الوسطية والتوافق بين الجميع لكي نرمي جميعا وراءه في الانتخابات لترسيخ مبدأ تقاسم السلطة ، وإرسال رسالة للجميع بأن الإسلاميين ليسوا طلاب سلطة ولا عشاق لها ، وإنما هم رسالة إصلاح وخير للناس أيا كان موقعهم ، خاصة وأن منصب رئيس الجمهورية الجديد لا يقلق كثيرا ، لأنه سيأتي بإرادة شعبية قوامها الإسلاميون أنفسهم ، ويمكن أن يذهب بنفس الإرادة لو انحرف عن طريق الوسطية والاعتدال ، هل سينجح الإسلاميون في استيعاب دروس وتجارب سابقة وحالية في تونس والجزائر وتركيا ، أم يأخذهم الزهو والغرور إلى مواطن الخطر والتيه والصدام مع الجميع .
لقد فاز الإسلاميون بغالبية البرلمان الجديد ، ولكنهم خسروا مقاعد رمزية أعطاهم الشعب من خلالها رسالة تحذير ، لم نمنحكم صكا على بياض ، وإنما صك مشروط ، فإذا لم تكونوا على قدر المسؤولية والأمل ، فسوف تخسرون كل شيء في أول سباق انتخابي جديد ، فالشعب الذي كافأكم قادر على أن يعاقبكم.

المصدر: المصريون



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :