عنوان الموضوع : صبايا العرب الجزءالاعلى إقرأ والنصف الاسفل روتانا2 قضايا اجتماعية
مقدم من طرف منتديات العندليب

صبايا العرب ،النصف الأعلى إقرأ ،والجزء الأسفل روتانا2
عزيز باكوش
يعبر سعيد الفردي تاجر ملابس في الخامس والعشرين من عمره ، عن استغرابه وهو يعاين تقليعات الألبسة الجديدة التي تفاجئ تجار سوق الملابس العصرية بفاس بين الفينة والأخرى قائلا :ما تكاد الصيحة تستقر لبضعة أيام ، حتى تظهر موضة أخرى ، ويتابع في أريحية :صيحات الموضة التي لا تتوقف ياأخي ، تتعبنا كتجار ، ربما، بالقدر الذي تسيل لعاب جيل واسع من فتيات وشابات مغرب اليوم ،لكنها بالقطع يضيف سعيد : ترهق ميزانية الأسر وتصيبها في مقتل.
سواء غبر نشرات الدعاية الورقية التي توزع بالمجان ، و ايسميسات الهواتف المحمومة ،او عبر وسطاء محليون ،تتمطى الموضة ، وتنتشر كما النار في الهشيم ،حيث تنتقل آثارها المدمرة كممارسة وتصريف من جيل الى الجيل الذي يليه تماما كما تنتقل أعراض سوء التغذية عبر الأجيال ، والنتيجة ، صاعقة بلا جدال .
وإذا كانت الموضة ، هذه النفحة المتجددة الإيقاع ،من الحلاقة وتسريحة الشعر الى الماكياج عبر طريقة انتقاء الملبس ، ظاهرة الفتوى الشابة ، الكرامات والأولياء الجدد ،الى مجال الفن والغناء وصولا الى الساعات الإضافية لطلبة تقلهم سيارات الميرسيديس من والى أبواب أقاماتهم رفقة سائق خاص ، ترهق ميزانيات اسر وعائلات على مختلف إشكالهن ومعيشتهن الاجتماعي ، فان تعامل الناس معها خلال السنوات الأخيرة اخذ نسقا غريبا ، يبنى أساسا على تناقض رهيب ، إذ بقدر ما هي مطلوبة ومرغوب فيها ،ولا تحتاج الى مستوى ثقافي او معرفي ، هي مدمرة ،ساحقة ، وتنهك .
يقول الحاج مزوار أقدم تاجر ملابس بالمدينة العتيقة عن الموضة : نعم صحيح .. لكنها بالمقابل ، تساهم الى حد بعيد في إنعاش اقتصاد البلد ، وتحسن دخل الكثيرين من التجار والمضاربين ممن اغتنوا ، وشيدوا العمارات، وكدسوا الأموال في ظرف وجيز . على حساب بؤس الأسر وتطلعات جيل خائب ، ربما ؟؟؟. الأمثلة صارخة. فشعار الموضة مثل الفلفل الحار يقول قيدوم التجار، لا تخلو موائد الأسر والعائلات منه رغم لسعاته و لهيبه .


لا تخفي شابة حسناء متوردة الوجنات انزعاجها من نظرات الناس، وهي تقف أمام احد محلات التجميل بالمدينة الجديدة. سروال الدجينز تتدلى شراشيفه على الركب والسيقان ، لكن لون غطاء رأسها بلون السومو كاد يخنقها ، أما رأسها فبدا مثل عود ثقاب ، قد يشعل النار في شفائفها المتوردة القابلة للاشتعال تحت ضغط نظرات إعجاب لاترحم.
تقول "س ل" وهي تراقب العابرين المسمرة عيونهم على مفاتنها " مثلي مثل فتيات العالم "، وتضيف متسائلة ، "يالطيف ، كمن كنت قادمة من كوكب آخر...الشباب في مثل سني لا يسببون أدنى مشكلة لكن ، الى متى تظل عيون الرجال المتزوجين زائغة؟

ويلمح علي فؤاد تاجر ملابس عصرية بسخرية الى مانكان ترتدي حجابا ، وسروال دجينز قائلا : إن الوقت لصالح هؤلاء ، يقصد جيل الموضة والتقليعات ، ويتابع " من لفوق إقرأ ومن تحت روتانا..." ، ويقف شارحا كما لو أن الأمر يتطلب ذلك " الجينز والحجاب اليوم تقليعة جديدة ، وهي من الموضات الرائجة على نطاق واسع ، ما تكاد تصل نسخة نيو ، حتى يأتي هاتف جديد يقول ، ما في السوق أصبح متجاوزا، كم ستحجز من نسخة؟ ، موضة جديدة مادايراش؟؟ العرض محدود..
ويقول رشيد ع شاب في الأربعين وهو مدرس ابتدائي، المثير والمدهش ليس الموضة في حد ذاتها، وإنما سرعة إيقاعها في البروز. فسراويل الجينز أصبحت مثل الهواتف النقالة ، في كل أسبوع موديل جديد ، وب" اوبسيون " خيارات جديدة ..
ولدى سؤاله هل تحرجك مثل هذه والتقليعات؟
يجيب : لا.. أبدا ، لا أرى مانعا في امتطاء صهوة الموضة ، لكن مع شروط عير مجحفة، ويتابع في اتزان " لدي بنت في الثالثة عشر من عمرها تلبس نفس الاذواق وسلوكها جيد ، حتى أنها لا تترك فرضها الديني يوما. ويضيف مبتسما: من دون حجاب..آآه.

وتؤكد " ح ن " مالكة محل حلاقة عصرية وهي من المصادر المقربة من بعض المتحجبات: فيما يتعلق بالحاجيات الأساسية للأنثى الأمر يبدو لي متطابقا تماما ، إن الأمر بالنسبة لهن فيما يخص الأناقة ومعالجة الكدمات والاهتمام بصحتهن ومظهرهن الجمالي العام مطابق تماما لنظيرتهن مما يصفهم المتشددون بالمتبرجات ، فطلباتهن تكاد تكون واحدة ، من تقليم الاضافر وصباغتهن بلون غير بارز ، الى نتف الحاجب، والعطور .. وفوطات النظافة الشهرية.
لكن احد المتدينين الشباب يرى أن الأمر فيه إفراط شديد، وأمام ما اسماه بالتبرج الكاسح ، تسعى تنظيراته الجادة أحيانا ، الى التفكير عمليا في إحداث "شرطة لباس" من مهامها ، التحكم في ملابس النساء ومساءلتهن عقب كل تجاوز ..صحيح هن فاتنات وجميلات ولكن...
وقامت جماعة ملتحية من الشباب الحديث التدين بمدينة فاس المغربية بملاحقة ممن يصفونهم ب "خارجين عن تعاليم الإسلام" ومطاردة الفتيات اللواتي لا ترتدين الحجاب ،الو اللباس الشرعي في منظورهم ، يحدث ذلك داخل وسائل النقل العامة كالحافلات وسيارات الأجرة من الحجمين . وهناك من يوجد الآن قيد الاعتقال بعد أن ثبت تورطه في عمليات من هذا القبيل مشابهة .
وإزاء ظاهرة الحجاب المدجن . وصف احد الشباب فتيات يلبسن الجينز والتيشيرت ويضعن فوق رؤوسهن غطاء الرأس قائلا : الجزء الأعلى أقرا والجزء الأسفل روتانا في إشارة الى ما بات يعرف اليوم بفيديو كليب العري على مثل تلك القنوات التلفزية المتخصصة في الكليبات الغنائية لفنانات إغراء من كل بلاد العالم العربي .

وتشهد أسواق الملابس العصرية رواجا منقطع النظير خصوصا في المناسبات اوالاعياد. كما تتحول بعض القاعات والحدائق الى معارض تتفنن في عرض آخر صيحة من قبيل للمتحجبات فقط ملابس فت الحجاب ...
ويستغل بعض الخياطة الشباب الستيل المناسب اعتمادا على كاتالوكات مسحوبة من الانترنيت التي أصبحت تلعب دورا هاما وأساسيا في الاطلاع على ثقافة اللباس في العالم.
وتتمنى نجلاء وهي طالبة في مدرسة للهندسة إن تتفوق في دراستها وتوظف حتى تتمكن مكن مسايرة الموضة فهي عاشقة لها حتى النخاع.
ولئن بدت الحاجة حكيمة مرتاحة الضمير وهي تقف أمام محل بيع أدوات التجميل ، فان زوجها الحاج بدا شبه منزعج وهو يؤدي ثمن قلم ترهيم للشفا يف .
وتوضح الحاجة . أن الإسلام بدا ينتشر في كل أنحاء العالم الإسلامي..لا بد أن نكون في الموعد. وتتابع وهي تسال عن البوم جديد لأحد الفنانين المسلمين الجدد..الغناء فيه وفيه يا سيدي ، وحينما يستفسرها البائع عن جنس الغناء الذي يميزه ، ترد بانفعال : دعاء ، أدعية وليس أغنية ...تلتفت إلينا وتعلق :هذا كلام نقي ، وفن راق ، يمكن الاستماع إليه اسريا ، ويؤدي إلى ارتقاء الذوق والأخلاق والسلوك لدى الإنسان ، لا يخدش حياء النفس ، انظر ، هل تدري ، إن مثل هذه البومات غزت الأسواق ، وقضت على الشباب والشابات ديالنا أصحاب "الروج عربي والويسكي كاوري ممممامام..."
ولا يمر شهر دون أن تظهر موضة جديدة تتنافس الفتيات من كل الأعمار على اقتناء البعض منها ، او تقليعة غنائية تهب من شرق العالم الإسلامي او غربه ، فمع تناسل الفضائيات أضحت عملية القرصنة متيسرة ، أجهزت على قيم نبيلة وأسست لأخرى فوضوية.
يقول "م ب" طالب في السنة الثالثة علوم اقتصادية" الناس يتعاملون مع المستورد بثقة مبالغ فيها ، عندما يقتنون شيئا مستوردا، يقدسونه مع أن الأمر ليس الى هذه الدرجة ، لان التعامل مع المنتوج الآن، لا يتطلب ذكاء ...بل يحتاج الى سيولة . يبقى الهدف " تجديد الفكر العربي والعقلية العربية من داخل ثراته، وبأدوات عقلانية مأخوذة من الثقافة الإنسانية ، طبعا بعد تبييئها وغرسها واستزراعها في بيئتنا المحلية ، كما يشير الى ذلك الفيلسوف المغربي محمد عابد الجابري.
الزميل بشير قارئ مواظب للصحافة الالكترونية يرى أن الموضوعية تقتضي أن يناقش الباحث الأسباب الكامنة وراء ظاهرة الانفصام هذه . لذلك فان أنموذج الشابة الفقيرة التي تصارع من اجل البقاء وسط غابة من الوحوش الكاسرة التي لم ترحم ضعفها ، من ناحية إضافة الى " مجتمع متأسلم منافق و خسيس لم يوفر لها البديل!هذه الفتاة صورة لواقع مجتمعنا العفن المقزز ، فالموقف برأي الزميل يحتاج الى حسرة ، ويتساءل "لماذا تسير الأمور هكذا ؟ لماذا أفلس مجتمعنا و لم يعد قادرا أن يلد من رحمه الجمال ،لماذا كل هذه البشاعة من حولنا و لا نحرك ساكنا؟طبعا الكل قادر على الإجابة !إنه مشروع عشرة ملايين سائح يجب أن نوفر لهم جوا مفعما بالسحر و الإثارة ؛و الكل لا يمانع في ذلك فالأخ الأكبر يحصل على نصيبه من المال و الوالد يذهب إلى الحج من هذا المال ...

وتحذر جماعات دينية بعينها تنعت بالمتطرفة ، علنا من استفحال ظاهرة الموضة ، على الرغم من انغماسهم فيها ، ابتداء من اللباس الأفغاني الدخيل ، الى البرقع النسائي القفص ، مرورا بالتشادور الإيراني والعمامة الاندونيسية .
بالنسبة لي يقول شاب ملتح وعود الارك في فمه ، كل ذلك يقصد الموضة في اللباس وفي كل شيء لا تعني بالنسبة لي أكثر من مؤامرة صهيونية أمريكية من اجل الإطاحة بالإسلام. عزيز باكوش


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

[align=center]لا حول ولا قوة الا بالله . نسال الله الهداية [/align]

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :