عنوان الموضوع : الجارديان: مذبحة الساجدين كانت هجومًا منظمًا خبر مؤكد
مقدم من طرف منتديات العندليب

أثبتت صحيفة الجارديان البريطانية في تحقيق استقصائي وثقته بالأدلة, أن مجزرة الساجدين أمام نادي الحرس الجمهوري كانت هجوما منظما على المتظاهرين السلميين وأنه لا دليل على ما أشاعه الجيش المصري.

وقالت الصحيفة في التقرير المطول إن تحقيقها حول المجزرة التي قُتل فيها أكثر من 100 شهيد من مؤيدي الشرعية ونحو ألف مصاب، انتهى إلى أنه "لا دليل على اتهام القوات المسلحة لإرهابيين، بالهجوم على قوات الجيش المرابطة بالقرب من دار الحرس الجمهوري"... وفيما يلي نص التقرير:

في الساعات الأولى من يوم 8 يوليو، قتلت قوات الأمن 51 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين معتصمين أمام نادي الحرس الجمهوري بالقاهرة. إدعى الجيش المصري أن المتظاهرين حاولوا إقتحام المجمع بمعاونة راكبي دراجات بخارية مسلحين.

بعد معاينة أدلة الفيديوهات والتحدث مع الشهود، المسعفين والمتظاهرين وجدت صحيفة الجارديان قصة مختلفة.

في الساعة 3:17 من فجر يوم الأثنين 8 يوليو استعد الدكتور يحيى موسى للركوع في صلاة الفجر أمام نادي الحرس الجمهوري بشرق القاهرة. لساعات قليلة قادمة سيظل موسى المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية. لكنه في ذلك اليوم كان عند النادي بصفته الشخصية. اعتصم موسى مع ما يقرب من 2016 مساند للإخوان المسلمين عند باب نادي الحرس الجمهوري اعتراضًا على عزل الرئيس محمد مرسي الذين كانوا يعتقدون حينها أنه محبوس هناك.

مثل الباقين ركع موسى وظهره للأسلاك الشائكة التي تحمي مداخل النادي. على بُعد بضعة أقدام كان هناك رضا محمدي - الأستاذ بجامعة الأزهر، وبجانبه د. ياسر طه - أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة الأزهر. الثلاثة كانوا أصدقاء جامعة وتشاركوا خيمة واحدة تلك الليلة.

في غضون ساعة، طه قُتِلَ برصاصة في رقبته ومحمدي كان فاقد الوعي مصابًا برصاصة في فخذه أما موسى فقد أصيب بطلق ناري في كلا الساقين وسبابته اليمنى مفقودة.

كانوا الثلاثة ضحايا أكثر المجازر التي قامت بها الدولة دموية منذ سقوط حسنى مبارك. المجزرة التي بلغ ضحاياها وفقًا للأرقام الرسمية ما لا يقل عن 51 قتيل و435 جريح على يد قوات الأمن. إضافة إلى شرطيين وجندي.

وصرح الجيش أن الإعتداء على المتظاهرين كان إثر هجوم إرهابي. وأنه في حوالي الرابعة صباحًا اقترب 15 مسلح على دراجات نارية من مجمع نادي الحرس الجمهوري. وقال الجيش أن المسلحين بدأوا بإطلاق النار محاولين إقتحام المجمع، حينها لم يجد الجنود بديلًا عن الدفاع عن الممتلكات.

لكن التحقيق الذي اجرته الجارديان طوال أسبوع وتضمن لقاءات مع 31 شاهد وعدد من سكان المنطقة والمسعفين، بالإضافة لتحليل الفيديوهات لم يجد أي دليل على هجوم الدراجات النارية المسلحة بل ويشير لرواية مختلفة تمامًا، حيث شنت قوات الأمن هجومًا منسقًا على مجموعة من المدنين المسالمين العُزّل!

وقد رفض الجيش 4 طلبات تقدمنا بها للقاء الجنود الذين كانوا في موقع الحادث. متحدث رسمي قدم لقطات لثلاثة على الأقل من أنصار مرسي يستخدمون شكل ما من الأسلحة النارية بعد وقت من بدء المجزرة. لكن لم يُثْبِت الجيش بحال ما أسماه الفعل الإستفزازي - إلقاء المتظاهرين للحجارة - جاء في 4.05 صباحًا أي بعد أكثر من نصف ساعة من الوقت الذي أكد معظم الشهود أن المجزرة بدأت فيه.

أذان الفجر - 3.17 صباحًا
-------------------------
كان العديد من أنصار مرسي يوم الأثنين الساعة 3 صباحًا خارج مقر الحرس الجمهوري معتصمين من الجمعة السابقة ونصبوا الخيام مغلقين شارع صلاح سالم أحد أهم شوارع القاهرة. وكان قد قُتِل في أول يوم من الإعتصام ثلاثة برصاص المسئولين. لكن في يوم الأثنين بحلول الساعة 3.17 صباحًا نادى الإمام على الصلاة، الكل هادئ. النساء والأطفال تمهلوا في خيامهم قليلًا. كتيبة من الجنود وقفوا متسكعين خلف الأسلاك الشائكة.

بضع عشرات يحرسون الحواجز وأنصار مرسي قد أقاموا على الجانبين ، يمتد الإعتصام 300 متر في كلا الجانبين. البعض مازال نائمًا. لكن الغالبية قد قامت للصلاة مغلقين تقاطع شارعي صلاح سالم والطيران، الشارع البالغ طوله نصف ميل يمتد ليصل إلى مسجد رابعة العدوية مقر أكبر إعتصام لمؤيدي مرسي.

"
المكان كان شديد الهدوء"
قالها الدكتور مصطفى حسنين، وهو طبيب شاب ممن عادوا إلى رابعة حوالي الساعة 3 صباحًا لينال قسطا من النوم. وأكمل: "كانوا نيامًا، الجيش كان هادئ أيضًا، بل بعضهم كان يتحدث مع المتظاهرين من خلف السلك الشائك".

ما حدث بعد ذلك هو المختلف فيه بشكل كبير. لكن اتفق معظم الشهود على أن الهجوم على المتظاهرين بدأ قبل 3.30 صباحًا بقليل، بينما كان المصلون في الركعة الثانية والأخيرة من صلاة الفجر.

قال موسى في شهادته المؤكدة بشهادة اخرين في مكان الحادث: "في الركعة الثانية من الصلاة بدأنا نسمع ضوضاء على اطراف مكان الإعتصام. فقطع الإمام الدعاء و انهى الصلاة بمنتهى السرعة"

وعلى طرفي موقع المظاهرة بدأ الحراس - من المعتصمين - يصدرون نوع من الرنين باستخدام قطع معدينة وهي وسيلة إنذار استخدمناها في ثورة 2016 للتنبيه على أن هناك هجوم وشيك

3.25
صباحًا الجيش يتحرك
على بعد 200 متر غربًا في شقة علوية استيقظ المهندس سيف جمال على صوت القعقعة المعدنية، وهو في الـ 40 من عمره ويصف نفسه أنه غير منتمي لأي تيار سياسي، وهو وعائلته كانوا متأففين من وجود المحتجين. فذهب ليرى سبب أصوات الإنذار.

الناحية الشرقية من شارع صلاح سالم بعد مسجد مصطفى،كان هناك عدة مدرعات قادمة يتبعها جنود مسلحون، وأكمل جمال - تم تغيير إسمه خوفًا من انتقام قوات الأمن منه - "جاءوا ببطء ثم وقفوا على بعد 100 متر من المتاريس وبدأوا بإطلاق قنابل مسيلة للدموع ثم تبعها بعد دقيقتين طلقات نارية" وأضاف جمال في هذه المرحلة لم نكن نعلم هل هي ذخيرة حية أم لا

عندما أدرك ما كان يراه أحضر الكاميرا وبدأ تصوير ما يحدث. وكان الوقت المدون على الفيلم الذي حُمِل فيما بعد على يوتيوب هو 3.26 صباحًا
كان الهواء كثيف بسبب قنابل الغاز المسيل للدموع، المتظاهرون تجمعوا غرب المتاريس لمعرفة ما يحدث.
على الجانب الآخر من مكان الإعتصام شرق المتاريس ختم المتظاهرون صلاة الفجر بالقرب من مسجد السيدة صفية - حيث كان هناك هجوم مماثل

قال محمدي:
"
عندما انتهينا من الصلاة ذهبنا ناحية مصدر الصوت لأننا كنا نعتقد أنهم البلطجية"
ثم أكمل
"
لكن لما وصلنا هناك لم نجدهم البلطجية ولكن كانوا قوات الأمن يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع كانوا يطلقونها من المدرعات والجنود تقف وراء المدرعات ثم بدأوا التقدم نحونا مطلقين النار علينا"

وضحت الرؤية لجمال الذي يؤكد ان الهجوم لم يكن رد فعل لإستفزاز فقال:
"
أنا متأكد من هذا، البوليس بدأ بإطلاق النار لم أرى أي دراجات نارية ولم أسمع أي طلقات نارية قبل إطلاقهم النار"
ثم أضاف: " تلك العصي كانت سلاح المتظاهرون الوحيد، القوات لم تهاجم هجوم مضاد فلم يكن هناك هجوم من المتظاهرين فقدكانوا يصلون. وجاءت القوات ناحيتهم ببطء .. لقدكانت خطة"

أختلفت شهادة اثنتان من قاطني المنطقة مع شهادة جمال. نهى أسعد التي تم ذكرها في الإعلام الأميركي فقد قالت: قوات الأمن كانت ترد بإطلاق النار بعد ان أزال المتظاهرون المتاريس الغربية. وجارتها ميرنا الهلباوي الصحفية التي تم استضافتها هي الاخرى في عدة لقاءات غربية، وافقتها قائلة: كان واضح أن هؤلاء المتظاهرين أطلقوا النار أولًا. لكن الساكنتين كانتا غير قادرتين على تحديد من بدأ القتال.

المسعفون في المستشفى الميداني برابعة العدوية التي تبعد ميل قالوا ان أول جثة وصلت لهم كانت في حوالي الساعة 3.45 صباحًا . في حين أخبرت ميرنا الهلباوي صحيفة الجارديان أنها ربما لم تنظر خارج شرفتها قبل الساعة 3.46 صباحًا، بحلول ذلك الوقت كان إطلاق النار قد بدأ فعلًا وهذا يثير تساؤل هل كانت قادرة فعلًا على معرفة من بدأ إطلاق النار؟!

قالت نهى أسعد إنها لم تنظر من شرفتها قبل الـ 3.55 صباحًا ، بينما شهادتها الأصلية على الفيس بوك قالت ان القتال بدأ الساعة 4.15 صباحًا!

تسعون ثانية في فيديو جمال ــ الذي في تقديره تم تصويره حوالي الساعة 3.28صباحًا ــ يظهر متظاهر كانه ربما أطلق طلقة نارية وحيدة تجاه قوات الأمن . مع ذلك أصوات الطلقات تظهر بوضوح أنها لم تكن الطلقة الأولى.

الدماء في الشوارع - 3.40 صباحًا
------------------------------------
طه حسين خالد، مدرس لغة إنجليزية من كفر الشيخ قادم للإعتصام، عندما سمع صوت رنين الإنذار كان أول من وصل عند الطرف الغربي. كان يخشى أن يتعرض المعتصمون لهجوم من معارضي مرسي المدنيين. لكن لدى وصوله للحاجز ادرك ان المهاجمين أكثر خطورة. كانوا قوات الأمن يلقون قنابل مسيلة للدموع ثم اعقبوها بإطلاق ذخيرة حية.

ثبتنا بأماكننا لكن في النهاية الغازات المسيلة للدموع كانت كثيفة فبدأنا بالعودة للوراء. وأكمل قائلًا: احتميت بشجيرات في وسط الطريق حتى لا ينكشف مكاني وهناك أصبت بطلق ناري حوالي الساعة 3.40 صباحًا كنت أجري ناحية شارع صلاح سالم أنوي أن أتجه يمينًا لشارع الطيران حينها أُصبت بطلق ناري في فخذي الأيسر.

على بعد بضعة أمتار خلفه يحيى محفوظ مدرس من سوهاج، قرر الإستمرار في مكانه بينما يعبر الضباط والجنود السياج .حينما أقترب الجنود بقيت بمكاني لأخبرهم ان هناك نساء وأطفال يصلون، عندها ضربني أحد الجنود بسلاحه في فكي شعرت بدوار وسقطت على الأرض. حوالي 9 جنود أحاطوني يضربونني بالعصي.
في لقطة من فيديو جمال يظهر أحد أنصار مرسي تضربه الجنود.

نعود لوسط الإعتصام، أمام مدخل النادي كان هناك هرج ومرج اباء يبحثون عن أبناءهم. النائمون خرجوا من خيامهم على صوت محمد وهدان (عضو بارز في الإخوان المسلمين) كان يستخدم ميكرفون الإمام ليطلب من الجنود أني يترحموا بالمتظاهرين السلميين.

حوالي الساعة 3.30 صباحًا موسى ومعه 30 متظاهر كونوا سلسلة بشرية لحماية مدخل النادي.

"
أردنا أن نتأكد ألا يرمي أحد حجارة أو زجاجات ناحيتهم حتى لا يستفزوهم"
ثم أكمل : بعد حوالي دقيقتين أو ثلاث لبس الجنود أمام نادي الحرس الجمهوري أقنعة الغاز. ثم جاءت مدرعتان أمن مركزي أمام مبنى الحرس وكان الضباط بداخلها أيضًا يلبسون الأقنعة. بدأوا أولًا بإلقاء قنابل غاز مسيل للدموع ثم أطلقوا ذخيرة حية أفقيًا على مستوى الطول البشري. (بعض الناس تم إصابتهم بالقنابل نفسها)

بعد عشر دقائق، كانت الغازات كثيفة جدًا لدرجة سقوط رجال من السلسلة البشرية على ركبهم. موسى انفصل عن السلسلة وحاول أن يجد ما يهدأ به اللسع. وجد دلو ماء على الجانب الآخر من التقاطع فغسل وجهه وعيناه. حاول الرجوع مرة أخرى ناحية السلك الشائك لكن كان الغاز أكثر من إحتماله، لذا احتمى بالشاحنة التي يستخدمها الإمام في الصلاة.

على اليمين من شرق الإعتصام رأى على الأقل مدرعة يتبعها ضباط شرطة وجنود ــ كانت حطمت السياج حول الإعتصام ــ وزملاءهم قادمون من الناحية الأخرى.
قال موسى:
"
كنت أرى وأسمع إطلاق الذخيرة الحية فقد كانوا على بعد 20 متر"
طبقًا لمن كان بالمخيم أنه بحلول ذلك الوقت سقطت ضحايا كثيرة وبسرعة.

محمد عبد الحافظ ــ مصاب بطلق ناري في معدته ــ قال أنه كان نائما في خيمته قبل دقائق من أن يصبح من أوائل المصابين. كنت نائم واستيقظت على صوت ضرب النار ثم لاحقًا استيقظت في المستشفى وأنا مصاب.

محمد صابر السباعي قال: كنت لازلت ممسكًا بسجادة صلاتي حين أصبت. كنت أنا وشخص اخر نحتمي وراء بعض الأحجار وشعرت بشيء أصاب رأسي حاولت أن اغطي رأسي بسجادة الصلاة لكنها لم توقف النزيف لأنه كان غزير جدًا.

في وسط الفوضى هرب حوالي 100 متظاهر لأقرب تجمع سكني، يقرعون الأبواب يطلبون المأوى وخل لعلاج اثار الغاز المسيل للدموع. أصعدهم السكان للأسطح وفيما بعد تم القبض عليهم وكان منهم طفل 11 سنة ظل هناك إلى ما بعد الظهر.

موسى كان من أوائل الضحايا أصيب بطلق ناري من بندقية في ركبته اليسرى، واحتمل الألم وانتظر بجانب الشاحنة إلى أن أصابه طلق ناري بعد دقيقتين في ركبته اليمنى. الإصابة الثانية كانت فوق إحتماله فزحف ناحية شارع الطيران بحثًا عن مأوى. هناك أصبت للمرة الثالثة.

شعرت بألم في أصابعي فوجدت عقلتين من سبابتي اليمنى فقدوا إثر طلق ناري. بعض المتظاهرين نقلوه في سيارة إلى مستشفى التأمين الصحي القريبة.

بعد ساعات، تم نقله لمكان اخر. اتصل به التلفزيون الرسمي كما يفعل غالبًا بعد الحوادث ليتحدث عن الإصابات وعدد الجرحى. قال لهم موسى أنه كان بنفسه هناك وأنها كانت مجزرة قبل أن يتم قطع الإتصال من القناة. في وقت لاحق من نفس اليوم تم فصله من عمله كمتحدث رسمي باسم وزارة الصحة متهمًا بأنه ينقل اخبارخاطئة!

استقبال المستشفى الميداني الجثمان الأول - 3.45 صباحًا
--------------------------------------------------------------------
في المستشفى الميداني برابعة العدوية التي تبعد نصف ميل عن الحادث كان هناك د.علاء أبو زيد ــ المسئول عن تقارير وأرقام الجرحى ــ وقال:
بدأت الضحايا تصل في حوالي 3.45 صباحًا . قبل أيام كان الأطباء اتخذوا غرفة كبيرة في المسجد ووضعوا بها ستة أَسْرة وملئوا بعض الأرفف بالأدوية متوقعين استقبال مرضى مصابين بالبرد أو بضربات الشمس. لم يكونوا متأهبين بحال لما حدث ذلك الصباح.

قال زيد (طبيب أشعة تطوع في المستشفى الميداني خلال ثورة 2016) : أول حالة (متوفي) كان مصاب بطلق ناري في الرأس جزء من جمجمته كان مفقود ومخه كان يتسرب.

أدرك مدير المستشفى أن أمرخطير حدث فأيقظ كل الأطباء، وطلب منهم التجهز لحالة الطوارئ. ولكنهم لم يكونوا مستعدين أبدًا لما حدث بعد ذلك. كان هناك فقط ستة أَسْرة، وتوقع الأطباء أنهم في أسوء الأحوال سيتعاملون مع 25 مريض في نفس الوقت.

قال زيد لكنها كانت مجزرة! لم يكن بإمكاننا التعامل مع عدد الحالات ظللنا نتساءل متى سينتهون؟! لكنهم لم ينتهوا!!!
بحلول الساعة 4 صباحًا كان هناك 3 اموات في المستشفى. وقال أنه من الساعة 3.30 إلى الساعة 7.30 صباحًا استقبلت المستشفى 12 قتيل و450 جريح، نُقِلوا بسيارات ودراجات بخارية عبر شارع الطيران.

بعضهم مصاب بطلقات نارية في الظهر والصدر مما يدل أنهم كانوا يركضون في إتجاه وأصيبوا بالطلقات فركضوا في الإتجاه الأخر فأصيبوا مرة أخرى.

د. محمد لطفي المسئول عن صيدلية العيادة، والذي أيضًا تطوع كمسعف في الثورة الليبية قال:
كانت شبيهة جدًا بتجربتي في ليبيا كأننا في منطقة حرب.. وتأثر بشكل خاص لأن والدته وزوجته وإبنته وإبنه كانوا جميعًا عند نادي الحرس الجمهوري وقال لك أن تتخيل أني أتعامل مع مثل تلك الحالات وعقلي وقلبي في موقع المجزرة.

بحلول الساعة 4.30 صباحًا كل إمدادتنا الطبية بدأت في النفاذ. الجرحى بجروح بسيطة تم إرسالهم للمستشفيات الحكومية والخاصة المحيطة بنا، واشتكوا من الإنتظار ساعات ليتم التعامل معهم وعلاجهم بل طردهم أحيانًا من قِبل مسئولين يخافون التدخل في مسألة سياسية. قال زيد بحلول الساعة 7 صباحًا اضطررنا أن نشمر سيقان بنطلوناتنا من كثرة الدماء على الأرض.

بغض النظر عن تجهيزات المستشفى لم يستطع احد التعامل مع الحدث فقد كنا نعمل ونبكي في نفس الوقت

قال زيد أكثر الحالات التي تدمي القلب كانت لطفل في العاشرة مصاب بطلقات خرطوش، ورضيع ذي 6 أشهر فاقد الوعي بسبب الغاز وتم إنعاشه. نعم لم يلقوا مصرعهم في الحادث إلا إن إصابتهم تقضي على أسطورة أن الجيش لا يؤذي النساء والأطفال!!

وقرر د.خالد عبد اللطيف (جراح من المتطوعين في ذلك اليوم) أنه عالج على الأقل 20 إمرأة اختنقن بالغاز وصحيفة الجارديان التقت بمصابتين بطلقات نارية.

وهنا د.ياسر طه ــ صديق موسى ــ وكان معروف جيدًا لديهم جاء على نقالة مصاب بطلق ناري في عنقه قال زيد لم نكن نصدق أعيننا.

أحد الأطباء د.سامر أبو زيد إختصاصي قلب معتاد على رؤية الدماء انهار على الأرض يبكي

فوضي في شارع صلاح سالم - 4 صباحًا

حسنين الطبيب الذي عاد إلى رابعة 3 صباحًا لينال قسطا من النوم أيقظه مدير المستشفى الساعة 3.34 صباحًا قائلًا : "حالة طوارئ، وقع هجوم" ويقول حسنين أنه على الرغم من تعاطفه مع أنصار مرسي إلا إنه ليس عضوا في جماعة الإخوان.

قال: ركضت سريعًا معي حقيبة الإسعافات الأولية قطن، شاش، بيتادين ورشاش خل لتخفيف أثر الغاز المسيل للدموع؛ وصلت هناك ما بين 4 أو 4.10 صباحًا. بينما أنا أسير في شارع الطيران كنت أسمع صوت الطلقات وقنابل الغاز خارج الحرس الجمهوري لكن لم أكن أرى شيئًا. كنت أركض فمررت بمصاب أحضروه بالإتجاه الآخر كان مصاب بطلق ناري في ذراعه وكان يصرخ بصوت عالِ جدًا ؛ كانت ذراعة متعلقة بقطعة من الجلد فقط. ولم يكن هناك شيء بإمكاني أن أفعله له.

أضاف: رأيت نساء وأطفال يركضون هربًا وآخرين يركضون نحو المصابين ليدافعوا عنهم وبأيديهم حجارة وعبوات القنابل المستخدمة، وكانوا يحرقون الإطارات لخلق أكبر كمية ممكنة من الدخان لتمنع القناصين من إطلاق النار

وحاول المحمدي مساعدة أكبر قدر ممكن من المحتجين الأكثر عرضة للهجوم في ساحة القتال ليهربوا من شارع الطيران عائدين لرابعة العدوية

ومر محمدي بامرأة عجوز تختنق من الغاز المسيل للدموع قالت له:
أين ابني؟ لا أجد ابني
حاول أن يساعدها محمدي قائلًا: دعيني أساعدك كلنا أبناءك
رفضت قائلة : ليس مهم أن يحدث لي أي شيء لكن إبني هو حياتي لابد أن أجد ابني

فتركها محمدي متوجهًا لشارع الطيران حيث أصيب بطلق ناري في الناحية الداخلية من فخذه الأيمن. قال رأيت الضابط الذي أصابني كان أحد القادمين من مسجد السيدة صفية منتهيًا لمنتصف شارع الطيران وأطلق عليّ النار من مسافة 30 متر

تقريبًا في نفس الوقت كان حسنين أيضًا قد وصل لتقاطع شارعي الطيران وصلاح سالم، الذي كان تقريبًا خلى من الناس. قال أود أن أقول أنني في طريقي الساعة 4.15 صباحًا رأيت متظاهر أعزل مقتول برصاصة في رأسه! لم يكن هناك أي متظاهرين مسلحين كان معهم عصى او يرتدون خوذات لكن أقسم بالله كل من قتل برصاص في رأسه كانوا عُزّل.

في وسط الفوضى كانت هناك د. أحلام عبد العزيز غريب (استاذ ميكروبولوجي مساعد في جامعة الزقازيق) لما أصبح الغاز كثيف جدًا هرعت د. أحلام ذات الحجاب للبحث عن إبنها المصاب بالربو الذي يبلغ من العمر 21 سنة. قالت:
بينما أنا أجري من خيمة لخيمة وهم يطلقون النار في كل الإتجاهات لم أجده ووجدت الناس كلها قررت الإنبطاح أرضًا فنزلت على الأرض ,بينما أنا كذلك أصبت بطلق خرطوش في ظهري وبدأت أسعل دمًا [ بينت الأشعة لاحقًا انها أصيبت ب 75 قذيفة منها ما هو ما زال مستقر في رئتها]
أكملت:
وأنا على الأرض توجه ناحيتي ضابط شاب يرتدي بدلة غامقة أعتقد أنه من امن الدولةوقال:
انهضي!
قلت له لا أستطيع أنا مصابة
وجه بندقيته في وجهي قائلًا انهضي وإلا قتلتك
فنهضت

قالت د.أحلام أنها اُخِذَت لنهاية الشارع وحُجِزَت مع مصابين اخرين بجانب مدرعة الأمن المركزي التي تعتقد إنها أصيبت منها قالت كان فوق المدرعة رجال الأمن المركزي يحملون بنادق الخرطوش التي أصبت بواحدة منها، ظللت أرجوهم أنني أم دعونا أحضروا لنا سيارات إسعاف لكنهم كانوا عديمو الرحمة وقالوا لن تصل سيارات الإسعاف هنا بسبب الحوائط التي بنيتموها. حجزونا هناك حتى طلعت الشمس فتركونا

المصدر
https://www6.mashy.com/news/egypt/tit...VMngAAcOiD5D_g



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :