عنوان الموضوع : حتى لا يصبح الصحراويون نصارى؟ ! اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

حتى لا يصبح الصحراويون نصارى؟ !
*بقلم الأستاذ: قدور قرناش.

قد قيل أن الفقر إذا دخل قرية قال له الكفر خذني معك، خاصة إذا كان الفقر والحاجة ناتجين عن مأساة حرب، وهذا الذي عاينه وفد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في زيارته التاريخية يوم 25 ماي 2015 إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بولاية تندوف الجزائرية في أقصى الجنوب، حيث كان لي شرف اللقاء مع ثلاثة من الأعضاء الستة للوفد بعد عودتهم من هناك وهم الشيخ الرئيس الدكتور عبد الرزاق قسوم، والأستاذين التهامي ماجوري وزبير طوالبي. وقد هالهم الذي رأوه بأعينهم، وليس الخبر كالمعاينة.
فبالإضافة إلى مأساة الفقر والحرمان والأمراض وضعف المستوى المعيشي لهؤلاء الذين شردهم ظلم ذوي القربى، هناك خطر آخر يتهددهم سيحرق المنطقة ويكون له انعكاس خطير على مستقبل الأمة قاطبة، وهو خطر التنصير.
فأنا إذ أتحدث عن موضوع الشعب الصحراوي لا أتحدث عن خلافات سياسية بين الدول ولا عن قضية تصفية استعمار موجودة على مستوى الأمم المتحدة، فذاك أمر متروك للسياسيين وإن كنا نتمنى التسوية العاجلة لهذه المعضلة التي أعاقت مشاريع وثبطت عزائم وجعلت المنطقة رهينة بين قوى الاستكبار العالمي.
إن أخوة الإسلام التي تجمعنا جميعا من المحيط إلى الخليج بل إلى أقصى نقطة في المعمورة تنتمي إلى أمة التوحيد تفرض منا التفاتة إلى هذه المأساة المنسية في بعدها الإنساني والعقائدي، فهناك شعب بغض النظر عن الموقف السياسي يحتاج إلى الطعام والكساء والدواء، ونحن نعلم أن إغاثة الملهوف لا تحتاج إلى انتماء عقائدي فما بالك إن كان مسلمًا كحال الشعب الصحراوي.
فوفد جمعية العلماء الذي التقيته بعد عودته تحدث عن مأساة يجب أن ننظر إليها بعين الرحمة والشفقة، فإن نسينا أخوتنا معهم بلنقتدي بالمنظمات الإنسانية العالمية التي تتوجه إلى مناطق النزاع وبؤر التوتر حتى وإن كانت دولهم صانعة ذلك التوتر كحال منظمة أطباء بلا حدود التي تباشر عملها في أي صراح وممن كان، وكأني بها قرأت قول الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله في تقسيم الأخوة إذ عد منها الأخوة الإنسانية، وهذا ليس بعيدا عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم في احترام النفس البشرية بغض النظر عن ديانتها لما مرت أمامه جنازة يهودي ووقف لها فتعجب الصحابة من ذلك فكان رده صلى الله عليه وسلم (أليست نفس).
إن المأساة الكبرى التي تتهدد إخواننا الصحراويين في مخيمات اللجوء هي فقدانهم لدينهم وعقيدتهم خاصة فئة الناشئين منهم إذ أمام إحجام ذوي القربى عن مساعدة إخوانهم الصحراويين نشطت المنظمات الإغاثية العالمية والتي شعارها نقدم الرغيف بيد والصليب بيد أخرى، فهذه المنظمات مما تقوم به حسب ما حدث المعنيون ووفد الجمعية هو تقديم المساعدات ومعها الإنجيل كما تقوم أيضا بأخذ الأطفال الصحراويين في كل عطلة صيفية إلى أوروبا للتخييم ثم توزيعهم على البيوت هناك لتتلقفهم أيادي التبشير بل تبقى هذه العائلات في اتصال معهم بعد عودتهم إلى المخيمات، فأين أمة الإسلام مما يقع؟
إن الشعب الصحراوي يستصرخ أمة المليار مسلم لتهب لنجدته بعيدًا عن خلافات السياسيين، وما طلبوا من إخوانهم غير الإغاثة الإنسانية والدعوية، حيث طلبوا المصاحف القرآنية والدعاة والمشايخ لربط أبنائهم بدينهم، وطلبوا الأدوات المدرسية لتعليم أولادهم، وهل نسينا أن أسرى بدر ما أنقذهم إلا تعليمهم أبناء المسلمين القراءة والكتابة، إن وفد جمعية العلماء هالهم الذي رأى وسمع وها قد نقل الرسالة التي كلفه الإخوة الصحراويون بنقلها للمسلمين في العالم، سواء في دول الجوار الصحراوي أو غيرها من دول العالم الإسلامي، فهلا سمعنا وأجبنا؟
إننا نهيب بذوي القلوب الرحيمة أن يقاسموا إخوانهم لقمة العيش سواء من الجزائريين بحكم الجوار بل نتمنى من الإخوة المغاربة أن تكون إغاثتهم لإخوانهم في الصحراء والمخيمات أسرع من غيرهم ليثبتوا للعالم أجمع أن الأخوة الإسلامية أسمى وأرفع من الأزمات السياسية، خاصة إذا علمنا كما قلت أن القضية بين أيدي الهيئة الأممية، والنداء موصول لكل مسلم في العالم نشعره بأن تنصير أي طفل صحراوي لا قدر الله سيكون مسؤولا عليه أمام الله عز وجل، خاصة إذا علمنا أن عدد اللاجئين الصحراويين لا يتجاوز ثلاثمائة ألف على أكبر تقدير، وهو عدد باستطاعتنا إن صح منا العزم أن نوفر له كل متطلبات الحياة الكريمة لنرفع عنه الغبن ونحافظ على ارتباطه بدينه، وقد شهد أعضاء وفد جمعية العلماء على حرص الغرب على ربط الصحراويين بالصليب حيث سأل أحدهم معلمة صحراوية هناك عن الجهة التي تتقاضى منها أجرتها الشهرية فكان الجواب من الصليب الأحمر الأسباني.
فهل فكرنا في توفير أجرة لمعلم قرآن يعلم الصبيان كلام الله عز وجل أو واعظ يعلم الناس دينهم، إن كنا نثمن عاليا تلك المساعدات التي أرسلتها مؤخرًا بعض المنظمات التركية وكذا الإخوة في المملكة العربية السعودية.
إنها إذًا رسالة نوجهها لكل من له غيرة على هذا الدين، لنجنب الأمة تيمورًا شرقية أخرى وسودانًا جنوبيًا جديدًا إذ صاروا نصارى بعد ما كانوا إخوانًا لنا في العقيدة، ولن نمنع ذلك إلا إذا رأينا القوافل الإغاثية والقوافل الدعوية تصل تباعًا إلا مخيمات الصحراويين نصرة لهذا الدين أولا ولإخواننا في العقيدة ثانيًا إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا بتقرير شعب الصحراء الغربية مصيره بنفسه بكل حرية وما أعظم نعمة الحرية، فإن اختار العيش مستقلا فليعش مسلما وإن اختار غير ذلك كان أيضا على الإسلام.

----------------------------------------------------------
* عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :