عنوان الموضوع : 23 عاما مرّت على الخميس الأسود !!
مقدم من طرف منتديات العندليب
إ.عداد مركز معلومات الوطن– هشام البدري وحمد العازمي:يصادف اليوم الجمعة الذكرى السنوية الأليمة للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في فجر الثاني من أغسطس من عام 1990 والذي استهدف كيان وسيادة الكويت محاولاً محوها من خارطة العالم وضمها الى العراق، الا ان ارادة الشعب الأبي والارادة الدولية تصدتا لكيد العدوان الصدامي وأرجعت الحق الكويتي بعد احتلال دام قرابة سبعة شهور.ذكرى تذكرنا بجرح لم يندمل عنوانه الغدر والطغيان من نظام لم يراع حق الجيرة ولم تردعه قرابة النسب والدين والعروبة، ونسترجع معها أصعب مرحلة عاشها الكويتيون ابان الاحتلال الظالم الذي استمر سبعة أشهر أحدث فيها الجيش العراقي الغازي بدولة الكويت الشقيقة ما أحدثه المغول في زمان مضى.ثلاثة وعشرون عاماً مرت وما زلنا نحمل في طيات النفس ذكريات أليمة، وأثراً لجرح غائر ما زال مرسوما على ظهر كل مواطن ومقيم على هذه الأرض.تلك الذكرى تذكرنا بالمواقف البطولية للكويتيين خلال هذه الفترة العصيبة، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والتلاحم والفداء وحب وولاء الكويتيين لوطنهم وتلاحمهم ووحدتهم وعشقهم للحرية والكرامة واللحمة والألفة بين الشعب والأسرة الحاكمة، ونبذ الخلافات والتوحد في الأزمات والعمل التطوعي المبدع. كما كانت البطولة الشعبية في المقاومة والصمود والتمسك بالأخلاق والدين والتوكل على الله والتضرع اليه في الأزمة احد أسباب النصر وتحرير الكويت من الاحتلال الغاشم.لم تكن جريمة الاعتداء على تراب أرض الكويت وشعبها وليدة اللحظة أو المفاجأة، ولكنها نتاج مخزون كبير- ولمدة طويلة من الزمن- من الحسد والحقد ونكران الجميل، لبلد كان أول من مدَّ يد المساعدة للعراق قيادة وشعباً، وكان أكبر داعم سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، حيث تعددت اشكال الدعم هذه لتشمل أوجه الحياة كافة، بدءاً من الدعم المادي الهائل وانتهاءً بالدعم المعنوي الذي شهد به البعيد والقريب على السواء.ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع ان يقدم الطاغية المقبور على مثل هذه الخطوة، فقد كان وقع خبر اجتياح صدام لأراضي دولة الكويت كالصاعقة على العالم أجمع، اذ بدا كأنه قنبلة انفجرت فجأة بدون سابق انذار.لقد ترك الغزو الآثم آثاراً اجتماعية ونفسية كبيرة على الشعب الكويتي تمثلت في الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان التي راح ضحيتها مئات من الشهداء والأسرى والمفقودين اضافة الى تدمير البنية التحتية للبلاد ونهب المؤسسات والمنشآت مما نجم عنها خسائر مادية كبيرة الى جانب احراق آبار البترول التي تركت أثرا في البيئة البرية والجوية والبحرية.
ادعاءات واهية وباطلة
وادّعت القيادة العراقية وقتها غزوها الغاشم للكويت بأسباب واهية لا تنطلي على احد، حيث كان ظاهرها تخليص الشعب الكويتي من قيادته بناء على طلبه!! ولا نعرف من أين اخترعوا هذا السبب ثم كان دور الاسطوانة المشروخة- التي ظل يرددها المقبور صدام وأسلافه منذ القدم كلما وطأت قدم أحد منهم قصر الرئاسة- وهي حق العراق التاريخي في أرض الكويت. ثم كان الادعاء الثالث بأن الكويت تسحب النفط من حقل الرميلة بطريقة مخالفة للاتفاقية الموقعة بين البلدين لاستغلاله، وهو ما قدره العراقيون آنذاك بحوالي 2.4 مليار دولار. ولكن ارادة الشعب الكويتي المؤمن بقضيته وعدالتها، المؤمن بحقه وتاريخه وقفت في وجه الطغاة واجبرتهم على احترامها، فاستشهد في سبيل الوطن شهداء بررة سيخلدهم التاريخ لتضحيتهم بأرواحهم في سبيل الكويت وعزتها.
الحق التاريخي
برر رأس الافعى صدام حسين عملية الغزو بالحق التاريخي للعراق في الكويت، ومع الساعات الاولى للغزو بادر عدد من المؤرخين العراقيين بطبع عدد من الكتب توظف وقائع التاريخ قسراً لمصلحة قرار الغزو، ومن هذه الكتب كتاب «الهوية العراقية للكويت» وكتاب «سقوط التجزئة وعودة قضاء الكويت الى العراق» من تأليف خمسة من المؤرخين واساتذة الجامعات العراقية من بينهم الامين العام لاتحاد المؤرخين العرب (العراقي الجنسية) انذاك حيث كانت بغداد تحتضن مقر هذا الاتحاد وتغدق عليه الكثير من الاموال.بل قد سارع الامين العام للاتحاد باصدار بيان عن الاتحاد من طرف واحد يواكب عملية غزو الكويت مسجلا فيه «دون علم جمهرة المؤرخين العرب» ما تدعيه قيادة حزب الشيطان الحاكم في العراق آنذاك من حقوق تاريخية في الكويت.ولقد اكدت الاحداث فيما بعد كيف ان اعداد مثل هذه الكتب التاريخية واحتضان بغداد لمقر اتحاد المؤرخين العرب واصدار بيان باسم الاتحاد كانت ادوات معدة سلفا لتوظيف التاريخ في خدمة الاهواء السياسية والتوسعية العراقية، لذا تصدى معظم المؤرخين العرب لعملية تزييف وقائع التاريخ لصالح التطلعات التوسعية لحزب البعث الحاكم في بغداد وهي ادعاءات ليس لها سند من التاريخ او الجغرافيا او الشرعية.
إدانة دولية
دان المجتمع الدولي تلك الجريمة الكبرى بحق الكويت وشعبها منذ الساعات الأولى للغزو الآثم، اذ تصدى مجلس الأمن الدولي لهذا العدوان بقرارات حاسمة بدءا من القرار رقم 660 الذي دان الغزو العراقي وطالبه بسحب قواته فورا من دون قيد أو شرط الى المواقع التي كانت توجد فيها في الأول من أغسطس ثم توالت القرارات الدولية تباعا لتضييق الخناق على هذا النظام الغاشم.
الكويت والأمم المتحدة
لقد كان لنجاح امير البلاد سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح منذ تسلمه لحقيبة وزارة الخارجية في العام 1963 في توثيق علاقات الكويت بالامم المتحدة ومنظماتها الفرعية وبدولها الاعضاء الدور الكبير في الوقفة الصلبة التي اتخذتها الامم المتحدة لمصلحة الكويت واستقلالها وسيادتها عندما تعرضت للعدوان العراقي الغادر.كما كان تشكيل قوات التحالف لاكثر من 30 دولة من الدول الاعضاء ثمرة اضافية لهذه السياسة اذ جاءت المشاركة العملية في تحرير الكويت من حوالي خمس اعضاء المنظمة الدولية واكثر بمرتين من الدول الاعضاء في مجلس الامن وبست مرات من الدول الدائمة العضوية.
المقاومة الكويتية
عند بداية الغزو العراقي تحول اهل الكويت وشبابها على وجه الخصوص الى مجموعات تقاتل جيشا متمرساً على الحروب، وهم مجموعة من المجرمين لا يعرفون الرحمة ولا الانسانية، وقد تنوعت اعمال المقاومة من حمل السلاح وحتى وصلت العمليات اليومية الى 12 عملية غالبيتها تتم من خلال دوريات من مجموعة مسلحة تتحين الفرص وتقوم بهجمات سريعة على المدرعات والشاحنات الخاصة بالغزاة، ومنهم من عمل في المستوصفات ومنهم من قام بتوزيع الاغذية على المواطنين ومنهم جماعات قامت بعمليات مهمة كرفع وحرق النفايات.ومن المجموعات القتالية: مجموعة 25 فبراير وقوة الكويت ومجموعة المسيلة والفهود والفردوس وكيفان والجابرية والرميثية... الخ، حيث قامت هذه المجموعات بتفتيت أرتال العدو وأربكت قياداته التي كانت تجهيزاتها الحربية على أعلى المستويات فألحقت به الذعر والخوف من وطنية شباب لا يهابون الموت، فقامت هذه المجموعات بمهاجمة أوكار المخابرات العراقية وقتل وخطف كبار الضباط العراقيين الذين اعتدوا على المواطنين الآمنين وقد وصلت بعض من هذه المجموعات الى بغداد والبصرة حيث قامت بتدمير جيش وآليات العدو وأفراده وتجمعاته.
جابر الخير.. والأمير الوالد
يستذكر الكويتيون بكل الفخر والاعتزاز الدور الكبير والبارز الذي قام به بطلا التحرير امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح والامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمهما الله في استعادة البلاد وتحريرها من براثن الغزو العراقي الغاشم. وتعددت جهود أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد- رحمه الله- ومساعيه ما بين حضور المؤتمرات والمحافل الدولية والمشاركة فيها ناقلا اليها خطاب الكويت الرسمي والشعبي والسعي بكل جهد لايصال الحقيقة وما يجري على ارض الكويت بكل امانة وصدق، كما قام- رحمه الله- بارسال الوفود والمبعوثين الكويتيين لايصال صوت الحق وعدالة قضية الكويت الى كل دول العالم.وكانت بدايات مشاركة امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد في مؤتمر القمة العربي الطارئ الذي عقد في القاهرة في 19 اغسطس 1990 وحمّل خلاله في كلمته القادة العرب مسؤوليتهم التاريخية تجاه العمل الفوري لانهاء الاحتلال وعودة نظامها الشرعي اليها.ووجه الشيخ جابر الاحمد رحمه الله رسالة الى (المؤتمر الاسلامي العالمي) الذي عقد في مكة المكرمة في 10 سبتمبر شدد فيها على مبادئ الاسلام وركائز الايمان التي من اهمها الوقوف مع الحق ورفع الظلم وردع الفئة الباغية خاصة.كما خاطب امير البلاد الراحل رحمه الله في 27 سبتمبر 1990 اكثر من 60 رئيس دولة و90 رئيس حكومة ووزيرا وسفيرا في الدورة الـ45 للجمعية العمومية للامم المتحدة في لحظة تاريخية لقي فيها جل تقدير اعضاء الجمعية.وفي الاول من اكتوبر 1990 ترأس امير البلاد الراحل رحمه الله مؤتمر وزراء الخارجية لـ(منظمة المؤتمر الاسلامي) في دورته الخامسة التي عقدت في مدينة جدة بالسعودية واوضح في كلمة امام المؤتمر ان النظام العراقي البائد الذي يتشدق بحمل راية الاسلام هو ابعد الناس عنه فلقد خان وكذب واستحل العرض والدم والمال.وفي 13 اكتوبر اقيمت اضخم تظاهرة كويتية سياسية منذ الاحتلال تمثلت في المؤتمر الشعبي الكويتي الموسع في جدة الذي جاء تحت شعار (التحرير.. شعارنا.. سبيلنا.. هدفنا)، وجه فيه الراحل الشيخ جابر الاحمد في كلمته رسالة تقدير واحترام الى اهل الكويت الصامدين لما يسطرونه من اروع ايات الصمود وأكد قائلا: «الواجب يحتم علينا جميعا في مؤتمرنا هذا ان نعقد العزم على التعاون اللامحدود لتحرير الوطن من دنس العدو فنحن اصحاب حق واصحاب قضية عادلة يرعاها الله بعنايته وتوفيقه»، وكان من بين اهم ما خرج به المؤتمر الرفض القاطع للاحتلال والتمسك بنظام الحكم وتجديد البيعة لامير البلاد رحمه الله.وفي 10 ديسمبر 1990 ألقى امير البلاد الراحل كلمة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان احصى فيها الانتهاكات العراقية في الكويت كالاعدام دون محاكمة والقتل الجماعي للاطفال الخدج وعمليات القتل العشوائي.وشارك الشيخ جابر الاحمد رحمه الله في 22 ديسمبر 1990 في القمة الـ11 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في الدوحة تحت شعار (التحرير والتغيير) التي اكدت وقوف دول المجلس مع الكويت وتضامنها معها والتزامها بتنفيذ جميع قرارات مجلس الامن واعلان ان علاقات دول المجلس مع دول العالم المختلفة ستتأثر سلبا أو ايجابا بحسب مواقف تلك الدول من تنفيذ قرارات مجلس الأمن.اما الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله فقد كان مقاتلا صلبا ومدافعا عنيدا عن الحق الكويتي عندما وقعت الكارثة، فقد بذل الشيخ سعد رحمه الله خلال فترة الاحتلال جهودا جبارة للدفاع عن الحق الكويتي في جولاته في الدول الشقيقة والصديقة وشرح قضية شعب الكويت العادلة ما كان لها الاثر الواضح في وقوف تلك الدول الى جانب الكويت.كما كان لكلماته للشعب الكويتي اثناء محنة الاحتلال مردودها الايجابي في شحذ الهمم ورص الصفوف لدحر العدوان ورد كيد المعتدي.وتمثل تحرك الامير الوالد رحمه الله منذ اللحظات الاولى للعدوان باصراره على مغادرة امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الى السعودية لان وصول القوات العراقية الى امير البلاد ورمزها كان يعني انهيار الروح المعنوية لدى افراد الشعب. وبإيمان بالله سبحانه وباتحاد دول العالم ووقوفها مع الحق الكويتي، عادت الكويت حرة مستقلة طاهرة من دنس الاحتلال، الا ان جروحا كثيرة تركت آثارها عالقة في كل معلم من معالم الكويت، وفي نفوس الكويتيين، فنحو 1344 شهيدا بين عسكريين ومدنيين قدموا أرواحهم من أجل تحرير البلاد، وأكثر من 1447 بئراً نفطية تم حرقها من قبل الطاغية المقبور صدام حسين قبيل اندحاره وجيشه وخروجه من الكويت، اضافة الى الدمار الذي أصاب كل أرجاء الدولة من شوارع ومبان، وما تركه الغزو من تلوث بيئي مازالت علاماته واضحة حتى اليوم.وكذلك ما تعرض له الشعب الكويتي من أسر وتعذيب. وان كان للغزو من فوائد ودروس، فان فائدته الكبيرة تجلت في الوحدة الوطنية ورفض الاحتلال من قبل كل أطياف الشعب الكويتي الذي كان صفا واحدا ويدا واحدة، وكانوا كلهم للكويت، والدرس الذي يجب ان يعيه جميع الكويتيين ان قوتهم في وحدتهم وفي جمع كلمتهم لا في تفرقهم واختلافهم، وأن عليهم جميعا ان يحافظوا على الكويت، فبقاؤها بقاؤهم، وضياعها ضياعهم.
آثار الغزو
أما عن الكوارث التي خلفها الغزو العراقي فهي لا تعد ولا تحصى حيث قدرت الامم المتحدة خسائر واضرار الغزو العراقي على الكويت بما يفوق 23 مليار دولار، كما اكدت ان البنية التحتية في الكويت لم تعد صالحة، وان مرافق الكهرباء والاتصالات الهاتفية والنقل والمباني الحكومية والمؤسسات العامة والسجلات الرسمية والاجهزة قد دمرت تماماً.
اما قطاع النفط فقد دمر الغزاة قبل اندحارهم المؤسسات كافة واحرقوا حقول الانتاج الى حد لا يوصف، وقد اكدت الامم المتحدة في تقاريرها ان هذه المنشآت قد دمرت عن عمد وسبق اصرار وترصد ولم تدمر في معارك حربية، كما عمد الغزاة الى احراق اكثر من 700 بئر نفطية، وتأكد تخريب 747 بئراً وتراوحت كمية النفط المحترقة في تلك الآبار وحتى اطفاء آخر بئر ما بين مليونين و6 ملايين برميل نفط يومياً بقيمة اجمالية تصل الى نحو 90 مليون دولار. كل ذلك فضلا عن الاضرار البيئية الخطيرة التي نجمت عن هذه الكارثة من تلوث للهواء وحجب لأشعة الشمس، وتكوين البحيرات النفطية وافساد البيئة البحرية بسبب تسرب كميات كبيرة من النفط في مياه البحر، كما خسر قطاع الصناعة حوالي %50 جراء عمليات التخريب التي تعرض لها وتجاوزت خسائر هذا القطاع عدة مليارات من الدولارات، وخسر قطاع التجارة خسائر فادحة بسبب النهب المنظم والمستمر لمخازن التجار والمؤسسات، وتفريغها من المواد والبضائع المستوردة المخصصة للبيع. اما الخسائر التي سببت آلاماً اكبر وجروحاً لم تندمل حتى الآن فهي الخسائر البشرية التي ادمت القلوب وشهد على بشاعة وجرم مرتكبيها العالم كله، فقد بلغ عدد جرائم القتل التي ارتكبتها القوات العراقية ضد المدنيين في الكويت حوالي 556 حالة، تراوحت اسبابها بين اطلاق النار عمداً وعمليات تعذيب واعتداءات جسدية افضت الى الموت، والدهس بالسيارات عمداً في الشوارع وقد بلغت نسبة الشهداء المدنيين حوالي %43.2 ونسبة الشهداء العسكريين %32.3 الكويتيون منهم %66.6 وغير الكويتيين %26 موزعين على بعض الدول العربية مثل السعودية ومصر ولبنان والاردن، وبلغت نسبة الاناث %12.7 ونسبة الذكور %87.3.اما الحالات التي استشهدت بسبب الاعدام فقد بلغت %13 من اجمالي الحالات و%51.1 بطلق ناري وبسبب الالغام %4.5. وقد كان جنود الطاغية يقومون بتلك الجرائم امام اهل الضحايا، حيث كان يتم قتل الرجال امام زوجاتهم وابنائهم في الشوارع دون ذنب اقترفوه، وسرقة ممتلكاتهم، وكانت هذه الجرائم تتم في عرض دموي بشع لم يشهد له التاريخ مثيلاً.واليوم يقف ابناء الكويت خلف القيادة الحكيمة لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح لتمضي سفينة الكويت نحو شاطئ الامان والاستقرار والازدهار.
حرق آبار النفط..جريمة كبرى لا تُنسى
كان النظام العراقي يعلم علم اليقين بأن القطاع النفطي هو شريان الحياة الاقتصادية في الكويت لذا فقد ركز على تدمير هذا القطاع بشتى السبل خاصة مع اقتراب تحرير الكويت في اواخر فبراير 1991، فمع بداية الاسبوع الاول للاحتلال قامت القوات العراقية بتلغيم آبار النفط الكويتية بقصد رد الخطر وصد اي هجوم معاكس قد تشنه قوات التحالف عليها، وعندما ايقن النظام من خروجه من الكويت ذليلا قامت القوات العراقية بتفجير آبار النفط في أواخر فبراير 1991، قبل انسحابه، حيث قامت القوات العراقية بتدمير ما يقارب 1073 بئراً نفطية، وذلك عن طريق تفجيرها مما أدى الى احتراق أكثر من 727 بئراً مسببة غيمة سوداء غطت سماء الكويت والدول المجاورة لها، بل ووصلت الى بعض دول الخليج العربي والدول المطلة على المحيط الهندي، مما أدى الى حصول مشاكل بيئية وتلوث في الجو العام. وبعد تحرير الكويت بدأت عملية اطفاء الآبار المشتعلة في مارس 1991 وتم اطفاء آخر بئر في 6 نوفمبر 1991. وقد أدى حرق أكثر من 727 بئرا نفطية الى انبعاث كمية كبيرة من الغازات السامة والدخان على مدى ما يقارب من الثمانية أشهر.فقد وصل مدى الدخان المرئي الى مسافة 2016 كم عن الكويت ليصل الى الصين والهند شرقاً.كما ان السخام الناتج من حرائق الآبار قد تم رصده في هاواي واليابان.وقد تنبأت بعض الدراسات الى احتمال انخفاض درجات الحرارة بمقدار 100 درجة مئوية في مساحة دائرة نصف قطرها مئات الكيلومترات مركزها الكويت، وأدى هذا الانخفاض في درجات الحرارة الى تغيرات كبيرة في المناخ الجوي. كما أدت الحرائق النفطية الى انبعاث العديد من المركبات السامة والمضرة بصحة الانسان، اشتملت على أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وكبريتيد الهيدروجين والكثير من المركبات الهيدروكربيونية.كما لوحظ اختلاف واضح في لون الدخان اذ كان شديد السواد في معظم الحالات نتيجة احتوائه على نسبة عالية من السخام (20 - %25 منه)، وكان يشوب الدخان اللون الأبيض في حالات قليلة نتيجة لبخار الماء واحتراق الأملاح ككلوريد الصوديوم وأملاح الكالسيوم والبوتاسيوم.كما قدرت كمية الدخان الأسود الناتج عن النفط المحترق بحوالي 14-40 ألف طن يومياً، وكمية ثاني أكسيد الكربون المنطلق بمليوني طن أي ما يعادل 2% من النسبة العالمية لانتاج ثاني أكسيد الكربون.أما ثاني أكسيد الكبريت فان كميته وصلت الى 9.000 طن يومياً وحوالي 350 طنا من أكاسيد النيتروجين و250 طنا من غاز أول أكسيد الكربون. انعكست هذه الزيادة الكبيرة في بث الملوثات على جودة الهواء في الكويت والمناطق المحيطة بها، حيث تم رصد ارتفاع كبير في تركيز الملوثات في محطات الرصد البيئية في الكويت.فقد بلغ تركيز الأوزون ما يقارب 1.000 مجم لكل متر مكعب أي ما يقارب 8 أضعاف الحد الأعلى المسموح به.كما تم رصد زيادة مشابهة في تركيز كل من ثاني أكسيد الكبريت (1.671 مجم/م3، الحد المسموح: 1.5 مجم/م3)، والرصاص (92.5 مجم/م3، الحد المسموح: 80 مجم/م3).كما لوحظ ارتفاع كبير في تركيز الجزيئات الدقيقة (3، 000 مجم/م3، الحد المسموح: 150 مجم/م3).
تلوث المياه
تعمد الجيش العراقي الغازي ضخ النفط في مياه الخليج العربي ابتداء من النصف الثاني من يناير 1991 اثر تصاعد وتيرة الغارات الجوية للقوات المتحالفة.فبدأ الضخ من خمس ناقلات نفطية كانت راسية أمام ميناء الأحمدي ومن بعض الآبار القريبة من الخليج بما يقدر بستة ملايين برميل.وفي ال 25 من يناير 1991 تم فتح صنابير ضخ النفط في ميناء الأحمدي ليزيد من حدة التلوث النفطي. فقدر معدل ضخ النفط في مياه الخليج ما يقارب 6000 برميل يومياً.نتيجة لذلك تشكلت ما يقارب 128 بقعة زيتية قبالة السواحل الكويتية والسعودية لتشكل أكبر حادثة انسكاب نفطي يشهدها العالم حيث بلغ طول البقعة حوالي 130 كم وقدر عرضها ب25 كم.ومما فاقم المشكلة هو التسرب النفطي من الخنادق الممتلئة بالنفط والتي حفرها الجيش العراقي الغاشم كخطوط دفاع لهم.
الآثار على الصحة العامة
كان لانتشار الدخان الكثيف في الكويت حاملاً المواد الهيدروكربونية والآروماتية والسخام الأثر الكبير على الصحة العامة، حيث رصدت الدراسات الاحصائية ارتفاع أعداد المراجعين في المستشفيات والعيادات العامة في الكويت، كما ارتفع عدد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.وازدادت بلاغات حالات الولادة المبكرة والاجهاض والعيوب الخلقية لدى حديثي الولادة مقارنة لما قبل عام 1990، كما وجدت الأبحاث ارتباط الأمطار النفطية والمواد سريعة التبخر بعدد من الأمراض كالطفح الجلدي ومشاكل في الذاكرة والصداع والخمول وضعف المناعة، كما أشارت الأبحاث الى وجود صلة بين المواد النفطية ومرض السرطان
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
ربي يحرر كل موطن محتل
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
موضوع من عام دقيوس
ما هو غرضك من الموضوع هات من الآخر؟
متاذا تريد أن تقول صراحة فنحن تعودنا على الصراحة و حرية التعبير؟
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
اظن ان اخينا يعجبه حال العراق الصفوي الشيعي الان
اين انت يا عكس التيار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
ها قد أخذ جزاءه و جعله عبرة لكل طاغي جبار أثيم . اللهم أنصر الحق و ازهق الباطل إنه كان زهوقا و زلزلها تحت أقدام كل فرعون ظلوم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
اللهم آمين .... شكرا .