عنوان الموضوع : كيف تمحو الأمّية تم حل المشكلة
مقدم من طرف منتديات العندليب

أنت واحد ممن يريدون لبلده أن تنهض، وتنفض عن نفسها غبار التخلف. أليس كذلك؟ وأنت واحد ممن يحلم أن تكون مدينته ودولته مثل كثير من الدول المتقدمة التي تجد فيها الجميع مثقفين وحاصلين على الحد الأدنى من العلم. لا شك في ذلك! ولا بد أنك راغب في دعوة صالحة من شخص يحتاج منك خدمة نفض الغبار عن حياته، خدمة إنارة فكره، خدمة محو أمّيته.https://dc16.arabsh.com/i/02759/0doff9sxyich.jpg

هل تعلم أنك حين تساعده فإنك تساعد في القضاء ليس على الأمية فحسب، بل إنك تساعد في القضاء على ثلاثية تخلف الأمم. هذا الثلاثي الذي ما فتأ يلازم العالم العربي، وهو الذي سنعمل على تحطيمه بإرادتنا، يتكون من الفقر والمرض وبالطبع محور حديثنا "الأمية".

أهمية القضاء على الأمّية



لماذا التركيز على الأمية؟ لأن القضاء على الأمية يعني القضاء على البطالة، والفقر، والمرض، وكل مسببات التخلف في المجتمع. ولأننا نريد لأوطاننا أن تصبح في المقدمة، لابد أن نعمل معاً للقضاء على الأمية. علماً أن كل الدول المتقدمة لم تصل إلى هذه المكانة إلا بعد أن نشر العلم بين أبنائها صغاراً، وكباراً.

ولأن الجهود الرسمية مهما كانت قوية لن تستطيع التأثير وحدها دون مشاركة بقية أفراد المجتمع. ولأن الأمية تعني فقدان الشخص احترامه لذاته، فهو يرى نفسه أقل من الآخرين، هذا الشخص هو -بلا شك- أحد المحيطين بك، ويمكنك أن تساعده في أن يصبح أفضل.

ولأن الأمية تعني حرمان المجتمع من إسهامات وإضافات الكثير من المبدعين، والقضاء عليها، ومحو الأمية يعني إعادة دور هؤلاء، وعدم تهميشهم.

نماذج ناجحة

ماليزيا، نجحت في تحقيق هدفها ومحت الأمية

بالتأكيد تتمنى أن تعيش في دولة متقدمة حضارياً، واقتصادياً مثل ماليزيا، ولكن هل تعرف لماذا تقدمت ماليزيا؟ وكيف وصلت لهذه المكانة؟ إن هذا الأمر حتماً مرتبط بالتعليم. ولم يكن شعب ماليزيا متعلماً بالكامل منذ البداية، إذ أن ماليزيا كانت تحتوي على نسبة كبيرة جداً من الأمية، ولكنها حرصت على الوصول بهذه النسبة إلى أقل من 10%، ومن ثم أصبحت واحدة من أضخم الدول الآسيوية. وقد تم ذلك منذ انصب اهتمام الجميع هناك بالتعليم. لقد عملت الحكومة والشعب يداً بيد على تحويل الشعب الماليزي إلى شعب متعلم لكي يستطيع بناء وطنه.

والجدير بالذكر أن هناك اعتقاداً لدى الكثير من الناس أن ماليزيا استطاعت القضاء على الأمية بفضل الجهود الرسمية فيها، وخاصة في عهد مهاتير محمد، وإن هذا الاعتقاد ولو كان صحيحاً إلى حد ما إلا أن تلك الجهود الرسمية لم يكن ممكناً لها أن تكلل بالنجاح ما لم تصاحبها جهود شعبية. إذ كان على كل طالب جامعة، مهمة محو أمية شخص واحد على الأقل أسبوعياً. وهذا ما مكنهم من خفض نسبة الأمية إلى 6% في عام 2016 بعد أن كانت نسبة الأمية 47% في عام 1970م.



كوبا قدوة أخرى لمن يريد أن ينجح

نموذج آخر استطاع القضاء على الأمية في عام واحد فقط، هو نموذج كوبا. فقد أعلن فيدل كاسترو رئيس وزراء كوبا أمام الأمم المتحدة أنه سيقضي على الأمية في عام واحد، وذلك عام 1961. وعلينا هنا أن نلتفت للجهود الشعبية بقدر ما نلتفت للجهود الحكومية، إذ أن الجهود الشعبية هي التي ساهمت في تحويل هذا الهدف إلى واقع ملموس.

ولقد واجهت هذه الحملة في بدايتها صعوبات شديدة، ولكنها استطاعت النجاح بفضل جهود
فيدل كاسترو رئيس وزراء كوبا قد أعلن أمام الأمم المتحدة أنه سيقضي على الأمية في عام واحد
الرجال والنساء المتطوعين، علماً أن عدد المتطوعين في هذه الحملة قد بلغ عدد 120,232 متطوعاً (مئة وعشرين ألفاً ومئتين واثنين وثلاثين متطوعاً). هذا بالإضافة إلى طلاب المدارس الذين شاركوا في هذه الحملة، وقد كان عددهم 100,000 طالب متطوع. هذا وقد ظهرت شعارات رائعة لهذه الحملة يمكنك إذا شئت استغلالها في تحفيز المحيطين بك، منها:
https://dc16.arabsh.com/i/02759/zi9c08ufbw8r.jpg
"إذا كنت متعلماً فعلم غيرك، وإذا لم تكن متعلماً، فتعلّم"

وإذا أردنا أن نقارن بين كوبا وبين العالم العربي الحالي فسندرك أن كوبا في ذلك الوقت كانت تشبه العالم العربي الحالي في كثير من ظروفه الاجتماعية والاقتصادية، ولكنها مع ذلك استطاعت القضاء على الأمية في عام واحد. وهنا في العالم العربي، يوجد الكثير من المنظمات والفعاليات التي تهدف إلى القضاء على الأمية، ولكن في المقابل لا يوجد جهد شعبي مماثل للجهد الذي تم بذله في كوبا، وماليزيا!

تريد أن نصبح مثلهم؟ نريد أن نكون أفضل منهم ومن كل الدول المتقدمة؟ علينا أن نبدأ في رسم صورة أخرى لمجتمعنا، صورة له وهو خال من الأمية والفقر والمرض. صورة لمجتمع متقدم في كافة المجالات. علينا أن نبدأ في تعليم من حولنا أساسيات العلوم. إذ أنه من العيب أن تكون طبيباً، أو مهندساً، أو طالباً جامعياً متفوقاً، وهناك من لا يستطيع أن يقرأ ويكتب بجوارك! ولذا عليك بالخطوات التالية:

انظر حولك

لا أشك أنك تعرف القراءة والكتابة، وقد يكون أفراد أسرتك جميعاً يعرفون القراءة والكتابة. وستقول ساعتها: أمحو أمية من؟ وسنخبرك ستمحو أمية من، بعد أن تجرب معنا تجربة توسيع الرؤيا.

ابحث ملياً في كل من حولك، وسنبدأ بالتدريج، انظر في جيرانك الذين يسكنون بجوارك، ثم وسع نظرك لتشمل برؤيتك جيرانك الذين لا يسكنون بجوارك تماماً، ولكنهم يسكنون في نفس الحي أو الشارع ، و الآن وسّع رؤيتك أكثر واسأل نفسك ماذا عن أقارب جيراني، الذين يسكنون في حي آخر تماماً، ولكنهم يعيشون في مجتمعك.

دعنا نأخذ شرائح أخرى. ماذا عن حراس العمارات الذين يحرسون ويقدمون الخدمات لقاطني البناء؟ الكثير من هؤلاء لم يتمكنوا من الدخول إلى المدرسة وطلب العلم. ماذا عن الشباب الذي يعمل في ورشات تصليح السيارات؟ وهو الذي اضطرته الظروف المعيشية يوماً ما لترك المدرسة. ماذا عن العاملين الصبيان الذي يعملون في تنظيف الشركات الخاصة أو يعملون في الكافتريا الخاصة بمكتبك؟ ماذا عن عامل النظافة الذي يدق بابك كثيراً، أو الذي تقابله في الشارع؟

والآن انظر وابحث في مجتمع ابنك: "مدرسته". ستجد فيها بالتأكيد عمال النظافة، وحراس أمن، وعمال كافتريا، وحتماً يوجد بينهم أو بين أقاربهم من لم ينل حقه في التعليم. هناك الكثير منهم في كل مكان، ولكن ابحث حولك جيداً ودقق النظر، وابدأ في سعيك نحو التقدم، نحو رفعة مجتمعك ونهضته، نحو محو أمية من حولك.. كل من حولك!

قم بعمل إعلان لمن حولك أنك ستبدأ في تعليم الكبار، ومحو أميتهم، أو ابحث عن جمعيات أهليه خاصة بهذا الأمر، وابدأ معهم، ولا تتأخر فالتقدم، لا ينتظر أحد.

و عندما تقرر بدء المساهمة بعملية تعليم المجتمع عليك أن تدرك أن هناك فرقاً أكيداً بين تعليم الكبار، و تعليم الصغار.
الأطفال أم الكبار

هناك مثل عربي يقول: العلم في الصغر كالنقش في الحجر.

ورغم أن هذا المثل صحيح إلى حد كبير، إلا أن الكثيرين من الأشخاص يعتقدون أن هذا يعني أن تعليم الصغار أصعب من الكبار. حسناً هذا ليس صحيحاً دائماً.

إن هذا المثل يوضح أن بين تعليم الصغار والكبار فروقاً أكيدةً، تلك الفروق التي يجب على المعلم معرفتها لكي يستطيع أن يقوم بمهمته مع الطفل أو الكبير بالطبع، ولننظر لتلك الفروق سريعاً، من أجل أن تساعدنا في فهم واستيعاب عملية محو أمية الكبار:

الطفل مثل الورقة البيضاء، التي يكتب عليها المعلم ما يشاء من علوم وقيم وثقافات، تلك الورقة شديدة القوة تحتفظ بكل ما يكتب فوقها. عكس الكبار، فهناك دائماً ما يشغلهم، لديهم الكثير من المشاكل والهموم. فمن السهل إعطائهم المعلومات، ولكن الصعب هو تمكينهم من الاحتفاظ بها، لذا على المعلم مراعاة ذلك الأمر، وعدم الغضب إذا تكرر النسيان والسهو من الكبار. وعليه كذلك أن يبحث عن الأساليب التي تساعد على تثبيت المعلومات لدى الكبار.
انتبه في تعاملك معهم، فهم يتحسسون من النقد، واللوم أكثر من الصغار، استخدم أساليب حازمة، ولكن لبقة في التعامل معهم.
احرص على تشجيعهم والرفق بهم، وتجنب ما يمس كرامتهم، إن ذلك يعني أن تعترف بكيانهم.
قم بمراعاة ظروفهم، فالطفل وظيفته الأولى هي التعلم، أما الكبار، فلديهم الكثير من المسئوليات الأسرية وارتباطات العمل، لذلك ستجد الكثير من حالات الغياب والانقطاع عن الدروس. حاول استخراج أفكار الدرس بالاشتراك معهم للتغلب على هذه المشكلة، وكن حريصاً على التماس العذر لهم.
كن صبوراً، فحتماً ستجد الكثير من المعارضين لآرائك بعكس الأطفال المتقبلين لأغلب ما يُقال لهم. وكن حريصاً على استخدام طرق الإقناع الهادئة، وتذكر أن الخلاف لا يفسد للود قضية.
ستجد كذلك الكثير من الأسئلة، تعامل مع هذه الأسئلة بشكل جدي تماماً، بغض النظر عن عمقها، أو تفاهتها.
يجب أن تعرف أن للكبار، خبرات كبيرة في الحياة، ويمكنك أنت أن تتعلم منهم الكثير، فهم معلمون، ومتعلمون في نفس الوقت.
لدى الكثير من الكبار -بخلاف الأطفال- فكرة خاطئة، تؤدي بهم إلى التردد. وهي أن الوقت قد فات وانتهى، ولذلك لا حاجة للتعلم. عليك أن تحارب هذه الفكرة، من خلال تحفيزهم وتشجيعهم بالوسائل المختلفة.
تقنيات التعليم

أصبحت الآن جاهزاً للتدريس: لديك الطلاب، و قد عرفت الفرق بين الأطفال والكبار من حيث طرق التدريس، وبقي لك خطوة أخيرة قبل أن تبدأ في التدريس وهي خطوة التعرف على تقنيات التعليم الهامة.

التقنية الأولى: تحديد الهدف

ماذا تريد من طلابك عندما تنتهي من تدريسهم؟ بالتأكيد إجابتك ستكون أنك تريد منهم أن يتقنوا القراءة والكتابة، وأن يعرفوا عدداً كبيراً من الكلمات ليستخدموها، وتريدهم كذلك أن يعرفوا القواعد اللغوية الصحيحة، وأن يتعلموا بعض أساسيات لغة أخرى بالإضافة إلى لغتهم الأصلية، وحتماً تريد منهم أن يتقنوا العمليات الحسابية السهلة، التي تساعدهم في قضاء حوائجهم، ثم الوصول بعد ذلك للعمليات المعقدة أكثر.

كل هذا جيد جداً وهي تسمى -فيما يخص العملية التعليمة- الأهداف بعيدة المدى، ولكن لكي تصل إلى كل هذا وأكثر عليك أن تحدد أهدافاً تنفيذية مخصصة لكل درس. مثلاً أنت تُعد الآن لمحاضرة ما، قم بتحديد ثلاثة أهداف على الأقل تريد تنفيذها خلال فترة إلقائك هذا الدرس، وكن حريصاً على تنفيذها، منها مثلاً:

الطلاب سيتقنون اليوم قراءة 10 كلمات من المستوى الصعب.
سيتمكنون اليوم من تمييز الفعل الماضي بين باقي الأفعال.
سيتمكنون من إتقان كتابة بعض الكلمات من المستوى الصعب.
هذه الأهداف مجرد مثال لتوضيح الفكرة. ما عليك هو أن تعرف أنك لن تستطيع أن تحقق هدفك الأصلي المتمثل في القضاء على الأمية من دون تحديد هدف تنفيذي تحققه خلال كل محاضرة.



التقنية الثانية: اختيار المواضيع التعليمية الأهم

لن نختار لك الدروس التي ستدرسها، ولكن سنضع لك عدة قواعد تتمكن من خلالها من اختيار الدروس المناسبة التي تساعدك كثيراً على النجاح في محو الأمية، وأبرز هذه القواعد هي:

احرص على البحث عن خبرات واهتمامات الكبار، وتقوية اعتمادهم على أنفسهم، ومشاركتهم الإيجابية في الدروس المتعلقة بهم.
إذا كان أساس الدرس قصة، فاحرص على جعلها قصة ذات مغزى يدركه الطلاب.
يجب أن يكون منهجك متناسباً مع القيم العقائدية والاجتماعية الخاصة بالدارس.
محو الأمية الهجائية مهم جداً، ولكن ليس من الضروري البدء به، خاصة لمن هم فوق الخمسين، والستين إلا إذا رغبوا هم في ذلك.
أثناء الدروس التي تقوم بتدريسها للطلاب احرص على تناول أمور جادة، ومشكلات تحتاج إلى تفكير ومناقشة وطرح بدائل وحلول مثل "مشكلة المياه في العالم العربي، تكوين أسرة، التلوث ...".
اجعل دروسك متعلقة بأمور يعيشها الطلاب، فمثلاً لو كنت تدرس عمالاً زراعيين احرص على جعل دروسك تدور حول بيئتهم، ومشاكلها.
التقنية الثالثة: التدريس الناجح

في البداية، عليك أن تحرص على إبداع طرق خاصة بك، وأن تستخرج طرقاً جديدةً مختلفة عن الطرق المألوفة لتحقق نجاحاً أكبر. وفي نفس الوقت عليك استخدام الطرق التي تحدث عنها الخبراء، ولكن تذكر أن دورك هو الإرشاد والتوجيه، ومن أهم هذه الطرق هي الطريقة التفاعلية، وهي اشتراك المعلم والمتعلم في فهم وتحليل وتفسير وتوضيح موضوع الدرس.

تعد هذه الطريقة من أهم طرق التدريس سواء للكبار أو الصغار، ولكي تحققها، يمكنك اتباع أحد الخطوات التالية:

الإثارة: احضر صورة لمثير ما، وقم بإثارة نقاش حوله، مع الحرص على استخلاص مجموعه من المفردات الجديدة خلال هذا النقاش، كي يستخدمها الدارس في عملية القراءة والكتابة.
المناقشة في مجموعات صغيرة: قسّم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، واطلب منهم مناقشة موضوع ما، مسترشدين بأسئلتك، ثم اطلب من قائد كل مجموعة أن يقدم لك تقريراً حول أهم ما توصل إليه الطلاب في هذا النقاش والنتيجة التي توصلوا إليها، ثم قم بمناقشة نتائج كل مجموعة مع الآخرين.
تقديم المادة اللغوية: قم بقراءة الكلمات والجمل التي تم استخلاصها، ثم درّب الدارسين على قراءتها ثم كتابتها حسب الطريقة العلمية المتبعة في ذلك.
التقنية الرابعة: إبقاء المتعلّمين مشدودين طوال الدرس

بالتأكيد تريد لطلابك الاستمرار في حضور الدرس معك، تريد منهم أن يتفاعلوا معك بشكل أفضل، لذا أحضرنا لك بعض النصائح التي تساعدك على ذلك:

إياك واستخدام أسلوب التلقين في تعليم القراءة والكتابة مع الكبار.
احذر من استخدام نفس طرق وأساليب تعليم الصغار.
تذكر أن مفردات المتعلمين الجدد محدودة إلى حد كبير، حاول عند تدريس مفهوم جديد ألا تستعمل المفردات التي لا يعرفونها لأن ذلك يجعلهم محبطين.
قدم للطلاب في كل درس عدداً قليلاً من المفردات الجديدة، كي يتمكنوا من إتقانها، وكرر تلك الكلمات قدر المستطاع.
استخدم جملاً قصيرة، ولكن احرص على تنويعها وتغيير طولها كي لا يصاب الدارس بالملل.
قم بإعطاء المتعلم فرصة المشاركة في تطوير العملية التعليمية ولا تقم بتهميشه وإشعاره بأنه غير قادر على المساهمة فيها.
لا تقم بحشد الطلاب وجمع أكبر عدد ممكن. حاول تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة لا تتجاوز الثمانية طلاب، فالمجموعة الصغيرة تؤدي لزيادة الترابط بين الدارسين أنفسهم، وبالطبع تؤدي لتلبية احتياجات كل دارس حتى لو اختلفت عن البقية.
احذر أن تقوم بتضمين أفكار مناهج تعليم الصغار، في برامج تعليم الكبار. فعلى سبيل المثال، إن محتوى الدرس التالي غير مناسب للكبار:
سعيد يذهب إلى المدرسة
سعيد تلميذ ناجح في دروسه
سعيد يذاكر دروسه جيداَ
إلى أين يذهب سعيد كل يوم؟

عند مناقشة مثل هذا المحتوى مع الكبار لابد أن يصيبهم بالإحباط، ويجعلهم يقولون "بعد ما شاب ودوه الكتاب". إن إرغام الكبار على ترديد كلمات مثل: زرع - حصد - أكل - شرب - قرأ.. لابد أن تصيبهم بالإحباط، والتخلف، والدونية.

التقنية الخامسة: تقنية التقييم

تكاد تكون عملية التقييم عملية متلازمة مع أي مشروع نهضوي مهما كان صغيراً. وإن عملية التعليم هي من أكثر المشاريع التي تحتاج إلى تقييم مستمر من أجل الحصول على أفضل النتائج. ونورد هنا أهم المراحل التي يجب أن يتم التقييم فيها:

ابدأ المرحلة الأولى بمعرفة دقيقة لمستوى كل فرد في المجموعة وهذا ما يسمى بالتقييم الأولي.
قيّم تقدّم الطلاب في نهاية كل مرحلة صغيرة مثل نهاية درس أو كبيرة مثل نهاية فصل دراسي أو عام أو كتاب. وإياك أن تهمل أهدافك التنفيذية لكل درس، ابحث دائماً بين طلابك، هل تم تحقيق هذه الأهداف أم لا.
عليك معرفة الفروق الفردية بين طلابك وإمكانياتهم، فهذا الأمر سيساعدك على تنويع أساليب التدريس بما يناسب كل فرد منهم.
لا تقارن بين الأفراد في النتائج، ولكن قارن بين الشخص وذاته، قبل وبعد الدرس التعليمي. إذ أن المقارنة بين الأفراد تثير الحساسية في كثير من الأحيان.
لا تنس تكريم الناجحين الذين حققوا الأهداف المطلوبة.
نصائح هامة ومفيدة

احرص على إشعار الدارس أنه يتعلم شيئاً صحيحا من البداية، شيئاً يمكنه استخدامه مباشرة.
خطط للمنهج الذي تدرسه بعناية، واحرص على إنجازه في أقصر وقت ممكن مع أفضل جودة ممكنة في التعليم.
إنك إن أردت من طالبك أن يتمكن من المعلومات الهامة التي تريدها أن تثبت في ذهنه، عليك بالتكرار ثم التكرار ثم التكرار.
احرص على تكوين صداقة مع طلابك، ومساعدتهم دائماً، فالعلاقة الشخصية سترفع أي حرج يشعر به الكبار أثناء تعلمهم، وستجعلهم أكثر التزاماً أثناء قيامهم بواجباتهم.
وعندما تبدأ بتدريس الكبار، ستشعر بأنك تساهم في إعادة تشكيل مجتمعك وبناءه، لكي يلحق بركب التطور. استعن بالله، وابدأ بجمع من حولك، حدد هدفك، وانطلق، وابدأ برسم صورة جميلة لوطن خالي من الأمية، ولا تتردد، فما ستفعله سيكون له اثر كبير على من حولك.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

لاحظت على القرّاء أنهم لم يولوا اهتماما بهذا الموضوع القيّم.....رغم أهميّته، ولو بكلمة شكر لمن أجهد نفسه في كتابته هنا.

ولو كان العنوان " حبيبتي غدرتْ بي" أو " أعشقك" أو "إني أحبّها" لكانت التعليق والردود أكبر عدد؟

أقول هذا من باب أنني لاحظت نقص الإهتمام بالمواضيع الثقافية والجادة والمفيدة. أنا لا لاأعارض من يكتب عن أحاسيسه وعواطفه ومشاعره،لكن في الوقت نفسه وجب أن نهتم بالمواضيع الجادة...

....شكرا أيها السيّد المفضال على هذا الموضوع الجميل.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

بارك الله فيك


جعلها الله في ميزان حسناتك

سلام

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :