السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقّعت أمس، كل من حركة أنصار الدين والحركة الوطنية لتحرير الأزواد، اتفاقية شراكة تلزم الطرفين بتأمين الأقاليم المسيطر عليها ومراقبتها والسعي لمنع أي عملية اختطاف للرعايا على تلك الأراضي، وجاء توقيع الاتفاقية حسبما أدل به الطرفان في إطار حمل المجتمع الدولي على التراجع عن قرار إيفاد قوة عسكرية إلى الشمال المالي لمحاربة العناصر الإرهابية.
وتضمنت الاتفاقية التي رعتها الجزائر وتم التوقيع عليها بفندق الأوراسي في العاصمة الجزائر، من قبل باي ديك مان، عن الحركة الوطنية لتحرير الأزواد ومحمد أغريب، عن حركة أنصار الدين، ستة بنود تتعلق في مجملها بتأمين المنطقة ومواجهة أي نشاط غير قانوني ومن ذلك العمل الإرهابي ونشاط عصابات التهريب والإجرام.
بالإضافة إلى مكافحة عمليات اختطاف الرعايا الأجانب، حيث قال ممثلا الأزواد وأنصار الدين أن ذلك سيتم بالإمكانات المتوفرة ومن خلال الوساطة والاتصالات التي يملكها كل طرف في عمليات التفاوض مع الخاطفين، كما تضمنت الاتفاقية بندا يتعلق بضرورة توفير المساعدة الإنسانية لمواطني المنطقة، وتمكين المواطنين من التنقل بحرية وحماية ممتلكاتهم وبعث النشاطات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية.
وجاء في الاتفاقية دعوة وجهت للمواطنين الماليين للالتفاف والتنسيق وتكثيف الجهود من أجل الحفاظ على وحدة التراب المالي والوحدة الوطنية، والبحث عن أطر لإيجاد حل سلمي وطويل المدى مع الحكومة الانتقالية المالية.
وحيا طرفا الاتفاقية جهود الجزائر التي تمكنت من جمعهما، في وقت أكد ممثل حركة أنصار الدين أن الاتفاقية التي تم توقيعها تهدف بالأساس إلى حمل المجتمع الدولي عن التراجع على قرار التدخل العسكري في الشمال، على اعتبار أن تحالف الأزواد سيمكن من السيطرة على المكان، والتفكير جديا في إيجاد حل سلمي للأزمة، وأكد المتحدث أن الاتفاقية لن تؤثر على المفاوضات مع الحكومة المالية الانتقالية، إذ يقوم الوسيط البوركينابي بليز كومباوري، بتحديد أجندة سيتم على أساسها اللقاء مجددا مع ممثلي الحكومة المركزية لمواصلة المفاوضات.
وتمسك ممثل حركة أنصار الدين بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية التي قال أنها مطلب لا يمكن التنازل عنه، داعيا السلطات الجزائرية إلى مرافقة الطرفين في مسعاهما للوصول إلى حل سلمي، بالمقابل دعا ممثل الأزواد الجزائر لمساعدة الشعب الأزوادي للحصول على حقوقه والعمل على تطوير الاتفاقية، مشيرا إلى أن الاتفاق الموقع يمكن أن يحل مشكل مالي من دون اللجوء إلى التدخل العسكري.
الشروق