كشفت صحيفة
"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن رأس السلطة في سوريا بشار الأسد كان يدير مفاوضات سرية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو عشية الانتفاضة في سورية.
وقالت الصحيفة في تقرير حصري إن نتياهو ، وبعد عامين ونصف من من انتخابه رئيسا للوزراء ، أدار مفاوضات غير مباشرة مع بشار الأسد شارك فيها وزير دفاعه إيهود باراك ، أما الوسيط في هذه المفاوضات فكان "فريد هوف" ، ممثل الإدارة الأميركية الخاص لشؤون سوريا ولبنان ، والخبير في ترسيم خطوط الحدود في مناطق النزاع.
وبحسب الصحيفة، فإن الطرفين اتفقا في هذه المفاوضات على انسحاب إسرائيل من الجولان . إلا أن نتياهو نفى أن يكون وافق على الانسحاب الكامل من الجولان. وقال مكتبه في بيان خاص ردا على ما نشرته الصحيفة إن الأمر "يتعلق بمبادرة أميركية من جملة مبادرات عديدة عرضت على إسرائيل خلال السنوات الأخيرة ، لكنها لن تقبل بها في أي مرحلة من مراحل المفاوضات".
وقالت الصحيفة إن المفاوضات جرت بسرية مطلقة إلى حد أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية نفسها جرى إبعادها عن الصورة . كما أن الوثائق المتعلقة بها ، والكلام دائما للصحيفة، تؤكد أن الأميركيين أنفسهم فوجئوا بأن نتياهو كان مستعدا للمضي في عروضه إلى مدى أبعد مما ذهب إليه أسلافه ، وصولا إلى الانسحاب الكامل حتى خطوط "الرابع من حزيران / يونيو 1967" ، وهو ما كان باراك رفضه حين كان رئيسا للوزراء في العام 2016 ، ما أدى إلى فشل المفاوضات في "شيبردز تاون" قبيل وفاة حافظ الأسد ببضعة أشهر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية إشارتها إلى موافقة نتياهو على الانسحاب حتى الحدود المذكورة مقابل اتفاقية سلام تتضمن إشارة إلى أن إسرائيل تتوقع قطع العلاقات الخاصة بين سوريا وإيران ، ولكن ليس تعهدا سوريا واضحا بذلك. وطبقا للصحيفة ، فإن المدة التي كان من المفترض أن يستغرقها تنفيذ الاتفاق بقيت معلقة ، إذ طلب السوريون تنفيذها في غضون فترة لا تتجاوز سنتين في الحد الأقصى ، بينما طالب الإسرائيليون بمدة تنفيذ أطول.
وقال مسؤول أميركي رفيع للصحيفة إن المفاوضات بين الأسد ونتياهو كانت "جدية وبعيدة الأثر" ، ويمكن الافتراض أنها كانت سنتنتهي باتفاق لولا اندلاع الحرب الأهلية في سوريا ، على حد تعبير المسؤول الأميركي.
وأكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند من جهتها صحة ما جاء في تقرير الصحيفة الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه كانت ثمة جهود أميركية لدعم الاتصالات بين المسؤولين الإسرائيليين والسوريين ، لكن الوضع الناشىء في سوريا لم يكن ليسمح بالاستمرار في العمل على شيء من هذا القبيل، في إشارة إلى ضعف النظام السوري وعدم إمكانية التفاوض مع نظام أصبح مصيره على كف عفريت.