عنوان الموضوع : الشبيحة الجدد الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
الشبيحة الجدد - فهمي هويدي
أريد ان أقبِّل رأس كل سورى أو فلسطينى تعرَّض للإهانة فى مصر، فسمع كلمة جارحة أو اتهاما باطلا أو خطابا عنصريا مسكونا بالاستعلاء والكراهية، وإذ أعتذر إليهم عن كل ذلك فإننى أقول إن الذين يطلقون ذلك الخطاب المسموم لا يتحدثون باسم مصر، ولا هم الأبناء الحقيقيون «لأم الدنيا» التى فتحت أذرعها للجميع واحتضنتهم بغير منٍّ ولا أذى ــ وإنما هم إفراز المراحل البائسة من تاريخنا المعاصر، التي استخرجت من البعض أسوأ ما فيهم. وذلك أمر مشين حقا، لكن له فضيلة واحدة هى أن تلك الأجواء كشفت لنا عن مدى فساد الأجواء ومعادن الناس، ما هو أصيل منها وما هو زائف ومغشوش.
هذا الكلام أقوله بمناسبة العبارات الجارحة واللغة المسفَّة والهابطة التى استخدمها أحد مقدمى البرامج التليفزيونية فى تعليقه على شائعة زعمت ان بعض السوريين الذين جاءوا إلى مصر مؤخرا اشتركوا فى مظاهرات تأييد الدكتور محمد مرسى، وهى شائعة لم تثبت صحتها، ولكنها راجت فى بعض الأوساط الإعلامية، ففوجئنا بمن يتلقفها ويوظفها فى تحذير السوريين وإهانتهم، على نحو فج يفتقد إلى أدنى أساليب اللياقة والأدب فضلا عن المروءة والشهامة. وقد أثار الكلام عاصفة من الدهشة والاستنكار، تجلت فى التعليقات التى حفلت بها وسائل التواصل الاجتماعى. وقد استلفتت نظرى تلك الأصداء فسعيت إلى الاستماع إلى الكلام الذى قيل، (واعتذرت عنه القناة لاحقا)، فلم أصدق ما سمعت، لأنه صدمنى وسرب إلى شعورا بالغثيان والخجل.
جديد نسبيا ذلك الهجوم على السوريين الوافدين إلى مصر، وأغلب الظن أن إهانتهم بعد الاشتباه فى أن بعضهم أيـَّد الدكتور مرسى مرتبطة بحملة الاستباحة التى تعرض لها الرجل إبان رئاسته للدولة وبعدها، وهى ذات التهمة التى لاحقت فلسطينيى غزة التى تديرها حركة حماس، ذات الصلة التاريخية بحركة الإخوان، وبسبب تلك الصلة كتب على أهل القطاع ان يُعاقبوا جميعا، ويتعرضوا لمختلف صور الاذلال والإهانة فى مطارات مصر وموانيها، فضلا عن معبر رفح بطبيعة الحال.
لا أدافع عن خطأ ولا أقر أى إخلال بالقانون، لكنى لست مستعدا أن أستدرج وراء الشائعات ولا أن أصدق التقارير الملفقة والمزيفة، التى لا تكف عن اتهام حماس بالضلوع فى أى مشكلة تقع فى مصر، دون ان يثبت ذلك على أى مستوى. يشجعنى على تقرير ذلك اننى ناقشت مسألة الوقائع التى دأبت وسائل الإعلام على نسبتها إلى حماس مع أحد المسئولين فى جهاز المخابرات العامة، فكان رده أن ما تردده وسائل الإعلام فى هذا الصدد هو فى حقيقة الأمر «كلام جرايد»، ليس هناك ما يدعمه من الناحية الرسمية ولا ينبغى أن يؤخذ على محمل الجد.
هذه الخلفية تستدعى ملاحظات كثيرة، بعضها يتعلق بخطاب البغض والحض على الكراهية الذى يتبناه أغلب الإعلاميين فى القنوات الخاصة، التى قدمت نموذجا لانهيار قيم النزاهة والمعرفة واحترام الحقيقة. وهو الخطاب الذى أفرز لنا جيلا من الإعلاميين الذين تناسوا قيم المهنة وتحولوا إلى «نشطاء». لا يكترثون بتنوير المشاهد وانما بتحريضه واستثارته. وفى سعيهم إلى ذلك فإنهم يستبيحون المخالفين ويسعون إلى تشويههم واغتيالهم والتمثيل بهم. الأمر الذى قدم لنا نوعا فريدا من «الشبيحة» الجدد. الذين كونوا فرقا للاغتيال السياسى والمعنوى تكاد تنافس شبيحة نظام الأسد فى الجرائم التى ترتكبها.
إن ثمة انقلابا تشهده مصر فى الوقت الراهن على قيم التسامح والتداول والقبول بالآخر، وهو ما يحدث تحت رعاية وقبول من جانب عدد غير قليل ممن ينسبون أنفسهم إلى المعسكر الحداثى والعلمانى والليبرالى، وليت الأمر وقف عند ذلك الحد، لأن ذلك استصحب انقلابا آخر فى أخلاقيات التعامل مع الآخر، حتى بات الاختلاف سببا لقطع الوشائح وتأجيج الخصومات واستباحة الكرامات والأعراض.
قديما قالوا ان الاختلاف لا يفسد للود قضية، لكن واقعنا نسخ تلك المقولة وتجاوزها، بحيث شاعت الخصومات ومظاهر القطيعة فى المجتمع بسبب الاختلاف. وهو ما حدث حتى فى داخل الأسرة الواحدة، وذلك كله بفعل ثقافة التحريض والكراهية وممارسات الشبيحة الجدد. وتلك عوالم إذا كانت قد سممت أجواء العلاقات الإنسانية بين المصريين بعضهم ببعض، فليس مستغربا أن تسمم العلاقة بين المصريين وأشقائهم العرب.
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
المصدر :الشروق المصرية
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
المثل عندنا اذا سقط العجل كثرت السكاكين لكم الله يا اهل فلسطين وسوريا ...اللهم اخمد الفتنة في مصر
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
لن تستقيم حال مصر ما لم تقطع دابر اولائك الرعاع السفهاء الذين بسفاهتهم سفهوا مصر و قزموها
ما قيل عار على جبينهم الى يوم الدين لن يغسله مليون اعتذار
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
رفقا بأهل سوريا
«فوق الموت، عصة قبر» كما يقول المثل السوري المعروف. خطرت في ذهني الحكمة الشعبية وأنا أتابع بذهول شديد حجم الاتهامات والإشاعات المقززة والحقيرة بحق السوريين في وسائل الإعلام وأدوات التواصل الاجتماعي توزع فيها الاتهامات عليهم وتحملهم مسؤوليات «الجرائم» و«المشاركة في اختراق أمن مصر» وغير ذلك من «الهبل» الرسمي والكلام الرخيص الذي لا يليق أبدا بإعلام كبير وقديم وشخصيات عامة وقيادية بحجم مصر تكنى محبة وتدليلا «بأم الدنيا» نظرا لتاريخها في «استيعاب» الكل في حضنها الكبير ولكن ما يحدث الآن، وهذا السقوط الكبير بحق شعب كريم وعظيم أبي كالشعب السوري، الشعب الذي يمر بأسوأ مأساة عرفها التاريخ العربي قاطبة، فهو كما بات معروفا يتعرض لإبادة ممنهجة في كل مدنه الرئيسية على أيدي نظامه المجرم مستعينا بميليشيات مرتزقة إجرامية مثل حزب الله وفيلق بدر ومقاتلين قدموا من اليمن وباكستان والعراق وإيران ولبنان.[*]وتدعمه بالسلاح والسياسة دول كبرى مثل روسيا والصين ودول بالارتباك والتردد والصمت مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وبالدعم مثل ألمانيا والتأييد الخفي مثل إسرائيل. إنها مؤامرة دولية متكاملة بامتياز، هذه المؤامرة الدنيئة اضطرت وأرغمت شرفاء وشريفات سوريا على هجرة بلادهم وبيوتهم وأن يتحولوا إلى لاجئين في بيوت وبلاد غيرهم، هذا الشعب الأبي الكبير ابن البلاد المباركة العزيزة يتعرض لمهانة إنسانية، فعدد اللاجئين والمهجرين السوريين تخطى وتجاوز العشرة ملايين ونصف مليون لاجئ في الداخل وفي الخارج هذه هي بداية القصة فقط ناهيك عمن تيتم وترمل وجرح وأعيق وأصيب وتشوه واغتصب وسرق وتشرد وتفرق وغير ذلك من مآسي البشر المؤلمة. اضطرت هذه الظروف المؤلمة والبشعة أن يخرج السوريون من بلادهم يلجأون لبلاد العالم بشتى أشكالها، كان ذلك جراء تقاعس العرب والمجتمع الدولي في التعامل مع هذه المأساة واعتبار أن «ما يحدث شأن داخلي سوري» وأن الشرعية مع الأسد فله الحق أن يقضي على الإرهابيين، وغير ذلك من الهراء غير المنطقي، فالعالم عليه أن يفتح عقله ليعلم أن ما يحدث في سوريا هو باختصار إبادة كاملة للشعب ومشروع إعادة تهجين للشعب السوري بشكل مختلف وعلى أساس طائفي بغيض لا فرق فيه عما فعله أدولف هتلر بحق اليهود في أوروبا بحقبة الأربعينات الميلادية من القرن الماضي. ولذلك أجد ما يتم تداوله بشكل معمم في حق السوريين في مصر اليوم لا يمكن وصفه إلا بسقطة أخلاقية ممن يقوم بعمل ذلك، فهو ليس فقط عمل دنيء ولكنه غير إنساني وغير ديني ويستوجب العقوبة بأمر قضائي لأنه قذف صريح ولا يليق أن يسمح لهذا الهراء في بلد كبير ومضياف وعريق وقيادي.[*]لم يثبت وجود شخص ولا حالة على ما يتم تناوله من اتهامات حقيرة، كلها مجرد افتراءات وأقوال يتم ترديدها وتكرارها بلا دليل ولا معنى، إذا كان محمد مرسي الذي أراد أن «يقفز» على خط دعم الثورة السورية بعد «الهنا بسنة» وأقام مؤتمرا خطابيا «رخيصا» ارتدى فيه على رقبته شعار الثورة السورية وقامت ماكينته الإعلامية بنشر أعلام الثورة في الاستاد الرياضي الذي «أعلن» فيه الجهاد على نظام الأسد لتبدأ الإعلام الثورية تلوح يمينا ويسارا بشكل مسرحي رخيص وبالتالي «ربطت» الناس في ذهنها أن السوريين كانوا متواجدين وبالتالي يدعمون مرسي وهذا لعمري طرح ساذج وسطحي.[*]من المفروض أن يسود المنطق ولا يتم ازدراء كرامة شعب مجروح ومضطر، شعب له فضل علينا كعرب جميعا وهناك تأتي أمانة الاعتراف بذلك أما المصريون فبينهم تاريخ جميل، فلقد كانوا في يوم من الأيام بلدا واحدا وشعبا واحدا وهناك رابط عاطفي عظيم كان ولا يزال يجمعهم ولا يمكن أن يكون لأصوات «الحمقى» القدرة على محو كل ذلك الإرث الجميل، كونوا مع السوريين في محنتهم لا عليهم، فسنسأل جميعا عما فعلنا لهم أمام رب عظيم.
المصدر: الشرق الأوسط اللندنية
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :