عنوان الموضوع : سيرة ابو بكر الغدادي اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

نسبه الشريف:

هو الشيخ المجاهد، العابد الزاهد، أمير المؤمنين، وقائد كتائب المجاهدين، أبو بكر القرشي الحسيني البغدادي، من أحفاد عرموش بن علي بن عيد بن بدري بن بدر الدين بن خليل بن حسين بن عبد الله بن إبراهيم الأواه بن الشريف يحيى عز الدين بن الشريف بشير بن ماجد بن عطية بن يعلى بن دويد بن ماجد بن عبد الرحمن بن قاسم بن الشريف إدريس بن جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

قال ابنُ كثير في تفسيره: "ولا تُنكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وُجد على وجه الأرض، فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعلي وأهل بيته وذريته، رضي الله عنهم أجمعين" ا.هـ، وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن العباس بن عبد المطلب (رضي الله عنه) قال: قلت: يا رسول الله إن قريشاً إذا لقي بعضهم بعضاً لقوهم ببشرٍ حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها؟ قال: فغضب النبي (صلى الله عليه وسلم) غضباً شديداً، وقال: «والله لا يدخل قلبَ امرئٍ إيمانٌ حتى يحبكم لله ولقرابتي».


طلبه للعلم:

نشأ الشيخ أبو بكر الحسيني (حفظه الله) في بيت خير وصلاح, وترعرع على حب الدين والفلاح, حتى واصل دراسته الأكاديمية في الشريعة الإسلامية، فتخرج من الجامعة الإسلامية في بغداد بعد أن أكمل فيها دراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وللشيخ إطلاع واسع في علوم التاريخ والأنساب الشريفة، وكذا فقد أتقن القراءات العشر للقرآن، وهذا من توفيق الله له، وإرادة الخير به، ففي الصحيحَين عن معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين».

وهذا هو السبب الثاني لتوقير هذا الرجل الكريم، فقد روى الحاكم والطبراني عن عبادة بن الصامت (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقّه»، وروى أبو داود عن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط».

ولقد اجتمع في الشيخ أبي بكر ما تفرق في غيره؛ علمٌ ينتهي إلى النبي ونسبٌ ينتهي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم).

وقد امتثل الشيخ الجليل ما رُوي عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) –كما عند البخاري- حين قال: "تفقهوا قبل أن تسودوا"؛ فلم يتنقل في مناصبه إلا بعد التفقه ومع التفقه، فمن التدريس إلى الإمامة والخطابة في عدد من مساجد العراق، فإمارة إحدى الجماعات الجهادية في العراق، فالعضوية في مجلس شورى المجاهدين، فإمارة اللجنة العامة المشرفة على ولايات الدولة، ثم أميراً لدولة العراق الإسلامية بمبايعة مجلس شوراها وأهل الحل والعقد فيها، وبعد مضي بضعة أعوام، على بيعة هذا الإمام، امتد سلطان دولته إلى ربوع الشام، ليكون الشيخ بذلك: (أمير المؤمنين في الدولة الإسلامية في العراق والشام)، وبعد عامٍ ونيّف فتحَ اللهُ على يد الإمام وطهّرَ مناطقَ شاسعة في العراق والشام من رجس الصفويين والنصريرية وصحوات الردة وبسطَ فيها حكمَ الإسلام، فأعلنت الخلافة الإسلامية في الأول من رمضان عام 1435 للهجرة، وبُويعَ أبو بكرٍ خليفةً للمسلمين.


عمله وجهاده:

ما كان هذا الفضلُ ليكون، لو كان الشيخ في سكون، بل لم يتحصل ذلك له –بعد فضل الله- إلا لعطائه المستمر، وبذله المثمر، إذ أنه لبس لَأمَة الحرب منذ عقد من الزمن ولم يخلعها بعد، وأقدم على الدواهي المدهية ولم يخف من أحد، ولم تلن له قناة ولا عُرف لتضحيته حد! حيث انتفضَ الشيخ منذ دخول الأمريكان إلى أرضه، ليدفع العدو الصائل على دينه وعرضه، وكوّن جماعة سلفية جهادية أبلت في الأعداء بلاءً حسنا، وواجهت ابتلاءات عديدة ومحنا..

ثم قام الجهاد في العراق على سوقه، وتضعضع العدو وقرب نفوقه، فكوّن أهلُ الحل والعقد مجلس شورى المجاهدين، فانضم الشيخ إليه بمن معه من المجاهدين.. ثم جاء الفتح المبين، وسيطر الأجناد على كثير من المدن والقرى والميادين، فأعلنوها دولة إسلامية، تحكم العباد بالكتاب والسنة النبوية.

وفي هذه المرحلة جهد الشيخ جهداً عظيماً؛ حيث كان يتنقل في الولايات، ويسمع لجميع الشكايات، ويجلس مع الكبير والصغير، والعظيم والحقير، ليحكم فيهم بحكم اللطيف الخبير.. وفي هذه الحقبة -أيضاً- كان يطوف بالقبائل والعشائر، وبالجماعات الجهادية وأجناد الإيمان والعساكر؛ يدعوهم لوحدة الصف ونبذ الفرقة والاختلاف، ويحاورهم في ذلك بحيادية تامة وإنصاف، ويطالبهم بالبيعة الشرعية لأمير المؤمنين -آنذاك- أبي عمر البغدادي (رحمه الله)، فاستجاب له من استجاب, من الشيب والشباب..

ثم تحزب الأحزاب، من المرتدين والروافض وأهل الكتاب، فرموا الدولة الفتية عن قوس واحدة، حتى فُجع المسلمون بمقتل الشيخين -أبي عمر وأبي حمزة- في معركة واحدة! فخلف من بعدهم إمامٌ جليل، قال الشيخ المجاهد أبو محمد العدناني (حفظه الله): "وإننا والحمد لله لا نتلقى ضربة إلا ونزداد بها قوة وصلابة، ولما تجندل أبو عمر، قلنا أنىّ لنا بأمير كأبي عمر، فعلا في إثره أبو بكر، وما أدراكم من أبو بكر؟!

إن كنتم تتساءلون عنه؛ فإنه حُسيني قرشي من سلالة آل البيت الأطهار، عالم عامل عابد مجاهد، رأيت فيه عقيدة وجَلَد وإقدام وطموح أبي مصعب، مع حِلم وعدل ورشد وتواضع أبي عمر، مع ذكاء ودهاء وإصرار وصبر أبي حمزة، وقد عركته المحن، وصقلته الفتن، في ثمان سنين جهاد يسقي من تلك البحار، حتى غدى جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، حريٌ به أن يُتقرب إلى الله بالغسل عن قدميه وتقبيلها، ودعوته أمير المؤمنين، وفدائه بالمال والنفس والولد، والله على ما شهدت شهيد.. وإني لأحسب أن الله عز وجل قد اختاره وحفظه وادخره لهذه الأيام العصيبة، فهنيئاً لكم يا أبناء الدولة بأبي بكر!".

وعمل الشيخ بعلمه هو سببٌ ثالث لحبه عند كل متحرٍ للحق وعنه باحث، وهناك أسباب كثيرة، ومناقب غزيرة، لحب الشيخ وتوقيره, أما مَن لم يُقر بهذه المناقب، المتنقص مـن الشيخ ولـه ساب ثالب، فليكفْ عنا جشاءه! فإنه لم يسؤنا بل أساءه.


شُبَهٌ وردود:

إن قيل: هل توفرت في الشيخ أبي بكر البغدادي شروط الإمامة؟

فإن شروط الإمامة الكبرى هي ما قرره أئمة الإسلام، مدللين على ذلك بكتاب الله وسنة خير الأنام، ولا يُلتفت إلى ما نصت عليه أعراف الدول المعاصرة، أو ما قررته الأمم المتحدة الجائرة.

قال الإمام بدر الدين بن جماعة في شروط الإمامة: "فلأهليتها عشر شروط وهي: أن يكون الإمام ذكراً، حراً،بالغاً، عاقلاً، مسلماً، عدلاً، شجاعاً، قرشياً، عالماً، كافياً لما يتولاه من سياسة الأمة ومصالحها. فمتى عُقدت البيعة لمن هذه صفته -ولم يكن ثمة إمام غيره- انعقدت بيعته وإمامته؛ ولزمت طاعته في غير معصية الله ورسوله" [تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام، والروضة، والأحكام السلطانية، وغياث الأمم].

وأمير المؤمنين أبو بكر الحسيني قد توفرت فيه كل هذه الشرائط، ولم يتخلف في حقه لا الشروط الواجبة ولا الشروط المستحبة.

وإن قيل: كيف تصح إمرة الشيخ أبي بكر البغدادي ولم يبايعه كل الناس؟


فلا يُشترط بيعة كل الناس، بل ولا كل أهل الحل والعقد، بل يكفي أن يبايعه ما تيسر من أهل الحل والعقد، قال الإمام النووي في شرح مسلم: "أما البيعة فقد اتفق العلماء على أنه لا يشترط لصحتها مبايعة كل الناس ولا كل أهل الحل والعقد، وإنما يشترط مبايعة من تيسر اجتماعهم من العلماء والرؤساء ووجوه الناس". وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره..


وقال القلقشندي في مآثر الأناقة: "والثامن –وهو الأصح عند أصحابنا الشافعية رضي الله عنهم-؛ أنها تنعقد بمن تيسر حضوره وقت المبايعة في ذلك الموضع من العلماء والرؤساء وسائر وجوه الناس المتصفين بصفات الشهود حتى لو تعلق الحل والعقد بواحد مطاع كفى" ا.هـ


وأمير المؤمنين أبو بكر البغدادي (حفظه الله) قد تمت له الإمرة بمبايعة من توفر من أهل الحل والعقد.. أما اشتراط مبايعة كل أهل الحل والعقد فهو قول المعتزلة، وأما اشتراط مبايعة كل الناس فهو قول الديمقراطيين، فلينظر المعارض بأي النَفَسين يتكلم!وإن قيل: كيف تُقَر إمرة الشيخ أبي بكر البغدادي وقد تغلب على بعض المناطق بالقوة وليس ببيعة أهل الحل والعقد فيها.


فإن المناطق التي تغلب عليها جنود الشيخ أبي بكر البغدادي (حفظه الله) كانت تحت أيدٍ تحكمها بغير شريعة الله تعالى، واستلاب الأرض من أولئك بالقوة هو ذروة سنام الإسلام، بل حتى لو أخذها الشيخ (حفظه الله) من حكام مسلمين حاكمين بالشريعة، لوجب السمع والطاعة له في غير معصية ما دام محكّماً للشريعة، وقد حكى الإجماع على ذلك الحافظ ابن حجر فقال: "وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب، والجهاد معه، وأنّ طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء" [فتح الباري]، وقال شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "الأئمة مجمعون من كل مذهب على أنّ من تغلَّب على بلد أو بلدان، له حكم الإِمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل، قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا، ما اجتمعوا على إمام واحد" [الدرر السنية في الأجوبة النجدية].


نصيحة مشفق:

إلى من قاتل في سبيل الله وما زال يقاتل، وبذل النفس والنفيس لدفع العدو الصائل، إلى أمراء الجماعات ورؤوس القبائل؛ أما آن لكم أن تتكاتفوا مع إخوانكم؟ وتؤسسوا وتشيدوا دولتكم؟ فإن العدو قد اتحد لحربكم، فاتحدوا لحربه، وسار بأجناده إليكم فاقطعوا عليه دربه! ففي اتحادكم وتلاحمكم مع الدولة الإسلامية عز وتمكين، ونصر وفتح مبين.. وقبل هذا وذاك طاعة لرب العالمين، أيها الأكابر والقادة، يا أهل السؤدد والريادة: إن كنتم ترون أنفسكم أقراناً للشيخ الأمير، أو أنه دونكم في الفضل والخير! فتواضعوا للحق، ولا تترفعوا على الخلق..


فمدوا الأيادي، لبيعة البغدادي، فواعجبي من بعض الناس -ليسوا من بينكم- رضوا ببيعة الطاغوت لسنين، ولم يرضوا ببيعة أمير المؤمنين!

تهنئة:

وفي الختام هنيئاً لأسود دولة الإسلام بالشيخ أبي بكر، وهنيئاً لجميع المسلمين بخليفتهم، فنعم الدولة ونعم الأمير، وتعساً لمبغضيها وشانئيها!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين..



المكتب الإعلامي لولاية نينوى


ذو الحجة 1435 هـ



نسألكم الدعــــــــــــــاء




ا


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :