عنوان الموضوع : لماذا يدفع الغرب نحو «الحرب الأهليّة» في سوريا؟
مقدم من طرف منتديات العندليب
لماذا يدفع الغرب نحو «الحرب الأهليّة» في سوريا؟
تصريح مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، ايرفي لادسو، عن أن سوريا تشهد حرباً أهلية ليس منقطعاً عن سياق محموم، تجري بلورته داخل كواليس دول «مجموعة أصدقاء الشعب السوري»، لإعطاء مفهوم سياسي وقانوني لما يجري في سوريا، يخدم هدف إسقاط شرعية النظام والدولة، وغايات أخرى أكثر خطورة وأبعد أثراً .
بدا واضحاً في الأيام الماضية أن إدخال مصطلح الحرب الأهلية على ما يجري في سوريا، يرمي إلى ثلاث نتائج، الأولى تتمثل في القول إن النظام في سوريا لم يعد دولة، بل أصبح طرفاً من أطراف الحرب الأهلية. أما الثانية فتتمثل في التلميح النافر إلى أن ما يجري في سوريا يحدث على أساس خلفية مذهبية، قوامه حرب أهلية بين الغالبية السنية والأقلية العلوية، وهو ما يصور الحدث السوري بنظر الشارع العربي، المطلوب استثارته مذهبياً، على أنه صراع على الهوية المذهبية لهذا البلد، وذلك على حساب هويته العربية.
أما النتيجة الثالثة، فإن الهدف المرتجى تحصيله انطلاقاً من النقطتين الآنفتين، يتمثل بالنفخ في مشروع فتنة تقسيم سوريا على أساس مذهبي، ما يبرر، بنهاية المطاف مشروع الدولة اليهودية. ويجعله يبدو، وكأنه جزء من مشهد عام يسود المنطقة.
داخل القيادة السورية، يوجد وعي متيقظ تجاه هذه الأهداف، ولم يعد خافياً على مراقبي الوضع السوري من الداخل. الرئيس السوري، بشار الأسد، درج، منذ تفاقم الأحداث في بلاده، على تقسيم جهده على مستوى المعالجة السياسية واللوجستية إلى نصفين. الأول: محاولات الحوار المباشر مع مناطق الاعتراض، وتقديم بوادر حسن النية نحوها واحتواء مطالبها عبر تفهمها وإعطاء الوعود العملية بحلها. والجهد الثاني، ضبط شارع القاعدة الشعبية للنظام، ومنع وقوعه في ردات الفعل على ما يوجه ضده، ولا سيما اذا كان العلويون هم المستهدفين. وينطبق هذا الأمر على البعثيين أيضاً. وواقع تشدد الرئيس السوري في هذه النقطة، يأتي تجنباً للوقوع في هدف مذهبة الأحداث السورية وتحويلها إلى حرب استتباع أهلية مذهبية للأزمة العراقية. وهو ما تحول إلى مدعاة لشكوى من مناصريه.
ماذا في الحفة ودمشق؟
أحدث مثال على حرص الأسد والجيش السوري على قطع دابر أخذ الأحداث إلى حرب أهلية مذهبية، تمثل في أحداث الحفة، وهي بلدة قريبة من اللاذقية، يقطنها سوريون من الطائفة السنية، وتحيط بها عدة قرى مقطونة من سوريين علويين. بداية الإشكال هناك حصلت قبل نحو أسبوعين، بين الحفة والقرى المحيطة بها بعد خلاف تقليدي في تلك المنطقة على ملكية مرامل وحقول تنتج حصى للبناء. ولأن النظام في ظروف الأحداث الراهنة، يريد قطع الطريق على مصطادي فرص الفتنة المذهبية بين مكونات الشعب السوري، تم توجيه الجيش لضرب نوع من الحصار على القرى العلوية المحيطة بالحفة، عن طريق نصب حواجز لمنع أهاليها من القيام بأي تجاوز ضد أهالي الحفة. وظل هذا الواقع العسكري مفروضاً لأيام، ليتبين بعدها أن عناصر سلفية في الحفة استغلت ستار الحماية، الذي أقامه الجيش لحمايتها، وامكانية التستر به لتنفيذ عملية بناء تحصينات داخل البلدة وعلى تخومها بمواجهة القرى المحيطة بها. وعندما جاء وفد حكومي كبير ضم وزير الداخلية، محمد إبراهيم الشعار، وهو من أبناء الحفة، ليستعلم عن سبب هذه التحصينات، لم يجد في لقائه أبناء الحفة المطالبين بحصتهم من الرمول والبحص، بل أشخاصاً ملتحين قالوا له إن المشكلة ليست مسألة المرامل، بل نريد تنحي الأسد، ما اضطر الجيش للتعامل مع هذه التحصينات وتفكيكها.
واقعة أخرى أبلغ دلالة. مع بدايات ليل الجمعة ــ السبت الماضي، كانت دمشق تعيش هدوءاً لازمها بنسبة عالية منذ بدء الأحداث، قبل أن تشهد فجأة ومن دون مقدمات، قيام مئات المسلحين (بعض التقديرات تقول ألفين) بغزوها عسكرياً، انطلاقاً من مناطق ريفها المتعددة. وشنّ هؤلاء، في وقت واحد، هجمات على معظم حواجز الجيش السوري المنصوبة عند العديد من مداخلها. وكانت خطة المسلحين تراهن على أنه مهما نجح الجيش في صد أعداد منهم، فإن ذلك لن يحول دون نجاح بعض مجموعاتهم من النفاذ إلى داخل العاصمة والتسلل إلى داخل أحيائها واشاعة الفوضى فيها لأطول مدة ممكنة. وهذا ما حصل بالفعل، ولو إلى حد معين، حيث كانت أحياء في العاصمة خلال تلك الليلة مسرحاً لإطلاق نار، وحرب كرّ وفرّ، استتبعتها عمليات تطهير لها، من قبل قوات حفظ النظام استمرت تداعياتها لغاية يومين تقريباً.
من منظور ديموغرافي، فإن محيط دمشق مأهول بنسيج اجتماعي مختلط. وكان الهدف المضمر لخطة ليلة الجمعة، هو أن يؤدي «غزو» دمشق، من قبل مناطق في ريفها ذات لون مذهبي معين، إلى استفزاز قاطني هذه الأرياف من اللون المذهبي الآخر، وبذلك يصل مشروع الفتنة المذهبية إلى داخل العاصمة، ليصبح هو الخلفية الوحيدة للحدث السوري في الاعلام العالمي.
لكن ما حصل، أن منفذي هذه الخطة من المسلحين، لم يجدوا في مواجهتهم إلّا قوات حفظ النظام التابعة للدولة وللجيش السوري، التي تعاملت معهم ضمن نطاق يؤكد صورة أن «الدولة وحدها هي التي تواجه حركات إرهابية مسلحة خارجة على القانون».
ويجري منذ أيام في العاصمة، تسريب شائعات من نوع أن ما حصل يوم الجمعة كان الفصل الأول من «خطة ساعة الصفر»، وأن الجزء الثاني من هذه الخطة سيحدث ليل الجمعة المقبل. والهدف هو ذاته، استفزاز اللون الطائفي الثاني في العاصمة وريفها، وبث الخوف بين صفوفه كي يتسرع في امتشاق السلاح.
واللافت أن مجريات الوقائع المتصلة بمصطلح «خطة ساعة الصفر» في دمشق، كانت قد شاعت في طرابلس قبل أيام ووصلت إلى كواليس أجهزة أمن لبنانية، حيث أفيد عن أن سلفيي المدينة يشيعون بين أوساطهم أنهم أعدوا خطة للسيطرة على كامل المدينة و«تطهير جبل محسن». وأطلقوا على هذه العملية المزعومة مصطلح «خطة ممحاة»، وبموجبها سيهاجم مئات المسلحين دفعة واحدة وبضربة صاعقة جبل محسن والمدينة من كل المحاور والاتجاهات. ولا يوجد تحليل آخر لأسباب تسريب هذه المعلومة، سوى تسخين الجو المذهبي في المدينة واستفزاز الخصم ليبادر الى الضغط على الزناد.
السلفيون يكررون السيناريو نفسه
والواقع أن استثارة الفتنة المذهبية أمر عمليات يومي، ينفذه طيف واسع من المجموعات المسلحة داخل سوريا، المنقادة من شيوخ مرئيين وغير مرئيين يعيشون في الخارج، وتوجد في تصرفهم فضائيات موجهة لتخصيب منسوب الاحتقان المذهبي في سوريا، وأموال طائلة لعسكرة الحراك المذهبي.
والواقع أنه في كل الأمكنة التي صارت الآن تصنف على أنها ساخنة في سوريا، كرر السلفيون وشيوخهم، الذين تقيم غالبيتهم خارج البلد، نفس خطة العمل التي اتبعوها في دوما الواقعة في ريف دمشق. فهذه الأخيرة، رغم التواجد السلفي، إلا أنها تاريخياً، محسوبة بطابعها العام، على تيارات ناصرية، أبرزها تيار حسن عبد العظيم. وفي بداية الحراك، كان أنصار عبد العظيم من أبنائها يخرجون في تظاهرات سلمية مطالبة بالحرية. وكانت هذه التظاهرات تتعايش مع حماية قوات حفظ الأمن لمسار خط سيرها. لكن خلال إحدى التظاهرات، صدر اطلاق نار مجهول المصدر أدى إلى مقتل أحد المتظاهرين. إثر ذلك، برز بين الجمع شباب ملتحون، قاموا بتحريض الأهالي المحتشدين حول جثة القتيل، لتغيير سير التظاهرة المعتاد والهجوم على مركز للأمن عند طرف البلدة. ومنذ تلك الواقعة، اختفى الناصريون والحراك السلمي من دوما. وانتشر السلفيون المسلحون في مجموعات داخل احيائها، ويظهر الكثير من عناصرها ملثمين. ثم أنشأوا محكمة شرعية في دوما.
أحد أبناء البلدة، الخبير في الشؤون السلفية، يقول: «السلفيون لديهم خطة واحدة طبقوها حيثما استطاعوا في سوريا، وهي تتدرج وفق المراحل التالية: في البداية، لا يظهر السلفيون في مشهد الحراك، ثم يقومون بافتعال حادثة قتل في أحد التظاهرات، بقصد توريط أهالي المحلة أو البلدة في صراع دم مع النظام. على الأثر، يطرحون أنفسهم بأنهم الوحيدون القادرون على حماية أهالي البلدة أو المحلة، وفي مقابل الحماية يطلبون من الأهالي الولاء الكامل لهم ولعقيدتهم و«اعلان البراء» من النظام (تطبيقات نظرية الولاء والبراء الوهابية السلفية الجهادية)».
لماذا الآن؟ بدا لافتاً توقيت تصريح لادسو، عن أن سوريا تشهد حرباً أهلية. وسبب توقيت إعلانه ليس خافياً، فهو يتقصد، من موقعه في الأمم المتحدة وصلته ببعثة مراقبيها في سوريا، أن يقدم للمؤتمر الدولي المطروح عقده حول الأزمة السورية، توصيفه الاطار القانوني والسياسي، الذي يجب أن يتم وضع الموضوع السوري فيه خلال بحث المؤتمر له. أي توصيف الحرب ألاهلية على أساس مذهبي وديني وليس على أساس أنه ارهاب أو حتى حراك مسلح ضد الدولة والنظام. وهذا التوصيف غايته الأساس إسقاط الدولة السورية القائمة من الناحية القانونية والشرعية الدولية.
والغاية الأبعد لهذا التصريح، هي التأسيس لوضع خيار مشروع النظر في تقسيم سوريا، على طاولة النقاش الدولي في المؤتمر. وما هو غير شائع في أسرار الحدث السوري، أن عسكرة حراكه، كانت منذ البداية هدفاً دولياً وإقليمياً وهدفاً صميمياً داخل التوجه الاستراتيجي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
لقد صاغ الغرب منذ الأسابيع الأولى للأحداث السورية مقولة داخل كواليس مشاوراته الدبلوماسية، تفيد بأن حمل المعارضة السورية للسلاح ليس انحرافاً من قبلهم عن السلمية، بل نوع من ممارسة حق الدفاع عن النفس المشروع، وفق القانون الدولي. وطرح هذه المقولة في ذاك الوقت المبكر، وفي مرحلة لم تكن قد ظهرت خلالها حالة العنف، لم يكن له تفسير سوى تحريض الحراك السوري على سلوك الطريق السريعة نحو الحرب الأهلية. أما التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فإنه منذ الأيام الأولى للحراك، سادت داخل محافله الضيقة الدعوة إلى عسكرة الحراك في سوريا، انطلاقاً من فكرة أساسية تقول إن العسكرة ستؤدي إلى استنفار عصب الغالبية الديموغرافية السنية بمواجهة الأقلية العلوية. وهذا تفوّق استراتيجي لا بد من استخدامه في معركة إسقاط النظام، ولا بد من طرحه، كاستثمار مربح، على دول الخليج العربي، بوصفه مكسباً يعوضهم خسارة السنة في العراق. ولا بد أيضاً من تقديمه للغرب بوصفه انتفاضة سنية في المشرق العربي لطرد إيران منه، عبر طرد حليفها الأسد من الحكم. وضمن هذا السياق، كان ولا يزال مقصوداً، إظهار صورة حزب الله في خلفية الحدث السوري، للإشارة الى ارتباط هذه المعركة بقضية الغرب في صراعه مع إيران.
الجميع شركاء
واذا كانت المساعدات العسكرية الفرنسية والبريطانية للمعارضة السورية، وتأييدهما المعلن لعسكرة حراكها، هو أمر لم يعد بحاجة لإثبات، فان الوقائع تؤكد أن واشنطن، هي أيضاً، وعلى عكس تصريحات مسؤولي الإدارة والخارجية، تسهم بأشكال مختلفة في تشجيع عسكرة الأزمة السورية.
والواقع أن قرار عسكرة الحراك السوري، كان منذ البداية هدف الأهداف لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، وبمثابة خطة دولية لإسباغ صفة الحرب الأهلية على الوضع في هذا البلد، كوصفة لإسقاط الدولة السورية، ووضع المشرق في أتون حرب مذهبية، تستدرج فكرة تقسيم كياناته الوطنية على أساس مذهبي.
شهادات التورط الأميركي
توجد شهادات من غير جهة حقوقية عالمية مستقلة، وبعضها تابع للأمم المتحدة، تؤكد انخراط خبراء أميركيين تابعين للاستخبارات الأميركية في عمليات تنسيق وإدارة عمليات مجموعات عسكرية سورية معارضة داخل سوريا. من هذه الشهادات ما قاله، قبل اكثر من شهرين، في محادثة مع دبلوماسي عربي، رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان في سوريا، باولو بنييرو، عن أنه توجد معلومات، وصفها بالمقلقة، لدى لجنته تفيد بـ«أن للولايات المتحدة الاميركية ولفرنسا وبريطانيا، أناساً يعملون داخل سوريا لدعم المعارضة». ويتحدث بنييرو، عن جولة قام بها في واشنطن، للقاء عدد من مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، حيث اكتشف أن رموزاً من المعارضة السورية المنادين بالعسكرة يداومون في معهد «بروكينغز» بتوصية من الخارجية، وأن هؤلاء صبوا جام غضبهم عليه حينما التقاهم لأن تقرير لجنته، حينها، دعا إلى الحد من عسكرة الحراك السوري.
15-06-2016
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
خادم المجوس يهودي أصفهان بشار الساقط هو الذي يدفع عصابته البعثية الهالكة نحو تأجيج الحرب الطائفية والأهلية لأنه ببساطة شعر بقرب نهايته الحتمية بعد جرائمه الفظيعة في حق الشعب السوري لكن ذلك لن ينجيه بحول الله من مصيره الحتمي وهو السحل في شوارع دمشق على شاكلة سلفه الهالك معمر القذافي فإلى الجحيم وبئس المصير
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
فالتكن اذا حربا طائفية وهي فرصة كبيرة لقلع جذور الرافضة والنصيريين من بلاد الشام الى الأبد
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
الغروب الأميركي.. والألسنة المتلونة!!
ترسم المشاغبات الأميركية على الموقف الروسي والتسريبات المضللة علامات استفهام كبرى على هوامش تحرك الإدارة الأميركية خارج حسابات المعادلة المتشكلة حديثاً، فيما الضفة الأخرى المقابلة لها متخمة باستحقاقات سياسية أبعد قليلاً من قدرة الدبلوماسية الأميركية على التحكم بإدارتها.
وفيما تتأرجح الكفتان في نوسان يقلق إدارة الرئيس أوباما، تبدو أي مقاربة أميركية ضرباً من المغامرة، بعد أن اضطرت لتذوق مرارة المراجعة، وقد بانت ملامح الفشل في معطيات مشروعها، ومؤشرات التعثر في اتجاهاته، والتي تحولت إلى صدمة بمنظور الكثير من المحللين والاستراتيجيين الأميركيين، حين يتداخل فيها العامل السوري لأن كل ما أنتجته وما ضحت به من لاعبين تقليديين لم يفلح في إطالة أمد العصر الأميركي.
المفترق الأميركي يعيش غروباً واضحاً، وإن كان الإقرار الأميركي بصعوبة الاختيار لا يزال مؤجلاً حتى إشعار آخر.. وهو يملي شروطه، وحتى الاستنتاجات الأساسية بدت قريبة من هذا التوجه وإن لم تعلن بعد.
ورغم أن الخشية الأميركية نابعة أساساً من مخاطر انفراط عقد خيوطها، وباتت كالقابض على الجمر، فإنها لا تخفي قلقها من التوابع الاهتزازية القادمة المتشكلة في الحالين، وهي تدرك سلفاً أنها لن تكتفي بسحب كل ما حققته حتى الآن، بل بالارتدادات التي قد تعيد تشكيل المعادلات في المنطقة على نحو مناقض تماماً.
وإذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قد سلمت إلى حد ما بأن عصر النفوذ المطلق يشهد أفوله الأولي فإن تبديل تلك المعادلات يؤذن لعصر آخر لا يكتفي بمقارعة الأميركيين على تقاسم الإرادات، بل يستطرد للدخول في منازعات لن تكون مناطق نفوذها التقليدية خارجها.
هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه بشكل أولي من المماحكات الأميركية التي تحاول أن تدفع المبادرات الدولية خارج سياقها حين بدت على عجلة من أمرها لإنهاء مهمة السيد كوفي أنان عبر الإنذار المبكر بأنها لن تمدد لعمل المراقبين!!.
لكن الأخطر في هذا السياق أنها لم تنفض يدها بعد من تسليح الإرهابيين، ولم تصدر حتى اللحظة الأوامر لأدواتها بالكف عن التورط أبعد، حيث تجد أن فرصة الاستمرار في تأجيج الأزمة، ربما كانت المظلة الوحيدة التي تستظل بها لتأجيل إعلان إفلاسها.. رغم أن رهانها على هذه الورقة المحترقة بات أخطر من الإفلاس ذاته.
لذلك لم يعد التبرم الأميركي من المبادرات الدبلوماسية مجرد ذريعة لاستمرار دعم التنظيمات المسلحة وإطالة أمد الأزمة فحسب، بل أيضاً تحول إلى سياسة تعتمد على التهرب من أي استحقاقات سياسية قد تفرضها تطورات الموقف، باعتبار أن كل الحلول السياسية المطروحة هي في المحصلة النهائية انكفاء للمشروع الأميركي ككل..
وهذا يتلاقى مع المشهد المقابل له حيث الهجوم الدبلوماسي الروسي متواصل دون توقف، وقد حشدت إلى جانبه قوى وأطرافاً كانت إلى وقت قريب في المنطقة الرمادية، وبعضها على الأقل كان محسوباً على الضفة الأميركية.. وهو ما وجدت فيه إدارة أوباما مؤشراً على مواجهة سياسية أبكر مما كانت تخطط له..
فالواضح أن روسيا لم تعد معنية بحسابات الوقت الأميركية، وليس لديها النية لتوقيت تحركها على روزنامة الانتخابات الأميركية، بل حتى ذلك الحين لديها الكثير من الاستحقاقات التي يجب أن تنجزها قبل أن تتفرغ لإعادة ترتيب مشهد المجابهة القادمة في ملفات مؤجلة منذ سنوات، في حين سيضيف إنهاء الأزمة في سورية الكثير من الأوراق الرابحة إلى الرصيد الروسي المتزايد على الساحة الدولية.
بين التهرب الأميركي والاستعجال الروسي تتشكل معادلات يرسمها العامل الموضوعي السوري على الأرض، الذي سيكون في نهاية المطاف النقطة المفصلية في حسم اتجاهات المعادلة، كما أنه البوابة الراجعة لرسم مشهد مؤجل، والفصل في مفارقات طغت على ذلك المشهد لأشهر مضت، سواء فيما يتعلق بالمراجعة الملحة لكثير من التطورات في المنطقة، أم فيما يخص الديون السياسية المتراكمة في أكثر من موقع وقد طفح الكيل بها.. وامتلأ القاع بصفاقتها وقد لاكتها الألسنة المتلونة لمشيخات الخليج وبعض العواصم الإقليمية والأوروبية!!
16-06-2012
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
لافروف: المطالبة بتغيير النظام في سورية هي أحد عناصر لعبة جيوسياسية تقصد إيران أيضاً
2012/6/16
جهينة نيوز:
المطالبة بتغيير النظام في سورية عبارة عن حلقة في اللعبة الجيوسياسية تقصد إيران أيضاً. جاء ذلك في مقال تحت عنوان "الوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ" نشره سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي يوم أمس 15 حزيران في صحيفة The Huffington Post الأمريكية.
وقال الوزير الروسي: إن المطالبة بالرحيل الفوري للرئيس بشار الأسد، بغض النظر عن موقف قسم لا يستغنى عنه من المجتمع السوري، الذي لا يزال يربط أمنه ورخاءه بالنظام الحالي، يعني دفع سورية إلى جحيم الحرب الأهلية الطويلة الدامية. ويجب أن ينحصر دور اللاعبين الخارجيين المسؤولين في مساعدة السوريين بتفادي ذلك وضمان إصلاح نظام السلطة السياسية في سورية، عن طريق التطور واتخاذ خطوات تدريجية، وليس عن طريق الثورة، ومن خلال إجراء الحوار الوطني وليس من خلال الإرغام الخارجي.
وأعلن لافروف أن السعي إلى الدعم الإحادي الجانب للمعارضة لا يؤدي إلى إحلال السلام السريع في هذه البلاد، ويتعارض مع مهمة حماية السكان المسالمين. وأضاف قائلاً: يبدو أن السعي إلى تغيير النظام في دمشق أصبح النزعة السائدة لكونها حلقة في لعبة جيوسياسية إقليمية كبيرة، تقصد أيضاً إيران التي تهتم مجموعة من الدول بإضعاف مواقفها الإقليمية. وبين تلك الدول الولايات المتحدة ودول الناتو وإسرائيل وتركيا وبعض دول المنطقة. وأكد لافروف أنه كثيراً ما يقال اليوم عن آفاق توجيه ضربة عسكرية إلى إيران. وقد يتمخض خيار كهذا عن وقوع عواقب وخيمة، علماً أن محاولة قطع عقدة المشاكل المتراكمة بضربة واحدة محكوم عليها بالفشل.
وجاء في المقال أن موسكو تتعامل مع دمشق يومياً من أجل أن تنفذ الأخيرة، بحجم كامل خطة كوفي عنان. وقال لافروف: يزداد تشاؤمنا جراء ورود بيانات صادرة عن بعض اللاعبين المعنيين في الأمر، لأن تلاحظ وراءها المراهنة على إفشال جهود المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان. وبين تلك البيانات دعوات صادرة عن (المجلس الوطني السوري) إلى التدخل الخارجي.
ويتساءل لافروف: كيف يمكن أن تسهم بيانات كهذه في الجهود التي يبذلها رعاة المجلس من أجل توحيد المعارضة السورية تحت سقفهم؟.. مؤكداً: نحن ندعو إلى توحيد المعارضة السورية على أساس الاستعداد للحوار السياسي مع الحكومة تماشياً مع خطة كوفي عنان.
وقال لافروف: إن موسكو لا تزال تتعامل، عملياً كل يوم، مع القيادة السورية لتقنعها بتنفيذ البنود الستة لخطة كوفي عنان والتخلي الحاسم عن الحسابات الخيالية والمراهنة على زوال الأزمة السياسية الداخلية من تلقاء نفسها. وأضاف: نحن نتعامل أيضاً مع كل الفصائل عملياً من المعارضة السورية.
وأعرب لافروف عن ثقته بأنه في حال تصرف شركاء روسيا كذلك، دون اللجوء إلى المقاييس المزدوجة ستبقى فرصة لبلوغ التسوية السلمية في سورية. وقال: يجب أن يضغط الجميع على النظام والمعارضة وإجبارهما على وقف العمليات الحربية والجلوس إلى طاولة المفاوضات. ونعتبر أنه من المهم اتخاذ جهود جماعية عاجلة من أجل ذلك بعقد المؤتمر الدولي للبلدان المنجرة مباشرة في النزاع السوري.
وحذّر الوزير الروسي قائلاً: يمكن أن يمنع تصرف كهذا المنطقة من الهبوط إلى عباب الحروب الدامية والفوضى لتبقى تقف إلى الجانب الصحيح من العملية التاريخية. أما المخططات الأخرى التي تقضي بالتدخل الخارجي في سورية، بدءاً من إغلاق القنوات التلفزيونية غير المرغوب فيها وانتهاء بتزويد المجموعات المعارضة بالأسلحة وتوجيه ضربات جوية، فلا تحمل سلاماً لهذه البلاد ولا للمنطقة بأسرها.
وجاء في المقال أن أي تخويل صادر عن الأمم المتحدة يجب أن يكون واضحاً تماماً ولا يترك مجالاً لازدواجية التفسير. وقال لافروف: هناك أكثر من مبرر لاتخاذ موقف متوازن من الأزمة السورية. ومن المفهوم أنه يستحيل السير على طريق اتخاذ قرارات غيردقيقة صادرة عن مجلس الأمن الدولي، من شأنها أن تقدم حرية التصرف لمنفذيها كما هو الحال في ليبيا. وأعرب الوزير عن قناعته بأن أي تخويل صادر باسم الأسرة الدولية يجب أن يكون واضحاً تماماً ولا يترك مجالاً لازدواجية التفسير. لذلك فمن المهم إدراك ما يحدث في سورية في حقيقة الأمر وكيف يمكن مساعدة هذا البلد في تجاوز المرحلة الصعبة في تاريخه. وللأسف فإن الوضع في سورية يفتقر إلى التحليل الموضوعي والمحترف والنزيه لما يحدث وما يمكن أن يتمخض عنه من عواقب. وتحل كليشيهات وصور دعائية سوداء وبيضاء محل هذا التحليل.
وكانت وسائل الإعلام العالمية تستنسخ على مدى أشهر صورة النظام الدكتاتوري الفاسد الذي يقمع بلا هوادة تطلع شعبه نحو الحرية والديمقراطية. ويبدو أن كاتبي تلك التقاريرلا يتساءلون كيف يمكن للحكومة التي لا تستند إلى شعبها تولي زمام السلطة خلال فترة تزيد عن سنة واحدة بالرغم من العقوبات الشديدة التي فرضها عليها أهم شركائها الاقتصاديين؟. ولماذا أعطى غالبية الناخبين أصواتهم لمشروع الدستور الجديد المطروح من قبل السلطة؟. وأخيراً لماذا لا يزال جزء من الجنود السوريين موالين لقادتهم؟. وإذا كان هناك خوف فقط، فلماذا لم يساعد هذا الخوف حكاماً استبداديين آخرين؟!.
وقال لافروف: كنا نعلن مراراً أن روسيا لا تعتبر نفسها جهة مدافعة عن النظام الحالي في دمشق. وليست لديها مبررات سياسية ولا اقتصادية وغيرها من المسببات، علما أننا لم نكن أبداً شريكاً اقتصادياً وتجارياً رئيسياً لهذا البلد الذي كان قادته يتعاونون أساساً مع العواصم الغربية. ولا نحاول غض نظرنا عن المسؤولية الرئيسية التي تتحملها القيادة السورية عن الأزمة التي عمّت البلاد بسبب أنها لم تسر وقتها على طريق الإصلاحات ولم تخرج باستنتاجات من التغيرات العميقة التي شهدتها العلاقات الدولية.
واقترح لافروف الإشارة إلى الخصوم الحقيقيين للعملية السلمية في سورية. وقال: من الضروري المساعدة في إعداد وتنفيذ الاتفاقيات الخاصة بتسوية النزاع، دون الوقوف إلى أي طرف وتشجيع من ينفذها، والإشارة المباشرة إلى من يعارض العملية السلمية. ومن أجل تحقيق ذلك يجب أن تتوفر آلية غير متحيزة للرقابة. وقد شكل القراران الأمميان 2042 و2043 لمجلس الأمن الدولي أساساً لها. ودخل العسكريون الروس في فريق المراقبين الدوليين.
ويأسف الوزير الروسي لأن عملية تنفيذ خطة كوفي عنان تواجه مشاكل ويقول: لقد هزت العالم كله مجزرة الحولة التي وقعت في 25 مايو/أيار وما حدث في حماة من مآسي دموية. ولا بد من معرفة المسؤول عن ذلك ومعاقبة المذنبين. وأشار لافروف إلى أنه لا يحق لأي أحد احتكار دور القاضي والاستفادة من هذه المآسي بغية تحقيق أهداف جيوسياسية.
وأبرز كاتب المقال خطأ من يقول إن روسيا تنقذ الرئيس بشار الأسد قائلاً: إن اختيار النظام السياسي وقادة البلاد هو أمر يخص السوريين أنفسهم. ومن المهم لنا ضمان وقف قتل السكان المسالمين وبدء الحوار السياسي بشرط أن يحترم كل اللاعبين الخارجيين سيادة البلاد وسلامة أراضيها واستقلالها. وأشار الوزير الروسي إلى أن قصف الأحياء السكنية يعتبر أمراً غير مقبول، لكنه لا يمكن أن يكون مبرراً لتنفيذ عمليات إرهابية في المدن السورية والاغتيالات التي يقوم بها المقاتلون المعارضون للنظام، بمن فيهم الأعضاء في تنظيم "القاعدة".
وقال لافروف إن عمليات الناتو لتنفيذ القرارات الأممية الخاصة بليبيا تمخضت عن خروقات فادحة وألحقت ضرراً بسمعة مجلس الأمن. وتساءل كاتب المقال معلقاً على التغيرات التي تشهدها المنطقة: ما العمل إذا تحول الصراع بين السلطة والمعارضة إلى صراع مسلح؟.. ويبدو الرد على السؤال جلياً، إذ يقضي بأن يتخذ اللاعبون الخارجيون كل ما في وسعهم لإيقاف إراقة الدماء وضمان الوصول إلى حل وسط بمشاركة كافة الأطراف المنجرة إلى النزاع. وأكد قائلاً: انطلقنا لدى اتخاذ القرار بالموافقة على القرار الأممي 1970 وعدم معارضة القرار الأممي 1973 بشأن ليبيا انطلقنا من أن هذين القرارين سيسمحان بالحد من إمكانيات الاستخدام المفرط للقوة وفتح الطريق إلى التسوية السياسية. لكن للأسف فإن عمليات الدول الأعضاء في الناتو تنفيذاً لهذين القرارين تمخضت عن خرقهما السافر ودعم أحد الجانبين في الحرب الأهلية بغية الإطاحة بالنظام الحاكم وألحقت ضرراً بسمعة مجلس الأمن الدولي.
وقال لافروف: لا داعي لإقناع من يضطلع بالسياسة أن الشيطان يكمن في التفاصيل وأن القرارات الأمنية ليس بوسعها في أغلب الأحيان ضمان تسوية متينة وطويلة الأجل. ومن الواضح في الظروف المعاصرة التي تتصف بتعقد العلاقات الدولية أن استخدام القوة بغية تجاوز النزاعات لا مستقبل له. وهناك أكثر من مثال ودليل على ذلك. وبين تلك الأمثلة الوضع غير البسيط في العراق والنزاع الأفغاني البعيد عن الحلول. ثمة شهادات كثيرة تدل على تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي. وأشار الوزير الروسي إلى موجة العنف التي عمّت منطقة الصحراء والساحل وتفاقم الوضع في مالي.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يونس بلخيري
فالتكن اذا حربا طائفية وهي فرصة كبيرة لقلع جذور الرافضة والنصيريين من بلاد الشام الى الأبد
أضن أنك مخطئ كثيرا بهكذا تصريح
اعلم ان الشيعة لديهم من يدعمهم بينما السنة لا أحد يدعمهم
إن المجاهدين الشيشان والأفغان العرب تعرضوا للسجن والاعتقال في البلدان السنية
وحماس والجهاد الاسلامي تعرضوا للحصار من البلدان السنية
وصدام حسين تعرض للغزو من البلدان السنية
ومعمر القدافي تعرض للقصف النيتوسني
لكن حزب الله مازال مدعوما من طرف ايران وكذلك المالكي وغيرهم
السنة لا يكادون يسلمون من بعضهم بعض
فكل طائفة تكفر أخرى وتنتظر الفرصة لنحرها
وما حدث في الجزائر وليبيا ويحدث بتونس ومصر والصومال خير دليل
إن الشعوب التي مازالت تتقاتل من أجل كرة القدم لا تصلح لقتال العقائد
ستكون حرب يشعلها المتطرفون وتدفعهم الأنظمة العربية وأمريكا إلى ذلك وتوفر لهم كل الدعم فقط كي تتخلص منهم
فإذا هلكوا ارتاحوا منهم
وإذا انتصروا يسجنوهم ويقتلوهم بعد عودتهم لبلدانهم