عنوان الموضوع : العنوسة والعزوبة تطارد الجزائريين قضايا اجتماعية
مقدم من طرف منتديات العندليب
العنوسة والعزوبة تطارد الجزائريين
يعتبر الزواج من أهم النظم الاجتماعية التي تعمل على حفظ توازن و تماسك و استقرار المجتمع فمن خلاله تنظم العلاقات الجنسية ، و يشعر كلا الجنسين بالسكن الروحي و الطمأنينة ،و تقوى الروابط الاجتماعية ، و يتجنب الفرد و المجتمع الكثير من الآفات الاجتماعية التي من شأنها أن تهدم وتفتك ببنية المجتمع . وبالرغم من أهمية الزواج للفرد و المجتمع على حد سواء: إلا أن التحولات الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية و حتى السياسية أدت إلى إحداث تغيرات هامة في نظام الزواج من حيث ( السن، أسلوب الاختيار ، المراسيم، السكن ...الخ) الأمر الذي أدى إلى انتشار ظاهرة العنوسة بين النساء و التعزب بين الرجال.
تعتبر العنوسة من بين الظواهر الاجتماعية التي أصبحت تهدد الكثير من المجتمعات العربية على الوجه الخصوص و إن اختلفت في حدتها من مجتمع إلى أخر تبعا للظروف الاجتماعية والثقافية و الاقتصادية .وهذا فضلا عن العادات و التقاليد الخاصة بكل بلد.
وعن الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة ، فقد توفر في المجتمع عدة أسباب تتفاوت من حيث تأثيرها في تفشي هذه الظاهرة بين النساء ،و لعل التحولات الاجتماعية والثقافية كاهتمام المرأة بالتعليم و رغبتها في الاستقلال المادي و المعنوي من الأسباب التي أدت إلى تفشي العنوسة ، كما قد تساهم الظروف المعيشية التي يعيشها الشاب( البطالة ،أزمة السكن ....) في تأخر سن زواجه الأمر الذي قد يؤدي إلى تكريس ظاهرة العنوسة.
وقد أدى التفتح على الثقافات إلى تشبع بعض الأفراد بمفاهيم لا تشجع على الزواج كانتشار مفهوم الفردانية ،و تحقيق الذات ، الصداقة بين الجنسيين ...الخ، كما قد تؤدي إمكانية تصريف العلاقات الجنسية خارج إطارها الشرعي و خاصة في ظل التغير الاجتماعي، و غياب أو تراجع الوازع الديني. تفشي ظاهرة العنوسة أصبح يتطلب منا الدراسة والمتابعة. وكغيره من المجتمعات شهد المجتمع الجزائري عدة تحولات هامة أفرزت ظواهر لم يسبق و إن عرفها بالشكل الذي تظهر عليه حاليا، ومن بينها ظاهرة العنوسة. فبعدما كان المجتمع يعرف بزيجاته المبكرة ،وارتفاع نسبة المتزوجين و تراجع نسبة العزاب و العوانس ، عرف في السنوات الأخيرة تأخرا ملحوظا في متوسط العمر عند الزواج الأول لدى كلا الجنسين ،و ارتفاع في نسبة التعزب بين الرجال و انتشار العنوسة بين النساء .
تشير احصائيات الديوان الوطني للإحصاء عن وجود أربعة ملايين فتاة لم تتزوج بعد على الرغم من تجاوزهن الرابعة والثلاثين وأن عدد العزاب قد تخطى 18 مليونا من عدد السكان البالغ 33 مليون نسمة ووفقا لدراسة مشتركة بين خبراء من منظمة التنمية التابعة للأمم المتحدة وباحثين جزائريين فان نسبة تفشي العنوسة بين فتيات الجزائر وصلت الى 31.3 بالمئة نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها الاقتصاد الجزائري جراء الاضطرابات الأمنية التي بدأت شرارتها عام 1991 ونتج عنها ارتفاع معدلات البطالة وهجرة كثير من الجزائريين الى أروبا بحثا عن عمل فمع بداية التسعينات كان عدد العوانس في حدود 6 ملاين عانس ليصل الرقم مع حلول العام الجديد الى نحو 11 مليون بمعدل 200 ألف عانس سنويا الكارثة أحالت نحو مليوني من النساء على العنوسة دائمة البالغ نسبتهن أكثر من 51 بالمئة . .أصبح البحث عن العمل المستقر و المسكن المستقل مسعى كل شاب، الأمر الذي يتطلب منه في الوقت الراهن سنوات عديدة حتى يحقق ذلك. فبطالة الشاب وصعوبة الحصول على المسكن و ارتفاع تكاليف الزواج في ظل غلاء المعيشة شكلت أهم العوامل التي تقف أمام إقبال الشاب على الزواج ، و خاصة أن أسلوب الحياة قد تغير كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة ، بحيث أصبح له مقتضياته و مستلزماته و عدم توفرها قد تنعكس بالسلب على حياة الشاب. وتحقيق ذلك قد يتطلب من الشاب سنوات عديدة من عمره بدأ بالتخرج من الجامعة ثم أداء الخدمة الوطنية، ثم البحث عن عمل مستقر يضمن له أجرا مناسبا لتحقيق أهدافه و طموحاته، ووصولا إلى البحث عن السكن المستقل(شراءه، بناءه، أو كرائه) ليصل بذلك إلى الثلاثينات من عمره بدون زواج، و عندما يتهيأ الشاب ماديا للزواج فانه في اغلب الأحيان لا يتجه في اختيار لشريكة حياته نحو من تماثله في السن بل الأصغر منه ، لتقل بذلك حظوظ مماثلات في السن و يتسبب في عنوسة البعض منهن. كما شهدت المرأة تغيرات هامة من حيث المكانة و الدور ، بحيث أصبحت تسعى إلى إثبات ذاتها في المجتمع من خلال التعليم و العمل أولا ثم الزواج ، وارتفاع مستواها التعليمي و استقلالها المادي غير من نظرتها نحو بعض السلوكيات الاجتماعية و في مقدمتها الزواج ، بحيث تراجع هذا الأخير في سلم أولوياتها لحساب الدراسة و العمل ، و هذا ما أدى إلى تأخر سن زواجها و تسبب الطموح العلمي المتزايد لها في عنوستها و إقبال المرأة على التعليم و العمل لقي تشجيعا من طرف الأسرة و خاصة الأم التي أصبحت ترى بضرورة مواصلة البنت تعليمها الجامعي لتتحصل بذلك على السلاح الذي يحميها من تقلبات الحياة. وقد انعكس الطموح المتزايد والاستقلال المادي بسلب على بعض النساء بحيث تسبب في عنوستهن يمكننا قول أن ظاهرة العنوسة وليدة تفاعل العديد من العوامل الاجتماعية ، الثقافية ،النفسية ،الاقتصادية ،و حتى السياسية فعدم استقرار المجتمع و غياب الأمن يصرف الشاب عن الزواج ،و تتفاوت هذه العوامل من حيث قوة تأثيرها في انتشار ظاهرة العنوسة.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
ڜڪـڑآإ عًلى آإلمہوُضًـٍـًہوُعً آإلمہفےـيًّدٍ
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
لا شكر على واجب
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
موضوووع رائع و مثير للاهتمام شكرااا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
برك الله فيك
الجزائرين كل شيئ يطاردهم كل مصائب
شــــــــــكرا